بسم الله الرحمن الرحيم
وأفضل الصلاة والسلام على محمد وآله الطيبين الطاهرين
اللهم صل على فاطمة وأبيها وبعلها وبنيها والسر المستودع فيها
ان الحديث عن مظلومية فاطمة سلام الله عليها حديث ذو شجون ، لا ينتهي الكلام فيه ، ولا يمكن اتيان جديد فيه . فالمصادر التاريخية قديمها وحديثها تؤكد على ظلامة الزهراء ، هذه المرأة العظيمة ، وما لقيته بعد وفاة والدها النبي الاكرم محمد صلى الله عليه وآله وسلم من احن ومحن ، وتعرضت لكثير من الويلات والمصائب التي يشيب لهولها الزمان ، ابتداءً من ترك وصية والدها ، ومروراً بغصب الخلافة من زوجها ، وانتهاءً
بقضية فدك ، مما ادى الى تراكم الهموم .
ولم يكن رحيل السيدة الزهراء وليد مرض او نتيجة طبيعية بل جاء رحيلها نتيجة غصص والام سرّعت من رحيلها الى عالم الملكوت عند مليك مقتدر، لم تمض فترة قصيرة بعد وفاة أبيها حتى لحقت أم ابيها به صلوات الله عليه وعليها، لقد كابدت تلك المراة معاناة حقيقية بعد وفاة ابيها، لقد تغلغل الحزن فيها الى ان تجذر واصبحت ايامها سوادا في سواد .
لقد اخذ رحيل ابيها مأخذاً عظيماً منها، فلم يبق لها الا الذكريات، ولم يبق لها الا علي والحسنان سلوتها، بهم تعزي نفسها وبهم تتحمل الآم فراق ابيها، لكن القوم لم يتركوها تمضي بسعادتها معهم، حدث الانقلاب بعد النبي ( أفإن مات او قتل انقلبت على اعقابكم)... ترك الناس علياً يدفن النبي وذهبوا بالخلافة الى من لم يكن لها أهل، وظل عليا يأبى ان يصول بيد جذاء فقرر أن يصبر على طخية عمياء يهرم فيها الكبير ويشيب فيها الصغير.
فجاءه القوم مطالبين بالبيعة لشخص غيره ، أبى ذلك، فقرروا أحراق البيت على من فيه، ان لم يأت للبيعة، إحراق بيتٍ كانت تنزل فيه الملائكة، أي جرأة هذه؟! وأي محنة تمر بها الزهراء عليها السلام، كسروا الباب أخرجوا علياً - ولم يكن سكوت علي جبناً فانه الذي قتل نصف ابائهم الكفرة، وبسيفه قام الاسلام، لكنه علم ان قتلهم يعني ذهاب الدين الذي ما برح سيفه مخضبا بدم الذي ارادوا نكوصه ، لم يزل سيفه رطبا بدماء الكافرين والجاحدين والمنافقين- لم يشأ أن يقتل القوم ، سكت، وفي السكوت حسرة كبرى، وهو يرى ما بناه بسيفه سيتحطم ، وسوف لا يبقى منه الا القليل، لكنه راى أن الحفاظ على هذا القليل خير من ضياع الكل.
هكذا قرر الأمير، اقتادوه أسيرا الى البيعة لكنهم لم يقتادوه فقط بل كسروا ضلع زوجته واسقطوا جنينها قبل أن يقتادوه ، كسروا ضلع فاطمة واجترءوا على مقامها، مؤلم ان يحصل هذا، اجترؤا على ابنة نبيهم، داسوا كرامتها واعتقلوا زوجها، وهي تنظر الى القوم مندهشة ، أيكون هذا بعد العزّ والدلال عند أبي؟؟
ماتت فاطمة ورحلت الى الملكوت الاعلى وهي غاضبة على القوم ، ودفنت في ليلة ظلماء اين قبرها ؟
وهذه المظلومية قد تواترت في تراث المسلمين وجاءت في أصح كتب أهل السنة مثل صحيح البخاري وغيره من الصحاح والسنن والمسانيد وكتب السير والتاريخ ونذكر على سبيل المثال البخاري باعتباره أصح الكتب عندهم في مقدمة هذا البحث
قال البخاري في صحيحه :
فَغَضِبَتْ فَاطِمَةُ بِنْتُ رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - فَهَجَرَتْ أَبَا بَكْر ، فَلَمْ تَزَلْ مُهَاجِرَتَهُ حَتَّى تُوُفِّيَتْ وَعَاشَتْ بَعْدَ رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - سِتَّةَ أَشْهُر . قَالَتْ وَكَانَتْ فَاطِمَةُ تَسْأَلُ أَبَا بَكْر نَصِيبَهَا مِمَّا تَرَكَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - مِنْ خَيْبَرَ وَفَدَك وَصَدَقَتِهِ بِالْمَدِينَةِ ، فَأَبَى أَبُو بَكْر عَلَيْهَا ذَلِكَ
ج 3 ص 1126 باب فرض الخمس
طبع: دار ابن كثير ، اليمامة - بيروت
الطبعة الثالثة ، 1407 - 1987
تحقيق : د. مصطفى ديب البغا أستاذ الحديث وعلومه في كلية الشريعة - جامعة دمشق
عدد الأجزاء : 6
مع الكتاب : تعليق د. مصطفى ديب البغا
وقال في المجلد 6 ص 2474 من نفس الطبعة
قال فهجرته فاطمة فلم تكلمه حتى ماتت .
وقال في المجلد 4 ص 1549 باب غزوة خيبر من نفس الطبعة :
عن عائشة : أن فاطمة (عليها السلام) بنت النبي
صلى الله عليه (وآله) أرسلت إلى أبي بكر تسأله ميراثها من رسول الله صلى الله عليه ( وآله) مما أفاء الله عليه بالمدينة وفدك وما بقي من خمس خيبر فقال أبو بكر إن رسول الله صلى الله عليه ( وآله) قال لا نورث ما تركنا صدقة إنما يأكل آل محمد صلى الله عليه ( وآله)
في هذا المال وإني والله لا أغير شيئا من صدقة رسول الله صلى الله عليه (وآله)
عن حالها التي كان عليها في عهد رسول الله صلى الله عليه
( وآله) ولأعملن فيها بما عمل به رسول الله صلى الله عليه
( وآله) فأبى أبو بكر أن يدفع إلى فاطمة منها شيئا فوجدت فاطمة على أبي بكر في ذلك فهجرته فلم تكلمه حتى توفيت وعاشت بعد النبي صلى الله عليه ( وآله)
ستة أشهر فلما توفيت دفنها زوجها علي (عليه السلام )
ليلا ولم يؤذن بها أبا بكر وصلى عليها .
أقول وكما هو معلوم أن غضب فاطمة هو من غضب النبي صلى الله عليه وآله وغضب والنبي من غضب الله سبحانه وتعالى
وكما روى البخاري في صحيحه ج 3 ص1361
باب مناقب قرابة رسول الله صلى الله عليه ( وآله )
أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال
( فاطمة بضعة مني فمن أغضبها أغضبني )
وقد شهد أمير المؤمنين عليه السلام وأجمل ما جرى على الزهراء عليها السلام برثاء وشكوى إلى رسول الله ( صلى الله عليه وآله )
حيث
قال أمير المؤمنين عليه السلام :
ألسّلام عليك يا رسول اللّه عنّي و عن ابنتك النّازلة في جوارك ،
و السّريعة اللّحاق بك ، قلّ يا رسول اللّه عن صفيّتك صبري ، و رقّ عنها تجلّدي ، إلاّ أنّ لي في التّأسّي بعظيم فرقتك ، و فادح مصيبتك ،
موضع تعزّ ، فلقد وسّدتك في ملحودة قبرك ، و فاضت بين نحري و صدري نفسك .
