بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم وسهل مخرجهم
وصل اللهم على فاطمة وأبيها وبعلها وبنيها والسر المستودع فيها عدد ماأحاط به علمك
وعجل فرج يوسفها الغائب ونجمها الثاقب واجعلنا من خلص شيعته ومنتظريه وأحبابه يا الله
السلام على بقية الله في البلاد وحجته على سائر العباد ورحمة الله وبركاته
في موضوع التّربية الإسلاميّة، يؤكّد الله تعالى، من خلال رسوله(ص)، مسألة اللّسان، باعتباره المُعبِّر عن كلّ ما يفكّر فيه الإنسان، وعن كلّ ما يخطَّط له، وعن كلّ ما يتحرّك به من خيرٍ أو شرّ. ولذلك أراد للإنسان المسلم أن يتعامل مع لسانه بطريقةٍ تربويّة، فيربّي لسانَه على أن لا يقول إلا خيراً، ولا يتحدَّث إلا بما يصلح النَّاس، وأرادَ للإنسان أن يكونَ لسانُه أميناً في نقل الفكر الصَّحيح للنَّاس، والّذي يرفع المستوى الثّقافيّ والرّوحيّ والعمليّ، وأراد للّسان أن يخاطب الله، وأن يطلب منه حاجاته، وأن يتحدّث معه ليدعوه بما يريده، وليشكو إليه كلّ همومه.
صيانة اللّسان أساس الإيمان
وقد تحدّث رسول الله(ص) كثيراً عن خصوصيَّة اللّسان، وعن دوره في حياة الإنسان، كما تحدّث الأئمّة(ع) في ذلك. فقد ورد عن رسول الله(ص): "لا يستقيم إيمانُ عبدٍ حتى يستقيم قلبه ـ والقلب في القرآن والأحاديث يراد به العقل، فلا بدَّ للعقل من أن يستقيم لكي يفكّر في الحقّ، فلا يستقيم إيمانُ عبدٍ حتى يستقيم عقله وينفتح قلبه على خطّ الاستقامة ـولا يستقيم قلبه حتى يستقيم لسانه ـ باعتبار أنّ اللّسان هو الّذي يعبّر عمّا في القلب، فإذا استقام القلب، كان اللّسان معبّراً عمّا يفكّر به العقل في خطوط الاستقامة ـ فمن استطاع منكم أن يلقى الله تعالى وهو نقيّ الرّاحة من دماء المسلمين وأموالهم ـ بحيث لا تتحرّك يده في قتل مسلم، ولا في الاعتداء على مال مسلم ـ سليم اللّسان من أعراضهم ـ لا يغتاب ولا يذمّ النّاس، ولا يتّهمهم بالباطل ـفليفعل".
وعن رسول الله(ص): "إذا أصبح ابنُ آدم، أصبحت الأعضاء تستكفي اللّسان ـ وهذا على نحو التّمثيل والكناية ـ أي تقول اتّقِ الله فينا ـ أيّها اللّسان في ما نواجه به الله تعالى، وفيما نحمل من مسؤوليّات ـ فإنّك إذا استقمتَ استقمنا ـ إذا أخذت بخطّ الاستقامة، فلم تتكلّم إلا بخير، فإنّنا نستقيم، لأنّنا تابعون لك ـوإن اعوججْت اعوججْنا".
اللّسان ميزة المؤمن من المنافق
وعن رسول الله(ص) في الفرق بين المؤمن والمنافق: "إنّ لسان المؤمن وراء قلبه، فإذا أراد أن يتكلّم بشيءٍ، تدبّره بقلبه ثم أمضاه بلسانه ـ فإذا خطرت الفكرة لدى المؤمن، فكّر فيها، فإذا رآها تنسجم مع العقل والمصلحة أمضاها وأقرّها، ثم تحدّث بها ـ وإنّ لسان المنافق أمام قلبه، فإذا همّ بشيء أمضاه بلسانه ولم يتدبّره بقلبه".
