بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم وسهل مخرجهم
وصل اللهم على فاطمة وأبيها وبعلها وبنيها والسر المستودع فيها عدد ماأحاط به علمك
وعجل فرج يوسفها الغائب ونجمها الثاقب واجعلنا من خلص شيعته ومنتظريه وأحبابه يا الله
السلام على بقية الله في البلاد وحجته على سائر العباد ورحمة الله وبركاته
إننا نحتاج دائماً إلى ما يُذكّرنا بالله، وما يُذكّرنا من خلال ذكر الله مسؤولياتنا في الدنيا، وما نُقبل عليه في الآخرة، لأن ذلك هو سبيل النجاة، والله تعالى يقول: {وذكّر فإن الذكرى تنفع المؤمنين}. ومَن أولى بأن نستمع إليه وهو يذكّرنا بالله والآخرة من وليّ الله، الذي أحب الله ورسوله كما لم يحبهما أحد، والذي أحبّه الله ورسوله كما لم يحبا أحداً، وهو أمير المؤمنين عليّ بن أبي طالب(ع)!!
الانشغال بعبادة الله:
يقول الإمام عليّ(ع): "فليعمل العامل منكم في أيام مهله قبل إرهاق أجله - إن الله أمهلكم فيما أعطاكم من عمر قد يطول وقد يقصر، وقد جعل لكم هذه المهلة فرصة من أجل أن تؤمنوا به وتتقوه، وتؤدوا فرائضه وتقفوا عند حدوده، فاعملوا في أيام المهلة قبل أن يأتي إليكم الأجل ليرهقكم فلا يبقي لكم حياة أو فرصة - وفي فراغه قبل أوان شغله - إن لكم فراغاً تستطيعون أن تؤدوا فيه تكاليفكم، وقد تُشغلون بالمرض أو بالخوف أو بالكثير مما قد يُعطّل لكم فرص العمل، وقد يُشغلكم الموت الذي لا بد منه - وفي متنفسه قبل أن يؤخذ بكظمه - اعملوا وأنتم تتنفسون ـ وهو كناية عن الحياة ـ قبل أن يؤخذ بكظم كل واحد منكم فلا يستطيع أن يتنفس - وليُمهّد لنفسه وقدمه - مهّد لنفسك الفراش الذي تجلس عليه، ولقدمك الطريق الذي تسير فيه - وليتزوّد من دار ظعنه لدار إقامته - أنتم الآن في دار الرحيل، لأن كل واحد منا يرتحل في كل يوم إلى الآخرة، لأن من كان مطيته الليل والنهار فإنه يُسار به وإن كان واقفاً.
العمل بكتاب الله:
- فالله الله أيها الناس - وهذه الكلمة تُطلق عندما يكون الوضع حرجاً، فتطلق فيما يشبه الاستغاثة ليستنفر الناس نحو ما يُراد الحديث عنه - فيما استحفظكم من كتابه - لأن الله أراد للناس أن يحفظوا الكتاب الذي أنزله إليهم، لا أن يحفظوه ككلمات، بل أن يحفظوا فكره وحكمه وشرائعه ومواعظه ووصاياه ونصائحه - واستودعكم من حقوقه - فإن لله حقوقاً علينا أن نعبده ولا نشرك به شيئاً، وأن نطيعه ولا نعصيه، وأن نسير في خط الاستقامة إليه على خط التوحيد، وتلك الحقوق هي وديعة الله عندنا وعلينا أن نؤدي إليه ودائعه.
