بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صلِ على محمد واله الطاهرين
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
قال تعالى في محكم كتابه الكريم ﴿ إِنَّا أَنزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ * وَمَا أَدْرَاكَ مَا لَيْلَةُ الْقَدْرِ * لَيْلَةُ الْقَدْرِ خَيْرٌ مِّنْ أَلْفِ شَهْرٍ * تَنَزَّلُ الْمَلَائِكَةُ وَالرُّوحُ فِيهَا بِإِذْنِ رَبِّهِم مِّن كُلِّ أَمْرٍ * سَلَامٌ هِيَ حَتَّى مَطْلَعِ الْفَجْرِ ﴾ .
جعل الله ليلة القدر المباركة خيرا من ألف شهر ، وألف شهر يعادل عمر الإنسان ، وهو ثلاث وثمانون سنة ؛ أي ان ليلة القدر لوحدها خير من عمر الإنسان كله . . ترى كيف صار ذلك ؟!
أقول : ان من رحمة الله تبارك وتعالى بعباده وفضله عليهم أنه سخر لهم وسائل الوصول إليه . فقد تكون الوسيلة ليلة ، وقد تكون منطقة ، وقد تكون شخصا .
فالكعبة جعلها البارئ عز وجل مثابة للناس وأمنا ووسيلة إلى رحمته ، وصحراء عرفات وسيلة من وسائل رحمته ، والأنبياء عليهم أفضل الصلاة والسلام وكذلك الائمة الأطهار وسائل رحمته ؛ فمن أراد الله بدأ بهم .
ومن تلكم الليالي ليلة الجمعة ، وليلة العيد ، وليلة النصف من شعبان ، وغيرها .
وان من المؤكد أن أفضل الليالي هي ليلة القدر ، وهي وسيلة عظيمة جعلها الله في شهر رمضان المبارك وسيلة إلى رحمته المعنوية . فمن أراد الله سبحانه وتعالى دخل من باب هذه الليلة ، ووصل إلى الرحمة الربانية المطلقة . .
ففي هذه الليلة تتنزل رحمة الله ، وتتنزل الملائكة بالبركة والإذن بإستجابة الدعاء ، بل والدعاء لعباد الله الصالحين والتأمين على دعائهم .
ومن هنا كان المؤمنون مدعوين إلى التوبة والاستغفار ؛ التوبة التي تعني الندم وإصلاح الذات وإعادة الحسابات ، فليحاسب المؤمنون أنفسهم وتاريخهم ، إذ لا يتسنى لأحد أن يبرئ نفسه وينسب الكمال إليها .
فتعالوا في هذه الليلة المباركة ـ ليلة القدر ـ لنراجع حساباتنا ، وندعو الله سبحانه من خلال عدة ساعات ، ولو للحظة واحدة حيث تتصل قلوبنا بنور الرب العظيم . وإذ ذاك ستكفينا هذه اللحظة الواحدة ، لأنها أحدثت في ذواتنا التحول المطلوب ، وأسقطت كل الحجب التي تقف بيننا وبين ربنا .
فلنحاول ثم نحاول ، ولنجتهد ثم نجتهد للإمساك بهذه اللحظة ، حيث يتم اللقاء الأبدي بين قلوبنا وبين نور الرب .
وما أدراك ما ليلة القدر . .
﴿ وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ فَلْيَسْتَجِيبُواْ لِي وَلْيُؤْمِنُواْ بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ ﴾
ليلة القدر ، وما أدراك ما ليلة القدر ؛ انها ليلة تقترب فيها السماء من الأرض حتى تنعدم المسافة بينهما ، وفيها يقترب الإنسان من ربه ، فتقترب منه رحمة ربه وفي هذه الليلة تفتح أبواب السماء .
إنها خير فرصة لتتقدم بها إلى ربك بالتوبة فتتوب بذلك توبة نصوحا . فإن من لم يتب إلى الله في هذه الليلة ، أو لم تقبل توبته ، فقد لا يوفق إلى إدراك التوبة إلا إذا أدرك الحج ودعا ربه عند موقف عرفة الشريف فقط .
ما أروع إن يعرف الإنسان ان الله يدعو الناس إليه في شهر رمضان دعوة خاصة ، فهو يدعوهم إلى أن يدعوه . فمن تاب ، تاب الله عليه ، ومن تقدم خطوة نحو ربه ، تقدم الرب نحو خطوات .
