إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

محور برنامج المنتدى (الاصلاحُ الحضاري)142

تقليص
X
  •  
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • #11
    بسم الله الرحمن الرحيم
    اللهم صلِ على محمد واله الطيبين الطاهرين
    وارحمنا بهم ياكريم بتعجيل فرج امام العصر والزمان الحجة بن الحسن المهدي صلوات الله وسلامه عليهم اجمعين
    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
    وحيا الاخت الموفقة مقدمة البرنامج وجزاك الله خيرا على هذه الخدمة النيرة التي هي امتداد لاصلاح نهضة سيد الشهداء عليه السلام

    في الواقع كل قضية يراد اصلاحها فتكون قيمة الاصلاح بقيمة تلك القضية وكلما كانت القضية كبرى فيكون الاصلاح مثلها ,والاصلاح كما تعرفون انواع فقد يكون اصلاح وضع سياسي وقد يكون وضع اجتماعي او اصلاح سلوك فردي او غيرها من انواع الاصلاحات ...
    لكن في الحقيقة لو رجعنا الى ما اصلحة سيد الشهداء عليه السلام في الدين الاسلامي لما استطاع كاتب وصف عظمة هذا الاصلاح بل يحتار جميع العلماء بشتى اصفنافهم عن الوصف الحقيقي لاصلاح الامام الحسين عليه السلام ...

    وكيف يصفون ثمار هذا الاصلاح الذي لولاه لما سمعنا الاذان اليوم اطلاقاً ولما عرفنا الصلاة ولما عرفنا الصوم او الزكاة اوبقية التكاليف الاسلامية
    لانه هناك مؤامرة أموية جاءت لمحق وسحق الاسلام المحمدي الاصيل بادلة عدة منها قول يزيد لعنة الله عليه ((لاخبر جاء ولا وحي نزل !!! ))وهذه دلاله على انكار ماجاء به الخاتم (صلى الله عليه واله) بل تحقيقاً لوعد القران الكريم حينما قال بعد موت النبي الاكرم سوف يحدث انقلاب بدليل قوله تعالى { وما محمد الا رسول قد خلت من قبله الرسل افان مات او قتل انقلبتم على اعاقبكم} وفعلا تحقق هذا الانقلاب بعد رحيله واردوا للاسلام الرجوع الى الجاهليه ولكن بفضل ثورة سبط الرسول وحبيبة رجع الاسلام المحمدي الاصيل ولو هذا الاصلاح لكان حالنا حال اليهودية والنصرانية
    لذلك قال الامام الحسين عليه السلام اني لم اخرج اشرا ولابطرا وظالماً ولا مفسدا وانما خرجت لطلب الاصلاح في امة جدي ؟
    اذن اعظم اصلاح كان يتمناه جميع الانبياء هو ماقام به ريحانة رسول الله الامام الحسين عليه السلام .
    ـــــ التوقيع ـــــ
    أين قاصم شوكة المعتدين، أين هادم أبنية الشرك والنفاق، أين مبيد أهل الفسوق
    و العصيان والطغيان،..
    أين مبيد العتاة والمردة، أين مستأصل أهل العناد
    والتضليل والالحاد، أين معز الاولياء ومذل الاعداء.

    تعليق


    • #12
      بسم الله الرحمن الرحيم


      اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم والعن عدوهم يا كريم


      بداية حديثي أقدم خالص العزاء إلى رسول الله صلى الله عليه وآله ولأهل البيت عليهم السلام ولسيدي ومولاي بقية الله في الأرض الإمام الحجة عجل الله تعالى فرجه الشريف ومراجعنا العظام وشيعة أهل البيت عليهم السلام بمصيبة سيد الشهداء الامام الحسين عليه السلام وأهله بيته الطاهرين


      انقطعنا عن الحضور والتواجد في منتدى الكفيل وصاحب الجود والعطاء الذي دائما ننهل ونستسقي منه وعدنا من جديد وإن شاء الله يكون عودا محمودا وأحمد


