الامام الصادق شمس المعرفة
ان النظر في سير العظماء امر حيوي لكل فرد يريد ان يحلّق في سماء المجد عاليا، بل هو خطب خطير في نفس الوقت لكل أمّة تريد أن تتقدم و تنطلق في الركب الحضاري الصاعد، و ذلك بما تزخر به هذه السير من دروس عملية كثيرة تتآزر مع بعضها لتكون نبراسا للفرد، كما تكون مصباحا للأمة ينير لها الطريق مجنّبا إياها الكثير من المزالق و المخاطر و الاخطاء، لذلك نجد القرآن الكريم و الكتب السماوية اكثرت من قصص الماضين من الأنبياء و المرسلين و الجبابرة و الطواغيت، فالقران الكريم يقصّ علينا احسن القصص من اجل العبرة و الاعتبار (نحْنُ نَقُصُّ عَلَيْكَ أَحْسَنَ الْقَصَصِ بِمَا أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ هَذَا الْقُرْآَنَ) و اما الهدف فهو (َقدْ كَانَ فِي قَصَصِهِمْ عِبْرَةٌ لِأُولِي الْأَلْبَابِ مَا كَانَ حَدِيثًا يُفْتَرَى وَلَكِنْ تَصْدِيقَ الَّذِي بَيْنَ يَدَيْهِ وَتَفْصِيلَ كُلِّ شَيْءٍ وَهُدًى وَرَحْمَةً لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ). و على ضوء هذه الفكرة، نحاول الانطلاق الى عظمائنا نستنطق سيرهم العطرة من خلال دراسة وجودهم و نشآتهم و أخلاقهم، و من أبرز هؤلاء العظماء بلا شك أو ترديد أهل بيت النبوة، محط الرسالة، معادن العلم و خزان الرحمة و مهبط الوحي و مختلف الملائكة؛ سادتي اولياء الله صلوات ربي وسلامه عليهم أجمعين. اِنّ القرآن الكريم إذا أراد أن يعرض شخصية من الشخصيات إنّما يعرض صفاتها و ذلك لأن وزن الإنسان و قيمته بصفاته و مناقبه، و في نفس الوقت نجد القرآن الكريم يغض الطرف عن كثير من التفاصيل التي تشغل الإنسان عن إدراك المغزى من القصة المتناولة، فلما أراد القرآن الكريم تناول شخصية عيسى عليه السلام وصفه بمناقبه النفسية الكاملة، إذ يقول تعالى على لسان عيسى عليه السلام معرفاً نفسه لبني اسرائيل و لنا نحن:
- بالعبودية لله اولا (إنّي عبد الله)
- بحيازته للكتاب (آتاني الكتاب)
- بالرسالة و النبوة (و جعلني نبياً)
-بالبركة (و جعلني مباركاً)
-البر بالوالدين (و براً بوالدتي)
-نفي التجبر و التكبر عن نفسه الزكية إذ قال (و لم يجعلني جباراً شقياً)
ثم يختم المولى حديثه عن عيسى عليه السلام بقوله : (ذَلِكَ عيسَى ابْنُ مَرْيَمَ قَوْلَ الْحَقِّ الَّذِي فِيهِ يَمْتَرُونَ )
فلم يتعرض المولى بشكل ذاتي إلى تاريخ ولادة عيسى عليه السلام و لا إلى الوضع الإقتصادي و السياسي لأن عيسى كان حجة الله في الأرض و وجهه تعالى فهو قطب الرحى و واسطة الفيض إذ به يكون طلوع الشمس و نبات الزرع، و ذكر التواريخ و بعض التفاصيل قد يضيع المطلب على كثير من الناس.هذه المنهجية في عرض شخصيات وسير العظماء هي الأكثر وضوحاً لدى الأعم الأغلب من الناس، إذ يستطيع المطالع و القارىء للقرآن في غضون دقائق معدودات أن يستفيد أكبر استفادة مع توفر شروطها طبعاً أي ( لمن كان له قلب أو ألقى السمع و هو شهيد.من أهم الشخصيات التي نود أن نعرض لها هي شخصية الإمام أبي عبد الله جعفر بن محمد الملقب بالصادق عليه أفضل الصلاة و السلام، و لا نتعرض في مقالنا هذا لا إلى التواريخ و لا إلى الوضاع السياسية و الإجتماعية التي كانت زمن الإمام عليه السلام بصراحة اللفظ و لعلنا نعرّض عليها تعريضاً إذا اقتضت الضرورة و كانت في ذلك فائدة، فهدفنا أن نعرض ذاتا و أساساً إلى صفاته عليه السلام و التي من أبرزها الصدق و العلم و الحلم و نختمها بوصيته لرجل يدعى عنوان البصري لما في هذه الوصية من مواعظ و فوائد قلّ نظيرها في الوصايا .