إن الله يحب التوابين من عباده . ولعل هذا المثل الذي ورد في الحديث الشريف يوضح لنا حب الله لمن يعود إليه : رجل ضلت عنه راحلته ، وهو لا يملك غيرها ، في صحراء قاحلة وليلة مظلمة ، وكانت راحلته كل شيء بالنسبة له ، وهو قد شارف الموت من الوحدة والتعب والضياع ، فهل تتصور كم ستكون فرحة هذا الرجل فيما لو عادت إليه راحلته ؟ إنها ستكون كما لو أعطي الدنيا كلها طبعا . والرب الجليل يفرح بالتائب حينما يعود إليه أكثر من ذلك الرجل حينما يجد راحلته .
إن أمام التائب رحمة لا تحدها حدود ، فليطلب ما يشاء من خالقه . ومن العار على المخلوق أن ييأس من هذه الرحمة ، فهل هو يشك في وعد ربه وعهده ؟ أم إنه قد استسلم للشيطان ، ومنح نفسه صلاحية الحكم عليها بالسقوط الأبدي ؟!
فليطلب الإنسان من ربه في ليلة القدر ، وهي ليلة التوبة ، خير الدنيا وخير الآخرة ، وليطلب السعادة لنفسه ولذويه وللآخرين ، وليطلب المغفرة والهداية وعاقبة الخير . . فهو إذا مات على تعاسة وشر ، كان في تعاسة وشر أبديين ؛ وإذا مات على سعادة وخير ، كان في سعادة وخير أبديين . فليطلب التائب ثم يطلب حتى يلتفت إليه الرب ولو لفتة من لفتات حنانه ، فمن أطال قرع الباب ، أوشك ان يفتح له .
في ليلة القدر ؛ حري بالمؤمنين أن يدعوا لمن مضى من آبائهم وأمهاتهم واخوانهم وأصدقائهم ، فهم من قصرت أيديهم وآمالهم من الدنيا ، وهم لا يملكون لأنفسهم شيئا .
اللهم صلِ على محمد واله الطاهرين
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
قال تعالى في محكم كتابه الكريم ﴿ إِنَّا أَنزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ * وَمَا أَدْرَاكَ مَا لَيْلَةُ الْقَدْرِ * لَيْلَةُ الْقَدْرِ خَيْرٌ مِّنْ أَلْفِ شَهْرٍ * تَنَزَّلُ الْمَلَائِكَةُ وَالرُّوحُ فِيهَا بِإِذْنِ رَبِّهِم مِّن كُلِّ أَمْرٍ * سَلَامٌ هِيَ حَتَّى مَطْلَعِ الْفَجْرِ ﴾ .
جعل الله ليلة القدر المباركة خيرا من ألف شهر ، وألف شهر يعادل عمر الإنسان ، وهو ثلاث وثمانون سنة ؛ أي ان ليلة القدر لوحدها خير من عمر الإنسان كله . . ترى كيف صار ذلك ؟!
أقول : ان من رحمة الله تبارك وتعالى بعباده وفضله عليهم أنه سخر لهم وسائل الوصول إليه . فقد تكون الوسيلة ليلة ، وقد تكون منطقة ، وقد تكون شخصا .
فالكعبة جعلها البارئ عز وجل مثابة للناس وأمنا ووسيلة إلى رحمته ، وصحراء عرفات وسيلة من وسائل رحمته ، والأنبياء عليهم أفضل الصلاة والسلام وكذلك الائمة الأطهار وسائل رحمته ؛ فمن أراد الله بدأ بهم .
ومن تلكم الليالي ليلة الجمعة ، وليلة العيد ، وليلة النصف من شعبان ، وغيرها .
وان من المؤكد أن أفضل الليالي هي ليلة القدر ، وهي وسيلة عظيمة جعلها الله في شهر رمضان المبارك وسيلة إلى رحمته المعنوية . فمن أراد الله سبحانه وتعالى دخل من باب هذه الليلة ، ووصل إلى الرحمة الربانية المطلقة . .
ففي هذه الليلة تتنزل رحمة الله ، وتتنزل الملائكة بالبركة والإذن بإستجابة الدعاء ، بل والدعاء لعباد الله الصالحين والتأمين على دعائهم .