وقد أخذ هذا المعنى الإمام عليّ بن أبي طالب(ع) فقال: "إنّ لسان المؤمن من وراء قلبه، وإنّ قلب المنافق من وراء لسانه، لأنّ المؤمن إذا أراد أن يتكلّم بكلام تدبّره في نفسه ـ فكّر فيه ـ فإن كان خيراً أبداه ـ أظهره ـوإن كان شرّاً واراه ـ أخفاه ـ وإنّ المنافق يتكلّم بما أتى على لسانه، لا يدري ماذا له وماذا عليه"، بحيث لا يفكّر في النّتائج. فالمؤمن يفكّر في عاقبة كلماته ونتائجها، بينما لا يفكّر المنافق فيما إذا كانت الكلمة في مصلحته ومصلحة النّاس، أو أنّها ليست كذلك.
حصائد اللّسان
وورد عن الإمام زين العابدين(ع): "حقّ اللّسان إكرامه عن الخنا ـ الفحش في القول ـ وتعويده الخير، وترك الفضول التي لا فائدة منها ـ أي كلام اللّغو ـ والبرّ بالنّاس، وحُسْنُ القول فيهم". وعن رسول الله(ص) لما سأله معّاذ بن جبل عمّا يُدخله الجنّة ويباعده من النّار، فأخبره، إلى أن قال(ص): "ألا أخبرك بملاك ذلك كلّه؟" ـ بالأساس الذي يرتكز عليه دخول الجنّة، والبعد عن النّار ـ قلت: بلى يا رسول الله. قال: "عليك بهذا" (وأشار إلى لسانه). قلت: يا نبيّ الله، وإنّا لمؤاخذون بما نتكلّم به؟ قال(ص): "وهل يكبُّ النّاس في النّار على وجوههم (أو على مناخرهم) إلا حصائد ألسنتهم؟!". فالّذين يدخلون النّار ويُكَبّون على وجوههم، يدخلونها من خلال ما يحصدونه من ألسنتهم في ما لا يرضي الله تعالى.
وعن رسول الله(ص): "أعظم النّاس خطايا يوم القيامة، أكثرهم خوضاً في الباطل"، هؤلاء الّذين يخطبون في النّاس، ويتكلّمون معهم بالباطل بعيداً عن الحقّ، خصوصاً الذين يملكون الزعامة والقيادة والرئاسة، هؤلاء الذين يغشّون النّاس ويخدعونهم ويتحدّثون معهم بالباطل.
وورد عن رسول الله(ص): "يعذّب الله اللّسان بعذابٍ لا يعذِّب شيئاً من الجوارح ـ فلا يعذّب اليد ولا العين ولا السّمع ولا الرِّجل كما يعذّب اللّسان ـ فيقول: أي ربّ، عذّبتني بعذابٍ لم تُعذِّب به شيئاً!! فيقال له: خرجتْ منك كلمة ـ إذ كنت صاحب مسؤوليّة، والنّاس تأخذ بكلامك وتطيعك في ما تتحدّث به وتأمرهم به ـفَبَلَغت به مشارق الأرض ومغاربهاـ بحيث امتدّت في العالم ـ فسُفك بها الدّم الحرام، وانتهب بها المال الحرام، وانتُهك بها الفرج الحرام". وهذا ما يَمثُل أمامنا، اليوم، من الّذين يحكمون العالم من رؤساء أمريكا وأوروبّا والعالم المستكبر، الذين يأمرون بما يُسفك به الدّم الحرام، وينتهك به الفرج الحرام.
خزانة اللّسان
ويقول الإمام عليّ(ع): "ليخزن الرّجل لسانه، فإنّ هذا اللّسان جموحٌ بصاحبه ـ كالفرس غير المروّض الّذي يوقع صاحبه عن ظهره ـ والله ما أرى عبداً يتَّقي تقوى تنفعه حتى يخزن لسانه"، فإنّ خزنَ اللّسان وضبطه هو قمّة التقوى، فمن لا يضبط لسانه لا يكون تقيّاً. وعن رسول الله(ص):"لا يعرف أحدٌ حقيقة الإيمان حتى يَخْزُنَ من لسانه"، لأنّ الإيمان يمثّل الخطّ المستقيم الّذي يستقيم صاحبه في ما يحبّه الله ويرضاه.
