بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم وسهل مخرجهم
وصل اللهم على فاطمة وأبيها وبعلها وبنيها والسر المستودع فيها عدد ماأحاط به علمك
وعجل فرج يوسفها الغائب ونجمها الثاقب واجعلنا من خلص شيعته ومنتظريه وأحبابه يا الله
السلام على بقية الله في البلاد وحجته على سائر العباد ورحمة الله وبركاته
الخواص والفضائل على حالات الزائر، فان زائر الحسين 7 ينال في كلّ حالة من حالاته فضيلة من الفضائل تفوق بعضها على بعض ـ فجمع المصنف تل? الحالات والفضائل من خلال الروايات في ستّة عشر حالة وفضيلة ؛ وهي كما يلي إجمالاً:
1 ـ إذا همّ بزيارة الحسين 7 أي قصد زيارته :
قال الصادق 7: «إنّ لله ملائكة موكّلين بقبر الحسين 7، فاذا همّ الرجل بزيارته أعطاهم الله ذنوبه ، فإذا خطا محوها، ثمّ إذا خطا ضاعفوا له حسناته ، فلم تزل حسناته تضاعف حتّى يوجب له الجنّة ، وإذا اغتسل حين همّ بزيارته ، ناداه محمّد 6: يا وافداً لله أبشر بمرافقتي في الجنّة ، وناداه علي 7: أنا ضامن لقضاء حوائجكم ، واكتنفا عن يمينه وشماله حتّى ينصرف ـ وفي نقل آخر : ـ ثمّ التقاهم النّبي 6 عن أيمانهم وعن شمائلهم حتّى ينصرفوا إلى أهاليهم »[1] .
2 ـ إذا أخذ في جهازه من حمل الأثاث ومقدّمات السفر وجوازه كما في عصرنا هذا فانّه تباشر به أهل السماء.
3 ـ مضاعفة الثواب لمن أنفق في جهازه للزيارة ، فانّه في حديث : يعطيه الله بكلّ درهم أنفقه مثل جبل اُحد من الحسنات ، ويخلف عليه أضعاف ما أنفق ، ويصرف عنه من البلاء، ممّا قد نزل ليصيبه فيدفع ويحفظ في ماله .
وفي رواية ابن سنان : قال : قلت لأبي عبدالله 7: جعلت فدا? إنّ أبا? كان يقول في الحجّ يحسب بكلّ درهم أنفقه ألف ، فما لمن ينفق في المسير إلى أبي? الحسين 7؟ فقال : «يابن سنان يحسب لهم بالدرهم ألف وألف وألف ، حتّى عدّ عشرة ـ أي عشرة آلاف بكل درهم ـ ثمّ قال : ورضا الله خير له ، ودعاء محمّد ودعاء أميرالمؤمنين 7 ودعاء الأئمّة : خير له ، فالله يرضى عنه والرسول وأهل بيته يدعون له ، وإنّ دعائهم مستجاب لا يرد فهو خير له في الدنيا والآخرة ».
4 ـ تشيع الملائكة : فانّه إذا خرج من منزله شيّعه ستمأة مل? في جهاته الست : (الفوق والتحت والشمال والجنوب والشرق والغرب ) أي يحاط بالملائكة ويكون
كالدرّة في قبضة اليد الملائكيّة الطاهرة والقدسيّة ، وكذل? تشيعه وتستقبله صنف آخر من الملائكة :
عن الإمام الباقر 7 قال : «أربعة الآف مل? شعث غُبر يبكون الحسين 7 إلى يوم القيامة فلا يأتيه أحد إلّا استقبلوه ، ولا يرجع أحد من عنده إلّا شيّعوه ، ولا يمرض أحد إلّا عادوه ، ولا يموت أحد إلّا شهدوه » وفي آخر «ويصلّون عليه إذا مات ».