إلقاء الحجة:
- فإن الله سبحانه لم يخلقكم عبثاً - فالله تعالى لا يعبث بل هو الحكيم - ولم يترككم سدى - لم يهملكم - ولم يدعكم في جهالة ولا في عمى - بل أعطاكم عقلاً تفكرون فيه وحواسّ وأنزل عليكم رسالة ـ قد سمّى آثاركم، وعلم أعمالكم، وكتب آجالكم - فإذا جاء أجل كل واحد منا فلا يتقدم ولا يتأخر - وأنزل عليكم الكتاب تبياناً لكل شيء، وعمّر فيكم نبيّه أزماناً - فقد عاش النبي معهم في نبوته ثلاثاً وعشرين سنة - حتى أكمل له ولكم ـ فيما أنزل من كتابه ـ دينه الذي رضي لنفسه - {اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الإسلام دينا} - وأنهى إليكم على لسانه - على لسان رسول الله، فما آتاكم الرسول فخذوه وما نهاكم عنه فانتهوا - محابّه من الأعمال - ما يحبه من الأعمال - ومكارهه - وما يكرهها - ونواهيه وأوامره، وألقى إليكم المعذرة - فلا عذر لأحد منكم أن يقول لله "لم يأتني نذير" - واتخذ عليكم الحجة - فلله الحجة البالغة - وقدّم إليكم بالوعيد - {يا أيها الناس اتقوا ربكم إنّ زلزلة الساعة شيء عظيم} - وأنذركم بين يدي عذاب شديد، فاستدركوا بقية أيامكم - كم هي الأيام الباقية لكم، يا أبناء الستين أو الأربعين أو العشرين، إن لكم بقية من عمركم، فإذا فاتتكم بعض الواجبات والمسؤوليات استدركوها فيما بقي من هذا العمر بالتوبة - واصبروا لها أنفسكم - حاولوا أن تصبّروا أنفسكم على الطاعة والتوبة وعن المعصية - فإنها قليل في كثير الأيام التي تكون منكم فيها الغفلة - فما أكثر الأيام التي قضيتموها بالغفلة - والتشاغل عن الموعظة - كنتم تنشغلون عن الموعظة باللغو والعبث والشهوات - ولا ترخّصوا لأنفسكم فتذهب بكم الرخص مذاهب الظلمة - بل لا بدّ أن تقفوا عند حدود الله ولا تستهينوا بها - ولا تُداهنوا فيهجم بكم الإدهان على المعصية"، سيروا في الخط المستقيم ولا تتلوّنوا أو تتحركوا في خط الغفلة لأن ذلك يسير بكم إلى مواقع المعصية..
سلامة الدين:
ويتابع أمير المؤمنين نداءه: "عباد الله.. إن أنصح الناس لنفسه أطوعهم لربه - فالذي يحب نفسه أكثر هو الذي يعمل لإنجاء نفسه وسلامتها وسلامة مصيره - وإن أغشهم لنفسه أعصاهم لربه - لأنه ورّط نفسه في نار جهنم - والمغبون من غبن نفسه - ليس المغبون هو الذي اشترى شيئاً بأكثر من ثمنه، أو باع شيئاً بأقل من ثمنه، لأن المال والربح والخسارة تأتي وتذهب، لكن إذا غبنت نفسك بالرخيص، كأن بعتها بشربة خمر أو شهوة زنى وما إلى ذلك، فإن ذلك هو الغبن بعينه - والمغبوط - الذي يُمدح ويُهنّأ - مَن سَلِم له دينه - لأنّ من سلم له دينه سلمت له آخرته ونال رضى ربه وجنته - والسعيد من وُعظ بغيره - بأن يتعظ بالناس الذين ينحرفون كيف تكون نتائجهم - والشقي من انخدع لهواه وغروره - من اتبع هواه فخدعه ومنعه من وضوح الرؤية فيما يجب أن يصل إليه - واعلموا أن يسير الرياء شرك - فلا تعمل من أجل أن يمدحك الناس، بل عليك أن تعمل لله ولا تلتفت إلى غيره وإلا فقد أشركت وإن كان هذا الشرك خفياً.
