إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

الأخ لا يعوض

تقليص
X
  •  
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • الأخ لا يعوض

    الأخ لا يعوّض

    أنا وأخي كنا نتخاصم كثيراً في صغرنا حتى صرنا كالأعداء واستمر الحال حتى بعدما كبرنا.. وكان والدانا طيبان جداً، ويحباننا جداً، وكانا يحاولان أن يصلحا بيننا، ويقولان: (أنتم أخوان ونخاف أن يأتي يوم ستندمان على موقفكما هذا، وستعلمان أنّ الأخ لا يعوض).. ولكن هيهات فقد كنت أطيق الموت ولا أطيق أخي!! ومرّت السنين وتزوّجت، وكذلك أخي.. وزادت عداوتنا.. حتى أنّ زوجاتنا يوم يلتقوا في بيت أبي تحدث المشاكل.. ووالدانا لم يألوا جهداً ليقرّبا بيننا، ولكن المسافة تبعد أكثر وأكثر.. واستمرينا على هذا الحال حتى ماتت أمي وبعدها أبي.. وبعنا أملاكهما وكلّ منّا أخذ حصته.. وافترقنا ولم أعد أعرف عن أخي أي شيء حتى كبر أولادنا..
    وفي أحد الأيام حلّت كارثة بمحلّ عملي!! فقد احترق بكامله وفيه بضاعة ضخمة (وضعت فيها كلّ ما أملك).. وخاصة أنّي اقترضت مبلغاً ضخماً لشرائها، كنت أؤمل أن أربح منها الكثير.. وعلى اثرها أصابتني جلطة أدخلتني المستشفى.. فصرت أتضرّع الى الله تعالى أن يرحمني، ويرحم والديّ، وأن يسامحني بسبب طمعي، وسألته أن يعوضني في أولادي خيراً..
    وفي أحد الأيام وما زلت لم أفق من صدمتي الصحية والمادية، زارني أحد أصدقاء العائلة القدامى قد علم بحالي من أحد الجيران، وعرف ما عليّ من الديون التي تقصم الظهر..
    وبعد أيام من اللقاء؛ عاد صديقي حاملاً معه (صك) بمبلغ كبير (يغطي الديون وأكثر)، راجياً مني أن أقبله، مدعياً أنّه دين عليه لوالدي، وكان مسافراً طوال هذه الفترة.. لا تعلمون مدى سعادتي.. فشكرت الله تعالى على أنعمه التي لا تنتهي..
    بدأت العمل في محل صغير بمساعدة أولادي، وكان العمل يتطوّر يوماً بعد يوم.. الى أن أصبحت أموري في خير ولله الحمد..
    وفي يوم من الأيام.. تفاجأت بزيارة صديقنا، بعد انقطاع دام فترة طويلة.. قائلاً: أريدك بأمر مهم جداً، فتصوّرت أنه يمرّ بضائقة مالية (فبادرته قائلاً، كلّ ما أملك تحت قدميك).. فقال: لا.. ليس الأمر كذلك، ولكن أردت أن أعلمك حقيقة المال الذي أعطيتك إياه، فقد دفعه أخوك، لأنّه قد علم بحالتك منّي، وأقسم عليّ أن لا أفشي هذا السرّ اليك.. صعقت من المفاجأة!! فبادرني قائلاً: ليس هذا المهم، المهم هو أن تلحق أخاك في المستشفى! فهو بين الحياة والموت، فقد أصيب بجلطة دماغية خطيرة، والأطباء يائسون من حالته، فرجاءً أسرع.. فليس لك أخ غيره!! ركضت مذهولاً فاقداً صوابي والدموع تسيل على وجنتيّ.. أخي.. أخي.. لم أعرف قدرك يا أخي..
    دخلت غرفة الإنعاش منقطع الأنفاس.. ومن غير شعور ارتميت على جسده الملئ بالأسلاك المتصلة بالأجهزة.. وألثمته تقبيلاً وغسلت وجهه بدموعي.. سائلاً إياه أن يسامحني.. فأمسك بيدي ونزلت دمعة من عينه وكانت النهاية.. فصرخت بأعلى صوتي.. أخي.. مات أخي.. من يعوّضني أخي!!


  • #2
    الأخ لا يعوض
    البقاء في حياتك عمي العزيز ،
    سلمت. اناملكم الطيبة على موضوعكم الرائع
    الملفات المرفقة
    sigpic

    تعليق


    • #3
      المشاركة الأصلية بواسطة تبارك مشاهدة المشاركة
      الأخ لا يعوض
      البقاء في حياتك عمي العزيز ،
      سلمت. اناملكم الطيبة على موضوعكم الرائع
      وحياتك الباقية ابنتنا العزيزة.. وامدّ الله بعمرك بخير وعافية..
      ولكنها يا ابنتي مجرد قصة من نسج الخيال.. قد يكون لها واقع في الحياة أو مشابه لها..
      شاكر لكم هذا المرور العطر..

