تويت
إنّ غايةَ خلق الإنسان عبادة ربّه التي بها تزكية نفسه والسمو بروحه؛ حتى يكون سلوكه نهج الطريق المستقيم طلباً لمرضاة رب العالمين،
يجب علينا الرجوع إلى الله، وهي من أحب الطاعات إلى رب الأرض والسموات، وطريق سلكه الأنبياء والصحابة والتابعون والأولياء؛
فالتوبة إلى الله تخص الإنسان مهما كان إيمانه وإسلامه، فهو إنسان خطاءٌ ظلوم جهول عجول قال تعالى..
(وَتُوبُوا إِلَى اللَّهِ جَمِيعًا أَيُّهَا الْمُؤْمِنُونَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ)/ (النور:31)، لابد أن تقف مع نفسك وقفةً بل وقفات "واعزم على تأديب نفسك..
نعم.. ألزم قلبك العزم على تأديب نفسك والمواظبة على توقيفها والإلحاح على معاتبتها، والدوام على موعظتها وتذكيرها،
وأنها لابد من المصير إلى مولاها، وأنها ستموت حتماً وقد يكون الآن؛ قل.. لها.. يا نفس توبي.. قبل أن تموتي.. نادِ نفسك قل لها..
يا نفس توبي.. يا نفس توبي.. قبل أن تموتي فإن الموت يأتي فجأة.. يا نفس صبر ساعةٍ ولا عذاب الأبد، يا نفس هبّي إلى الجد
إن قالت لك نفسك في آخر العمر أتوب، وكثير منا يقول دعنا نستمتع بشبابنا.. حتى إذا بلغنا مبلغ الشيب تبنا..
كما تبتم.. وما يدريك أنك ستعيش؟ هب إلى الجد في آخر العمر نافع قل لنفسك يا نفس أما تتأملين منذ كم تَعدِيِن؟
منذ كم تقولين غداً؟ فقد جاء الغد وصار اليوم.. يا نفس أما علمت أن الغدَ الذي جاء وصار اليوم كان له حكم الأمس.
اللهم ارزقنا توبة تقبلها.. اللهم ارزقنا توبة ترضاها.. اللهم ونسألك توبة نصوحة نذوق بها برد اليقين وطعم الإخلاص
ولذة الرضا ونسألك الأُنس بقربك.. اللهم ارزقنا توبة قبل الممات وصلى اللهم وسلم على حبيبنا محمد وآله الطيبين الطاهرين.
آيات سعدي التميمي
تم نشره في رياض الزهراء العدد33
تعليق