نشأ الامام جعفر الصادق عليه السلام و ترعرع في كنف جده علي بن الحسين زين العابدين و أبيه محمد بن علي الباقر عليهم السلام، و عنهما أخذ علوم الشريعة و معارف الإسلام و أسرار النبوة، فهو يشكّل مع آبائه الطاهرين حلقات نوريّة متواصلة لا يفصل بينها غريب أو مجهول، حتى تصل إلى الرسول الأعظم صلى الله عليه وآله و سلم، لذا فهو يغترف من معين الوحي و منبع الحكمة الإلهية. و بهذا تميزت مدرسة أهل البيت عليهم السلام التي أشاد بناءها الأئمة الأطهار عليهم السلام لا سيما الإمام الصادق، فهي مدرسة الرسالة المحمدية التي حفظت لنا أصالة الإسلام و نقائه. هكذا تبوّأ الإمام الصادق مركز الإمامة الشرعية بعد آبائه الكرام و برز إلى قمة العلم و المعرفة في عصره مرموقاً مهاباً فطأطأت له رؤوس العلماء إجلالاً وإكباراً منذ عصره و حتى زماننا هذا. لقد كان عامة المسلمين و علماؤهم يرون جعفر بن محمد عليه السلام سليل النبوة و عميد أهل البيت الذين أذهب الله عنهم الرجس و طهرهم تطهيراً، كما كان العلماء يرونه بحراً زاخراً و إماماً لا ينازعه أحد في العلم و المعرفة أستاذاً فذاً في جميع العلوم التي عرفها أهل عصره و التي لم يعرفوها آنذاك. أشاد الامام الباقر (ع) أمام أعلام شيعته بفضل و لده جعفر الصادق (ع) قائلاً: هذا خير البرية، و أفصح عمّه الشهيد زيد بن الإمام علي زين العابدين (ع) عن عظيم شأنه فقال: في كل زمان رجل منّا أهل البيت يحتجّ الله به على خلقه، و حجة زماننا ابن أخي جعفر بن محمد لا يضلّ من اتبعه و لا يهتدي من خالفه. لكل هذا الصدق والصفاء في التعامل مع الحياة والناس والأشياء، لكل هذه السماحة والعذوبة والرقة والتسامح، ولإشراقه الروحي الرائع، وذكائه المتوقد، الخارق وبجسارته في الدفاع عن الحق، وقوته على الباطل، وبكل ما تمتع به من طهارة و سمو و خلق عظيم، التف الناس على اختلاف آرائهم حول الإمام الصادق.
ان النظر في سير العظماء امر حيوي لكل فرد يريد ان يحلّق في سماء المجد عاليا، بل هو خطب خطير في نفس الوقت لكل أمّة تريد أن تتقدم و تنطلق في الركب الحضاري الصاعد، و ذلك بما تزخر به هذه السير من دروس عملية كثيرة تتآزر مع بعضها لتكون نبراسا للفرد، كما تكون مصباحا للأمة ينير لها الطريق مجنّبا إياها الكثير من المزالق و المخاطر و الاخطاء، لذلك نجد القرآن الكريم و الكتب السماوية اكثرت من قصص الماضين من الأنبياء و المرسلين و الجبابرة و الطواغيت، فالقران الكريم يقصّ علينا احسن القصص من اجل العبرة و الاعتبار (نحْنُ نَقُصُّ عَلَيْكَ أَحْسَنَ الْقَصَصِ بِمَا أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ هَذَا الْقُرْآَنَ) و اما الهدف فهو (َقدْ كَانَ فِي قَصَصِهِمْ عِبْرَةٌ لِأُولِي الْأَلْبَابِ مَا كَانَ حَدِيثًا يُفْتَرَى وَلَكِنْ تَصْدِيقَ الَّذِي بَيْنَ يَدَيْهِ وَتَفْصِيلَ كُلِّ شَيْءٍ وَهُدًى وَرَحْمَةً لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ). و على ضوء هذه الفكرة، نحاول الانطلاق الى عظمائنا نستنطق سيرهم العطرة من خلال دراسة وجودهم و نشآتهم و أخلاقهم، و من أبرز هؤلاء العظماء بلا شك أو ترديد أهل بيت النبوة، محط الرسالة، معادن العلم و خزان الرحمة و مهبط الوحي و مختلف الملائكة؛ سادتي اولياء الله صلوات ربي وسلامه عليهم أجمعين. اِنّ القرآن الكريم إذا أراد أن يعرض شخصية من الشخصيات إنّما يعرض صفاتها و ذلك لأن وزن الإنسان و قيمته بصفاته و مناقبه، و في نفس الوقت نجد القرآن الكريم يغض الطرف عن كثير من التفاصيل التي تشغل الإنسان عن إدراك المغزى من القصة المتناولة، فلما أراد القرآن الكريم تناول شخصية عيسى عليه السلام وصفه بمناقبه النفسية الكاملة، إذ يقول تعالى على لسان عيسى عليه السلام معرفاً نفسه لبني اسرائيل و لنا نحن:
- بالعبودية لله اولا (إنّي عبد الله)
- بحيازته للكتاب (آتاني الكتاب)
- بالرسالة و النبوة (و جعلني نبياً)
-بالبركة (و جعلني مباركاً)
-البر بالوالدين (و براً بوالدتي)
-نفي التجبر و التكبر عن نفسه الزكية إذ قال (و لم يجعلني جباراً شقياً)
ثم يختم المولى حديثه عن عيسى عليه السلام بقوله : (ذَلِكَ عيسَى ابْنُ مَرْيَمَ قَوْلَ الْحَقِّ الَّذِي فِيهِ يَمْتَرُونَ )
فلم يتعرض المولى بشكل ذاتي إلى تاريخ ولادة عيسى عليه السلام و لا إلى الوضع الإقتصادي و السياسي لأن عيسى كان حجة الله في الأرض و وجهه تعالى فهو قطب الرحى و واسطة الفيض إذ به يكون طلوع الشمس و نبات الزرع، و ذكر التواريخ و بعض التفاصيل قد يضيع المطلب على كثير من الناس.هذه المنهجية في عرض شخصيات وسير العظماء هي الأكثر وضوحاً لدى الأعم الأغلب من الناس، إذ يستطيع المطالع و القارىء للقرآن في غضون دقائق معدودات أن يستفيد أكبر استفادة مع توفر شروطها طبعاً أي ( لمن كان له قلب أو ألقى السمع و هو شهيد.من أهم الشخصيات التي نود أن نعرض لها هي شخصية الإمام أبي عبد الله جعفر بن محمد الملقب بالصادق عليه أفضل الصلاة و السلام، و لا نتعرض في مقالنا هذا لا إلى التواريخ و لا إلى الوضاع السياسية و الإجتماعية التي كانت زمن الإمام عليه السلام بصراحة اللفظ و لعلنا نعرّض عليها تعريضاً إذا اقتضت الضرورة و كانت في ذلك فائدة، فهدفنا أن نعرض ذاتا و أساساً إلى صفاته عليه السلام و التي من أبرزها الصدق و العلم و الحلم و نختمها بوصيته لرجل يدعى عنوان البصري لما في هذه الوصية من مواعظ و فوائد قلّ نظيرها في الوصايا .نشأ الامام جعفر الصادق عليه السلام و ترعرع في كنف جده علي بن الحسين زين العابدين و أبيه محمد بن علي الباقر عليهم السلام، و عنهما أخذ علوم الشريعة و معارف الإسلام و أسرار النبوة، فهو يشكّل مع آبائه الطاهرين حلقات نوريّة متواصلة لا يفصل بينها غريب أو مجهول، حتى تصل إلى الرسول الأعظم صلى الله عليه وآله و سلم، لذا فهو يغترف من معين الوحي و منبع الحكمة الإلهية. و بهذا تميزت مدرسة أهل البيت عليهم السلام التي أشاد بناءها الأئمة الأطهار عليهم السلام لا سيما الإمام الصادق، فهي مدرسة الرسالة المحمدية التي حفظت لنا أصالة الإسلام و نقائه. هكذا تبوّأ الإمام الصادق مركز الإمامة الشرعية بعد آبائه الكرام و برز إلى قمة العلم و المعرفة في عصره مرموقاً مهاباً فطأطأت له رؤوس العلماء إجلالاً وإكباراً منذ عصره و حتى زماننا هذا. لقد كان عامة المسلمين و علماؤهم يرون جعفر بن محمد عليه السلام سليل النبوة و عميد أهل البيت الذين أذهب الله عنهم الرجس و طهرهم تطهيراً، كما كان العلماء يرونه بحراً زاخراً و إماماً لا ينازعه أحد في العلم و المعرفة أستاذاً فذاً في جميع العلوم التي عرفها أهل عصره و التي لم يعرفوها آنذاك. أشاد الامام الباقر (ع) أمام أعلام شيعته بفضل و لده جعفر الصادق (ع) قائلاً: هذا خير البرية، و أفصح عمّه الشهيد زيد بن الإمام علي زين العابدين (ع) عن عظيم شأنه فقال: في كل زمان رجل منّا أهل البيت يحتجّ الله به على خلقه، و حجة زماننا ابن أخي جعفر بن محمد لا يضلّ من اتبعه و لا يهتدي من خالفه. لكل هذا الصدق والصفاء في التعامل مع الحياة والناس والأشياء، لكل هذه السماحة والعذوبة والرقة والتسامح، ولإشراقه الروحي الرائع، وذكائه المتوقد، الخارق وبجسارته في الدفاع عن الحق، وقوته على الباطل، وبكل ما تمتع به من طهارة و سمو و خلق عظيم، التف الناس على اختلاف آرائهم حول الإمام الصادق.
تعليق