5 ـ خطواته ومشيه : فانّه إذا مشى لا يقع قدماه على شيء إلّا دعى له ، فاذا خطا كان له بكلّ خطوة خطاها ألف حسنة ، وإذا كان في سفينة وانكفأت بهم ـ وكذل? في عصرنا الطائرة أو السيّارة من باب وحدة المناط والملا? ـ نودوا ـ أي نادتهم الملائكة ـ إلّا طبتم وطابت لكم الجنّة ، وإذا رفعت دابته يدها ـ أو دوران عجلة السيارة مثلاً في عصرنا ـ كان له بكل يد ـ ودورة ـ رفعتها ألف حسنة .
6 ـ أصابه الشمس : وإذا أصابته الشمس في طيّ رحلته ، فانّه أكلت ذنوبه كما تأكل النّار الحطب[2] .
7 ـ صبّ العرق من الحرارة أو التعب :
روى في المزار الكبير انه يخلق من عرق زوار الحسين في كلّ عرقة سبعون ألف مل? ، يسبّحون الله ويستغفرون لزوار الحسين 7 إلى أن تقوم الساعة .
8 ـ ثواب الاغتسال : فانّه يستحب غسل الزيارة ، إلّا انّه جمعاً بين الأخبار قيل في المرّة الأولى عند دخوله يزور الإمام 7 بما عليه من غبار السفر كزينب
الكبرى سلام الله عليها، وفي المرات التالية يغتسل ، ويكفيه غسل النهار إلى ليله ، وليله إلى نهاره ، كما فعل جابر الأنصاري رضوان الله تعالى .
فاذا اغتسل بماء الفرات للزيارة تساقطعت ذنوبه ، ثمّ ناداهم رسول الله محمّد 6: «يا وافداً لله أبشر بمرافقتي في الجنّة »، ثمّ ناداهم علي أميرالمؤمنين 7 : «أنا ضامن لقضاء حوائجكم ورفع البلاء عنكم في الدنيا والآخرة » ودعا له الأئمّة الأطهار :.
9 ـ ثواب الأقدام : إذا مشى بعد الغسل كتب الله له بكلّ قدمٍ يرفعها أو يضعها مأة حجّة مقبولة ومأة عمرة مبرورة ومأة غزوة مع نبيّ مرسل إلى أعدى عدوٍ له[3]
أقول : ومع الاعتقاد ـ كما في تربة سيّد الشهداء 7 من الشفاء ـ كيف لا يتبرّ? بعرق زوّار الإمام الحسين ، بل وكيف لا يستشفي به بمسحه على موضع الألم ، ففي كلّ عرقة سبعون ألف مل? من جند الله يذكرون الله ويسبّحونه ويستغفرون لزوّار الإمام الحسين 7 ولم يكن الاستغفار والتسبيح في مقطع زماني خاص بل يستمر ذل? إلى يوم القيامة وعلمه عند الله سبحانه .
ولا تعجب من هذا الثواب العظيم بل عند الله قليل ، وإنّما نستكثره لشحّ أنفسنا ـ كما في دعاء عالية المضامين ـ ثم في العلم الرياضي والحسابات يقال : إن أيّ عددٍ في مقابل اللا نهاية يُعدّ صفرآ، مثال ذل? : علامة اللا نهاية هي العدد الثامن في الأعداد الانكليزية بنحو اُفقي ، أي بهذا الشكل ( 2__) فإذا جعلته قياسآ بعدد، كواحد وأمامه مآة ألف من الأصفار بحيث يخرج عن وهم العدّاد والحاسوب ، فانه يعدّ لا شيء، وانّه بمنزلة الصفر، وهذا ما يقال في معرفة الله سبحانه ، فان الله في صفاته ووجوده المحض إنّما هو بلا نهاية ، فأيّ شيءٍ مهما كان في نفسه عظيمآ بعظمة الله، كرسول الله محمّد 6 الّذي هو اشرف خلق الله، فانه بالقياس إلى الله سبحانه يكون عدمآ ولا شيء، وانه عبده المفتخر بربّه في حدوثه وبقائه ، ومن ثم يقال : (لا يقاس بالله أحدى) لأنّ الله سبحانه بلا نهاية ، وما سواه فهو محدود بالبدء والختم ، فهو منتهٍ ، وفي قبال اللا نهاية يكون بمنزلة الصفر واللّا شيء، وممن هذا المنطق : فما 7 يقال في ثواب زيارة الإمام الحسين 7 فانه : باعتبار فضل الله ورحمته الواسعة والتي بلا نهاية ويعدّ كالصفر واللّا شيئيّة ، ثمّ ما يذكر من الثواب في هذا الباب ، إنّما يدلّ على عظمة الإمام الحسين 7 عند ربّه جلّ جلاله ، فانّه قدّم كل شيء لربّه ، فكيف لا يقدم الله كل شيء عنده لوليه ؟!