      مثلما تعودنا دائما الأخت العزيزة تبهرنا بمحاور رائعة ومفيدة في كل أسبوع ومحور هذا الأسبوع رائعة جدا ومفيد وهو من مكون حياتنا اليومية وهو الإصلاح

      الإصلاح هو تعديل أمر أو تحسينه إلى الأفضل وهو نقيض الفساد وضده

      وهذا ما وجدناه عند سيد الشهداء الامام الحسين عليه السلام عندما قال "إني لم أخرج أشرا وï»» بطرا ولا ظالما ولا مفسدا وإنما خرجت لطلب الاصلاح في أمة جدي رسول الله صلى الله عليه وآله ان آمر بالمعروف وأنهى عن المنكر"


      راح نتوقف قليï»» مع اï»·مر بالمعروف والنهي عن المنكر فإذا جئنا نعرف اï»·مر بالمعروف باختصار هو الصï»»ة الصوم الخمس بر الوالدين حسن الجوار الطاعات باختصار والنهي عن المنكر هو المحرمات الكذب الغيبة الخمر الزنا العقوق وأكل مال اليتيم وإلى آخره


      اﻹمام صلوات الله وسلامه عليه رأى اﻹسï»»م أصبح ميتاً وإن كان فيه صï»»ة وصوم ولكن اï»·مر بالمعروف أصبح مندثرا ï»» يذكر وهذا ما نجحت به بنو أمية بحيث قاموا بتزوير روايات عن لسان النبي اï»·كرم صلى الله عليه وآله والنبي صلى الله عليه وآله لم يقلها


      فمثï»» إذا قلت فï»»ن ï»» يصلي مباشرة يتبادر إلى الذهن عï»»مة استفهام عن السبب ولكن إذا قلت فï»»ن ï»» يأمر بالمعروف يصبح أمرا عاديا محبذ وقد يكون مجرب لفظ فقط


      إذا جئنا إلى دائرة اï»·مر بالمعروف يقول النبي اï»·كرم صلى الله عليه وآله"كلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته" فاï»·مير مسؤول عن رعيته واï»·ب مسؤول عن البيت واï»·م مسؤوله عن اï»»سرة والخادم مسؤول عن بيت مال صاحبه وهكذا


      فاï»·مير يراقب رعيته ويصلح أي اعوجاج أو خلل (طبعا إذا الحاكم عادل مع رعيته حسن معهم يدعى له بالتوفيق والخير أما إن كان ظالما فيجب الوقوف في وجهه بأي طريقة)


      اï»·ب مسؤول عن رعيته التي هي أسرته يصلح اï»»عوجاج ان وجد يجب على اï»·ب أن ï»» يتعامل مع أسرته سواء أبنائه أو زوجته بطريقة حسنه ï»» يتعامل مع الخطا بالضرب والكï»»م البذيئ بل بطرق مختلفة حتى ï»» تكون فيه إهانه ï»·حد بل تكون طريقه اï»»بن يخجل من خطأه فï»» يعيده مره أخرى


      يجب على اï»·ب عدم اï»»كتراث على اï»·خطاء الصغيرة فهذه اï»·خطاء تتسع وتكبر ويصعب عï»»جها فتقتل صاحبها مثل خلية السرطان تبدأ صغيره وقد ï»» ترى بالعين المجرده فإذا عï»»جها الشخص قضى عليها أما إذا لم يعلم بها أو علم بها وتجاهلها وأهملها تتسع هذه الخلية فتصيب خï»»يا أخرى حتى يصعب العï»»ج فتقتل صاحبها