إنّا للّه و إنّا إليه راجعون ، فلقد استرجعت الوديعة ، و أخذت الرّهينة ، أمّا حزني فسرمد ، و أمّا ليلي فمسّهد ، إلى أن يختار اللّه لي
دارك الّتي أنت بها مقيم ، و ستنبّئك ابنتك بتظافر أمّتك على هضمها ،
فأحفها السّؤال ، و استخبرها الحال ، هذا و لم يطل العهد ، و لم يخل منك الذّكر ، و السّلام عليكما سلام مودّع ، لا قال و لا سئم ، فإن أنصرف فلا عن ملالة ، و إن أقم فلا عن سوء ظنّ بما وعد اللّه الصّابرين .
قال الأستاذ توفيق أبو علم: وقد رأينا أنه تنفيذاً لوصية الزهراء (عليها السلام)، فقد دفنت ليلا، ولم يحضر مع الإمام (عليه السلام) سوى الصفوة المختارة من أصحابه، ( أي خاصت الإمام الذي كانوا معترضين على سلب الخلافة ) ولمّا علم المسلمون وفاتها جاءوا إلى البقيع فوجدوا أربعين قبراً، فأشكل عليهم موضع قبرها من سائر القبور، فضجّ الناس، ولام بعضهم بعضاً، وقالوا:
لم يخلّف نبيّكم إلاّ بنتاً واحدة تموت وتدفن، ولم تحضروا وفاتها والصلاة عليها، ولا تعرفوا قبرها؟!
ثم قال ولاة الأمر منهم: هاتوا من نساء المسلمين من ينبش هذه القبور حتّى نجدها فنصلّي عليها، ونزور قبرها!
فبلغ ذلك الإمام علي ( عليه السام ) فخرج مغضباً، قد أحمرّت عيناه ودرّت أوداجه، عليه قباؤه الأصفر الذي كان
يلبسه في كلّ كريهة، وهو متكىء على سيفه ذي الفقار، حتى ورد البقيع.
فبادر إلى الناس النذير، وقالوا: هذا عليّ بن أبي طالب (عليه السلام)، قد أقبل كما ترونه يقسم بالله لئن حوّل من هذه القبور حجر ليضعنّ
السيف على غابر الآخر! فتلقّاه بعضهم، فقال له: ما لك يا أبا الحسن؟ والله لننبشنّ قبرها، ولنصلّين عليها!!
فضرب الإمام بيده إلى جوامع ثوبه، فهزّه ثمّ ضرب به الأرض، وقال: أمّا حقي فقد تركته مخافة أن يرتدّ الناس، وأمّا قبر فاطمة، فوالله الذي نفس عليّ بيده لئن رمت وأصحابك شيئاً من ذلك لأسقينَ الأرض من دمائكم، فإن شئت فأعرض!
فتلقّاه، أخر فقال: يا أبا الحسن! بحقّ رسول الله، وبحقّ من فوق العرش، إلاّ خلّيت عنه، فإنّا غير فاعلين شيئاً تكرهه.
فخلّى عنه، وتفرّق الناس، ولم يعودوا إلى ذلك(1).
____________
1- أهل البيت (عليهم السلام)، توفيق أبو علم: 185 ـ 186.
أقول :
وهذا ما أعترف به ابن تيمية شيخ النواصب حيث قال بالحرف
ونحن نعلم يقينا أن أبا بكر لم يقدم على علي والزبير بشيء من الأذى بل ولا على سعد بن عبادة المتخلف عن بيعته أولا وأخرا
( وغاية ما يقال إنه كبس البيت لينظر هل فيه شيء من مال الله الذي يقسمه وأن يعطيه لمستحقه... )
المجلد 8 صفحة 291 .
الكتاب : منهاج السنة النبوية
المؤلف : أحمد بن عبد الحليم بن تيمية الحراني أبو العباس
الناشر : مؤسسة قرطبة
الطبعة الأولى ، 1406
تحقيق : د. محمد رشاد سالم
عدد الأجزاء : 8
فهذا اعتراف من ابن تيمية على هجوم ابي بكر على بيت فاطمة عليها السلام ,
وان اعطى مبررات فهي واهية وساقطة .
فأننا ( نأخذ ما روى ونترك ما رأى )
نعم ابن تيمية يحترف و لم ينكر هذه الحادثة الا انه أوّلها ، وأوجد عذراً لأبي بكر بأنه أراد ان ينظر هل فيه شيء من مال الله ام لا ؟!! :
والآن لنحلل كلام ابن تيمية المذكور اعلاه
ما معنى كبس في اللغة ؟
لسان العرب :
والتَّكْبيس والتَّكَبُّس: الاقتحام على الشيء، وقد تَكَبَّسوا عليه، ويقال: كَبَسوا عليهم .
القاموس المحيط :
كَبَسَ البِئْرَ والنَّهْرَ يَكْبِسُهما: طَمَّهُما بالتُّرابِ، وذلك التُّرابُ: كِبْسٌ، بالكسر، وـ رأسَهُ في ثَوْبِهِ: أخْفَاهُ، وأدْخَلَهُ فيه،
وغارٌ في أصْلِ الجبَلِ، وـ دارَهُ: هَجَمَ عليه،
ويقول الزبيدي في تاج العروس :
كبس داره : هجم عليه وإحتاط به وزاد الزمخشري :
وكبس تكييسًا، مثله، أي إقتحم عليه.
الصحاح في اللغة للجوهري :
وكبسوا دار فلان : أغاروا عليها فجأة .
ثم نسأل :
هل كبس أبو بكر بيت أحد غير علي ليكبس بيت الامام علي؟!
هل هو يتهم الإمام علياً بسرقة مال الله وإخفائه عن الناس وحبسه عن غير مستحقه.؟
هل كان بيت علي (عليه السلام) هو بيت مال المسلمين حتى يرى ان كان فيه مال او لا؟!
وكيف وصل المال المزعوم إلى بيت الإمام علي؟!..
ولماذا لم يوضع هذا المال في غير بيت علي
(عليه السلام)؟!
ثم يحق لنا أن نسأل ابن تيمية :
من أين أتى بهذه الأعذار الواهية البعيدة كل البعد عن المنطق ؟
هل هناك نصوص تاريخية تدعم رأيه ودفاعه عن أبي بكر ؟
وتؤيد قوله المذكور ؟ وهذا
اعتراف أبي بكر بحق الزهراء عليها السلام
في هذا الحديث اعتراف صريح وأقرار واضح على ما فعله
بحق الزهراء عليها السلام والحمد لله أنه مر عليهم
في كتب التاريخ والسّير دون أن يشعرون به :
قال أبو بكر: وددتُ أني لم أكن أكشِفُ بيت فاطمة بنت رسول الله واُدخِلهُ الرجال ولو أُعلِنَ عليَّ الحرب.
هذا الحديث ورد بألفاظ مختلفة في في كتب السير والتاريخ :
وهذا فهرس لهذي المصادر التي ذكرت الحديث .