إنّ علينا أن نعمل على أن نضبط ألسنتنا، لأنّ الألسنة هي الّتي تعمل على الإضرار بالنّاس وإثارة الفتن والمشاكل، وهذا ما نتحمّل مسؤوليّته أمام الله تعالى
اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم وسهل مخرجهم
وصل اللهم على فاطمة وأبيها وبعلها وبنيها والسر المستودع فيها عدد ماأحاط به علمك
وعجل فرج يوسفها الغائب ونجمها الثاقب واجعلنا من خلص شيعته ومنتظريه وأحبابه يا الله
السلام على بقية الله في البلاد وحجته على سائر العباد ورحمة الله وبركاته
في موضوع التّربية الإسلاميّة، يؤكّد الله تعالى، من خلال رسوله(ص)، مسألة اللّسان، باعتباره المُعبِّر عن كلّ ما يفكّر فيه الإنسان، وعن كلّ ما يخطَّط له، وعن كلّ ما يتحرّك به من خيرٍ أو شرّ. ولذلك أراد للإنسان المسلم أن يتعامل مع لسانه بطريقةٍ تربويّة، فيربّي لسانَه على أن لا يقول إلا خيراً، ولا يتحدَّث إلا بما يصلح النَّاس، وأرادَ للإنسان أن يكونَ لسانُه أميناً في نقل الفكر الصَّحيح للنَّاس، والّذي يرفع المستوى الثّقافيّ والرّوحيّ والعمليّ، وأراد للّسان أن يخاطب الله، وأن يطلب منه حاجاته، وأن يتحدّث معه ليدعوه بما يريده، وليشكو إليه كلّ همومه.
صيانة اللّسان أساس الإيمان
وقد تحدّث رسول الله(ص) كثيراً عن خصوصيَّة اللّسان، وعن دوره في حياة الإنسان، كما تحدّث الأئمّة(ع) في ذلك. فقد ورد عن رسول الله(ص): "لا يستقيم إيمانُ عبدٍ حتى يستقيم قلبه ـ والقلب في القرآن والأحاديث يراد به العقل، فلا بدَّ للعقل من أن يستقيم لكي يفكّر في الحقّ، فلا يستقيم إيمانُ عبدٍ حتى يستقيم عقله وينفتح قلبه على خطّ الاستقامة ـولا يستقيم قلبه حتى يستقيم لسانه ـ باعتبار أنّ اللّسان هو الّذي يعبّر عمّا في القلب، فإذا استقام القلب، كان اللّسان معبّراً عمّا يفكّر به العقل في خطوط الاستقامة ـ فمن استطاع منكم أن يلقى الله تعالى وهو نقيّ الرّاحة من دماء المسلمين وأموالهم ـ بحيث لا تتحرّك يده في قتل مسلم، ولا في الاعتداء على مال مسلم ـ سليم اللّسان من أعراضهم ـ لا يغتاب ولا يذمّ النّاس، ولا يتّهمهم بالباطل ـفليفعل".
وعن رسول الله(ص): "إذا أصبح ابنُ آدم، أصبحت الأعضاء تستكفي اللّسان ـ وهذا على نحو التّمثيل والكناية ـ أي تقول اتّقِ الله فينا ـ أيّها اللّسان في ما نواجه به الله تعالى، وفيما نحمل من مسؤوليّات ـ فإنّك إذا استقمتَ استقمنا ـ إذا أخذت بخطّ الاستقامة، فلم تتكلّم إلا بخير، فإنّنا نستقيم، لأنّنا تابعون لك ـوإن اعوججْت اعوججْنا".
اللّسان ميزة المؤمن من المنافق
وعن رسول الله(ص) في الفرق بين المؤمن والمنافق: "إنّ لسان المؤمن وراء قلبه، فإذا أراد أن يتكلّم بشيءٍ، تدبّره بقلبه ثم أمضاه بلسانه ـ فإذا خطرت الفكرة لدى المؤمن، فكّر فيها، فإذا رآها تنسجم مع العقل والمصلحة أمضاها وأقرّها، ثم تحدّث بها ـ وإنّ لسان المنافق أمام قلبه، فإذا همّ بشيء أمضاه بلسانه ولم يتدبّره بقلبه".
