﴿ وَمَا مُحَمَّدٌ إِلَّا رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِهِ الرُّسُلُ أَفَإِنْ مَاتَ أَوْ قُتِلَ انْقَلَبْتُمْ عَلَىٰ أَعْقَابِكُمْ وَمَنْ يَنْقَلِبْ عَلَىٰ عَقِبَيْهِ فَلَنْ يَضُرَّ اللَّهَ شَيْئًا وَسَيَجْزِي اللَّهُ الشَّاكِرِينَ ﴾ 1
حديثي عن هذه الآية سيدور في نقطتين:
النقطة الأولى: سبب نزول الآية والدروس المستوحاة من سبب النزول.
النقطة الثانية: حقيقة الانقلاب.
النقطة الأولى
سبب النزول)
أورد المفسرون لنزول هذه الآية سببا مفاده أن الآية نزلت على أثر إشاعة أثيرت في واقعة أحد.
وملابسات ما حصل أن النبي (ص) قد وضع استراتيجية عسكرية محكمة، بحيث أنه (ص) جعل الرماة على أقاصي جبل احد، وجعل البعض من المسلمين يقاتلون تحت الجبل، وأكد (ص) على الرماة أن لا يتركوا مواقعهم مهما كانت الظروف.
وبالفعل هذه الإستراتيجية أعطت كل الأثر في انتصار المسلمين، ألا أن الرماة حينما رأوا النصر وأن المسلمين تحت الجبل أخذوا يجمعون الغنائم‘ ترك هؤلاء الرماة مواقعهم ونزلوا خشية أن تفوتهم بعض الغنائم، مما جعل المشركين يجمعوا فلول جيوشهم وينتهزون فرصة انشغال المسلمين بجمع الغنائم فيهجموا هجمة شرسة على المسلمين، وبالفعل حصلت تلك الهجمة الشرسة بقيادة البطل المغوار خالد ابن الوليد، مما أسفر بقتل جماعة كبيرة من المسلمين بل ووصلوا إلى رسول الله (ص)هجموا عليه فشجوا وجهه وكسروا رباعيته (ص)، وإذا بالصرخة بين الصفين (لقد قتل محمد)
وهنا حصل الانقلاب...
فانقسم المسلمون فيه الى ثلاث طوائف:
طائفة أخذت تنادي ليتنا نجد لنا من يأخذ لنا الأمان من ابي سفيان.
وطائفة قالت لوكان محمد نبي لما مات ارجعوا الى دينكم القديم.
وطائفة أخذت تنادي أيها الناس; ان مات محمد فرب محمد حي باقي.
فحدثت البلبلة وحصل الهرج والمرج وانطلقت الإشاعة، وهنا تدخل القرآن وحسم الموقف بنزول هذه الآية ﴿ وَمَا مُحَمَّدٌ إِلَّا رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِهِ الرُّسُلُ أَفَإِنْ مَاتَ أَوْ قُتِلَ انْقَلَبْتُمْ عَلَىٰ أَعْقَابِكُمْ وَمَنْ يَنْقَلِبْ عَلَىٰ عَقِبَيْهِ فَلَنْ يَضُرَّ اللَّهَ شَيْئًا وَسَيَجْزِي اللَّهُ الشَّاكِرِينَ ﴾ 1
فالرسالة لا تموت بموت الرسول والدعوة لا تنتهي بموت الداعية والمرجعية لا تنتهي بموت المرجع.
الدروس المستوحاة من سبب النزول
يمكن لنا ان نستوحي من سبب النزول ثلاثة دروس مهمة:
الدرس الأول: الرسالة لا تموت بموت الرسول.
الدرس الثاني: مخالفة الرسول هزيمة في الدنيا وعذاب في الآخرة.
الدرس الثالث:لايكن مطلبي الدنيا وأنا في طريق الدعوة إلى الله.
الدرس الأول: القرآن يعلمني درسا مفاده أن الرسول إذا قتل لاتقتل رسالته، وإذا حوصر الرسول لا تحاصر رسالته وإذا نفي لا تنفى رسالته بل تبقى متجسدة في نفوس المؤمنين برسالته.