الدعوة إلى محاسن القيم:
- ومجالسة أهل الهوى منساة للإيمان ومحضرة للشيطان - إذا جالست الناس الذين يتبّعون أهواءهم وشهواتهم فإنهم ينسونك إيمانك ويحضرون فيما بينك وبينهم شيطانهم وشيطانك - جانبوا الكذب فإنه مجانب للإيمان - فلا تكذبوا في الصغير ولا في الكبير لأنه يُبعد عن الإيمان الذي هو الالتزام بالحق، والكذب هو التزام بالباطل، ولا يجتمع في قلب مؤمن التزام بالحق وبالباطل معاً - الصادق على شفا منجاة وكرامة - الذي يصدق في حديثه وموقفه ومعاملاته، الصادق مع ربه ومع نفسه ومع الناس، فإن الله ينجيه من سخطه وعذابه ويكرمه بجنته - والكاذب على شرف مهواة ومهانة -لأن الكذب يجره إلى الهاوية والهوان - ولا تحاسدوا - لا يتمنى أحدكم نعمة غيره ليطلب من الله أن يزيلها عنه ليعطيه إياها ـ فإن الحسد يأكل الإيمان كما تأكل النار الحطب، ولا تباغضوا - لا يحقد بعضكم على بعض أو يعادي بعضكم بعضاً - فإنها الحالقة - فالبغضاء تحلق الإيمان كما تحلق الموس الشعر - واعلموا أن الأمل يُسهي العقل - لأنه يجعل الإنسان لا يفكر بطريقة واقعية فيما يقبل عليه - ويُنسي الذكر، فأكذبوا الأمل فإنه غرور وصاحبه مغرور"..
التأسي بعلي(ع):
هذا حديث أمير المؤمنين(ع)، وهو الحديث الذي يدخل القلب ويليّنه، وهو الحديث الذي يفتح عقولنا على المصير وعلى ما يرضاه الله ويحبه، لذلك "ألا وإن إمامكم قد اكتفى من دنياه بطمريه ومن طعمه بقرصيه، ألا وإنكم لا تقدرون على ذلك ولكن أعينوني - على أنفسكم - بورع - عن الحرام - واجتهاد - في طاعة الله - وعفّة وسداد". علينا دائماً أن نتوجه إلى الله لنقول: اللهم أعنّا على أنفسنا بما تعين به الصالحين على أنفسهم، لأن "اليوم عمل ولا حساب وغداً حساب ولا عمل"، فليدبّر كل واحد منا نفسه، وهذا كلام أمير المؤمنين لا بد أن يدخل إلى أعماق عقولنا وقلوبنا، حتى تتغير حياتنا على هداه، وهو الهادي إلى الحق
اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم وسهل مخرجهم
وصل اللهم على فاطمة وأبيها وبعلها وبنيها والسر المستودع فيها عدد ماأحاط به علمك
وعجل فرج يوسفها الغائب ونجمها الثاقب واجعلنا من خلص شيعته ومنتظريه وأحبابه يا الله
السلام على بقية الله في البلاد وحجته على سائر العباد ورحمة الله وبركاته
إننا نحتاج دائماً إلى ما يُذكّرنا بالله، وما يُذكّرنا من خلال ذكر الله مسؤولياتنا في الدنيا، وما نُقبل عليه في الآخرة، لأن ذلك هو سبيل النجاة، والله تعالى يقول: {وذكّر فإن الذكرى تنفع المؤمنين}. ومَن أولى بأن نستمع إليه وهو يذكّرنا بالله والآخرة من وليّ الله، الذي أحب الله ورسوله كما لم يحبهما أحد، والذي أحبّه الله ورسوله كما لم يحبا أحداً، وهو أمير المؤمنين عليّ بن أبي طالب(ع)!!
الانشغال بعبادة الله:
يقول الإمام عليّ(ع): "فليعمل العامل منكم في أيام مهله قبل إرهاق أجله - إن الله أمهلكم فيما أعطاكم من عمر قد يطول وقد يقصر، وقد جعل لكم هذه المهلة فرصة من أجل أن تؤمنوا به وتتقوه، وتؤدوا فرائضه وتقفوا عند حدوده، فاعملوا في أيام المهلة قبل أن يأتي إليكم الأجل ليرهقكم فلا يبقي لكم حياة أو فرصة - وفي فراغه قبل أوان شغله - إن لكم فراغاً تستطيعون أن تؤدوا فيه تكاليفكم، وقد تُشغلون بالمرض أو بالخوف أو بالكثير مما قد يُعطّل لكم فرص العمل، وقد يُشغلكم الموت الذي لا بد منه - وفي متنفسه قبل أن يؤخذ بكظمه - اعملوا وأنتم تتنفسون ـ وهو كناية عن الحياة ـ قبل أن يؤخذ بكظم كل واحد منكم فلا يستطيع أن يتنفس - وليُمهّد لنفسه وقدمه - مهّد لنفسك الفراش الذي تجلس عليه، ولقدمك الطريق الذي تسير فيه - وليتزوّد من دار ظعنه لدار إقامته - أنتم الآن في دار الرحيل، لأن كل واحد منا يرتحل في كل يوم إلى الآخرة، لأن من كان مطيته الليل والنهار فإنه يُسار به وإن كان واقفاً.
