السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
اللهم صل على محمد وال محمد
------------------------------
حدثت هذه القصة قبل أكثر من خمسين عاما حين أراد الشاب محمد ( أبوناصر فيما بعد) الزواج ليكمل نصف دينه وكان حلمه أن يجد فتاة أحلامه كأي شاب في سنه جميلة ممشوقة القوام وووو...
وكانت معايير الأهل والأقارب أنذاك أن تكون بنت ناس وعملية وسنعة وذربة وشاطرة هي أولويات عندهم للمساهمة في الأعمال الشاقة التي كانت الأسر تقوم بها خاصة في مجال الفلاحة والزراعة .
وتم الاختيار وفق تلك المعايير دون استشارة الشاب أوحتى موافقته ودون أن يراها... فقط بناء على تزكية الأقرباء ومباركة الأسرة وتم الإسراع في مراسم الخطبة والزواج دون تكلف كما وقتنا الحاضر
وفي ليلة الزواج الموعودة وبعد أن غادر الضيوف إلى بيوتهم فرحين مستبشرين منتقدين كعادة الأعراس في كل زمان ومكان
دخل العريس محمولا بأحلامه وأمانيه وهو يحدث نفسه ياترى من ستراه أولا عيني اليمين أم عيني الشمال وفي كل خطوة كانت تكبر أحلامه وتتسارع نبضات قلبه إذ ستبدأ حياة جديدة ....
وكان يعزي نفسه بأنه سيجدها على الأقل أن تسره إذا نظر إليها ...
أو كما قال أحد العارفين بالمرأة( جمال المرأة في أن تسعد بالوقت الذي تقضيه معها وتسعى له وتعدها بالسعادة وتفي لها بوعدك .وتتحدث عنها بإعجاب وفخر واشتياق
وحين أزال عنها غطاء الوجه ! انقبض قلبه وصك أسنانه وارتبك إذ رأى وجهاً لا يحمل أدنى أمنياته
( خلق الله حسن ) ليس في وجهها مسحة جمال بل كان النظر له منفرا .. ولله في خلقه شوؤن
أسقط في يده وضرب أخماساً بأسداس وقبل أن يعيد غطاء الوجه ليستر به ما رأى
قرأت المرأة بذكائها وفطنتها ماكان يرنو له بل كانت تتوقع ذلك وتخشاه . لكن إيمانها بالله ثم ثقتها في نفسها وتقديرها العالي لذاتها جعلها تبدو متفاءلة
وبادرته على الفور وقبل أن يغرق في حساباته قائلة : أعلم أني لم أعجبك وأعلم ماتفكر به
ولك الحق أن تقرر ماتشاء لكن أرجوك أمهلني حتى الصباح حتى تجنبني القيل والقال وكلام الناس من أول ليلة تعديني لأهلي تلك مصيبة وسيتناقل الناس ويفسرون ويزيدون ويكثرون في الكلام وأنا واثقة في شهامتك ونبلك وكريم أخلاقك ومروءتك أنك لن ترد طلبي وستقدر موقفي ولن أثقل عليك أبدا فقط أريد الستر يرحمك الله ..
فهز رأسه بالموافقة وقال الصباح رباح .. وغادر يحسبن ويحوقل ونزل من الدرج وقد أحس بأن أحلامه تهاوت سريعا وقد اسودت الدنيا في عينيه
وأختبأ في غرفة منزوية لم يذق فيها طعم النوم
وفي البكور أعدت المرأة ألذ قهوة والتمر والبخور وإفطارا شهيا وزينت المكان وبخرته ونفخت فيه من طاقتها الإيجابية ولماسات ليست كاللمسات ..
كأنها تنفذ برنامجا معدا مسبقا أو كأنها بدأت والنهاية في ذهنها ...حدث الإبهار والدهشة المتوقعتين لدى العريس المرهق المتعب المثقل بهمومه وقرأت في عيونه خطواتها الأولى نحو تحقيق حلمها الذي يسكنها ...
فبادرت على خجل وانكسار بطلب زيادة المهلة ثلاثة أيام أخرى بزعم أن بعض أقاربها لم يسافروا بعد وستواجه منهم حرجا كبيرا وأنها ستكون بعيدة عنه خلال المدة المحددة
ووافق على الفور وابتسامة صغيرة قد ارتمست على ثغره ..
