بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أن مسجد براثا أسسه أمير المؤمنين (عليه السلام) في عودته من حرب الخوارج سنة ٣٨ ، وأنه كان مركزاً للشيعة قبل تأسيس بغداد ، وكانت الكرخ بلدة فيها شيعة. ثم أسس المنصور بغداد بين براثا والكرخ.
قال في معجم البلدان : ١ / ٣٦٢ : « بُرَاثا : بالثاء المثلثة والقصر : محلةٌ كانت في طرف بغداد في قِبْلة الكرخ وجنوبي باب مُحَوِّل وكان لها جامع مفرد تصلي فيه الشيعة ».
وفي أمالي الطوسي / ١٩٩ ، عن الإمام الباقر (عليه السلام ) قال : « إن أمير المؤمنين (عليه السلام) لما رجع من وقعة الخوارج اجتاز بالزوراء فقال للناس : إنها الزوراء ، فسيروا وجَنِّبوا عنها فإن الخسف أسرع إليها من الوتد في النخالة ، فلما أتى موضعاً من أرضها قال : ما هذه الأرض؟ قيل أرض بحرا ، فقال : أرض سباخ ، جنبوا ويَمِّنوا. فلما أتى يمنة السواد فإذا هو براهب في صومعة له فقال له : يا راهب ، أَنْزِلُ هاهنا؟ فقال له الراهب : لا تنزل هذه الأرض بجيشك. قال : ولمَ؟ قال : لأنه لا ينزلها إلا نبي أووصي نبي بجيشه يقاتل في سبيل الله ، هكذا نجد في كتبنا.
فقال له أمير المؤمنين : فأنا وصي سيد الأنبياء (صلى الله عليه واله) وسيدُ الأوصياء. فقال له الراهب : فأنت إذن أصلع قريش ووصي محمد؟ قال له أمير المؤمنين : أنا ذلك. فنزل الراهب إليه فقال : خذ عليَّ شرائع الإسلام ، إني وجدت في الإنجيل نعتك وأنك تنزل أرض براثا بيت مريم وأرض عيسى (عليه السلام)! فقال أمير المؤمنين (عليه السلام) : قف ولا تخبرنا بشئ ثم أتى موضعاً فقال : إلكزوا هذه ، فلكزه برجله فانبجست عين خرارة ، فقال : هذه عين مريم التي انبعثت لها!
ثم قال : إكشفوا هاهنا على سبعة عشر ذراعاً ، فكشف فإذا بصخرة بيضاء فقال علي (عليه السلام) : على هذه وضعت مريم عيسى من عاتقها وصلت هاهنا! فنصب أمير المؤمنين (عليه السلام) الصخرة وصلى إليها ، وأقام هناك أربعة أيام يتم الصلاة ، وجعل الحرم في خيمة من الموضع على دَعْوِة « مسافة قريبة » ثم قال : أرض براثا ، هذا بيت مريم (عليه السلام) هذا الموضع المقدس صلى فيه الأنبياء (عليهم السلام) »!
وفي مناقب آل أبي طالب : ٢ / ١٠٠ : « قال أمير المؤمنين : فاجلس يا حُبَاب ، قال : وهذه دلالةٌ أخرى ، ثم قال : فانزل يا حباب من هذه الصومعة وابن هذا الدير مسجداً ، فبنى حباب الدير مسجداً ، ولحق أمير المؤمنين (عليه السلام) إلى الكوفة ، فلم يزل بها مقيماً حتى قتل أمير المؤمنين ، فعاد حباب إلى مسجده ببراثا ».
ومن ذلك اليوم والى عصرنا الحاضر ، صار مسجد براثا مركزاً علمياً وعبادياً واجتماعياً للشيعة ، ومَعْلَماً من معالم بغداد.
وقد شهد في العصور المختلفة حملات وحشية من السلطة ، ومن الحنابلة المتطرفين الذين أسس حزبهم المتوكل.
وتقدم أن ابن عقدة كان يأتي من الكوفة الى بغداد ، فيملي أحاديثه على المسلمين في مسجد براثا. وأن النواصب أتباع المتوكل اعتدوا عليه وحبسوه!
وقد شهدت بغداد ومسجد براثا خاصة أنواعاً من اضطهاد السلطة للشيعة.
قال ابن طاووس في الملاحم والفتن / ٢٦٠ : « قال السليلي مصنف الكتاب : فرأيت مسجد براثا وقد هدمه الحنبليون ، وحفروا قبوراً فيه ، وأخذوا أقواماً قد حفر لهم قبور فغلبوا أهل البيت ودفنوهم فيه ، إرادةَ تعطيل المسجد وتصييره مقبرة ، وكان فيه نخل فقطع ، وأحرق جذوعه وسقوفه! وذلك في سنة اثنتي عشرة وثلاث مائة , فعطل من سنته الحج ، وقد كان خرج سليمان بن الحسن يعني القرمطي في أول هذه السنة ، فقطع على الحاج وقتلهم وعطل الحاج ، ووقع الثلج ببغداد فاحترق نخلهم من البرد فهلك. فأخبرني مولاي ناقد أن أبا عمرو قاضي بغداد قال له : احترق لي بقرية على ثلاث فراسخ ببغداد يقال لها صرصر مائة ألف نخلة. قال السليلي : فأي شأن أحسن ، وأي أمر أوضح من هذا ».
أقول : ما تقدم إنما هو نماذج من ظلم المتوكل للشيعة في البلاد ، فتصور! .
تعليق