      أذكر لكم قصة ï»·بي ذر الغفاري سï»»م الله عليه أبا ذر الغفاري كان يأمر بالمعروف والنهي عن المنكر في وجوه السï»»طين الظالمين حتى انه نفي إلى صحراء قاحله ï»» حياة فيها ، كان ï»·بي ذر ابنه تسمى ذره كانت تقول لوالدها يا والدي ستموت من سيغسلك ويكفنك ويصلي عليك ويدفنك ووو فقال لها باختصار نحن قلوبنا وأرواحها وكل ما نملك لناس كرماء فهل ينسونا (يعني أمير المؤمنين علي عليه السلام) فقبل وفاته قال لها بنيه إذا مت اذهبي على قارعة الطريق ستأتي قافله ولوحي بيديك فمات أبو ذر الغفاري رحمة الله عليه ففي الصباح ذهبت ابنته إلى قارعة الطريق وفعلت ما امر به والدها فكانت القافلة تحمل مالك اï»·شتر ومجموعة من أصحابه فأخبرتهم فغسلوا أبا ذر وكفنوه وصلوه عليه ودفنوه أقاموا معه ثï»»ثة أيام بعدها قال مالك لابنة ابي ذر بأن ياخذها إلى أعمامها فرفضت فقال الى بيتي وتكوني احد بناتي فرفضت فقال لها إذا إلى أين ؟! قالت إلى أبي فقال لقد دفنا أباك وهو اﻵن موسد في لحده فقالت أبي أبا اï»·يتام أبي علي فأخذوها إلى أمير المؤمنين فأخذ اﻹمام يمسح على رأسها


      فلهذا الإمام الحسين عليه السلام وجد الاسلام هاوٍ إلى حافة السقوط والانهيار فنهض حتى يرجع داعمة الإسلام وقوته وكلمة لا إله إلا الله محمد رسول الله صلى الله عليه وآله فبذل مهجته ومهج أهل بيته صلوات الله وسلامه عليهم وأصحابه وأنصارهم عليهم من الله التحية والسلام


      الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر هي جزء من دائرة الإصلاح


      إذا جئنا إلى إصلاح الذات والنفس فقط يكون صعب إن لم يكن من بداية الصغر وفي الأسرة لأن تكوين الأسرة وطريقة التربية له أثر في ذلك


      هذه الأيام نتعرض لبعض المشاكل فأحد الأشخاص أخبرني بحادثة حصلت معه وهي

      "هو شاب في مقتبل العمر كان دائما يسولف ويواعد البنات ويسكر ما يصلي الصلاة إلا قضاء باختصار شاب سيئ لكن الأمور التي كان يفعلها قادته لأمر سيئ وهو أنه صار معه أمراض مزمنة وكاد يموت عدة مرات ادخل في العناية المركزة لسوء صحته فأحد المرات صادف أيام الإمام الحسين عليه السلام وهو كان يحضر المجالس فلما افاق من الغيبوبه تذكر أنه في أيام محرم الحرام فقال راح أوعد الإمام الحسين عليه السلام بأن أترك كل الأمور السيئة وأحافظ على صلاتي والواجبات واكون ملتزم فدعى هذا الشاب الله سبحانه وتعالى وأقسم عليه بالامام الحسين عليه السلام وأم البنين عليها السلام وبعد فترة قصيرة شافاه الله من أغلب الأمراض المزمنة فالان يواجه شيء من الصعوبه من ناحية الالتزام فاعطيته بعض الأشياء التي قد تساعده والحمدلله الآن هو ملتزم في الواجبات "

      لهذا أقول صعوبة في إصلاح الذات والنفس في الكبر ولكن الله يقذف النور والهدى لمن يشاء سبحانه


      بالنسبة لإصلاح النفس من نظرتي صعب يحتاج إلى عمل بإخلاص وصدق نية فبمجرد أن أبدأ مع نفسي كأني أخوض معركة علي الانتصار فيها ولا أدع نفسي تنتصر فلهذا الجهاد الأكبر هو جهاد النفس

      في بعض الأحيان يصبح معي صراع بيني وبين نفسي حول النظر إلى نساء بصور غير محتشمة على أساس موظه أو استايل فأكون في صراع نهايته أغلق كل شيء واذهب اتوضا وأستغفر الله واخرج إلى باحة المنزل مع الأشجار حتى أهدأ قليلا