1- تاريخ دمشق الكبير (لابن عساكر) - الجزء 32 - الصفحة 275 و الصفحة 276 والصفحة 277 والصفحة
278
2- تاريخ اليعقوبي -الجزء الثاني -الصفحة 24
3- المعجم الكبير (للطبراني) - الجزء الأول -الصفحة 62
4- تاريخ الطبري -الجزء الثاني - الصفحة 353
5- سمط النجوم العوالي (للشافعي) - الجزء الثاني- الصفحة 465
6- تاريخ الإسلام (للذهبي) - الجزء الثالث - الصفحة 117
7- مسند فاطمة -الصفحة 72
8- جامع الأحاديث (للسيوطي) - الجزء 13 - الصفحة 100
9- كنز العمال (للمتقي الهندي) - الجزء الأول - الصفحة 537
10- مروج الذهب (للمسعودي) - الجزء الثاني - الصفحة 317
11- العقد الفريد (للأندلسي) - الجزء الخامس - الصفحة 21
12- الإمامة والسياسة (لابن قتيبة) - الجزء الأول - الصفحة 20
وقد اكتشف بعض علماء مدرسة الخلافة خطورة هذا الحديث فقاموا بتضعيف هذا الحديث
بالطعن في أحد رواته وهو علوان بن داوود البجلي
وهو ثقة هذه أقوال من وثقوه :
1- وثّق ابن حبان هذا الراوي ( علوان بن داوود) قائلاً:
كل خبر رواه شيخ من هؤلاء الشيوخ الذين نذكرهم بمشيئة الله وتوفيقه في كتابنا هذا فإن ذاك الخبر صحيح لا محالة.
(الثقات - الجزء الخامس - الصفحة 380- ترجمة رقم 2810)
2- في مقدمة كتاب (الكامل في الضعفاء) قال ابن عدي:
أنا ذاكرٌ في كتابي هذا كل من ذُكِر بضرب من الضعف ..
ولا يبقى من الرواة الذين لم أذكرهم إلا من هو ثقة أو
صدوق .
(ولم يذكر علوان بن داوود)
3- الحديث مروي بأسانيد مختلفة وصحيحة ،
وليس فقط برواية علوان.
فهنا نقول للمخالفين وبالأخص النواصب منهم مهما تحاولون أن تفرون من ثبوت هذه الحديث فإن شواهده تبقى
واضحة في مصادركم
أقول وهذه رجال السند :
ترجمة خيثمة بن سليمان :
قال الذهبي :
(( خيثمة ، الامام ، الثقة ، المعمر ، محدث الشام ، أبو الحسن ، خيثمة بن سليمان ابن حيدرة بن سليمان القرشي الشامي الأطرابلسي ، مصنف " فضائل الصحابة " . كان رحالا جوالا صاحب حديث ..... قال أبو بكر الخطيب : خيثمة ثقة ثقة ، قد جمع فضائل الصحابة .)) سير أعلام النبلاء –
الذهبي / 15 / 412
سند الرواية :
الاموال لابن زنجويه ج1 ص387 ( ترقيم الشاملة )
أنا حميد أنا عثمان بن صالح ، حدثني الليث بن سعد بن عبد الرحمن الفهمي ، حدثني
علوان ، عن صالح بن كيسان عن حميد بن عبد الرحمن بن عوف ، أن أباه عبد الرحمن بنعوف ، دخل على أبي بكر الصديق رحمة الله عليه ، في مرضه الذي قبض فيه ....
رجال السند :
1ـ حميد : فهو ابن زنجويه مؤلف الكتاب ،
وهو من رجال ابو داود والنسائي ، وثقه النسائي وابن حبان والخطيب
وابو حاتم الرازي . تهذيب التهذيب
وقال في التقريب ثقة ثبت له تصانيف من الحادية عشرة
2ـ عثمان بن صالح : من رجال البخاري والنسائي وابن ماجه ،
وذكره ابن حبان في الثقات ، قال ابن أبي حاتم عن أبيه كان شيخا صالحا سليم الناحية، وقال الحاكم عن الدارقطني ثقة.
3ـ الليث بن سعد : وهو من رجال الستة . قال في التقريب : ثقة ثبت فقيه إمام مشهور من السابعة .
4 ـ علوان بن داود : ذكره ابن حبان في الثقات
واتهمه بعض علماء الجرح والتعديل بنكارة الحديث الا انه جرح مبهم غير مفسر وهو مردود ، واذا اجتمع عندنا جرح مبهم ، وتعديل ، قدم التعديل ، ولايقبل الجرح الا مفسراً .
5ـ صالح بن كيسان : من رجال الستة
6ـ حميد بن عبد الرحمن بن عوف : من رجال الستة ، قال في التقريب : ثقة من الثانية .
7ـ عبد الرحمن بن عوف : صحابي
والرواية صححها ايضا الضياء المقدسي فقد رواها في كتابه الاحاديث المختارة ج1 ص88
وقد اشترط الصحة في كتابه :
قال محقق كتاب الأحاديث المختارة في مقدمة التحقيق :
( فالمتكلمون في علوم الحديث يقسمون كتب الحديث على مراتب ويذكرون منها كتب الصحة، أي كتب الأحاديث الصحيحة، وجميع من تكلم في مراتب الكتب ممن جاء بعد الضياء جعل «المختارة» من كتب الصحة ) ( الأحاديث المختارة 1/18 ) .
وقال السيوطي في تدريب الراوي 1/144 :
( ومنهم الحافظ ضياء الدين محمد بن الواحد المقدسي جمع كتاباً سمّاه المختارة التزم فيه الصحة، وذكر فيه أحاديث لم يسبق إلى تصحيحها) .
وقال ابن بدران في المدخل صفحة 466 :
( ولهذا الحافظ كتاب الأحاديث المختارة وهي تصلح أن يحتج بها سوى ما في الصحيحين خرّجها من مسموعاته)
بعد هذه الاعترافات الصريحة
عندنا ثلاثة روايات صحيحة تثبت أن عمر هدد بإحراق بيت بنت الرسول الأعظم صلى الله عليه وآله
وهذه الروايات مع تراجم الرجال حتى لا يأتي وهابي
ويكذب الروايات أو يضعف
الرواية الأولى
في كتاب المصنف لابن أبي شيبة ، من مشايخ البخاري المتوفى سنة 235 ه ، يروي هذه القضية بسند صحيح
تحت عنوان
( ما جاء في خلافة أبي بكر وسيرته في الردة )
قال :
برقم
38200- حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بِشْرٍ ، حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللهِ بْنُ عُمَرَ ، حَدَّثَنَا زَيْدُ بْنُ أَسْلَمَ ، عْن أَبِيهِ أَسْلَمَ ؛ أَنَّهُ حِينَ بُويِعَ لأَبِي بَكْرٍ بَعْدَ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم ، كَانَ عَلِيٌّ وَالزُّبَيْرُ يَدْخُلاَنِ عَلَى فَاطِمَةَ بِنْتِ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم ، فَيُشَاوِرُونَهَا وَيَرْتَجِعُونَ فِي أَمْرِهِمْ ، فَلَمَّا بَلَغَ ذَلِكَ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ خَرَجَ حَتَّى دَخَلَ عَلَى فَاطِمَةَ ، فَقَالَ : يَا بِنْتَ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم ، وَاللهِ مَا مِنْ الْخَلْقِ أَحَدٌ أَحَبَّ إِلَيْنَا مِنْ أَبِيك ، وَمَا مِنْ أَحَدٍ أَحَبَّ إِلَيْنَا بَعْدَ أَبِيك مِنْك ، وَأَيْمُ اللهِ ، مَا ذَاكَ بِمَانِعِيَّ إِنَ اجْتَمَعَ هَؤُلاَءِ النَّفَرُ عِنْدَكِ ، أَنْ آمُرَ بِهِمْ أَنْ يُحَرَّقَ عَلَيْهِمَ الْبَيْتُ.
قَالَ : فَلَمَّا خَرَجَ عُمَرُ جَاؤُوهَا ، فَقَالَتْ : تَعْلَمُونَ أَنَّ عُمَرَ قَدْ جَاءَنِي ، وَقَدْ حَلَفَ بِاللهِ لَئِنْ عُدْتُمْ لَيُحَرِّقَنَّ عَلَيْكُمَ الْبَيْتَ ، وَأَيْمُ اللهِ ، لَيَمْضِيَنَّ لِمَا حَلَفَ عَلَيْهِ ، فَانْصَرِفُوا رَاشِدِينَ ، فَرُوْا رَأْيَكُمْ ، وَلاَ تَرْجِعُوا إِلَيَّ ، فَانْصَرَفُوا عنها ، فَلَمْ يَرْجِعُوا إِلَيْهَا ، حَتَّى بَايَعُوا لأَبِي بَكْرٍ.
