إذا كانت بحبهم تنبض قلوبنا فلابد من أن نقوم باستنطاق أقلامنا، ونجعل من الحبر نوراً يشع في قلوب طلاب الحق والباحثين عنه؛
لتتغذى فيه عقولهم كي يكونوا أقلاماً لا يجفّ مدادها؛ لتعرف الناس حياة أهل البيت عليهم السلام التي لم تمض ِ منها ثانية واحدة
إلا وكانت منبعاً للعطاء الذي لا ينضب، فمن عطائهم التمهيد لغيبة الإمام المهدي عجل الله فرجه الشريف إذ كرّس المعصومون
عليهم السلام جزءاً كبيراً من حياتهم الشريفة لتعويد الشيعة بالرجوع إلى الثقات من أصحابهم في أمور دينهم ودنياهم، وخاصة
الإمامين العسكريين عليهما السلام إذ ركزا على هذه المسألة بشكل واضح وبينّا فضل العلماء في توجيه العامة باتّباعهم في زمن
الغيبة الشريفة فقد جاء في كتاب (وظيفة الأنام في زمن غيبة الإمام عجل الله فرجه الشريف) عن الإمام العسكري، عن أبيه الإمام الهادي
عجل الله فرجه الشريف: "لولا من يبقى بعد غيبة قائمكم من العلماء الداعين إليه، والدالّين عليه، والذابّين عن دينه بحجج الله، والمنقذين
لضعفاء عباد الله من شباك إبليس ومردته ومن فخاخ النواصب لما بقي أحد إلاّ ارتدّ عن دين الله، ولكنهم الذين يمسكون أزمّة قلوب ضعفاء
الشيعة كما يمسك صاحب السفينة سكّانها، أولئك هم الأفضلون عند الله عز وجل". لذا لابد لنا من أن ندرك أن علماءنا هدية الأئمة،
ومصابيح الظلمة، وكاشفو الغمة في زمن غيبة إمام زماننا الحجة المهدي المنتظر عجل الله فرجه الشريف، وهم ورثة الأنبياء
وذخيرة الأوصياء والأمناء في حفظ عقائد وعلوم أهل البيت عليهم السلام، ودفعوا من أجل ذلك سيلاً من الدماء الطاهرة،
ويتميز علماء الشيعة عن غيرهم على مرّ العصور وعلى الرغم من جور الحكّام بأنهم لم يكونوا تبعاً ولن ينتموا
إلاّ لله ولرسوله صلى الله عليه واله وأهل بيته الأطهار عليهم السلام مما جعلهم محوراً أساسياً في إدارة شؤون الناس
كما كان أئمتنا عليهم السلام، وأصبحت بيوتهم التي لا تختلف عن بيوت الفقراء في بنيانها وأثاثها مزاراً ومقصداً للموالف والمخالف
على حدٍ سواء، فمن حقنا أن نفخر بهم بين الخلق ونصوغ من أسمائهم الشريفة تيجاناً نزيّن بها هامتنا بدءاً من سفراء الإمام المهدي
عجل الله فرجه الشريف في الغيبة الصغرى ومن أول عالم في الغيبة الكبرى حتى الظهور الشريف إن شاء الله ونتشرف أن نكون لهم خدماً
وأولياء، كيف لا ونحن نرى فيهم:
نور الأنبياء ورحمتهم.
وزهد الأوصياء وحلمهم.
فطوبى لمن أحبهم وأطاع الله وامتثل لوصية رسول الله محمد صلى الله عليه واله وأهل البيت عليهم السلام فيهم.
سارة الميرزا مهدي
تم نشره في المجلة العدد57
تعليق