ولتقريب هذا المعنى السامي نروي هذه القصة من كتاب (الكنز الخفي) للعلّامة الشيخ عبدالنبي العراقي (ص 112) قال : ذكر في كتاب تاريخي انّ أنو شيروان خرج ذات يوم برفقة بعض خواصّه للصيد، فابتعد عنهم كثيرآ، حتّى عطش وجاع ، بينما هو كذل? إذ لاح له بيت من الشّعر، فقصده ، فوجد فيه امراة ، فاستطعمها، فذبحت له ما عزآ كانت عندها، فلمّا طعم وشبع سألها عن حالها، فقالت له : إنّها مع ابنها تعيش في هذه البادية ، فسألها عن معيشتها؟ فقالت : اني اتقوّت من الماعز الّتي ذبحتها ل? ، فتعجب منها، وبعد ذل? قدِم عليه أصحابه ، فحكى لهم ماجرى ، وسألهم : ما جزاء من صنع معى ذل? ؟ قال بعضهم : اعطها عشرآ من الماعز: وقال آخر: بل أعطها مأه . وقال ثالث : بل أعطها مائة من الماغز ومنزلا، أو هكذا.. فلم
يقبل المل? شيئآ ممّا اقترحوه عليه ، فسألوه : وبماذا يجب أن تكافئها؟
فقال : تعد أعطتني كلّ ما تمل? ، فلو اعطيتها أنا كلّ ما أمل? لم أزد على ان كافأتها بالمثل ، ولها فخر السبق !
قال المصنف 1: ومن هنا يتجلّى حال سيّد الشهداء لكلّ عاقل ، فانه 7 قد قدّم في نهضته وخروجه والّذي كان بأمر إلهى وتكليف شرعي ، وعن اختيار وعلم لكلّ ما وقع وحدث ، بأخبار جدّه وأبيه واُمّه وجوده كلّه ، وضحّى بالأنفس والأموال وما يمل? من الدنيا، وبكلّ الحيثيات في سبيل الله، فلو ان الله تعالى أعطاه الدنيا والآخرة جميعآ ـوخزائن السموات والأرض وماورائهماـ لم يكن ذل? سوى مجازات له بالمثل ليس غير، أرجو ان لا يكون هذا سوء أدب معه تعالى ـ لأنّه يجب ان يقال ذل? في وليه الإمام الحسين 7، فهذه الفضيلة وهذه المثوبة كلّها، لا قيمة لها بازاء هذا الفعل . ولقد أقسم الإمام الصادق 7 أكثر من مرة ، بأنّه لو لا ما سيكون لذكر عظيم شأن زيارته وفضلها، بل في بعض الأخبار الحث الأكيد على زيارته ، حتّى لو لحق بالزائر ضرر كبير يصلّ إلى القتل ، وذكر أيضآ ثواب ذل? الضرر والقتل للزائر.
ثم قال : فيا أيّها العزيز، كلّ شيء في الوجود من أجلهم ، والوليّ والعد وجلوس على مائدة نعمتهم ، فلا يليق إظهار التعجّب من عظيم هذا الثواب . انتهى كلامه رفع الله مقامه .
10 ـ استقبال الملائكة عند قربه من كربلاء: فلعله عند دنوّ من كربلاء المعلّى مصارع عشّاق الله ـ تستقبله أصناف من الملائكة ، منهم الأربعة الآف الذين جاؤوا
لنصرته يوم عاشوراء، ثمّ أمروا بمجاورة قبره ، ومنهم سبعون ألفاً، ومنهم أعداد اُخر كما ورد وفي الأخبار.
اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم وسهل مخرجهم
وصل اللهم على فاطمة وأبيها وبعلها وبنيها والسر المستودع فيها عدد ماأحاط به علمك
وعجل فرج يوسفها الغائب ونجمها الثاقب واجعلنا من خلص شيعته ومنتظريه وأحبابه يا الله
السلام على بقية الله في البلاد وحجته على سائر العباد ورحمة الله وبركاته
الخواص والفضائل على حالات الزائر، فان زائر الحسين 7 ينال في كلّ حالة من حالاته فضيلة من الفضائل تفوق بعضها على بعض ـ فجمع المصنف تل? الحالات والفضائل من خلال الروايات في ستّة عشر حالة وفضيلة ؛ وهي كما يلي إجمالاً:
1 ـ إذا همّ بزيارة الحسين 7 أي قصد زيارته :
قال الصادق 7: «إنّ لله ملائكة موكّلين بقبر الحسين 7، فاذا همّ الرجل بزيارته أعطاهم الله ذنوبه ، فإذا خطا محوها، ثمّ إذا خطا ضاعفوا له حسناته ، فلم تزل حسناته تضاعف حتّى يوجب له الجنّة ، وإذا اغتسل حين همّ بزيارته ، ناداه محمّد 6: يا وافداً لله أبشر بمرافقتي في الجنّة ، وناداه علي 7: أنا ضامن لقضاء حوائجكم ، واكتنفا عن يمينه وشماله حتّى ينصرف ـ وفي نقل آخر : ـ ثمّ التقاهم النّبي 6 عن أيمانهم وعن شمائلهم حتّى ينصرفوا إلى أهاليهم »[1] .
2 ـ إذا أخذ في جهازه من حمل الأثاث ومقدّمات السفر وجوازه كما في عصرنا هذا فانّه تباشر به أهل السماء.
3 ـ مضاعفة الثواب لمن أنفق في جهازه للزيارة ، فانّه في حديث : يعطيه الله بكلّ درهم أنفقه مثل جبل اُحد من الحسنات ، ويخلف عليه أضعاف ما أنفق ، ويصرف عنه من البلاء، ممّا قد نزل ليصيبه فيدفع ويحفظ في ماله .
وفي رواية ابن سنان : قال : قلت لأبي عبدالله 7: جعلت فدا? إنّ أبا? كان يقول في الحجّ يحسب بكلّ درهم أنفقه ألف ، فما لمن ينفق في المسير إلى أبي? الحسين 7؟ فقال : «يابن سنان يحسب لهم بالدرهم ألف وألف وألف ، حتّى عدّ عشرة ـ أي عشرة آلاف بكل درهم ـ ثمّ قال : ورضا الله خير له ، ودعاء محمّد ودعاء أميرالمؤمنين 7 ودعاء الأئمّة : خير له ، فالله يرضى عنه والرسول وأهل بيته يدعون له ، وإنّ دعائهم مستجاب لا يرد فهو خير له في الدنيا والآخرة ».
4 ـ تشيع الملائكة : فانّه إذا خرج من منزله شيّعه ستمأة مل? في جهاته الست : (الفوق والتحت والشمال والجنوب والشرق والغرب ) أي يحاط بالملائكة ويكون
كالدرّة في قبضة اليد الملائكيّة الطاهرة والقدسيّة ، وكذل? تشيعه وتستقبله صنف آخر من الملائكة :
عن الإمام الباقر 7 قال : «أربعة الآف مل? شعث غُبر يبكون الحسين 7 إلى يوم القيامة فلا يأتيه أحد إلّا استقبلوه ، ولا يرجع أحد من عنده إلّا شيّعوه ، ولا يمرض أحد إلّا عادوه ، ولا يموت أحد إلّا شهدوه » وفي آخر «ويصلّون عليه إذا مات ».
5 ـ خطواته ومشيه : فانّه إذا مشى لا يقع قدماه على شيء إلّا دعى له ، فاذا خطا كان له بكلّ خطوة خطاها ألف حسنة ، وإذا كان في سفينة وانكفأت بهم ـ وكذل? في عصرنا الطائرة أو السيّارة من باب وحدة المناط والملا? ـ نودوا ـ أي نادتهم الملائكة ـ إلّا طبتم وطابت لكم الجنّة ، وإذا رفعت دابته يدها ـ أو دوران عجلة السيارة مثلاً في عصرنا ـ كان له بكل يد ـ ودورة ـ رفعتها ألف حسنة .