.(1)
مصنف ابن أبي شيبة ج7 ص 432
ترجمة رجال السند الرواية
ترجمة محمد بن بشير
(1) محمد بن بشر بن الفرافصة العبدي
أبو عبد الله العبدي الكوفي أخرج البخاري في الفتن ومناقب عمر وغير موضع عن علي بن المديني وابن راهويه وابن نمير وغيرهم عنه عن إسماعيل بن أبي خالد ومسعر وغيرهما مات سنة ثلاث ومائتين قال النسائي هو ثقة وقال بن الجنيد سمعت بن معين سئل عنه فقال لم يكن به بأس قيل فهو أحب إليك أو أبو أسامة فقال أبو أسامة قال البخاري حدثني موسى بن عبد الرحمن الكندي المسروقي قال مات
محمد بن بشر العبدي
سنة ثلاث ومائتين جزء 2 صفحة 620 .
الكتاب : التعديل والتجريح , لمن خرج له البخاري في الجامع الصحيح
المؤلف : سليمان بن خلف بن سعد أبو الوليد الباجي
الناشر : دار اللواء للنشر والتوزيع - الرياض
الطبعة الأولى ، 1406 - 1986
تحقيق : د. أبو لبابة حسين
عدد الأجزاء : 3 .
وقال ابن حجر في تهذيب التهذيب :
(الستة)
محمد بن بشر بن الفرافصة بن المختار الحافظ العبدي أبو عبد الله الكوفي. إلى أن قال :
قال عثمان الدارمي عن ابن معين ثقة وقال الآجري عن أبي داود هو أحفظ من كان بالكوفة جزء 9 صفحة 64 .
الكتاب : تهذيب التهذيب
المؤلف : ابن حجر العسقلاني
عدد الأجزاء : 12
مصدر الكتاب : موقع يعسوب
[ ترقيم الكتاب موافق للمطبوع ]
وقال السيوطي في الطبقات :
محمد بن بشر بن الفرافصة العبدي أبو عبد الله الكوفي.
روى عن الأعمش وشعبة والثوري وخلق وعنه أحمد وإسحاق وابند المديني وأبو كريب وخلق.
قال أبو داود: هو أحفظ من كان بالكوفة مات سنة ثلاث ومائتين جزء 1 صفحة 25 .
لكتاب : طبقات الحفاظ
المؤلف : السيوطي
مصدر الكتاب : موقع الوراق
[ الكتاب مرقم آليا غير موافق للمطبوع ]
(2) ترجمة عبيد الله بن عمر
عبيد الله بن عمر * (ع) ابن حفص بن عاصم بن أمير المؤمنين أبي حفص عمر بن الخطاب.
الامام المجود الحافظ أبو عثمان القرشي العدوي ثم العمري المدني.
ولد بعد السبعين أو نحوها، ولحق أم خالد بنت خالد الصحابية، وسمع مها، فهو من صغار التابعين.
وسمع من سالم بن عبد الله، والقاسم بن
محمد، ونافع، وسعيد المقبري، وخاله حبيب بن عبدالرحمن، وعطاء بن ابي رباح، وعمرو بن شعيب، والزهري، ووهب بن كيسان، وعبد الله بن دينار، وعبد الرحمن بن القاسم، وثابت البناني، وأبي الزناد، وسمي، وسهيل، وسالم أبي
النضر، وعمرو بن دينار، وطلحة بن عبدالملك، وخلق.
وعنه: ابن جريج، ومعمر، وشعبة، وسفيان، وحماد بن سلمة، وزائدة، وسليمان بن بلال، وابن المبارك، وعبد الله بن نمير، وعلي بن مسهر، ويحيى ابن سعيد، ومحمد بن بشر، وعيسى بن يونس، وعباد بن عباد، ومحمد بن عيسى بن سميع، وابن إدريس، ومحمد بن عبيد، وعبد الرزاق، وأمم سواهم.
قال أبو حاتم: سألت أحمد بن حنبل عن مالك، وأيوب،
وعبيدالله بن عمر: أيهم أثبت في نافع ؟
قال: عبيد الله أثبتهم وأحفظهم، وأكثرهم رواية.
وقال يحيى بن معين: عبيد الله من الثقات.
وقال عثمان بن سعيد: قلت لابن معين: مالك عن نافع أحب إليك، أو عبيد الله ؟ قال: كلاهما، ولم يفضل.
وروى جعفر بن محمد بن أبي عثمان الطيالسي، سمعت يحيى بن معين يقول:
عبيد الله بن عمر، عن القاسم، عن عائشة: الذهب المشبك بالدر .
قلت: هو أحب إليك، أو الزهري، عن عروة، عن عائشة ؟ فقال: هو أحب إلي.
وروى علي بن الحسن الهسنجاني ، عن أحمد بن صالح،
قالعبيد الله في نافع أحب إلي من مالك.
وقال أبو زرعة، وأبو حاتم: ثقة.
وقال النسائي: ثقة، ثبت.
قلت: كان ابن شهاب يقدم قريشا على الناس وعلى مواليهم، فقال قطن بن إبراهيم النيسابوري، عن الحسين بن الوليد قال: كنا
عند مالك، فقال: كنا عند الزهري ومعنا عبيد الله بن عمر، ومحمد بن إسحاق، فأخذا لكتاب ابن إسحاق فقرأ.
فقال: انتسب.
قال: أنا محمد بن إسحاق بن يسار .
قال: ضع الكتاب من يدك.
قال: فأخذه مالك، فقال: انتسب .
قال: أنا مالك بن أنس الاصبحي.
فقال: ضع الكتاب.
فأخذه عبيد الله فقال: انتسب قال: أنا عبيد الله بن عمر بن حفص بن عاصم بن عمر بن الخطاب.
قال: اقرأ.
فجميع ما سمع أهل المدينة يومئذ بقراءة عبيد الله.
وروى محمد بن عبد العزيز، عن عبد الرزاق،
سمعت عبيد الله بن عمر قال: لما نشأت، فأردت أن أطلب العلم، فجعلت آتي أشياخ آل عمر رجلا رجلا، فأقول: ما سمعت من سالم، فكلما أتيت رجلا منهم قال: عليك بابن شهاب، فإن ابن شهاب كان يلزمه.
قال: وابن شهاب بالشام حينئذ.
فلزمت نافعا، فجعل الله في ذلك خيرا كثيرا.
وروي عن سفيان بن عيينة
قال: قدم علينا
عبيد الله بن عمر الكوفة، فاجتمعوا عليه، فقال: شنتم العلم، وأذهبتم نوره.
لو أدركنا عمر وإياكم أوجعنا ضربا.
قال أبو بكر بن منجويه: كان عبيد الله من سادات أهل المدينة، وأشراف قريش فضلا وعلما وعبادة.
وشرفا وحفظا.
واتفاقا.
قلت: كان أخوه عبد الله بن عمر يهابه، ويجله، ويمتنع من الرواية مع وجود عبيد الله.
فما حدث حتى توفي عبيد الله جزء 6 صفحة 306.
الكتاب : سير أعلام النبلاء
عدد الأجزاء : 23
مصدر الكتاب : موقع يعسوب
[ ترقيم الكتاب موافق للمطبوع ]
(3) ترجمة زيد بن أسلم
قال الذهبي في سير أعلام النبلاء .
زيد بن أسلم * (ع) الامام الحجة القدوة أبو عبد الله العدوي العمري المدني الفقيه.
