لابُدَّ أن أحصَلَ على 100%!
قبل أربعة عشر عام أو أكثر، كُلِّفت بتدريس اللغة الإنكليزية للصف الأول المتوسط، ولفت انتباهي حينها أحد الطلاب المجدين المثابرين والذي أمتعني بأسئلته الرائعة وإبداعه في التعامل مع المنهج بكل مفرداته.. وكان دائماً يحصل على الدرجة الكاملة (60%) في الامتحان التحريري، وحين أردت وضع درجة الامتحانات الشفوية اليومية وجدت نفسي في مأزق كبير، لأن التعليمات – حينها - لا تسمح بوضع الدرجة الكاملة باعتبارها لغة أجنبية وكيفما كان مستوى الطالب فهو ليس مستحق للدرجة (40%).. بل تقضي ((التوجيهات)) بأن الحد الأعلى يجب أن لا يتجاوز (38%)، لذا كنت مرغماً على إعطاء الطالب (98%) في الفصل الأول بالرغم من قناعتي المطلقة باستحقاقه للدرجة الكاملة.. ولكن ذلك (الطالب الشجاع) لم يرتضِ بخسَ حقه فعاتبني بدمع عينيه وقال بعبرات متكسرة: لماذا أنقصت درجتي يا أستاذ؟ هل تغيبت عن الدوام يوماً؟ هل تأخرت عن الدرس دقيقة؟ هل قصرت في أداء واجبي؟ هل أسأت الأدب في الدرس معك أو مع الطلاب الآخرين؟ هل أخطأت في إجابة سؤال ذات مرة؟ هل قرأت أي كلمة بلفظ خاطئ؟ هل كان خطي غير واضح؟ هل كان دفتري غير منظم؟.. وهكذا أغرقني بسيل أسئلة جارف لم أقوَ على ردّه! وحين حاولت إقناعه بما ورد لنا من توجيهات، هزني بكلمته الرائعة: أنا أكره هذه التوجيهات التي تحرمني حقي! لابد أن أحصل على (100%) يا أستاذ.
وفي الامتحان الشفوي لنصف السنة.. حاولت أن أوقعه في شراك الخطأ لأبرر خصم درجة منه ولكنه كان (شرس الذكاء) رغم صعوبة الأسئلة الموجهة إليه، فلم أجد بُدَّاً من (مخالفة التعليمات) وأعطيته الدرجة الكاملة، فحصل بدوره على درجة الامتحان التحريري دون نقص أيضاً وهكذا كسب التحدي بجدارة وحصل على (100%)..
صادق مهدي حسن - ناحية الكفل
قبل أربعة عشر عام أو أكثر، كُلِّفت بتدريس اللغة الإنكليزية للصف الأول المتوسط، ولفت انتباهي حينها أحد الطلاب المجدين المثابرين والذي أمتعني بأسئلته الرائعة وإبداعه في التعامل مع المنهج بكل مفرداته.. وكان دائماً يحصل على الدرجة الكاملة (60%) في الامتحان التحريري، وحين أردت وضع درجة الامتحانات الشفوية اليومية وجدت نفسي في مأزق كبير، لأن التعليمات – حينها - لا تسمح بوضع الدرجة الكاملة باعتبارها لغة أجنبية وكيفما كان مستوى الطالب فهو ليس مستحق للدرجة (40%).. بل تقضي ((التوجيهات)) بأن الحد الأعلى يجب أن لا يتجاوز (38%)، لذا كنت مرغماً على إعطاء الطالب (98%) في الفصل الأول بالرغم من قناعتي المطلقة باستحقاقه للدرجة الكاملة.. ولكن ذلك (الطالب الشجاع) لم يرتضِ بخسَ حقه فعاتبني بدمع عينيه وقال بعبرات متكسرة: لماذا أنقصت درجتي يا أستاذ؟ هل تغيبت عن الدوام يوماً؟ هل تأخرت عن الدرس دقيقة؟ هل قصرت في أداء واجبي؟ هل أسأت الأدب في الدرس معك أو مع الطلاب الآخرين؟ هل أخطأت في إجابة سؤال ذات مرة؟ هل قرأت أي كلمة بلفظ خاطئ؟ هل كان خطي غير واضح؟ هل كان دفتري غير منظم؟.. وهكذا أغرقني بسيل أسئلة جارف لم أقوَ على ردّه! وحين حاولت إقناعه بما ورد لنا من توجيهات، هزني بكلمته الرائعة: أنا أكره هذه التوجيهات التي تحرمني حقي! لابد أن أحصل على (100%) يا أستاذ.
وفي الامتحان الشفوي لنصف السنة.. حاولت أن أوقعه في شراك الخطأ لأبرر خصم درجة منه ولكنه كان (شرس الذكاء) رغم صعوبة الأسئلة الموجهة إليه، فلم أجد بُدَّاً من (مخالفة التعليمات) وأعطيته الدرجة الكاملة، فحصل بدوره على درجة الامتحان التحريري دون نقص أيضاً وهكذا كسب التحدي بجدارة وحصل على (100%)..
صادق مهدي حسن - ناحية الكفل
تعليق