الدرس الثاني: ما خالف قوم رسولهم إلا استحوذ عليهم الشيطان وجعلهم في ظلمات لا يبصرون فيها الحق من الباطل، ومن ثم يسلط عليهم شرارهم، وهاأنت يا عزيزي رأيت الرماية حينما خالفوا الرسول(ص) ونزلوا يجمعون الغنائم هجم عليهم المشركون وأوقعوا فيهم القتل والسلب، ولو أطاعوا رسول الله ما نزل بساحتهم ما نزل.
الدرس الثالث:لايكن همك الدنيا وأنت في طريق الدعوة الى الله، فمن كان همه الدنيا خسر الدنيا والآخرة، وكم رأينا اناسا كانوا يعملون في حقل الدعوة من أجل المناصب فخسرا المناصب وخسروا الآخرة..ومن ظريف ماينقل ان جماعة ممن كان لهم الحظوة في انتصار الثورة الإسلامية في إيران وسقوط الشاه المقبور.
هؤلاء جاؤوا للسيد الإمام قدس سره وقالوا له اننا قدمنا ووقفنا مواقف عظيمة معكم ولكننا لم نظفر بأي من المناصب العليا وهذا يسوؤنا.
فقال لهم السيد الامام (قدس سره)ان كان عملكم لله فالله تعالى يقول: ﴿ ... أَنِّي لَا أُضِيعُ عَمَلَ عَامِلٍ مِنْكُمْ مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَىٰ بَعْضُكُمْ مِنْ بَعْضٍ فَالَّذِينَ هَاجَرُوا وَأُخْرِجُوا مِنْ دِيَارِهِمْ وَأُوذُوا فِي سَبِيلِي وَقَاتَلُوا وَقُتِلُوا لَأُكَفِّرَنَّ عَنْهُمْ سَيِّئَاتِهِمْ وَلَأُدْخِلَنَّهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ ثَوَابًا مِنْ عِنْدِ اللَّهِ وَاللَّهُ عِنْدَهُ حُسْنُ الثَّوَابِ ﴾ 2
واذا كان عملكم للمنصب فالمنصب لم يف لأحد أبدا.
هذا تمام كلامنا في النقطة الأولى.
النقطة الثانية:
حديثي عن هذه الآية سيدور في نقطتين:
النقطة الأولى: سبب نزول الآية والدروس المستوحاة من سبب النزول.
النقطة الثانية: حقيقة الانقلاب.
النقطة الأولى
سبب النزول)أورد المفسرون لنزول هذه الآية سببا مفاده أن الآية نزلت على أثر إشاعة أثيرت في واقعة أحد.
وملابسات ما حصل أن النبي (ص) قد وضع استراتيجية عسكرية محكمة، بحيث أنه (ص) جعل الرماة على أقاصي جبل احد، وجعل البعض من المسلمين يقاتلون تحت الجبل، وأكد (ص) على الرماة أن لا يتركوا مواقعهم مهما كانت الظروف.
وبالفعل هذه الإستراتيجية أعطت كل الأثر في انتصار المسلمين، ألا أن الرماة حينما رأوا النصر وأن المسلمين تحت الجبل أخذوا يجمعون الغنائم‘ ترك هؤلاء الرماة مواقعهم ونزلوا خشية أن تفوتهم بعض الغنائم، مما جعل المشركين يجمعوا فلول جيوشهم وينتهزون فرصة انشغال المسلمين بجمع الغنائم فيهجموا هجمة شرسة على المسلمين، وبالفعل حصلت تلك الهجمة الشرسة بقيادة البطل المغوار خالد ابن الوليد، مما أسفر بقتل جماعة كبيرة من المسلمين بل ووصلوا إلى رسول الله (ص)هجموا عليه فشجوا وجهه وكسروا رباعيته (ص)، وإذا بالصرخة بين الصفين (لقد قتل محمد)
وهنا حصل الانقلاب...
فانقسم المسلمون فيه الى ثلاث طوائف:
طائفة أخذت تنادي ليتنا نجد لنا من يأخذ لنا الأمان من ابي سفيان.