ومن هنا كان المؤمنون مدعوين إلى التوبة والاستغفار ؛ التوبة التي تعني الندم وإصلاح الذات وإعادة الحسابات ، فليحاسب المؤمنون أنفسهم وتاريخهم ، إذ لا يتسنى لأحد أن يبرئ نفسه وينسب الكمال إليها .
فتعالوا في هذه الليلة المباركة ـ ليلة القدر ـ لنراجع حساباتنا ، وندعو الله سبحانه من خلال عدة ساعات ، ولو للحظة واحدة حيث تتصل قلوبنا بنور الرب العظيم . وإذ ذاك ستكفينا هذه اللحظة الواحدة ، لأنها أحدثت في ذواتنا التحول المطلوب ، وأسقطت كل الحجب التي تقف بيننا وبين ربنا .
فلنحاول ثم نحاول ، ولنجتهد ثم نجتهد للإمساك بهذه اللحظة ، حيث يتم اللقاء الأبدي بين قلوبنا وبين نور الرب .
وما أدراك ما ليلة القدر . .
﴿ وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ فَلْيَسْتَجِيبُواْ لِي وَلْيُؤْمِنُواْ بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ ﴾
ليلة القدر ، وما أدراك ما ليلة القدر ؛ انها ليلة تقترب فيها السماء من الأرض حتى تنعدم المسافة بينهما ، وفيها يقترب الإنسان من ربه ، فتقترب منه رحمة ربه وفي هذه الليلة تفتح أبواب السماء .
إنها خير فرصة لتتقدم بها إلى ربك بالتوبة فتتوب بذلك توبة نصوحا . فإن من لم يتب إلى الله في هذه الليلة ، أو لم تقبل توبته ، فقد لا يوفق إلى إدراك التوبة إلا إذا أدرك الحج ودعا ربه عند موقف عرفة الشريف فقط .
ما أروع إن يعرف الإنسان ان الله يدعو الناس إليه في شهر رمضان دعوة خاصة ، فهو يدعوهم إلى أن يدعوه . فمن تاب ، تاب الله عليه ، ومن تقدم خطوة نحو ربه ، تقدم الرب نحو خطوات .
إن الله يحب التوابين من عباده . ولعل هذا المثل الذي ورد في الحديث الشريف يوضح لنا حب الله لمن يعود إليه : رجل ضلت عنه راحلته ، وهو لا يملك غيرها ، في صحراء قاحلة وليلة مظلمة ، وكانت راحلته كل شيء بالنسبة له ، وهو قد شارف الموت من الوحدة والتعب والضياع ، فهل تتصور كم ستكون فرحة هذا الرجل فيما لو عادت إليه راحلته ؟ إنها ستكون كما لو أعطي الدنيا كلها طبعا . والرب الجليل يفرح بالتائب حينما يعود إليه أكثر من ذلك الرجل حينما يجد راحلته .
إن أمام التائب رحمة لا تحدها حدود ، فليطلب ما يشاء من خالقه . ومن العار على المخلوق أن ييأس من هذه الرحمة ، فهل هو يشك في وعد ربه وعهده ؟ أم إنه قد استسلم للشيطان ، ومنح نفسه صلاحية الحكم عليها بالسقوط الأبدي ؟!
فليطلب الإنسان من ربه في ليلة القدر ، وهي ليلة التوبة ، خير الدنيا وخير الآخرة ، وليطلب السعادة لنفسه ولذويه وللآخرين ، وليطلب المغفرة والهداية وعاقبة الخير . . فهو إذا مات على تعاسة وشر ، كان في تعاسة وشر أبديين ؛ وإذا مات على سعادة وخير ، كان في سعادة وخير أبديين . فليطلب التائب ثم يطلب حتى يلتفت إليه الرب ولو لفتة من لفتات حنانه ، فمن أطال قرع الباب ، أوشك ان يفتح له .
في ليلة القدر ؛ حري بالمؤمنين أن يدعوا لمن مضى من آبائهم وأمهاتهم واخوانهم وأصدقائهم ، فهم من قصرت أيديهم وآمالهم من الدنيا ، وهم لا يملكون لأنفسهم شيئا .
تعليق