وكانت أجمل أيام عاشها العريس فحديثها لايمل شعرا وقصة وحكما وأمثالا ومواقف .. كان يسمع دون النظر إليها وكان يتفاعل تدريجيا .. ويختلس نزرا يسيرا من النظرات وكأنه يسرقها
وفي المقابل كان البيت يشع نظافة وبريقا ورائحة البخور والعطور وأطباق الطعام متنوعة شهية لذيذة وتقدم بأسلوب لم يألفه زرعت أنوثتها في أرجاء البيت وكأنها تشبع كل حواسه وتبقى حاسة الابصار التي بدأ احتلالها رويدا رويدا ...
وكل يوم يمضي يراها أجمل من ذي قبل ... ينام في غرفته المنزوية يستجر حديثها وقصيدها وضحكاتها ثم يبتسم وينام مبتهجا بما حدث له
مضت الثلاثة أيام وكان هو يتمنى لو تطلب زيادة لكنه يحدث نفسه أن لا رجعة في قراره برغم كل شيء جميل حدث
فكان التمديد أسبوعا بحجة أن أمها مريضة ولاتريد أن تزيد من
ألمها وشقوتها وقبل أن تكمل الطلب وافق مسرورا
ثم تجرأت وطلبت أن تكمل الشهر فقط وحجتها هذه المرة أن تترك ذكرى طيبة في هذا المنزل وكانت صيغة الطلب تتقاطر أدبا وحكمة وبهاء وغنجا ودلالا وحياء ... وافق سريعا وكانت ابتسامته أطول بخمس ثوان من المرة السابقة ....
خلال الشهر كانت ريحانة المنزل طاقة إيجابية خلاقة وجمال روحاني بديع ملأت قلب زوجها قبل بيتها..
كان الألق والجمال الروحاني هو المشع ولاحظت أنه بدأ يطيل النظر فيها وكأنه يكتشفها من جديد أو أنها بدأت في التشكل من جديد
بعد انقضاء الشهر وفي الوقت الموعود حزمت حقائبها ولملمت أغراضها لكن شعورا داخليا يسيطر عليها أنها لن تغادر البيت وقلبه وأنها ستكون سيدة هذا المكان وأميرته .... شكرته على حسن موقفه ونبله وشهامته وقالت :
أنت بحق أعظم رجل ولمعت في عينيها دمعة لم يتبين إن حزنا أو ألما أو أملا أو فرحا أو تفاؤلا
لكنها لمعت وكان بريقها في عينيه انعكاسا ...
قالت أستودعك الله أيها الوفي النبيل
وأسأله تعالى من سويداء قلبي أن يرزقك من تستحقك
ولا تنس الدعاء لي وأن تسامحني على طلبي وإلحاحي البقاء شهراً اثقلت عليك فيه
ثم بدأت المسير نحو باب الخروج....
استوقفها بكلتا يديه
وقف أمامها كالطود العظيم
ونظر إليها بتركيز غير مسبوق
وقال : بل أنت أعظم إمرأة في الدنيا
وأنت وحدك من استحق
وبيدك وحدك سعادتي ..
عودي أنت الحياة وأنت الروح
سقطت الحقيبة من يدها
وفتحت ذراعيها لحياة جديدة
فكانت الأجمل بجمالها الروحي الآخاذ
عادت ومعها إكسير السعادة وذكاء أنثى وظفته باقتدار وسخاء وثقة في الذات يفتقدها الكثير من النسوة ....
اليوم باتت جدة
ولديها عشرة أولاد وبنات
ولديها أحفاد ويحبها ويفخر بها كل أفراد أسرة زوجها صغارا وكبارا فقد علمتهم معنى الحب الحقيقي ... كانت قناة لنشر البهجة والسعادة
تنثر الحب لكل الناس
تزرع الخير
تشارك الجميع
تحمل عيني نحلة لاتقع إلا على كل ماهو جميل
يفوح منها الشذا والطيب
تحمل قلبا أسكنت الكثير فيه
وكان زوجها محور حياتها
كانت تعامله كملك
ويعاملها كملاك
اليوم حين يُسأل أبوناصر عن أم ناصر يقول:
لو وضعوا نساء العالم في كفة
وحبيبتي أم ناصر في كفة لرجحت كفتها
أنا أرى فيها كل النساء
لم أر أجمل من حبيبتي أم ناصر
فداها الروح
والآن ... كم من النساء كأم ناصر
دمتم جميلين مشرقين
اللهم صل على محمد وال محمد
------------------------------
حدثت هذه القصة قبل أكثر من خمسين عاما حين أراد الشاب محمد ( أبوناصر فيما بعد) الزواج ليكمل نصف دينه وكان حلمه أن يجد فتاة أحلامه كأي شاب في سنه جميلة ممشوقة القوام وووو...