العمل بكتاب الله:
- فالله الله أيها الناس - وهذه الكلمة تُطلق عندما يكون الوضع حرجاً، فتطلق فيما يشبه الاستغاثة ليستنفر الناس نحو ما يُراد الحديث عنه - فيما استحفظكم من كتابه - لأن الله أراد للناس أن يحفظوا الكتاب الذي أنزله إليهم، لا أن يحفظوه ككلمات، بل أن يحفظوا فكره وحكمه وشرائعه ومواعظه ووصاياه ونصائحه - واستودعكم من حقوقه - فإن لله حقوقاً علينا أن نعبده ولا نشرك به شيئاً، وأن نطيعه ولا نعصيه، وأن نسير في خط الاستقامة إليه على خط التوحيد، وتلك الحقوق هي وديعة الله عندنا وعلينا أن نؤدي إليه ودائعه.
إلقاء الحجة:
- فإن الله سبحانه لم يخلقكم عبثاً - فالله تعالى لا يعبث بل هو الحكيم - ولم يترككم سدى - لم يهملكم - ولم يدعكم في جهالة ولا في عمى - بل أعطاكم عقلاً تفكرون فيه وحواسّ وأنزل عليكم رسالة ـ قد سمّى آثاركم، وعلم أعمالكم، وكتب آجالكم - فإذا جاء أجل كل واحد منا فلا يتقدم ولا يتأخر - وأنزل عليكم الكتاب تبياناً لكل شيء، وعمّر فيكم نبيّه أزماناً - فقد عاش النبي معهم في نبوته ثلاثاً وعشرين سنة - حتى أكمل له ولكم ـ فيما أنزل من كتابه ـ دينه الذي رضي لنفسه - {اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الإسلام دينا} - وأنهى إليكم على لسانه - على لسان رسول الله، فما آتاكم الرسول فخذوه وما نهاكم عنه فانتهوا - محابّه من الأعمال - ما يحبه من الأعمال - ومكارهه - وما يكرهها - ونواهيه وأوامره، وألقى إليكم المعذرة - فلا عذر لأحد منكم أن يقول لله "لم يأتني نذير" - واتخذ عليكم الحجة - فلله الحجة البالغة - وقدّم إليكم بالوعيد - {يا أيها الناس اتقوا ربكم إنّ زلزلة الساعة شيء عظيم} - وأنذركم بين يدي عذاب شديد، فاستدركوا بقية أيامكم - كم هي الأيام الباقية لكم، يا أبناء الستين أو الأربعين أو العشرين، إن لكم بقية من عمركم، فإذا فاتتكم بعض الواجبات والمسؤوليات استدركوها فيما بقي من هذا العمر بالتوبة - واصبروا لها أنفسكم - حاولوا أن تصبّروا أنفسكم على الطاعة والتوبة وعن المعصية - فإنها قليل في كثير الأيام التي تكون منكم فيها الغفلة - فما أكثر الأيام التي قضيتموها بالغفلة - والتشاغل عن الموعظة - كنتم تنشغلون عن الموعظة باللغو والعبث والشهوات - ولا ترخّصوا لأنفسكم فتذهب بكم الرخص مذاهب الظلمة - بل لا بدّ أن تقفوا عند حدود الله ولا تستهينوا بها - ولا تُداهنوا فيهجم بكم الإدهان على المعصية"، سيروا في الخط المستقيم ولا تتلوّنوا أو تتحركوا في خط الغفلة لأن ذلك يسير بكم إلى مواقع المعصية..