      فلهذا احاول المداومه على أمور واجعلها من أساسيات حياتي حتى تكون كغذاء روحي ارتقي إلى الاعلى وجهادي ضد نفسي الإمارة بالسوء


      جميعنا يعلم إن صلح الفرد صلح المجتمع والعكس صحيح فالاساس في البناء هو بداية اللبنه كما يصفها البعض فاساس المجتمع هم الأفراد ثم الأسر ثم المجتمع


      من يساعدنا في الإصلاح ؟ باختصار كنقاط
      الله سبحانه وتعالى
      ذات الإنسان نفسه
      والدي الشخص أو المربين
      أصدقائه
      علماء الدين ورجال الدين وغيرها


      وفقكم الله لكل خير
      وعذرا على الازعاج
      دمتم في حفظ الله ورعايته








      التعديل الأخير تم بواسطة مقدمة البرنامج; الساعة 29-10-2016, 03:33 PM.

      تعليق


      • #13
        "ما خرجت إلا لطلب الاصلاح في أمّة جدي رسول الله(ص)"، فالامام الحسين(ع) أعلنها صراحة وبوضوح لا يحمل مجال للشك ان خروجه باتجاه كربلاء هو بهدف الاصلاح.

        وعادت عاشوراء حاملة معها معاني كثيرة من مبادئ الحياة والممات بمعانيها الدنيوية وابعادها للآخرة، عادت حاملة معها كثيرا من الافكار والسنن لكثير من مجالات الحياة، فمن عبر الانسان في حياته اليومية وتكوين الشخصية السوية الى العبر العسكرية والامنية والسياسية والاعلامية، بحر لا ينتهي يمكن للمفكر المتعمق جديا في كربلاء ان ينهل من كنوزها وآدابها..

        ولكن يبقى "الاصلاح" عنوانا عاما شاملا وقاعدة موضوعية مجردة تنطبق في كل الازمنة، انطلق منها مؤسس المدرسة العاشورائية ومفجر ثورة كربلاء المخلدة، فالامام الحسين بن علي(ع) وضع الحجر الاساس لثورته قبل الانطلاق باتجاه كربلاء حيث المعركة العسكرية مع ما رافقها من نماذج تدرس في السياسة والاعلام والامن.. كما في العلاقة الانسانية والروحية بين الاخوة والابناء والاصحاب والالتزام بالتعاليم الالهية والاخلاقية في التعاطي مع الخصم والعدو في ادق لحظات الحرب واصعبها.

        "ما خرجت إلا لطلب الاصلاح في أمّة جدي رسول الله(ص)"، فالامام الحسين أعلنها صراحة وبشفافية عالية وبوضوح جلي لا يحمل مجالا للشك ان خروجه باتجاه كربلاء لتسطير المعركة الاشهر عبر التاريخ، هو بهدف الاصلاح، وهنا الاصلاح لا يبدأ فقط بالاصلاح السياسي ولا ينتهي بإصلاح الفساد الاداري، بل يتجاوزها لكل أفق الحياة الاخرى، فالسياسة لا تنفصل عن الفكر وحياة الانسان لا تنسلخ عن عقيدته، ومن يريد افساد حياة الانسان قد يستهدف فكره وثقافته ودينه ومعتقداته، وهذا لا يكون باستخدام المشروع المباشر لتحقيق هذا الهدف، فمن يريد القضاء على ثقافة الفرد وعقيدته لن يأتي بمشروع واضح الاسباب بل سيأتي بمسميات اخرى توصله بشكل او بآخر الى اهدافه.