وبعد ما بينا صحة الرواية الأولى هذه الرواية الثانية
وأفضل الصلاة والسلام على محمد وآله الطيبين الطاهرين
اللهم صل على فاطمة وأبيها وبعلها وبنيها والسر المستودع فيها
ان الحديث عن مظلومية فاطمة سلام الله عليها حديث ذو شجون ، لا ينتهي الكلام فيه ، ولا يمكن اتيان جديد فيه . فالمصادر التاريخية قديمها وحديثها تؤكد على ظلامة الزهراء ، هذه المرأة العظيمة ، وما لقيته بعد وفاة والدها النبي الاكرم محمد صلى الله عليه وآله وسلم من احن ومحن ، وتعرضت لكثير من الويلات والمصائب التي يشيب لهولها الزمان ، ابتداءً من ترك وصية والدها ، ومروراً بغصب الخلافة من زوجها ، وانتهاءً
بقضية فدك ، مما ادى الى تراكم الهموم .
ولم يكن رحيل السيدة الزهراء وليد مرض او نتيجة طبيعية بل جاء رحيلها نتيجة غصص والام سرّعت من رحيلها الى عالم الملكوت عند مليك مقتدر، لم تمض فترة قصيرة بعد وفاة أبيها حتى لحقت أم ابيها به صلوات الله عليه وعليها، لقد كابدت تلك المراة معاناة حقيقية بعد وفاة ابيها، لقد تغلغل الحزن فيها الى ان تجذر واصبحت ايامها سوادا في سواد .
لقد اخذ رحيل ابيها مأخذاً عظيماً منها، فلم يبق لها الا الذكريات، ولم يبق لها الا علي والحسنان سلوتها، بهم تعزي نفسها وبهم تتحمل الآم فراق ابيها، لكن القوم لم يتركوها تمضي بسعادتها معهم، حدث الانقلاب بعد النبي ( أفإن مات او قتل انقلبت على اعقابكم)... ترك الناس علياً يدفن النبي وذهبوا بالخلافة الى من لم يكن لها أهل، وظل عليا يأبى ان يصول بيد جذاء فقرر أن يصبر على طخية عمياء يهرم فيها الكبير ويشيب فيها الصغير.
فجاءه القوم مطالبين بالبيعة لشخص غيره ، أبى ذلك، فقرروا أحراق البيت على من فيه، ان لم يأت للبيعة، إحراق بيتٍ كانت تنزل فيه الملائكة، أي جرأة هذه؟! وأي محنة تمر بها الزهراء عليها السلام، كسروا الباب أخرجوا علياً - ولم يكن سكوت علي جبناً فانه الذي قتل نصف ابائهم الكفرة، وبسيفه قام الاسلام، لكنه علم ان قتلهم يعني ذهاب الدين الذي ما برح سيفه مخضبا بدم الذي ارادوا نكوصه ، لم يزل سيفه رطبا بدماء الكافرين والجاحدين والمنافقين- لم يشأ أن يقتل القوم ، سكت، وفي السكوت حسرة كبرى، وهو يرى ما بناه بسيفه سيتحطم ، وسوف لا يبقى منه الا القليل، لكنه راى أن الحفاظ على هذا القليل خير من ضياع الكل.
هكذا قرر الأمير، اقتادوه أسيرا الى البيعة لكنهم لم يقتادوه فقط بل كسروا ضلع زوجته واسقطوا جنينها قبل أن يقتادوه ، كسروا ضلع فاطمة واجترءوا على مقامها، مؤلم ان يحصل هذا، اجترؤا على ابنة نبيهم، داسوا كرامتها واعتقلوا زوجها، وهي تنظر الى القوم مندهشة ، أيكون هذا بعد العزّ والدلال عند أبي؟؟
ماتت فاطمة ورحلت الى الملكوت الاعلى وهي غاضبة على القوم ، ودفنت في ليلة ظلماء اين قبرها ؟
وهذه المظلومية قد تواترت في تراث المسلمين وجاءت في أصح كتب أهل السنة مثل صحيح البخاري وغيره من الصحاح والسنن والمسانيد وكتب السير والتاريخ ونذكر على سبيل المثال البخاري باعتباره أصح الكتب عندهم في مقدمة هذا البحث
قال البخاري في صحيحه :
فَغَضِبَتْ فَاطِمَةُ بِنْتُ رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - فَهَجَرَتْ أَبَا بَكْر ، فَلَمْ تَزَلْ مُهَاجِرَتَهُ حَتَّى تُوُفِّيَتْ وَعَاشَتْ بَعْدَ رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - سِتَّةَ أَشْهُر . قَالَتْ وَكَانَتْ فَاطِمَةُ تَسْأَلُ أَبَا بَكْر نَصِيبَهَا مِمَّا تَرَكَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - مِنْ خَيْبَرَ وَفَدَك وَصَدَقَتِهِ بِالْمَدِينَةِ ، فَأَبَى أَبُو بَكْر عَلَيْهَا ذَلِكَ
ج 3 ص 1126 باب فرض الخمس
طبع: دار ابن كثير ، اليمامة - بيروت
الطبعة الثالثة ، 1407 - 1987
تحقيق : د. مصطفى ديب البغا أستاذ الحديث وعلومه في كلية الشريعة - جامعة دمشق
عدد الأجزاء : 6
مع الكتاب : تعليق د. مصطفى ديب البغا
وقال في المجلد 6 ص 2474 من نفس الطبعة
قال فهجرته فاطمة فلم تكلمه حتى ماتت .
وقال في المجلد 4 ص 1549 باب غزوة خيبر من نفس الطبعة :
عن عائشة : أن فاطمة (عليها السلام) بنت النبي
صلى الله عليه (وآله) أرسلت إلى أبي بكر تسأله ميراثها من رسول الله صلى الله عليه ( وآله) مما أفاء الله عليه بالمدينة وفدك وما بقي من خمس خيبر فقال أبو بكر إن رسول الله صلى الله عليه ( وآله) قال لا نورث ما تركنا صدقة إنما يأكل آل محمد صلى الله عليه ( وآله)
في هذا المال وإني والله لا أغير شيئا من صدقة رسول الله صلى الله عليه (وآله)
عن حالها التي كان عليها في عهد رسول الله صلى الله عليه
( وآله) ولأعملن فيها بما عمل به رسول الله صلى الله عليه
( وآله) فأبى أبو بكر أن يدفع إلى فاطمة منها شيئا فوجدت فاطمة على أبي بكر في ذلك فهجرته فلم تكلمه حتى توفيت وعاشت بعد النبي صلى الله عليه ( وآله)
ستة أشهر فلما توفيت دفنها زوجها علي (عليه السلام )
ليلا ولم يؤذن بها أبا بكر وصلى عليها .
أقول وكما هو معلوم أن غضب فاطمة هو من غضب النبي صلى الله عليه وآله وغضب والنبي من غضب الله سبحانه وتعالى
وكما روى البخاري في صحيحه ج 3 ص1361
باب مناقب قرابة رسول الله صلى الله عليه ( وآله )
أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال
( فاطمة بضعة مني فمن أغضبها أغضبني )
وقد شهد أمير المؤمنين عليه السلام وأجمل ما جرى على الزهراء عليها السلام برثاء وشكوى إلى رسول الله ( صلى الله عليه وآله )
حيث
قال أمير المؤمنين عليه السلام :
ألسّلام عليك يا رسول اللّه عنّي و عن ابنتك النّازلة في جوارك ،
و السّريعة اللّحاق بك ، قلّ يا رسول اللّه عن صفيّتك صبري ، و رقّ عنها تجلّدي ، إلاّ أنّ لي في التّأسّي بعظيم فرقتك ، و فادح مصيبتك ،
موضع تعزّ ، فلقد وسّدتك في ملحودة قبرك ، و فاضت بين نحري و صدري نفسك .
