[ 291 ]
على أساس أنّها من أشنع الخصال الأخلاقية السلبية ولهذه الرذيلة صدى واسع في النصوص الدينية الروائية، ونستعرض هنا بعض النماذج في هذا الباب:
1 ـ ما ورد في الحديث الشريف عن رسول الله(صلى الله عليه وآله) أنّه قال: «إِيّاكُم وَالظّنُّ فَاِنَّ الظَّنَّ أَكذَبُ الكِذبِ»(1).
2 ـ ونقرأ في حديث آخر أيضاً عن النبي الأكرم(صلى الله عليه وآله) قوله: «أَنَّ اللهَ حَرَّمَ مِنَ المُسلِمِ دَمَهُ وَمـالَهُ وَعرِضَهُ وَأَنَّ يَظُنَّ بِهِ السُّوءَ»(2).
3 ـ وفي حديث مثير عن الإمام أمير المؤمنين(عليه السلام) أنّه قال: «لا إِيمـانَ مَعَ سُوءِ ظَنِّ»(3).
وهذا التعبير يمكن أن يكون إشارة إلى سوء الظن بكلا قسميه، سوء الظن بالنسبة إلى الناس، أو سوء الظن بالنسبة ا لى الله تعالى.
4 ـ ونقرأ في حديث آخر عن هذا الإمام(عليه السلام) أيضاً قوله: «إِيِّاكَ أَنْ تُسِيءَ الظّنَّ فَاِنَّ سُوءَ الظّنِّ يُفسِدُ العِبـادَةَ وَيُعَظِّمُ الوِزرَ»(4).
5 ـ ونقرأ في حديث آخر عن أمير المؤمنين(عليه السلام) قوله: «سُوءُ الظَّنِّ بِالمُحسِنِ شَرُّ الإِثمِ وَأَقبَحُ الظُّلمِ»(5).
6 ـ وورد أيضاً عن هذا الإمام(عليه السلام) نفسه قوله: «سُوءُ الظَّنِّ يُفسِدُ الاُمُورَ وَيَبعَثُ عَلَى الشُّرُورِ»(6).
7 ـ وورد أيضاً عنه(عليه السلام) أنّه قال: «شَرُّ النّاسِ مَنْ لا يَثِقُ بِأَحَد لِسُوءِ ظَنَّهِ وَلا يَثِقُ بِهِ أَحَدٌ لِسُوءِ فِعلِهِ»(7).
8 ـ ونقرأ في نهج البلاغة قول الإمام علي(عليه السلام): «لا تَظُنَنَّ بِكَلِمَة خَرَجَتْ مِنْ أَحَد سُوءً
1. وسائل الشيعة، ج18، ص138، ح42; بحار الانوار، ج72، ص195.
2. المحجة البيضاء، ج5، ص268.
3. غرر الحكم.
4. المصدر السابق.
5. المصدر السابق.
6. المصدر السابق.
7. المصدر السابق.
[ 292 ]
وَأَنتَ تَجِدُ لَهـا فِي الخَيرِ مُحتَمَلاً (مَحمَلاً»(1).
9 ـ ونقرأ في حديث آخر عن أمير المؤمنين(عليه السلام) أيضاً قوله: «وَاللهِ مـا يُعَذِّبُ اللهُ سُبحَـانَهُ مُؤمِناً بَعدَ الإِيمـانِ إِلاّ بِسُوءِ ظَنِّهِ وَسُوءِ خُلُقِهِ»(2).
ونقرأ في حديث آخر عن هذا الإمام الهمام(عليه السلام) نفسه: «مَنْ غَلَبَ عَلَيهِ سُوءُ الظَّنِّ لَم يَترُكْ بَينَهُ وَبَينَ خَلِيل صُلحَاً»(3).
وكذلك وردت روايات كثيرة في باب سوء الظن بالله وعدم الإيمان والتصديق بوعده حيث تحكي عن آثار سلبية خطيرة في حياة الإنسان المادية والمعنوية، ومن ذلك:
1 ـ ما ورد في الحديث الشريف عن الإمام الباقر(عليه السلام) عن رسول الله(صلى الله عليه وآله) أنّه قال: «واللهِ الَّذِي لا إِلَهَ إِلاّ هُوَ لا يُعَذِّبُ اللهُ مُؤمِناً بَعْدَ التَّوبَةِ وَالإِستِغفَارِ إلاّ بِسُوءِ ظَنِّهِ بِاللهِ وَتَقصِير مِنْ رَجـائِهِ بِاللهِ وَسُوءُ خَُلُقِهِ وَإِغتَيابِهِ لِلمُؤمِنينَ»(4).
2 ـ ونقرأ في حديث آخر عن أميرالمؤمنين(عليه السلام) أنّ النبي داود(عليه السلام) قال: «يـا رَبِّ مـا آمَنَ بِكَ مَنْ عَرَفَكَ فَلَم يُحسِنِ الظَّنَّ بِكَ»(5).
3 ـ وقال الإمام علي(عليه السلام) أيضاً: «الجُبنُ وَالحِرْصُ وَالبُخلُ غَرائِزُ سُوءُ يَجمَعُها سُوءُ الظَّنِّ بِاللهِ سُبحـانَهُ»(6)
ومن المعلوم أنّ الشخص الذي يعيش الإيمان بالعناية الإلهية ونصرته لعباده المؤمنين فلا يجد الخوف سبيلاً إلى قلبه من الأعداء، والشخص الذي يثق بوعد الله في مسألة الرزق، فلا يجد الحرص سبيلاً إلى نفسه ولا يعيش البخل في حياته، وعليه فإنّ هذه الصفات الثلاثة المذكورة في هذا الحديث الشريف هي في الواقع تنبع من سوء الظن بالله تعالى.
إن ما ورد في الروايات أعلاه يعدّ غيض من فيض الروايات الكثيرة في باب سوء الظن
1. نهج البلاغة، الكلمات القصار، ح360; بحار الانوار، ج71، ص187.
2. غر الحكم.
3. المصدر السابق.
4. بحار الانوار، ج67، ص394.
5. المصدر السابق، ص394.
6. غرر الحكم.
[ 293 ]
تعليق