وقد أخذ هذا المعنى الإمام عليّ بن أبي طالب(ع) فقال: "إنّ لسان المؤمن من وراء قلبه، وإنّ قلب المنافق من وراء لسانه، لأنّ المؤمن إذا أراد أن يتكلّم بكلام تدبّره في نفسه ـ فكّر فيه ـ فإن كان خيراً أبداه ـ أظهره ـوإن كان شرّاً واراه ـ أخفاه ـ وإنّ المنافق يتكلّم بما أتى على لسانه، لا يدري ماذا له وماذا عليه"، بحيث لا يفكّر في النّتائج. فالمؤمن يفكّر في عاقبة كلماته ونتائجها، بينما لا يفكّر المنافق فيما إذا كانت الكلمة في مصلحته ومصلحة النّاس، أو أنّها ليست كذلك.
حصائد اللّسان
وورد عن الإمام زين العابدين(ع): "حقّ اللّسان إكرامه عن الخنا ـ الفحش في القول ـ وتعويده الخير، وترك الفضول التي لا فائدة منها ـ أي كلام اللّغو ـ والبرّ بالنّاس، وحُسْنُ القول فيهم". وعن رسول الله(ص) لما سأله معّاذ بن جبل عمّا يُدخله الجنّة ويباعده من النّار، فأخبره، إلى أن قال(ص): "ألا أخبرك بملاك ذلك كلّه؟" ـ بالأساس الذي يرتكز عليه دخول الجنّة، والبعد عن النّار ـ قلت: بلى يا رسول الله. قال: "عليك بهذا" (وأشار إلى لسانه). قلت: يا نبيّ الله، وإنّا لمؤاخذون بما نتكلّم به؟ قال(ص): "وهل يكبُّ النّاس في النّار على وجوههم (أو على مناخرهم) إلا حصائد ألسنتهم؟!". فالّذين يدخلون النّار ويُكَبّون على وجوههم، يدخلونها من خلال ما يحصدونه من ألسنتهم في ما لا يرضي الله تعالى.
وعن رسول الله(ص): "أعظم النّاس خطايا يوم القيامة، أكثرهم خوضاً في الباطل"، هؤلاء الّذين يخطبون في النّاس، ويتكلّمون معهم بالباطل بعيداً عن الحقّ، خصوصاً الذين يملكون الزعامة والقيادة والرئاسة، هؤلاء الذين يغشّون النّاس ويخدعونهم ويتحدّثون معهم بالباطل.
وورد عن رسول الله(ص): "يعذّب الله اللّسان بعذابٍ لا يعذِّب شيئاً من الجوارح ـ فلا يعذّب اليد ولا العين ولا السّمع ولا الرِّجل كما يعذّب اللّسان ـ فيقول: أي ربّ، عذّبتني بعذابٍ لم تُعذِّب به شيئاً!! فيقال له: خرجتْ منك كلمة ـ إذ كنت صاحب مسؤوليّة، والنّاس تأخذ بكلامك وتطيعك في ما تتحدّث به وتأمرهم به ـفَبَلَغت به مشارق الأرض ومغاربهاـ بحيث امتدّت في العالم ـ فسُفك بها الدّم الحرام، وانتهب بها المال الحرام، وانتُهك بها الفرج الحرام". وهذا ما يَمثُل أمامنا، اليوم، من الّذين يحكمون العالم من رؤساء أمريكا وأوروبّا والعالم المستكبر، الذين يأمرون بما يُسفك به الدّم الحرام، وينتهك به الفرج الحرام.
خزانة اللّسان
ويقول الإمام عليّ(ع): "ليخزن الرّجل لسانه، فإنّ هذا اللّسان جموحٌ بصاحبه ـ كالفرس غير المروّض الّذي يوقع صاحبه عن ظهره ـ والله ما أرى عبداً يتَّقي تقوى تنفعه حتى يخزن لسانه"، فإنّ خزنَ اللّسان وضبطه هو قمّة التقوى، فمن لا يضبط لسانه لا يكون تقيّاً. وعن رسول الله(ص):"لا يعرف أحدٌ حقيقة الإيمان حتى يَخْزُنَ من لسانه"، لأنّ الإيمان يمثّل الخطّ المستقيم الّذي يستقيم صاحبه في ما يحبّه الله ويرضاه.
إنّ علينا أن نعمل على أن نضبط ألسنتنا، لأنّ الألسنة هي الّتي تعمل على الإضرار بالنّاس وإثارة الفتن والمشاكل، وهذا ما نتحمّل مسؤوليّته أمام الله تعالى