كيف وُلِد الحبّ في ثنايا القداسة؟
خَفقتْ بالقلبِ نبضاتُه .. ازدادَ عشقاً..
الحبُّ لم يعرفْ ملهماً لأسطورتِه الأزليةِ قبلَ أنْ يُولد الكمالُ في أحضانِ الزَّهراءعليها السلام..
وُلِدتْ في حجرِ القداسةِ مهجةُ نبيِّ الله صلى الله عليه واله..
شوقُ المُرتضى عليه السلام لا يُوصف لا يقلّ عن شوقِ الزَّهراءعليها السلام..
ولا يقلُّ شوقُهما عن شوقِ المُصطفى صلى الله عليه واله لتلقُّفِ أوّلِ الأَنوار..
النُّورُ لم يجدْ ما يتألقُ بهِ إلّا بعدَ أنْ تلفعَ بأوّلِ الأَسباط..
يا لَجمالِهِ الذي اختارَ له اسمَ الحَسن..
الحاءُ مَعنى الحبِّ بكلِّ حروفِهِ..
السينُ سَنَا القداسةِ يسطعُ..
النونُ نبراسُ العزَّةِ والنَّجابة..
لمعتْ قطراتُ نَدى اليَاسمين على وَهجِ نُورِ وجهِهِ..
أشرقتْ الأرضُ بهذا النورِ الوهَّاج..
تَلألأَ وجهُ الزَّهراء فأزهرتْ الأَكوان..
كأنَّها تشمُّ عطرَه في ثَنايا روحِهَا القُدسيَّة..
هامتْ خواطرُها فيهِ عِشقاً..
يا صَبوةَ حبِّ الرسولِ صلى الله عليه واله تَأجَّجي..
يا درةً خُلِقتْ من الفردوسِ أصدافُها..
ومِن جلالِ قدسِ الجبّارِ أضاءتْ أنوارُها..
يا عسجداً تلألأَ على جيدِ الفَضائلِ..
يا سماءً انثري أفراحَكِ بينَ الجِنَان..
وتألَّقي بسموّكِ وتزيَّني بنورِ عيونِهِ..
وترنَّمي بجمالِ صوتِهِ وهو يُنَاغي..
لمْ تزلْ الأملاكُ في حيرةٍ مِن عشقِهِ..
لا تَدري إنْ كان لجنونِها به أولٌ أو آخرُ..
أخرسَ حبُّه مشاعرَهَا..
ونسيمُ غرامِهِ بَدا يطيحُ بِهَا..
ما أضمرتْ خَفَايا النفسِ وما طَوَت..
عن مثلِ عشقِ ابنِ سيّدةِ النِّساء مَثلاً..
هامتْ جموعُ العاشقينَ بنورِهِ..
يا سيّدي رِفقاً بِهِم..
يدورُ في سككِ المدينةِ عاشقوكَ..
يبحثونَ عن طيفٍ في المنامِ لعلَّهم..
يصبونَ إلى روحٍ وريحانٍ مِن أريجِكَ.
يا سيّدي يا مَن تناثرتْ رُوحي على أعتابِ عشقِكَ..
فِي خربشاتي أجدُ حبَّكَ مُتسيِّداً..
وفِي نبراتِ صَوتي أترنَّمُ باسمِكَ..
فالحاءُ حبٌّ منهُ يرتَوي حَنَاني..
والسينُ سَماءُ العاشقينَ ببدرِهِ تَزدان..
والنونُ نجمٌ قد عَلا وِجدَاني..
تُبعثرنِي الأشواقُ أَغدُو وَلِهَةً..
باحثةً عن طيفِكَ بينَ صفحاتِ التَّاريخِ..
وفِي حنينِي الحَزِين.
تعليق