السلام عليكم ورحمة وبركاته
اللهم صل على محمد وال محمد
************************
لأنَّ (لحظةَ الوَدَاع) حَانَت فقد لبِسَت ازَارَ أمِّهَا الزَّهرَاء.. وسكتت طويلاً.. ثمَّ أقبَلَت على شَيْئٍ كان تخفيهِ عن أنظارِ مَن معها.. فانكبَّت عليه.. تقرأ ما فِيْه.. ثمَّ أعادت النَّظرَ طويلاً.. لأنَّ أُمَّها (البتول) يوم ضَمَّتها إلى صدرها قَصَّت عليها (وجعَ اللهِ) في تلك الأرض المريرة وبَكَت.. ثمَّ ذَيَّلَتْ لها شيئاً مِن ممهور الله وفيه: أنَّ الحُسَيْن ذِبْحُ الله الأعظم ووَاعيَتُهُ التي تهتزُّ لها السَّموات وقَلْبُهُ الأرحم ووريدهُ الذي يَسقِي هذا الوجود مادَّة الحياة.. كان الحُسَيْن قريباً مِن زينب وكلاهُما يقرأُ اللهَ بِصَمْت.. فَلَمَّا التقَى البَصَرُ بالبَصَر نزفت زينبُ كلَّ قَلْبِهَا فتمخَّضَ الحسينُ عن دَمْعٍ ما زالَ إلى اليوم يحكي معنى أن يُذبَحَ وُلدُك وأهلُ بيتكِ وأصحابُك أمام عَيْنَيْك ثُمَّ تَرَى نساءَك سبايا مُرَوَّعات بين يَدَي أعتَى وُحُوش الأرض كفراً ونفاقاً ووُلُوغَاً بالدِّماء.. قرأتهُ زينب جيَّداً فضمَّت ذراعَ قَلْبِهَا على قَلْبِه المُتَحَرِّق وأسدلت لهيبَ نيرانِها ما وراء الأضلاع وقالت: وداااااااااااعاً... أخي يا حُسَيْن.. فمدَّ الحُسينُ يَدَهُ على الجِراح العميقة.. لِيُطفِئ نَارَهَا.. ثمَّ عبَر بكلِّ الأوجاع.. كان كلُّ شيئٍ منهُوكَاً..كانت أنفاسُ الملأ الأعلى على زَفْرَتِها.. وكلُّ أطباق الوجود تنعى قَتِيْلَهَا.. كان الحُسينُ مَربَطَ هذا الوجود.. وعَيْنَ أبراجِه.. كان إلفةَ الكون وبسمةَ الله وحوضَ الرَّحمَة المطلقة.. لذا بَكَاهُ الله.. وكلُّ مَلِيْكٍ في السَّما.. ومضى الحُسَيْن.. وعينُهُ على زينب.. قَلْبُهُ بين يديها.. رُوحُه تلوذُ بمقلَتَيْها.. وكلُّ ما فيهِ يئنُّ وجعاً لِمَا بَعدَ الحُسَيْن..
اللهم صل على محمد وال محمد
************************
لأنَّ (لحظةَ الوَدَاع) حَانَت فقد لبِسَت ازَارَ أمِّهَا الزَّهرَاء.. وسكتت طويلاً.. ثمَّ أقبَلَت على شَيْئٍ كان تخفيهِ عن أنظارِ مَن معها.. فانكبَّت عليه.. تقرأ ما فِيْه.. ثمَّ أعادت النَّظرَ طويلاً.. لأنَّ أُمَّها (البتول) يوم ضَمَّتها إلى صدرها قَصَّت عليها (وجعَ اللهِ) في تلك الأرض المريرة وبَكَت.. ثمَّ ذَيَّلَتْ لها شيئاً مِن ممهور الله وفيه: أنَّ الحُسَيْن ذِبْحُ الله الأعظم ووَاعيَتُهُ التي تهتزُّ لها السَّموات وقَلْبُهُ الأرحم ووريدهُ الذي يَسقِي هذا الوجود مادَّة الحياة.. كان الحُسَيْن قريباً مِن زينب وكلاهُما يقرأُ اللهَ بِصَمْت.. فَلَمَّا التقَى البَصَرُ بالبَصَر نزفت زينبُ كلَّ قَلْبِهَا فتمخَّضَ الحسينُ عن دَمْعٍ ما زالَ إلى اليوم يحكي معنى أن يُذبَحَ وُلدُك وأهلُ بيتكِ وأصحابُك أمام عَيْنَيْك ثُمَّ تَرَى نساءَك سبايا مُرَوَّعات بين يَدَي أعتَى وُحُوش الأرض كفراً ونفاقاً ووُلُوغَاً بالدِّماء.. قرأتهُ زينب جيَّداً فضمَّت ذراعَ قَلْبِهَا على قَلْبِه المُتَحَرِّق وأسدلت لهيبَ نيرانِها ما وراء الأضلاع وقالت: وداااااااااااعاً... أخي يا حُسَيْن.. فمدَّ الحُسينُ يَدَهُ على الجِراح العميقة.. لِيُطفِئ نَارَهَا.. ثمَّ عبَر بكلِّ الأوجاع.. كان كلُّ شيئٍ منهُوكَاً..كانت أنفاسُ الملأ الأعلى على زَفْرَتِها.. وكلُّ أطباق الوجود تنعى قَتِيْلَهَا.. كان الحُسينُ مَربَطَ هذا الوجود.. وعَيْنَ أبراجِه.. كان إلفةَ الكون وبسمةَ الله وحوضَ الرَّحمَة المطلقة.. لذا بَكَاهُ الله.. وكلُّ مَلِيْكٍ في السَّما.. ومضى الحُسَيْن.. وعينُهُ على زينب.. قَلْبُهُ بين يديها.. رُوحُه تلوذُ بمقلَتَيْها.. وكلُّ ما فيهِ يئنُّ وجعاً لِمَا بَعدَ الحُسَيْن..
تعليق