إنّا للّه و إنّا إليه راجعون ، فلقد استرجعت الوديعة ، و أخذت الرّهينة ، أمّا حزني فسرمد ، و أمّا ليلي فمسّهد ، إلى أن يختار اللّه لي
دارك الّتي أنت بها مقيم ، و ستنبّئك ابنتك بتظافر أمّتك على هضمها ،
فأحفها السّؤال ، و استخبرها الحال ، هذا و لم يطل العهد ، و لم يخل منك الذّكر ، و السّلام عليكما سلام مودّع ، لا قال و لا سئم ، فإن أنصرف فلا عن ملالة ، و إن أقم فلا عن سوء ظنّ بما وعد اللّه الصّابرين .
قال الأستاذ توفيق أبو علم: وقد رأينا أنه تنفيذاً لوصية الزهراء (عليها السلام)، فقد دفنت ليلا، ولم يحضر مع الإمام (عليه السلام) سوى الصفوة المختارة من أصحابه، ( أي خاصت الإمام الذي كانوا معترضين على سلب الخلافة ) ولمّا علم المسلمون وفاتها جاءوا إلى البقيع فوجدوا أربعين قبراً، فأشكل عليهم موضع قبرها من سائر القبور، فضجّ الناس، ولام بعضهم بعضاً، وقالوا:
لم يخلّف نبيّكم إلاّ بنتاً واحدة تموت وتدفن، ولم تحضروا وفاتها والصلاة عليها، ولا تعرفوا قبرها؟!
ثم قال ولاة الأمر منهم: هاتوا من نساء المسلمين من ينبش هذه القبور حتّى نجدها فنصلّي عليها، ونزور قبرها!
فبلغ ذلك الإمام علي ( عليه السام ) فخرج مغضباً، قد أحمرّت عيناه ودرّت أوداجه، عليه قباؤه الأصفر الذي كان
يلبسه في كلّ كريهة، وهو متكىء على سيفه ذي الفقار، حتى ورد البقيع.
فبادر إلى الناس النذير، وقالوا: هذا عليّ بن أبي طالب (عليه السلام)، قد أقبل كما ترونه يقسم بالله لئن حوّل من هذه القبور حجر ليضعنّ
السيف على غابر الآخر! فتلقّاه بعضهم، فقال له: ما لك يا أبا الحسن؟ والله لننبشنّ قبرها، ولنصلّين عليها!!
فضرب الإمام بيده إلى جوامع ثوبه، فهزّه ثمّ ضرب به الأرض، وقال: أمّا حقي فقد تركته مخافة أن يرتدّ الناس، وأمّا قبر فاطمة، فوالله الذي نفس عليّ بيده لئن رمت وأصحابك شيئاً من ذلك لأسقينَ الأرض من دمائكم، فإن شئت فأعرض!
فتلقّاه، أخر فقال: يا أبا الحسن! بحقّ رسول الله، وبحقّ من فوق العرش، إلاّ خلّيت عنه، فإنّا غير فاعلين شيئاً تكرهه.
فخلّى عنه، وتفرّق الناس، ولم يعودوا إلى ذلك(1).
____________
1- أهل البيت (عليهم السلام)، توفيق أبو علم: 185 ـ 186.
أقول :
وهذا ما أعترف به ابن تيمية شيخ النواصب حيث قال بالحرف
ونحن نعلم يقينا أن أبا بكر لم يقدم على علي والزبير بشيء من الأذى بل ولا على سعد بن عبادة المتخلف عن بيعته أولا وأخرا
( وغاية ما يقال إنه كبس البيت لينظر هل فيه شيء من مال الله الذي يقسمه وأن يعطيه لمستحقه... )
المجلد 8 صفحة 291 .
الكتاب : منهاج السنة النبوية
المؤلف : أحمد بن عبد الحليم بن تيمية الحراني أبو العباس
الناشر : مؤسسة قرطبة
الطبعة الأولى ، 1406
تحقيق : د. محمد رشاد سالم
عدد الأجزاء : 8
فهذا اعتراف من ابن تيمية على هجوم ابي بكر على بيت فاطمة عليها السلام ,
وان اعطى مبررات فهي واهية وساقطة .
فأننا ( نأخذ ما روى ونترك ما رأى )
نعم ابن تيمية يحترف و لم ينكر هذه الحادثة الا انه أوّلها ، وأوجد عذراً لأبي بكر بأنه أراد ان ينظر هل فيه شيء من مال الله ام لا ؟!! :
والآن لنحلل كلام ابن تيمية المذكور اعلاه
ما معنى كبس في اللغة ؟
لسان العرب :
والتَّكْبيس والتَّكَبُّس: الاقتحام على الشيء، وقد تَكَبَّسوا عليه، ويقال: كَبَسوا عليهم .
القاموس المحيط :
كَبَسَ البِئْرَ والنَّهْرَ يَكْبِسُهما: طَمَّهُما بالتُّرابِ، وذلك التُّرابُ: كِبْسٌ، بالكسر، وـ رأسَهُ في ثَوْبِهِ: أخْفَاهُ، وأدْخَلَهُ فيه،
وغارٌ في أصْلِ الجبَلِ، وـ دارَهُ: هَجَمَ عليه،
ويقول الزبيدي في تاج العروس :
كبس داره : هجم عليه وإحتاط به وزاد الزمخشري :
وكبس تكييسًا، مثله، أي إقتحم عليه.
الصحاح في اللغة للجوهري :
وكبسوا دار فلان : أغاروا عليها فجأة .
ثم نسأل :
هل كبس أبو بكر بيت أحد غير علي ليكبس بيت الامام علي؟!
هل هو يتهم الإمام علياً بسرقة مال الله وإخفائه عن الناس وحبسه عن غير مستحقه.؟
هل كان بيت علي (عليه السلام) هو بيت مال المسلمين حتى يرى ان كان فيه مال او لا؟!
وكيف وصل المال المزعوم إلى بيت الإمام علي؟!..
ولماذا لم يوضع هذا المال في غير بيت علي
(عليه السلام)؟!
ثم يحق لنا أن نسأل ابن تيمية :
من أين أتى بهذه الأعذار الواهية البعيدة كل البعد عن المنطق ؟
هل هناك نصوص تاريخية تدعم رأيه ودفاعه عن أبي بكر ؟
وتؤيد قوله المذكور ؟ وهذا
اعتراف أبي بكر بحق الزهراء عليها السلام
في هذا الحديث اعتراف صريح وأقرار واضح على ما فعله
بحق الزهراء عليها السلام والحمد لله أنه مر عليهم
في كتب التاريخ والسّير دون أن يشعرون به :
قال أبو بكر: وددتُ أني لم أكن أكشِفُ بيت فاطمة بنت رسول الله واُدخِلهُ الرجال ولو أُعلِنَ عليَّ الحرب.
هذا الحديث ورد بألفاظ مختلفة في في كتب السير والتاريخ :
وهذا فهرس لهذي المصادر التي ذكرت الحديث .