        تعليق


        • #14
          السلام عليكم ورحمة آلله وبركاته
          اللهم صل على محمد وال محمد وصل على فاطمة وأبيها وبعلها وبنيها والسر المستودع فيها عدد ما احاط به علمك وعجل فرجهم وسهل مخرجهم
          عظم الله لكم الاجر واحسن الله لكم العزاء والشكر والتقدير الى الاخت الفاضلة ام سارة الروعة عل طرحها الراقي دائمآ
          ��������������������
          لا يمكن ربط عاشوراء الإِمام الحُسَين (عليه السلام) بسياقاتها التاريخية حصراً، مثلما لا يمكن فك ارتباطها عن ذلك التاريخ، فهي الثورة الإصلاحية الحية التي تفجرت لتصحح مسار الانحراف في الأمة الإسلامية، واستمر صداها يتخطى القرون عابراً الآفاق نحو المستقبل.

          كما لا يمكن ربطها بالإسلام حصراً، مثلما لا يمكن فك ارتباطها عنه وهي جاءت حاملة لمبادئه، باذلة التضحيات في سبيله. فهي ثورة إنسانية لكل أبناء البشرية، منبثقة عن الإسلام الذي هو دين الإنسانية المنزل من رب العالمين جميعاً، وإليهم جميعاً، في كل زمان ومكان.

          إن تاريخية عاشوراء الإِمام الحُسَين (ع) لا تعني ارتباطها بالماضي حصراً، وإن كانت قد حدثت فيه فعلاً ضمن مفهومنا المعاصر، بل إن تاريخيتها تعني أزلية استمرارها. كما هي أزلية وجود الظلم والفساد، وأزلية تحقيق الإصلاح. مثلما أن ثوريتها تعني ضرورة وحتمية السعي نحو الإصلاح حتى وإن بلغت التضحيات ذروتها.

          وكذا ارتباطها بالمكان، فمع أن كربَلاء مهدها، ومركز انبثاقها، إلا أن مداها يعبر حدود الطف إلى سائر أرجاء المعمورة، وأينما يوجد من يعتز بإنسانيته ويشعر بها، ويريد أن يكون سيداً صالحاً لا عبداً لفاسد.

          وهكذا انبثقت تلك الثورة حاملة معها مضامين الإصلاح وآلياته، ومشخصة الفساد ومكامنه.

          سياسياً، ارتبط الفساد بالسلطة حتى قيل إن السلطة مفسدة، والسلطة المطلقة مفسدة مطلقة. فواقعة السلطة، مع ما يرافقها من قوة ونفوذ وقدرة على التأثير فضلاً عن عوامل مادية واجتماعية أخرى، سرعان ما تجنح نحو الانحراف ثم الفساد ما لم تكن هناك مضادات للفساد، سيما إذا فقد القائمون عليها معايير الرقابة الذاتية، وسلبوا المجتمع آليات رقابته عليها، وتقويمها إذا انحرفت، أو تغييرها إذا فسدت.

          فمع استكمال الرسالة الإِسلامِيَّةِ مشروعها التبليغي على يد الرسول الأَعظَم مُحَمَّد (صلى الله عليه وآله)، وإحداث قدر كبير من التحولات الاجتماعية، مفاهيمياً وسلوكياً، في المجتمع العربي آنذاك، جاء دور التأسيس الدائم لسلطة سياسية تعمل على الحفاظ على المشروع الرسالي، ونشره إلى عموم أبناء المجتمع الإنساني، وتنظيم أمور الفرد والمجتمع وفق ضوابطه.

          بيد أن ترسبات الجاهلية سرعان ما طفحت على السلطة فأصابتها بالانحراف، ساعد على ذلك المفاسد الكامنة في السلطة، والتي تغذي المفاسد الكامنة في من يمسك بها. ليبلغ ذلك الانحراف ذروته قبيل استلام الإِمام عَلي (عليه السلام) لمقاليد الخلافة، بعد أن انتخبته الجماهير لما توسمت به من مزايا شخصية تؤهله لتصحيح الانحراف وإصلاح واقع الأمة. فكانت تجربته (ع) أنموذجاً إصلاحياً واقعياً، تجاوز الأطر التنظيرية والفكرية المطلوبة، إلى حيز الواقع التنفيذي بعد أن تهيأت مستلزمات ذلك (حُضور الحاضِر، وَغِياب الحُجَّةِ بِوجود الناصِر).

