صِفْرٌ.. بل تحت الصِّفر!
في يوم من أيام العهد البائد وفي زيارة لأحد المشرفين التربويين المتابعين لإحدى المدارس.. اجتمع السيد المشرف بالكادر التدريسي ودار حوار للنهوض بالواقع العلمي والتربوي عموماً وفي المدرسة على الوجه الأخص، وفي طيات حديثه الطويل وضع السيد المشرف مجموعة من التوصيات ومنها ما يخص مدرسي اللغة العربية واللغة الإنكليزية ومما قال: أرجو أن لا تكونوا ((قساةً)) على طلابكم وحاولوا مساعدتهم قدر إمكانكم، حبذا أن تكون درجات الامتحان الشفوي عالية ليجتاز الطلاب الامتحان بيسر. وفي مداخلة لأحد مدرسي اللغة الإنكليزية قال: عذراً أستاذنا الكريم.. للغة الإنكليزية أربعون درجة موزعة على أربع أقسام مختلفة، ماذا لو أخفق الطالب في القسم الأكبر منها أو في أجمعها؟، أجاب المشرف بلطفٍ (خانق): حاول أن لا تعطي للطالب أقل من نصف الدرجة حتى وإن لم يكن مستحقاً لها فهذا يعطيهم بصيص أمل للنجاح!.. وفي اليوم المقرر للامتحان الشفوي طلب المدرّس من أحد الطلاب أن يقرأ حواراً فلم يفعل، وأن يقرأ أي سطر من أي صفحة من الكتاب فلم يستطع، وأن يجيب سؤالاً واحداً من عشرة أسئلة بسيطة طرحت عليه فلم يفلح.. ومع ذلك حصل الطالب على نصف الدرجة استجابة لتوصيات السيد المشرف، والمضحك في الأمر أن هذا الطالب الفذ لم يحصل في الامتحان التحريري لنصف السنة على أي درجة لأنه لم يتمكن من إجابة أي سؤال في الدفتر الإمتحاني، وبالتالي كان المجموع النهائي(20%) فقط.. والواقع إن أصل الدرجة صفر.. بل تحت الصفر!
إعـــــــلان
تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.
صِفْرٌ.. بل تحت الصِّفر!
تقليص
X
-
اللهم صل على محمد وال محمد وعجل فرجهم..
نعم اخي الكريم من المؤسف ان يتساوى الذين يقرأون والذين لا يقرأون..
كيف لنا ان نتخيل شعور ذلك الطالب الذي يقضي اوقاته بالجد والاجتهاد وهو يرى ان من يقضي وقته لعبا وكسلا يحصل على درجة النجاح
وفي بعض الاحيان يتساوى معه ان لم يتفوق عليه...
هناك الكثير من التجاوزات في هذا المجال وما يؤلم فعلا ان البعض من الكوادر التدريسية في الامتحانات يقومون برد الجواب للطالب
وهو يعتقدون بأنهم يساعدون الطالب على النجاح وكان الاولى لهم ان يجتهدوا في تدريسه طوال عام كامل..
ناهيك عن عدم دقة التصحيح فمنهم من يقيس بالشبر مقدار الكتابة...ومنهم من ينظر الى جمال الخط.. وتكون هذه المقاييس وغيرها
هي الاساس في تقدير الدرجة النهائية وقد رأينا بأعيننا كيف ان الكثير من الطلاب اصبح لديهم ردة فعل من هذه التصرفات فتركوا
القراءة وتردى مستواهم الدراسي..
لا نريد تعميم هذه المسألة لكنها من اهم اسباب تردي الواقع التربوي..وفي المقابل هناك ثلة من المخلصين
التربويين الذين يجتهدون في رفع المستوى التعليمي وحقيقة نقف بكل اجلال لهؤلاء لانهم يواجهون تحديات
كثيرة وجارفة وما من معين لهم سوى ايمانهم باهمية التعليم لرقي الشعوب واخلاصهم المنقطع النظير..
واخشى ما اخشاه ان ينقرض هؤلاء المخلصين او ان تنتهي مواجهتهم باليأس من الاصلاح..
اخي الصادق موضوع في الصميم وفيه الكثير من القضايا التي علينا معالجتها بوركتم على اثارتكم لهذه النقاط المهمة
- اقتباس
- تعليق
تعليق