وكانت معايير الأهل والأقارب أنذاك أن تكون بنت ناس وعملية وسنعة وذربة وشاطرة هي أولويات عندهم للمساهمة في الأعمال الشاقة التي كانت الأسر تقوم بها خاصة في مجال الفلاحة والزراعة .
وتم الاختيار وفق تلك المعايير دون استشارة الشاب أوحتى موافقته ودون أن يراها... فقط بناء على تزكية الأقرباء ومباركة الأسرة وتم الإسراع في مراسم الخطبة والزواج دون تكلف كما وقتنا الحاضر
وفي ليلة الزواج الموعودة وبعد أن غادر الضيوف إلى بيوتهم فرحين مستبشرين منتقدين كعادة الأعراس في كل زمان ومكان
دخل العريس محمولا بأحلامه وأمانيه وهو يحدث نفسه ياترى من ستراه أولا عيني اليمين أم عيني الشمال وفي كل خطوة كانت تكبر أحلامه وتتسارع نبضات قلبه إذ ستبدأ حياة جديدة ....
وكان يعزي نفسه بأنه سيجدها على الأقل أن تسره إذا نظر إليها ...
أو كما قال أحد العارفين بالمرأة( جمال المرأة في أن تسعد بالوقت الذي تقضيه معها وتسعى له وتعدها بالسعادة وتفي لها بوعدك .وتتحدث عنها بإعجاب وفخر واشتياق
وحين أزال عنها غطاء الوجه ! انقبض قلبه وصك أسنانه وارتبك إذ رأى وجهاً لا يحمل أدنى أمنياته
( خلق الله حسن ) ليس في وجهها مسحة جمال بل كان النظر له منفرا .. ولله في خلقه شوؤن
أسقط في يده وضرب أخماساً بأسداس وقبل أن يعيد غطاء الوجه ليستر به ما رأى
قرأت المرأة بذكائها وفطنتها ماكان يرنو له بل كانت تتوقع ذلك وتخشاه . لكن إيمانها بالله ثم ثقتها في نفسها وتقديرها العالي لذاتها جعلها تبدو متفاءلة
وبادرته على الفور وقبل أن يغرق في حساباته قائلة : أعلم أني لم أعجبك وأعلم ماتفكر به
ولك الحق أن تقرر ماتشاء لكن أرجوك أمهلني حتى الصباح حتى تجنبني القيل والقال وكلام الناس من أول ليلة تعديني لأهلي تلك مصيبة وسيتناقل الناس ويفسرون ويزيدون ويكثرون في الكلام وأنا واثقة في شهامتك ونبلك وكريم أخلاقك ومروءتك أنك لن ترد طلبي وستقدر موقفي ولن أثقل عليك أبدا فقط أريد الستر يرحمك الله ..
فهز رأسه بالموافقة وقال الصباح رباح .. وغادر يحسبن ويحوقل ونزل من الدرج وقد أحس بأن أحلامه تهاوت سريعا وقد اسودت الدنيا في عينيه
وأختبأ في غرفة منزوية لم يذق فيها طعم النوم
وفي البكور أعدت المرأة ألذ قهوة والتمر والبخور وإفطارا شهيا وزينت المكان وبخرته ونفخت فيه من طاقتها الإيجابية ولماسات ليست كاللمسات ..
كأنها تنفذ برنامجا معدا مسبقا أو كأنها بدأت والنهاية في ذهنها ...حدث الإبهار والدهشة المتوقعتين لدى العريس المرهق المتعب المثقل بهمومه وقرأت في عيونه خطواتها الأولى نحو تحقيق حلمها الذي يسكنها ...
فبادرت على خجل وانكسار بطلب زيادة المهلة ثلاثة أيام أخرى بزعم أن بعض أقاربها لم يسافروا بعد وستواجه منهم حرجا كبيرا وأنها ستكون بعيدة عنه خلال المدة المحددة
ووافق على الفور وابتسامة صغيرة قد ارتمست على ثغره ..