          لكن مسار الانحراف سرعان ما كانت له الغلبة بعد غياب الناصر عن الإِمام الحَسَن (عليه السلام)، إلا أنه تمكن من التوصل إلى تسوية تلزم الطرف الآخر بالحفاظ على المسار الصحيح للإسلام، وآلية تنفيذ أحكامه في المجتمع. إلا أن السلطة واصلت بعد ذاك مسار انحرافها، وليتعاظم الفساد فيها على نحو تراكمي.

          وفي ظل تلك الأجواء والظروف، كان الإِمام الحُسَين (ع) حاضراً في جميع المشاهد. وفي الوقت ذاته، كان حاملاً للمشروع الإصلاحي ووارثاً له. فغدا ممثلاً للإسلام المُحَمَّدي العَلوي في مواجهة الإسلام الجاهلي الأموي.

          فرضت السلطة الأموية على الإِمام الحُسَين (ع) أن يكون جزءً من مشروعها الفاسد، بل وحتى تابعاً له، وذلك بإرغامه على تأييدها عبر أخذ بيعته لها، ولم تمنحه خياراً آخر سوى تصفيته الجسدية دون أدنى اعتبار لأي محترم ولا حتى مقدس: (اقتلوا الحُسَين ولو كان معلقاً بأستار الكَعبَة)، هكذا جاء أمر السلطة.

          ومع رفض الإِمام الحُسَين (ع) المبدئي لتأييد السلطة عبر مبايعتها، مما يعني إضفاء الشرعية على فسادها، جاءته كتب البيعة والتأييد مؤكدة دعمها له في مشروعه الإصلاحي، فـقد (وجد الناصر) المفترض.

          حدد الإِمام الحُسَين (ع) وشخص واقع الفساد ومكامنه في السلطة، وانطلاقاً من رؤية الشريعة الإِسلامِيَّة، والسنة النَبَوِيَّة، والتجربة العَلَوِيَّة. فأنكر ظاهرة تركز السلطة في حزب واحد (الحزب الأموي)، وتركز الظاهرة الحزبية في الزعيم الواحد (الخليفة الحاكم)، وتعطيل التشريع لصالح تشريعات تنظر فقط في مصالح الحاكم وحزبه والطبقة السياسية دوناً عن مصالح الجماهير والأمة والدولة. والمحسوبية والمنسوبية في تولي المهام الإدارية والقيادية، واعتماد الولاء للحاكم والسلطة على حساب معايير الكفاءة والنزاهة. والتمييز بسائر أنواعه، وكافة أشكاله، وفي مقدمته السياسي والقبلي. وضرب مبدأ المساواة، وانتهاك حقوق الإنسان. وعدم الاعتراف بالمعارضة، بل ملاحقتها وتصفيتها الجسدية. والتخلي عن القيم الإسلامية لصالح قيم المرحلة السابقة (الجاهلية). ناهيك عن الفساد المالي المنطلق أساساً من فكرة أن المال العام هو ملك الطبقة السياسية، وأن تصرفها فيه هو حق مشروع لها. وفوق ذلك كله، ارتداء السلطة للدين كغطاء يسوغ ويشرعن فساد سلوكها، وعلى نحو ثيوقراطي.