      تعليق


      • #4


        اللهم صل على محمد وآل محمد الطيبين الطاهرين وعجل فرجهم يا كريم

        للأخوة معنى كبير جدا فهي رباط مقدس للغاية منذ الأزل ومن العجيب أن أول قطرة دم أريقت على الأرض وتذوق ترابها بها طعم الدم كانت دم أخ قتل على يد أخيه بخنجر الحسد
        ولعل نفس الإنسان الأمارة بالسوء هنا تفوقت على الشيطان في التفكير بالقتل

        قال تعالى: {فَطَوَّعَتْ لَهُ نَفْسُهُ قَتْلَ أَخِيهِ فَقَتَلَهُ فَأَصْبَحَ مِنَ الْخَاسِرِينَ }المائدة30

        ولنا أن نقف عند معنى الخسارة التي نالها هذا القاتل لأخيه فهي ليست خسارة الدنيا والآخرة فقط بل تشمل أيضا خسارة الأخ الذي هو عضيد وسند لأخيه
        فالأخ لا يعوض فعلا لأنه مفقود بينما الأبن مولود والزوج موجود ويمكن تعويضهما إن فقدا لأي سبب من الأسباب


        ويقابل ذاك الأخ القاتل الحسود أخ عظيم النفس وعظيم الأخوة وعظيم العطاء علم الإنسانية كلها معنى الأخوة والتضحية في سبيلها وإن كان الارتباط في الأساس ارتباط إلهي بالإمام المفروض الطاعة ولكن هذا لا يمنع أن ننظر إلى تلك التضحية من جانب الأخوة وصلة الدم التي هي أيضا رباط إلهي ومقدس إنها أخوة العباس عليه السلام التي تصاغرت كل معاني التعبير عن الأخوة والفداء والتضحية بالنفس أمامها فباتت أعظم أخوة شهدها التأريخ كله ..
        أخوة رغم كل الأم والحزن غاية في الجمال ولن تكرر لأن الله أرادها أن تكون لأبي الفضل عليه السلام وخاصة به


        عن نفسي أرى الأخوة مرتبطة ببر الوالدين وحتى إن كان ليسا في الدنيا
        فالوالدين يسرهما ترابط وتحاب أبنائهما ويؤلم قلبيهما فراقهم وخصامهم
        ولنا مع الأحوة أيضا في مولاتنا الحوراء العقيلة زينب عليها السلام قدوة


        ولو جمعنا أحاديث وتوصيات رسول الله صلى الله عليه وآله الخاصة بكون المؤمن أخ المؤمن ولا يكمل الإيمان إلا بإجادة هذه الأخوة التي هي من غير دم
        فكيف بنا إن تعلق الأمر بأخوة الدم وعلى نفس الدين والمذهب والعقيدة ؟؟
        الأمر يسترعي الانتباه ويدعو للتأمل في معنى الأخوة وعمق هذا المعنى الذي ضاع في زحمة الحياة مع ما ضاع من قيم سامية أوصانا الله بها ولم نولها أهميتها أو نرعها حق رعايتها



        أخي الكريم وشيخنا الفاضل المبدع المفيد
        قصتك رغم روعة الحبك وجمال الأسلوب في الكتابة إلا أنها مؤلمة حقا ومن المحال أن نقرأها دون أن تترقرق أعيننا بالدموع
        فأحداثها تستحق الوقوف عليها وعرضها على النفس لنرى أنفسنا منها وموقفنا من أخوتنا خلالها
        فهل نحن أخوة بارين حقا أم أننا مدعي أخوة فقط ؟


        شكرا جزيلا لك وجزاك الله كل خير وجعلك خير أخ لكل الناس ممن يرضى الله عن أخوتهم واحسانهم وليس لقرابتك فقط
        وأعزك ورفع حظك في الدنيا والآخرة ورزقك رضاه ورضا الوالدين وبرهما
        وشفاعة النبي وآله الأطهار وحفظك ورعاك ووفقك لكل خير
        وزادك من فضله ومن نعيمه وخيره


        وعذرا للإطالة



        مع خالص احترامي وتقديري
        التعديل الأخير تم بواسطة صادقة; الساعة 09-07-2016, 01:05 AM.


        أيها الساقي لماء الحياة...
        متى نراك..؟



        تعليق

        المحتوى السابق تم حفظه تلقائيا. استعادة أو إلغاء.
        حفظ-تلقائي
        Smile :) Embarrassment :o Big Grin :D Wink ;) Stick Out Tongue :p Mad :mad: Confused :confused: Frown :( Roll Eyes (Sarcastic) :rolleyes: Cool :cool: EEK! :eek:
        x
        يعمل...
        X