1- تاريخ دمشق الكبير (لابن عساكر) - الجزء 32 - الصفحة 275 و الصفحة 276 والصفحة 277 والصفحة
278
2- تاريخ اليعقوبي -الجزء الثاني -الصفحة 24
3- المعجم الكبير (للطبراني) - الجزء الأول -الصفحة 62
4- تاريخ الطبري -الجزء الثاني - الصفحة 353
5- سمط النجوم العوالي (للشافعي) - الجزء الثاني- الصفحة 465
6- تاريخ الإسلام (للذهبي) - الجزء الثالث - الصفحة 117
7- مسند فاطمة -الصفحة 72
8- جامع الأحاديث (للسيوطي) - الجزء 13 - الصفحة 100
9- كنز العمال (للمتقي الهندي) - الجزء الأول - الصفحة 537
10- مروج الذهب (للمسعودي) - الجزء الثاني - الصفحة 317
11- العقد الفريد (للأندلسي) - الجزء الخامس - الصفحة 21
12- الإمامة والسياسة (لابن قتيبة) - الجزء الأول - الصفحة 20
وقد اكتشف بعض علماء مدرسة الخلافة خطورة هذا الحديث فقاموا بتضعيف هذا الحديث
بالطعن في أحد رواته وهو علوان بن داوود البجلي
وهو ثقة هذه أقوال من وثقوه :
1- وثّق ابن حبان هذا الراوي ( علوان بن داوود) قائلاً:
كل خبر رواه شيخ من هؤلاء الشيوخ الذين نذكرهم بمشيئة الله وتوفيقه في كتابنا هذا فإن ذاك الخبر صحيح لا محالة.
(الثقات - الجزء الخامس - الصفحة 380- ترجمة رقم 2810)
2- في مقدمة كتاب (الكامل في الضعفاء) قال ابن عدي:
أنا ذاكرٌ في كتابي هذا كل من ذُكِر بضرب من الضعف ..
ولا يبقى من الرواة الذين لم أذكرهم إلا من هو ثقة أو
صدوق .
(ولم يذكر علوان بن داوود)
3- الحديث مروي بأسانيد مختلفة وصحيحة ،
وليس فقط برواية علوان.
فهنا نقول للمخالفين وبالأخص النواصب منهم مهما تحاولون أن تفرون من ثبوت هذه الحديث فإن شواهده تبقى
واضحة في مصادركم
أقول وهذه رجال السند :
ترجمة خيثمة بن سليمان :
قال الذهبي :
(( خيثمة ، الامام ، الثقة ، المعمر ، محدث الشام ، أبو الحسن ، خيثمة بن سليمان ابن حيدرة بن سليمان القرشي الشامي الأطرابلسي ، مصنف " فضائل الصحابة " . كان رحالا جوالا صاحب حديث ..... قال أبو بكر الخطيب : خيثمة ثقة ثقة ، قد جمع فضائل الصحابة .)) سير أعلام النبلاء –
الذهبي / 15 / 412
سند الرواية :
الاموال لابن زنجويه ج1 ص387 ( ترقيم الشاملة )
أنا حميد أنا عثمان بن صالح ، حدثني الليث بن سعد بن عبد الرحمن الفهمي ، حدثني
علوان ، عن صالح بن كيسان عن حميد بن عبد الرحمن بن عوف ، أن أباه عبد الرحمن بنعوف ، دخل على أبي بكر الصديق رحمة الله عليه ، في مرضه الذي قبض فيه ....
رجال السند :
1ـ حميد : فهو ابن زنجويه مؤلف الكتاب ،
وهو من رجال ابو داود والنسائي ، وثقه النسائي وابن حبان والخطيب
وابو حاتم الرازي . تهذيب التهذيب
وقال في التقريب ثقة ثبت له تصانيف من الحادية عشرة
2ـ عثمان بن صالح : من رجال البخاري والنسائي وابن ماجه ،
وذكره ابن حبان في الثقات ، قال ابن أبي حاتم عن أبيه كان شيخا صالحا سليم الناحية، وقال الحاكم عن الدارقطني ثقة.
3ـ الليث بن سعد : وهو من رجال الستة . قال في التقريب : ثقة ثبت فقيه إمام مشهور من السابعة .
4 ـ علوان بن داود : ذكره ابن حبان في الثقات
واتهمه بعض علماء الجرح والتعديل بنكارة الحديث الا انه جرح مبهم غير مفسر وهو مردود ، واذا اجتمع عندنا جرح مبهم ، وتعديل ، قدم التعديل ، ولايقبل الجرح الا مفسراً .
5ـ صالح بن كيسان : من رجال الستة
6ـ حميد بن عبد الرحمن بن عوف : من رجال الستة ، قال في التقريب : ثقة من الثانية .
7ـ عبد الرحمن بن عوف : صحابي
والرواية صححها ايضا الضياء المقدسي فقد رواها في كتابه الاحاديث المختارة ج1 ص88
وقد اشترط الصحة في كتابه :
قال محقق كتاب الأحاديث المختارة في مقدمة التحقيق :
( فالمتكلمون في علوم الحديث يقسمون كتب الحديث على مراتب ويذكرون منها كتب الصحة، أي كتب الأحاديث الصحيحة، وجميع من تكلم في مراتب الكتب ممن جاء بعد الضياء جعل «المختارة» من كتب الصحة ) ( الأحاديث المختارة 1/18 ) .
وقال السيوطي في تدريب الراوي 1/144 :
( ومنهم الحافظ ضياء الدين محمد بن الواحد المقدسي جمع كتاباً سمّاه المختارة التزم فيه الصحة، وذكر فيه أحاديث لم يسبق إلى تصحيحها) .
وقال ابن بدران في المدخل صفحة 466 :
( ولهذا الحافظ كتاب الأحاديث المختارة وهي تصلح أن يحتج بها سوى ما في الصحيحين خرّجها من مسموعاته)
بعد هذه الاعترافات الصريحة
عندنا ثلاثة روايات صحيحة تثبت أن عمر هدد بإحراق بيت بنت الرسول الأعظم صلى الله عليه وآله
وهذه الروايات مع تراجم الرجال حتى لا يأتي وهابي
ويكذب الروايات أو يضعف
الرواية الأولى
في كتاب المصنف لابن أبي شيبة ، من مشايخ البخاري المتوفى سنة 235 ه ، يروي هذه القضية بسند صحيح
تحت عنوان
( ما جاء في خلافة أبي بكر وسيرته في الردة )
قال :
برقم
38200- حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بِشْرٍ ، حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللهِ بْنُ عُمَرَ ، حَدَّثَنَا زَيْدُ بْنُ أَسْلَمَ ، عْن أَبِيهِ أَسْلَمَ ؛ أَنَّهُ حِينَ بُويِعَ لأَبِي بَكْرٍ بَعْدَ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم ، كَانَ عَلِيٌّ وَالزُّبَيْرُ يَدْخُلاَنِ عَلَى فَاطِمَةَ بِنْتِ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم ، فَيُشَاوِرُونَهَا وَيَرْتَجِعُونَ فِي أَمْرِهِمْ ، فَلَمَّا بَلَغَ ذَلِكَ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ خَرَجَ حَتَّى دَخَلَ عَلَى فَاطِمَةَ ، فَقَالَ : يَا بِنْتَ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم ، وَاللهِ مَا مِنْ الْخَلْقِ أَحَدٌ أَحَبَّ إِلَيْنَا مِنْ أَبِيك ، وَمَا مِنْ أَحَدٍ أَحَبَّ إِلَيْنَا بَعْدَ أَبِيك مِنْك ، وَأَيْمُ اللهِ ، مَا ذَاكَ بِمَانِعِيَّ إِنَ اجْتَمَعَ هَؤُلاَءِ النَّفَرُ عِنْدَكِ ، أَنْ آمُرَ بِهِمْ أَنْ يُحَرَّقَ عَلَيْهِمَ الْبَيْتُ.
قَالَ : فَلَمَّا خَرَجَ عُمَرُ جَاؤُوهَا ، فَقَالَتْ : تَعْلَمُونَ أَنَّ عُمَرَ قَدْ جَاءَنِي ، وَقَدْ حَلَفَ بِاللهِ لَئِنْ عُدْتُمْ لَيُحَرِّقَنَّ عَلَيْكُمَ الْبَيْتَ ، وَأَيْمُ اللهِ ، لَيَمْضِيَنَّ لِمَا حَلَفَ عَلَيْهِ ، فَانْصَرِفُوا رَاشِدِينَ ، فَرُوْا رَأْيَكُمْ ، وَلاَ تَرْجِعُوا إِلَيَّ ، فَانْصَرَفُوا عنها ، فَلَمْ يَرْجِعُوا إِلَيْهَا ، حَتَّى بَايَعُوا لأَبِي بَكْرٍ.
