بسم الله الرحمن الرحيم
والصلاة والسلام على محمد وآله الطاهرين واللعن الدائم على
أعداهم ،
ومخالفيهم ، ومعانديهم ، وظالميهم ، ومنكري فضائلهم ومناقبهم ،
ومدّعي مقامهم ومراتبهم ،
من الأولين والأخرين أجمعين إلى يوم الدين وبعد
الإمام الحسن (عليه السلام) وأسئلة ابن الأصفر :
عن الإمام الباقر (عليه السلام) أنّه قال : ( بينا أمير المؤمنين (عليه السلام) في الرّحبة والنّاس عليه مُتراكمون ، بين مُستفتٍ ومُستعدٍ ، إذ قام إليه رجل فقال : السّلام عليك يا أمير المؤمنين ورحمة الله وبركاته .
فقال : وعليك السلام ورحمة الله وبركاته ، مَن أنت ؟
قال : أنا رجل من رعيّتك وأهل بلادك .
فقال له : ما أنت برعيّتي وأهل بلادي ، ولو سلّمت عليّ يوماً واحداً ما خفيت عليّ .
فقال : الأمان ! يا أمير المؤمنين .
فقال : هل أحدثت منذ دخلت مصري هذا ؟
قال : لا .
قال : فلعلّك من رجال الحرب ؟
قال : نعم .
قال : إذا وضعت الحرب أوزارها فلا بأس .
قال : أنا رجل بعثني إليك معاوية مُتغفِّلاً لك ، وأسألك عن شيء بعث به ابن الأصفر إليه ، وقال : إن كنت أحقّ بهذا الأمر والخليفة بعد محمد فأجبني عمّا أسألك ، فإنّك إن فعلت ذلك اتّبعتك ، وبعثت إليك بالجائزة ، فلم يكن عنده جواب ، وقد أقلقه ، فبعثني إليك لأسألك عنها .
فقال أمير المؤمنين (عليه السلام) : قاتل الله ابن آكلة الأكباد ! ما أضلّه وأعماه ومَن معه ! حكم الله بيني وبين هذه الأمّة ، قطعوا رحمي ، وأضاعوا أيّامي ، ودفعوا حقّي ، وصغّروا عظيم منزلتي ، وأجمعونا على مُنازعتي ، يا قنبر ، عليَّ بالحسن والحسين ومحمد . فأُحضروا .
فقال : يا شامي ، هذان ابنا رسول الله ، وهذا ابني ، فاسأل أيَّهم أحببت .
الاحتجاج .
فقال : أسأل ذا الوفرة ، يعني الحسن (عليه السلام) .
فقال له الحسن (عليه السلام) : سلني عمّا بدا لك !
فقال الشامي : كم بين الحقّ والباطل ؟ وكم بين السماء والأرض ؟ وكم بين المشرق والمغرب ؟ ... وما عشرة أشياء بعضها أشدُّ من بعض ؟
فقال الحسن (عليه السلام) : بين الحقّ والباطل أربعة أصابع ، فما رأيته بعينك فهو الحقّ ، وقد تسمع بأذنك باطلاً كثيراً ، فقال الشامي : صدقت .
قال : وبين السماء والأرض دعوة المظلوم ، ومدُّ البصر ، فمَن قال لك غير هذا فكذِّبه . قال : صدقت ، يا بن رسول الله .
قال : وبين المشرق والمغرب مسيرة يوم للشمس ، تنظر إليها حين تطلع من مشرقها ، وتنظر إليها حين تغيب في مغربها . قال : صدقت ...
وأمّا عشرة أشياء بعضها أشدُّ من بعض : فأشدُّ شيء خلقه الله الحجر ، وأشدّ من الحجر الحديد ، يُقطع به الحجر ، وأشدّ من الحديد النّار تُذيب الحديد ، وأشدّ من النّار الماء يُطفئ النّار ، وأشدّ من الماء السحاب يحمل الماء ، وأشدّ من السحاب الريح تحمل السحاب ، وأشدّ من الريح المَلَك الذي يُرسلها ، وأشدّ من المَلك مَلك الموت الذي يُميت المَلك ، وأشدّ من مَلك الموت الموت الذي يُميت مَلك الموت ، وأشدّ من الموت أمر الله الذي يُميت الموت .
فقال الشامي : أشهد أنّك ابن رسول الله حقّاً ، وأنّ عليّاً أولى بالأمر من معاوية ، ثمّ كتب هذه الجوابات وذهب بها إلى معاوية ، فبعثها إلى ابن الأصفر .
فكتب إليه ابن الأصفر : يا معاوية ، تُكلِّمني بغير كلامك ؟! وتُجيبني بغير جوابك ؟! أُقسم بالمسيح ، ما هذا جوابك ! وما هو إلاّ من معدن النبوّة ، وموضع الرسالة ، وأمّا أنت فلو سألتني درهماً ما أعطيتك ) .
