بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
لو سأل سائل وقال توجد عندكم روايات عديدة مفادها إن كل راية ترفع قبل قيام القائم فصاحبها طاغوت يعبد من دون الله أو إنها رايةُ ضلال الخ
أ ـ كيف تتوافق هذهِ الروايات مع الجهاد وإقامة الحكم الإسلامي العادل في الأرض خصوصا إن الجهاد أحد أركان الإسلام التي شدّد عليها الإمام علي [رض]؟
ب ـ ألا تناقض هذه الروايات هذا الركن الهام ؟
والجواب كما افاده السيد العاملي :
يقول :فيما يرتبط بالسؤال عن الروايات التي تقول: إن كل راية ترفع قبل قيام القائم فصاحبها طاغوت يعبد من دون الله، أو أنها راية ضلال.
أقول: إنني أشير إلى هذه الروايات، واحدة فواحدة، ثم أعلّق عليها بما يقتضيه الحال.
فلاحظ ما يلي:
1 ـ هناك روايات رواها أهل السنة عن فتن ستكون، ويكون القاعد فيها خيراً من القائم الخ... كما أن هناك روايات أخرى تتحدث عن فتن يواجهها الناس، ولا يجوز لهم الدفاع، ولا الدخول فيها، حتى لو دخل عليه في بيته، لم يجز له مواجهته ( فراجع صحيح البخاري، وصحيح مسلم، وابن ماجة، وسنن أبي داود، وتاريخ الغيبة الكبرى من ص396 حتى ص413.
)..
وهذه الروايات لا اعتبار بها لأكثر من سبب، فهي:
أ: ساقطة من حيث السند.
ب: إنها تتحدث عن فتن تحدث.. والفتنة هي التي لا يعرف فيها
وجه الحق. فإذا كان الحق جلياً وواضحاً وجب الكون معه، وإلى جانبه، ولا يكون المورد مشمولاً لتلك الروايات.
ج: إنها تتحدث عن أحداث بعينها، ولا تعطي ضابطة كلية بحيث تشمل كل الحركات التي تهدف إلى دفع الظلم، وإحقاق الحق..
د: إنها حتى لو كانت بصدد إعطاء تلك الضابطة، فإنها جارية على مذاق القائلين بعدم جواز الخروج على حكام الجور، ويوجبون الطاعة لكل متغلب..
وهذا أمر يرفضه أهل البيت [عليهم السلام]، وتنافيه آيات الكتاب التي توجب رفض الظلم والظالمين..
هـ: إن تحريم أن يدافع الرجل عن نفسه، حتى حين يدخل قاتله إليه في بيته، لهو أمر يخالف الفطرة، ويتناقض مع ضرورة الشرع والدين..
2 ـ إنهم يستدلون أيضاً على حرمة الخروج في زمن الغيبة، بالأحاديث القائلة: إذا التقى المسلمان بسيفيهما فالقاتل والمقتول في النار.
وهي لا تدل على المطلوب، لأنها ناظرة إلى غير صورة الجهاد لإقامة الدين، وإظهار الحق.. بأمر الفقيه العادل الجامع للشرائط، الذي هو النائب العام للإمام [عليه السلام].. بل هي تتحدث عن القتال من أجل الدنيا، ولأغراض فاسدة كالتسلط ونحوه..
3 ـ الأحاديث الآمرة بأن يكون المؤمنون أحلاس بيوتهم، حتى يظهر الطاهر ابن المطهر، ذو الغيبة..
ومنها ما عن الإمام الصادق [عليه السلام]: لا بد لنارٍ من آذربايجان، لا يقوم لها شيء، وإذا كان ذلك فكونوا أحلاس بيوتكم، والبدوا ما ألبدنا، فإذا تحرك متحركنا، فاسعوا إليه ولو حبواً إلخ.
وقريب من ذلك ما روي من أن علياً [عليه السلام] خطب بالنهروان، فقال: إن الفتن إذا أقبلت شبهت، [ثم ذكر الفتن] إلى أن قال: فقام رجل فقال: يا أمير المؤمنين، ما نصنع في ذلك الزمان؟!
قال: انظروا أهل بيت نبيكم، فإن لبدوا فالبدوا، وإن استنصروكم، فانصروهم تؤجروا، ولا تسبقوهم فتصرعكم البلية..
يتبع ان شاء الله
تعليق