وطائفة قالت لوكان محمد نبي لما مات ارجعوا الى دينكم القديم.
وطائفة أخذت تنادي أيها الناس; ان مات محمد فرب محمد حي باقي.
فحدثت البلبلة وحصل الهرج والمرج وانطلقت الإشاعة، وهنا تدخل القرآن وحسم الموقف بنزول هذه الآية ﴿ وَمَا مُحَمَّدٌ إِلَّا رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِهِ الرُّسُلُ أَفَإِنْ مَاتَ أَوْ قُتِلَ انْقَلَبْتُمْ عَلَىٰ أَعْقَابِكُمْ وَمَنْ يَنْقَلِبْ عَلَىٰ عَقِبَيْهِ فَلَنْ يَضُرَّ اللَّهَ شَيْئًا وَسَيَجْزِي اللَّهُ الشَّاكِرِينَ ﴾ 1
فالرسالة لا تموت بموت الرسول والدعوة لا تنتهي بموت الداعية والمرجعية لا تنتهي بموت المرجع.
الدروس المستوحاة من سبب النزول
يمكن لنا ان نستوحي من سبب النزول ثلاثة دروس مهمة:
الدرس الأول: الرسالة لا تموت بموت الرسول.
الدرس الثاني: مخالفة الرسول هزيمة في الدنيا وعذاب في الآخرة.
الدرس الثالث:لايكن مطلبي الدنيا وأنا في طريق الدعوة إلى الله.
الدرس الأول: القرآن يعلمني درسا مفاده أن الرسول إذا قتل لاتقتل رسالته، وإذا حوصر الرسول لا تحاصر رسالته وإذا نفي لا تنفى رسالته بل تبقى متجسدة في نفوس المؤمنين برسالته.
الدرس الثاني: ما خالف قوم رسولهم إلا استحوذ عليهم الشيطان وجعلهم في ظلمات لا يبصرون فيها الحق من الباطل، ومن ثم يسلط عليهم شرارهم، وهاأنت يا عزيزي رأيت الرماية حينما خالفوا الرسول(ص) ونزلوا يجمعون الغنائم هجم عليهم المشركون وأوقعوا فيهم القتل والسلب، ولو أطاعوا رسول الله ما نزل بساحتهم ما نزل.
الدرس الثالث:لايكن همك الدنيا وأنت في طريق الدعوة الى الله، فمن كان همه الدنيا خسر الدنيا والآخرة، وكم رأينا اناسا كانوا يعملون في حقل الدعوة من أجل المناصب فخسرا المناصب وخسروا الآخرة..ومن ظريف ماينقل ان جماعة ممن كان لهم الحظوة في انتصار الثورة الإسلامية في إيران وسقوط الشاه المقبور.
هؤلاء جاؤوا للسيد الإمام قدس سره وقالوا له اننا قدمنا ووقفنا مواقف عظيمة معكم ولكننا لم نظفر بأي من المناصب العليا وهذا يسوؤنا.
فقال لهم السيد الامام (قدس سره)ان كان عملكم لله فالله تعالى يقول: ﴿ ... أَنِّي لَا أُضِيعُ عَمَلَ عَامِلٍ مِنْكُمْ مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَىٰ بَعْضُكُمْ مِنْ بَعْضٍ فَالَّذِينَ هَاجَرُوا وَأُخْرِجُوا مِنْ دِيَارِهِمْ وَأُوذُوا فِي سَبِيلِي وَقَاتَلُوا وَقُتِلُوا لَأُكَفِّرَنَّ عَنْهُمْ سَيِّئَاتِهِمْ وَلَأُدْخِلَنَّهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ ثَوَابًا مِنْ عِنْدِ اللَّهِ وَاللَّهُ عِنْدَهُ حُسْنُ الثَّوَابِ ﴾ 2
واذا كان عملكم للمنصب فالمنصب لم يف لأحد أبدا.
هذا تمام كلامنا في النقطة الأولى.
النقطة الثانية:

تعليق