الخصال ص 454
والصلاة والسلام على محمد وآله الطاهرين واللعن الدائم على
أعداهم ،
ومخالفيهم ، ومعانديهم ، وظالميهم ، ومنكري فضائلهم ومناقبهم ،
ومدّعي مقامهم ومراتبهم ،
من الأولين والأخرين أجمعين إلى يوم الدين وبعد
الإمام الحسن (عليه السلام) وأسئلة ابن الأصفر :
عن الإمام الباقر (عليه السلام) أنّه قال : ( بينا أمير المؤمنين (عليه السلام) في الرّحبة والنّاس عليه مُتراكمون ، بين مُستفتٍ ومُستعدٍ ، إذ قام إليه رجل فقال : السّلام عليك يا أمير المؤمنين ورحمة الله وبركاته .
فقال : وعليك السلام ورحمة الله وبركاته ، مَن أنت ؟
قال : أنا رجل من رعيّتك وأهل بلادك .
فقال له : ما أنت برعيّتي وأهل بلادي ، ولو سلّمت عليّ يوماً واحداً ما خفيت عليّ .
فقال : الأمان ! يا أمير المؤمنين .
فقال : هل أحدثت منذ دخلت مصري هذا ؟
قال : لا .
قال : فلعلّك من رجال الحرب ؟
قال : نعم .
قال : إذا وضعت الحرب أوزارها فلا بأس .
قال : أنا رجل بعثني إليك معاوية مُتغفِّلاً لك ، وأسألك عن شيء بعث به ابن الأصفر إليه ، وقال : إن كنت أحقّ بهذا الأمر والخليفة بعد محمد فأجبني عمّا أسألك ، فإنّك إن فعلت ذلك اتّبعتك ، وبعثت إليك بالجائزة ، فلم يكن عنده جواب ، وقد أقلقه ، فبعثني إليك لأسألك عنها .
فقال أمير المؤمنين (عليه السلام) : قاتل الله ابن آكلة الأكباد ! ما أضلّه وأعماه ومَن معه ! حكم الله بيني وبين هذه الأمّة ، قطعوا رحمي ، وأضاعوا أيّامي ، ودفعوا حقّي ، وصغّروا عظيم منزلتي ، وأجمعونا على مُنازعتي ، يا قنبر ، عليَّ بالحسن والحسين ومحمد . فأُحضروا .
فقال : يا شامي ، هذان ابنا رسول الله ، وهذا ابني ، فاسأل أيَّهم أحببت .
الاحتجاج .
فقال : أسأل ذا الوفرة ، يعني الحسن (عليه السلام) .
فقال له الحسن (عليه السلام) : سلني عمّا بدا لك !
فقال الشامي : كم بين الحقّ والباطل ؟ وكم بين السماء والأرض ؟ وكم بين المشرق والمغرب ؟ ... وما عشرة أشياء بعضها أشدُّ من بعض ؟
فقال الحسن (عليه السلام) : بين الحقّ والباطل أربعة أصابع ، فما رأيته بعينك فهو الحقّ ، وقد تسمع بأذنك باطلاً كثيراً ، فقال الشامي : صدقت .
قال : وبين السماء والأرض دعوة المظلوم ، ومدُّ البصر ، فمَن قال لك غير هذا فكذِّبه . قال : صدقت ، يا بن رسول الله .
قال : وبين المشرق والمغرب مسيرة يوم للشمس ، تنظر إليها حين تطلع من مشرقها ، وتنظر إليها حين تغيب في مغربها . قال : صدقت ...
وأمّا عشرة أشياء بعضها أشدُّ من بعض : فأشدُّ شيء خلقه الله الحجر ، وأشدّ من الحجر الحديد ، يُقطع به الحجر ، وأشدّ من الحديد النّار تُذيب الحديد ، وأشدّ من النّار الماء يُطفئ النّار ، وأشدّ من الماء السحاب يحمل الماء ، وأشدّ من السحاب الريح تحمل السحاب ، وأشدّ من الريح المَلَك الذي يُرسلها ، وأشدّ من المَلك مَلك الموت الذي يُميت المَلك ، وأشدّ من مَلك الموت الموت الذي يُميت مَلك الموت ، وأشدّ من الموت أمر الله الذي يُميت الموت .
فقال الشامي : أشهد أنّك ابن رسول الله حقّاً ، وأنّ عليّاً أولى بالأمر من معاوية ، ثمّ كتب هذه الجوابات وذهب بها إلى معاوية ، فبعثها إلى ابن الأصفر .
فكتب إليه ابن الأصفر : يا معاوية ، تُكلِّمني بغير كلامك ؟! وتُجيبني بغير جوابك ؟! أُقسم بالمسيح ، ما هذا جوابك ! وما هو إلاّ من معدن النبوّة ، وموضع الرسالة ، وأمّا أنت فلو سألتني درهماً ما أعطيتك ) .
الخصال ص 454