.(1)
مصنف ابن أبي شيبة ج7 ص 432
ترجمة رجال السند الرواية
ترجمة محمد بن بشير
(1) محمد بن بشر بن الفرافصة العبدي
أبو عبد الله العبدي الكوفي أخرج البخاري في الفتن ومناقب عمر وغير موضع عن علي بن المديني وابن راهويه وابن نمير وغيرهم عنه عن إسماعيل بن أبي خالد ومسعر وغيرهما مات سنة ثلاث ومائتين قال النسائي هو ثقة وقال بن الجنيد سمعت بن معين سئل عنه فقال لم يكن به بأس قيل فهو أحب إليك أو أبو أسامة فقال أبو أسامة قال البخاري حدثني موسى بن عبد الرحمن الكندي المسروقي قال مات
محمد بن بشر العبدي
سنة ثلاث ومائتين جزء 2 صفحة 620 .
الكتاب : التعديل والتجريح , لمن خرج له البخاري في الجامع الصحيح
المؤلف : سليمان بن خلف بن سعد أبو الوليد الباجي
الناشر : دار اللواء للنشر والتوزيع - الرياض
الطبعة الأولى ، 1406 - 1986
تحقيق : د. أبو لبابة حسين
عدد الأجزاء : 3 .
وقال ابن حجر في تهذيب التهذيب :
(الستة)
محمد بن بشر بن الفرافصة بن المختار الحافظ العبدي أبو عبد الله الكوفي. إلى أن قال :
قال عثمان الدارمي عن ابن معين ثقة وقال الآجري عن أبي داود هو أحفظ من كان بالكوفة جزء 9 صفحة 64 .
الكتاب : تهذيب التهذيب
المؤلف : ابن حجر العسقلاني
عدد الأجزاء : 12
مصدر الكتاب : موقع يعسوب
[ ترقيم الكتاب موافق للمطبوع ]
وقال السيوطي في الطبقات :
محمد بن بشر بن الفرافصة العبدي أبو عبد الله الكوفي.
روى عن الأعمش وشعبة والثوري وخلق وعنه أحمد وإسحاق وابند المديني وأبو كريب وخلق.
قال أبو داود: هو أحفظ من كان بالكوفة مات سنة ثلاث ومائتين جزء 1 صفحة 25 .
لكتاب : طبقات الحفاظ
المؤلف : السيوطي
مصدر الكتاب : موقع الوراق
[ الكتاب مرقم آليا غير موافق للمطبوع ]
(2) ترجمة عبيد الله بن عمر
عبيد الله بن عمر * (ع) ابن حفص بن عاصم بن أمير المؤمنين أبي حفص عمر بن الخطاب.
الامام المجود الحافظ أبو عثمان القرشي العدوي ثم العمري المدني.
ولد بعد السبعين أو نحوها، ولحق أم خالد بنت خالد الصحابية، وسمع مها، فهو من صغار التابعين.
وسمع من سالم بن عبد الله، والقاسم بن
محمد، ونافع، وسعيد المقبري، وخاله حبيب بن عبدالرحمن، وعطاء بن ابي رباح، وعمرو بن شعيب، والزهري، ووهب بن كيسان، وعبد الله بن دينار، وعبد الرحمن بن القاسم، وثابت البناني، وأبي الزناد، وسمي، وسهيل، وسالم أبي
النضر، وعمرو بن دينار، وطلحة بن عبدالملك، وخلق.
وعنه: ابن جريج، ومعمر، وشعبة، وسفيان، وحماد بن سلمة، وزائدة، وسليمان بن بلال، وابن المبارك، وعبد الله بن نمير، وعلي بن مسهر، ويحيى ابن سعيد، ومحمد بن بشر، وعيسى بن يونس، وعباد بن عباد، ومحمد بن عيسى بن سميع، وابن إدريس، ومحمد بن عبيد، وعبد الرزاق، وأمم سواهم.
قال أبو حاتم: سألت أحمد بن حنبل عن مالك، وأيوب،
وعبيدالله بن عمر: أيهم أثبت في نافع ؟
قال: عبيد الله أثبتهم وأحفظهم، وأكثرهم رواية.
وقال يحيى بن معين: عبيد الله من الثقات.
وقال عثمان بن سعيد: قلت لابن معين: مالك عن نافع أحب إليك، أو عبيد الله ؟ قال: كلاهما، ولم يفضل.
وروى جعفر بن محمد بن أبي عثمان الطيالسي، سمعت يحيى بن معين يقول:
عبيد الله بن عمر، عن القاسم، عن عائشة: الذهب المشبك بالدر .
قلت: هو أحب إليك، أو الزهري، عن عروة، عن عائشة ؟ فقال: هو أحب إلي.
وروى علي بن الحسن الهسنجاني ، عن أحمد بن صالح،
قالعبيد الله في نافع أحب إلي من مالك.
وقال أبو زرعة، وأبو حاتم: ثقة.
وقال النسائي: ثقة، ثبت.
قلت: كان ابن شهاب يقدم قريشا على الناس وعلى مواليهم، فقال قطن بن إبراهيم النيسابوري، عن الحسين بن الوليد قال: كنا
عند مالك، فقال: كنا عند الزهري ومعنا عبيد الله بن عمر، ومحمد بن إسحاق، فأخذا لكتاب ابن إسحاق فقرأ.
فقال: انتسب.
قال: أنا محمد بن إسحاق بن يسار .
قال: ضع الكتاب من يدك.
قال: فأخذه مالك، فقال: انتسب .
قال: أنا مالك بن أنس الاصبحي.
فقال: ضع الكتاب.
فأخذه عبيد الله فقال: انتسب قال: أنا عبيد الله بن عمر بن حفص بن عاصم بن عمر بن الخطاب.
قال: اقرأ.
فجميع ما سمع أهل المدينة يومئذ بقراءة عبيد الله.
وروى محمد بن عبد العزيز، عن عبد الرزاق،
سمعت عبيد الله بن عمر قال: لما نشأت، فأردت أن أطلب العلم، فجعلت آتي أشياخ آل عمر رجلا رجلا، فأقول: ما سمعت من سالم، فكلما أتيت رجلا منهم قال: عليك بابن شهاب، فإن ابن شهاب كان يلزمه.
قال: وابن شهاب بالشام حينئذ.
فلزمت نافعا، فجعل الله في ذلك خيرا كثيرا.
وروي عن سفيان بن عيينة
قال: قدم علينا
عبيد الله بن عمر الكوفة، فاجتمعوا عليه، فقال: شنتم العلم، وأذهبتم نوره.
لو أدركنا عمر وإياكم أوجعنا ضربا.
قال أبو بكر بن منجويه: كان عبيد الله من سادات أهل المدينة، وأشراف قريش فضلا وعلما وعبادة.
وشرفا وحفظا.
واتفاقا.
قلت: كان أخوه عبد الله بن عمر يهابه، ويجله، ويمتنع من الرواية مع وجود عبيد الله.
فما حدث حتى توفي عبيد الله جزء 6 صفحة 306.
الكتاب : سير أعلام النبلاء
عدد الأجزاء : 23
مصدر الكتاب : موقع يعسوب
[ ترقيم الكتاب موافق للمطبوع ]
(3) ترجمة زيد بن أسلم
قال الذهبي في سير أعلام النبلاء .
زيد بن أسلم * (ع) الامام الحجة القدوة أبو عبد الله العدوي العمري المدني الفقيه.
وبعد ما بينا صحة الرواية الأولى هذه الرواية الثانية
تعليق