          إن ما تقدم كان قد صرح الإِمام الحُسَين (ع) به وجاهر علناً، وفي أكثر من موضع وموقع، سواء في مرحلة إمامته (ع) أو في ثورته. وكان أسلوب الحوار مع الآخر، أياً كان، وإلقاء الحجة، كان هو السيد في ذلك، وبغض النظر عن مدى قناعة الآخر ونسبتها. فالرسالة التي يحملها، والمشروع الذي نهض به لم يكن موجهاً لإشخاص تلك المرحلة فحسب، بل لجميع الإنسانية عبر أجيالها المتعاقبة. فسياسته القيادية لم تكن مقتصرة على جانب معين، ديني أو سياسي أو عسكري أو إداري، بل هي قيادة لمشروع الإصلاح الإلهي للإنسان، وفي ضوء القيم والمعايير التي أرادها الله عَزَّ وَعَلا للإنسان، وجعله مؤهلاً لخلافته في الأرض.

          ومن ثم، لا يمكن اختزال ثورة الإِمام الحُسَين (ع) الإصلاحية بلحاظها الماضوية. مثلما لا يمكن اختزال أعداءه بأولئك الأشخاص الذين وردت سيرهم في كتب التاريخ. ذلك أن أعداؤه وأنصاره موجودون في كل عصر ومصر. وهم باختصار: الفاسدون والمصلحون، ولا مكان لثالث بينهما، (مَن سَمعَ واعِيَتَنا أَهلَ البَيتِ وَلَم يَنصُرنا، أَكَبَّهُ اللهُ في النارِ عَلى وَجهِهِ يَومَ القِيامَة).

























          فعاشوراء الإِمام الحُسَين (ع) لم تنتهِ عصر العاشر من محرمٍ الحرام سنة 61 للهجرة، بل من هناك ابتدأت وانطلقت. فـمبادئه (ع) لم تقتل لحظة استشهاده، مثلما أن أعداؤه لم ينتصروا حين قطعوا رأسه الشريف. وأن نداؤه (ع): (هل مِن ناصِرٍ يَنصُرُنا؟) ما يزال موجهاً لجميع أبناء الإنسانية الذين يستشعرون العزة، وهي من خصال المؤمنين: (وَلله العِزَّةُ ولِرَسولِهِ وَلِلمؤمِنين)، ويهتفون: (هَيهات مِنّا الذِّلة)، كما هتف بها الإِمام الحُسَين (ع) وطبق مصداقها.

          إن الشعار الثوري الهادر: (لَبَّيكَ يا حُسَين) يجد مصداقه حصراً في التمسك بثورة الإِمام الحُسَين (ع) ونهجها الإصلاحي في مقارعة الظالمين ومحاربة الفاسدين، وإلاّ فإن عجلة التاريخ لا تدور نحو الوراء. مثلما أن (ليت) التمني بالفوز العظيم تجد صداها في الآخرة لا في الدنيا، فمن أراد الفوز العظيم مع الإِمام الحُسَين (ع) ليكن مع ثورته الإصلاحية في هذه الدنيا، ويقيناً سيكون معه في الدار الآخرة.

          التعديل الأخير تم بواسطة مقدمة البرنامج; الساعة 29-10-2016, 03:35 PM.

          تعليق


          • #15
            اللهم صل على محمد وآل محمد

            أود الاضافة أيضا في هذا الموضوع إن لم يكن هناك أي ازعاج في ذلك


            للإصلاح طرق وأساليب يمكننا أن نفعلها في تصليح أنفسنا من المفسدة والمجتمع أيضا


            بالنسبة لنفس الإنسان
            يمكن أن نصلحها من خلال مجاهدتها وتتم المجاهدة من خلال ترويض النفس وتأديبها وقد نتعلم كيفية ذلك من خلال مؤلفات العلماء رحم الله الماضين وحفظ الباقين في كيف من الكتب والمؤلفات هناك أساليب وحكم ونصائح يحبذ لو الشخص يقرأ منها في تبدأ معه من البداية والتدريج وبدون تكلف وتكون سهله وبسيطة عليه أيضا يمكن من خلال المحاضرات المسموعة والمرئية تطوير نفسه وإصلاح الخلل الموجود فيها بالإضافة المهمه جدا وهي حضور المجالس الحسينية المباركة التي تطهر النفس وتزكي الروح صدقا وواقعا فلهذا ينبغي علينا الاهتمام في حضور المجالس وحسن الاستماع والانصات إلى الخطيب المنبر الحسيني ونحاول قدر الإمكان بأن لا يشغلنا أمر في وقت المحاضرة ويكون توجهنا عقلا وعواطفا نحو ما يقوله القارئ الحسيني حتى نعي ونفهم ما يقال أيضا يمكن إصلاح النفس من خلال التفكر والتمعن وأيضا استذكار كل الأمور والأفعال التي نقوم بها في اليوم والليلة ونحاول أن لا نكرر الأمور والأفعال السيئة ونستغفر الله تعالى منها وهناك أمور أخرى كثيرة