سلامة الدين:
ويتابع أمير المؤمنين نداءه: "عباد الله.. إن أنصح الناس لنفسه أطوعهم لربه - فالذي يحب نفسه أكثر هو الذي يعمل لإنجاء نفسه وسلامتها وسلامة مصيره - وإن أغشهم لنفسه أعصاهم لربه - لأنه ورّط نفسه في نار جهنم - والمغبون من غبن نفسه - ليس المغبون هو الذي اشترى شيئاً بأكثر من ثمنه، أو باع شيئاً بأقل من ثمنه، لأن المال والربح والخسارة تأتي وتذهب، لكن إذا غبنت نفسك بالرخيص، كأن بعتها بشربة خمر أو شهوة زنى وما إلى ذلك، فإن ذلك هو الغبن بعينه - والمغبوط - الذي يُمدح ويُهنّأ - مَن سَلِم له دينه - لأنّ من سلم له دينه سلمت له آخرته ونال رضى ربه وجنته - والسعيد من وُعظ بغيره - بأن يتعظ بالناس الذين ينحرفون كيف تكون نتائجهم - والشقي من انخدع لهواه وغروره - من اتبع هواه فخدعه ومنعه من وضوح الرؤية فيما يجب أن يصل إليه - واعلموا أن يسير الرياء شرك - فلا تعمل من أجل أن يمدحك الناس، بل عليك أن تعمل لله ولا تلتفت إلى غيره وإلا فقد أشركت وإن كان هذا الشرك خفياً.
الدعوة إلى محاسن القيم:
- ومجالسة أهل الهوى منساة للإيمان ومحضرة للشيطان - إذا جالست الناس الذين يتبّعون أهواءهم وشهواتهم فإنهم ينسونك إيمانك ويحضرون فيما بينك وبينهم شيطانهم وشيطانك - جانبوا الكذب فإنه مجانب للإيمان - فلا تكذبوا في الصغير ولا في الكبير لأنه يُبعد عن الإيمان الذي هو الالتزام بالحق، والكذب هو التزام بالباطل، ولا يجتمع في قلب مؤمن التزام بالحق وبالباطل معاً - الصادق على شفا منجاة وكرامة - الذي يصدق في حديثه وموقفه ومعاملاته، الصادق مع ربه ومع نفسه ومع الناس، فإن الله ينجيه من سخطه وعذابه ويكرمه بجنته - والكاذب على شرف مهواة ومهانة -لأن الكذب يجره إلى الهاوية والهوان - ولا تحاسدوا - لا يتمنى أحدكم نعمة غيره ليطلب من الله أن يزيلها عنه ليعطيه إياها ـ فإن الحسد يأكل الإيمان كما تأكل النار الحطب، ولا تباغضوا - لا يحقد بعضكم على بعض أو يعادي بعضكم بعضاً - فإنها الحالقة - فالبغضاء تحلق الإيمان كما تحلق الموس الشعر - واعلموا أن الأمل يُسهي العقل - لأنه يجعل الإنسان لا يفكر بطريقة واقعية فيما يقبل عليه - ويُنسي الذكر، فأكذبوا الأمل فإنه غرور وصاحبه مغرور"..
التأسي بعلي(ع):
هذا حديث أمير المؤمنين(ع)، وهو الحديث الذي يدخل القلب ويليّنه، وهو الحديث الذي يفتح عقولنا على المصير وعلى ما يرضاه الله ويحبه، لذلك "ألا وإن إمامكم قد اكتفى من دنياه بطمريه ومن طعمه بقرصيه، ألا وإنكم لا تقدرون على ذلك ولكن أعينوني - على أنفسكم - بورع - عن الحرام - واجتهاد - في طاعة الله - وعفّة وسداد". علينا دائماً أن نتوجه إلى الله لنقول: اللهم أعنّا على أنفسنا بما تعين به الصالحين على أنفسهم، لأن "اليوم عمل ولا حساب وغداً حساب ولا عمل"، فليدبّر كل واحد منا نفسه، وهذا كلام أمير المؤمنين لا بد أن يدخل إلى أعماق عقولنا وقلوبنا، حتى تتغير حياتنا على هداه، وهو الهادي إلى الحق
تعليق