وكانت أجمل أيام عاشها العريس فحديثها لايمل شعرا وقصة وحكما وأمثالا ومواقف .. كان يسمع دون النظر إليها وكان يتفاعل تدريجيا .. ويختلس نزرا يسيرا من النظرات وكأنه يسرقها
وفي المقابل كان البيت يشع نظافة وبريقا ورائحة البخور والعطور وأطباق الطعام متنوعة شهية لذيذة وتقدم بأسلوب لم يألفه زرعت أنوثتها في أرجاء البيت وكأنها تشبع كل حواسه وتبقى حاسة الابصار التي بدأ احتلالها رويدا رويدا ...
وكل يوم يمضي يراها أجمل من ذي قبل ... ينام في غرفته المنزوية يستجر حديثها وقصيدها وضحكاتها ثم يبتسم وينام مبتهجا بما حدث له
مضت الثلاثة أيام وكان هو يتمنى لو تطلب زيادة لكنه يحدث نفسه أن لا رجعة في قراره برغم كل شيء جميل حدث
فكان التمديد أسبوعا بحجة أن أمها مريضة ولاتريد أن تزيد من
ألمها وشقوتها وقبل أن تكمل الطلب وافق مسرورا
ثم تجرأت وطلبت أن تكمل الشهر فقط وحجتها هذه المرة أن تترك ذكرى طيبة في هذا المنزل وكانت صيغة الطلب تتقاطر أدبا وحكمة وبهاء وغنجا ودلالا وحياء ... وافق سريعا وكانت ابتسامته أطول بخمس ثوان من المرة السابقة ....
خلال الشهر كانت ريحانة المنزل طاقة إيجابية خلاقة وجمال روحاني بديع ملأت قلب زوجها قبل بيتها..
كان الألق والجمال الروحاني هو المشع ولاحظت أنه بدأ يطيل النظر فيها وكأنه يكتشفها من جديد أو أنها بدأت في التشكل من جديد
بعد انقضاء الشهر وفي الوقت الموعود حزمت حقائبها ولملمت أغراضها لكن شعورا داخليا يسيطر عليها أنها لن تغادر البيت وقلبه وأنها ستكون سيدة هذا المكان وأميرته .... شكرته على حسن موقفه ونبله وشهامته وقالت :
أنت بحق أعظم رجل ولمعت في عينيها دمعة لم يتبين إن حزنا أو ألما أو أملا أو فرحا أو تفاؤلا
لكنها لمعت وكان بريقها في عينيه انعكاسا ...
قالت أستودعك الله أيها الوفي النبيل
وأسأله تعالى من سويداء قلبي أن يرزقك من تستحقك
ولا تنس الدعاء لي وأن تسامحني على طلبي وإلحاحي البقاء شهراً اثقلت عليك فيه
ثم بدأت المسير نحو باب الخروج....
استوقفها بكلتا يديه
وقف أمامها كالطود العظيم
ونظر إليها بتركيز غير مسبوق
وقال : بل أنت أعظم إمرأة في الدنيا
وأنت وحدك من استحق
وبيدك وحدك سعادتي ..
عودي أنت الحياة وأنت الروح
سقطت الحقيبة من يدها
وفتحت ذراعيها لحياة جديدة
فكانت الأجمل بجمالها الروحي الآخاذ
عادت ومعها إكسير السعادة وذكاء أنثى وظفته باقتدار وسخاء وثقة في الذات يفتقدها الكثير من النسوة ....
اليوم باتت جدة
ولديها عشرة أولاد وبنات
ولديها أحفاد ويحبها ويفخر بها كل أفراد أسرة زوجها صغارا وكبارا فقد علمتهم معنى الحب الحقيقي ... كانت قناة لنشر البهجة والسعادة
تنثر الحب لكل الناس
تزرع الخير
تشارك الجميع
تحمل عيني نحلة لاتقع إلا على كل ماهو جميل
يفوح منها الشذا والطيب
تحمل قلبا أسكنت الكثير فيه
وكان زوجها محور حياتها
كانت تعامله كملك
ويعاملها كملاك
اليوم حين يُسأل أبوناصر عن أم ناصر يقول:
لو وضعوا نساء العالم في كفة
وحبيبتي أم ناصر في كفة لرجحت كفتها
أنا أرى فيها كل النساء
لم أر أجمل من حبيبتي أم ناصر
فداها الروح
والآن ... كم من النساء كأم ناصر
دمتم جميلين مشرقين
تعليق