            بالنسبة للمجتمع

            يمكن إصلاحه بالقول والفعل وقد يكون قولا فحسب أو فعلا وحسب

            إصلاح المجتمع بالقول
            بأن نكون صادقين في أقوالنا مع الجميع كبار أو صغار ولا نعتدي على شخص أساء إلينا بالسب والشتم ولا نغتاب أحد ونحاول أن نشر الإسلام بصورة حسنة وبسيطة بدون تهجم أو تشدد واحترام الأطراف الأخرى حتى ولو اختلفنا في الرأى
            هذا يؤثر إيجابا في وضع بصمة حسنة عن المجتمع أنه مجتمع مسؤولي ومحترم
            كما يقول الإمام أمير المؤمنين علي عليه السلام "لا كذبت ولا كذبت"


            إصلاح المجتمع بالفعل
            أغلب الأحيان تكون هناك شعارات للأخلاق والمعاملة الحسنة ووو وهم عكس ذلك فيحتاج منا بأن نكون أصحاب أفعال قبل أقوال وأن تكون أفعالنا حسنة وطيبة كما كان يفعل الإمام السجاد عليه السلام مع العبيد الذين يشتريهم ويعتقهم بعد سنة "الإمام السجاد عليه السلام لا يامرهم ولكن العبيد كانوا يرون خلق الإمام عليه السلام معهم وتعامله معهم فخلق نورا في قلوبهم وأصبحوا علماء وفقهاء وعشقوا الله ومحمد وآله" كما يقول الإمام الصادق عليه السلام "كونوا زينا لنا.."


            إصلاح المجتمع بالقول والفعل
            وهذا هو الغالب بحيث يندمج القول مع الفعل ويتناسقان في ما بينهما فكل من القول والفعل يكمل أحدهما الآخر



            اختصر على هذا وعذرا على الإطالة
            وفقكم الله لكل خير






            التعديل الأخير تم بواسطة مقدمة البرنامج; الساعة 29-10-2016, 03:36 PM.

            تعليق


            • #16
              سلام من الله عليك اختي العزيزة ام سارة ؛ سلمت يدايكي على كل ماتقدمينه ، خدمة لمولانا سيد الشهداء (ع) وأخيه كافل الحوراء ابا الفضل العباس (ع ) عزيزتي محور رائع وقيم ومفيد في نفس الوقت!!!! لكن اعذريني على عدم الرد على المحور لانني مررت بضرف صحي ......لكن سوف أستمع للبرنامج أنشاء الله تعالى ؛ نسأل الله يهبك الصحة والعافية دائما لكي لانقطع عن سماع صوتكي المبارك مع خالص تحياتي لكي دمتي موفقة غاليتي ��






              التعديل الأخير تم بواسطة مقدمة البرنامج; الساعة 29-10-2016, 03:37 PM.

              تعليق

              المحتوى السابق تم حفظه تلقائيا. استعادة أو إلغاء.
              حفظ-تلقائي
              Smile :) Embarrassment :o Big Grin :D Wink ;) Stick Out Tongue :p Mad :mad: Confused :confused: Frown :( Roll Eyes (Sarcastic) :rolleyes: Cool :cool: EEK! :eek:
              x
              يعمل...
              X