6 ـ أصابه الشمس : وإذا أصابته الشمس في طيّ رحلته ، فانّه أكلت ذنوبه كما تأكل النّار الحطب[2] .
7 ـ صبّ العرق من الحرارة أو التعب :
روى في المزار الكبير انه يخلق من عرق زوار الحسين في كلّ عرقة سبعون ألف مل? ، يسبّحون الله ويستغفرون لزوار الحسين 7 إلى أن تقوم الساعة .
8 ـ ثواب الاغتسال : فانّه يستحب غسل الزيارة ، إلّا انّه جمعاً بين الأخبار قيل في المرّة الأولى عند دخوله يزور الإمام 7 بما عليه من غبار السفر كزينب
الكبرى سلام الله عليها، وفي المرات التالية يغتسل ، ويكفيه غسل النهار إلى ليله ، وليله إلى نهاره ، كما فعل جابر الأنصاري رضوان الله تعالى .
فاذا اغتسل بماء الفرات للزيارة تساقطعت ذنوبه ، ثمّ ناداهم رسول الله محمّد 6: «يا وافداً لله أبشر بمرافقتي في الجنّة »، ثمّ ناداهم علي أميرالمؤمنين 7 : «أنا ضامن لقضاء حوائجكم ورفع البلاء عنكم في الدنيا والآخرة » ودعا له الأئمّة الأطهار :.
9 ـ ثواب الأقدام : إذا مشى بعد الغسل كتب الله له بكلّ قدمٍ يرفعها أو يضعها مأة حجّة مقبولة ومأة عمرة مبرورة ومأة غزوة مع نبيّ مرسل إلى أعدى عدوٍ له[3]
أقول : ومع الاعتقاد ـ كما في تربة سيّد الشهداء 7 من الشفاء ـ كيف لا يتبرّ? بعرق زوّار الإمام الحسين ، بل وكيف لا يستشفي به بمسحه على موضع الألم ، ففي كلّ عرقة سبعون ألف مل? من جند الله يذكرون الله ويسبّحونه ويستغفرون لزوّار الإمام الحسين 7 ولم يكن الاستغفار والتسبيح في مقطع زماني خاص بل يستمر ذل? إلى يوم القيامة وعلمه عند الله سبحانه .
ولا تعجب من هذا الثواب العظيم بل عند الله قليل ، وإنّما نستكثره لشحّ أنفسنا ـ كما في دعاء عالية المضامين ـ ثم في العلم الرياضي والحسابات يقال : إن أيّ عددٍ في مقابل اللا نهاية يُعدّ صفرآ، مثال ذل? : علامة اللا نهاية هي العدد الثامن في الأعداد الانكليزية بنحو اُفقي ، أي بهذا الشكل ( 2__) فإذا جعلته قياسآ بعدد، كواحد وأمامه مآة ألف من الأصفار بحيث يخرج عن وهم العدّاد والحاسوب ، فانه يعدّ لا شيء، وانّه بمنزلة الصفر، وهذا ما يقال في معرفة الله سبحانه ، فان الله في صفاته ووجوده المحض إنّما هو بلا نهاية ، فأيّ شيءٍ مهما كان في نفسه عظيمآ بعظمة الله، كرسول الله محمّد 6 الّذي هو اشرف خلق الله، فانه بالقياس إلى الله سبحانه يكون عدمآ ولا شيء، وانه عبده المفتخر بربّه في حدوثه وبقائه ، ومن ثم يقال : (لا يقاس بالله أحدى) لأنّ الله سبحانه بلا نهاية ، وما سواه فهو محدود بالبدء والختم ، فهو منتهٍ ، وفي قبال اللا نهاية يكون بمنزلة الصفر واللّا شيء، وممن هذا المنطق : فما 7 يقال في ثواب زيارة الإمام الحسين 7 فانه : باعتبار فضل الله ورحمته الواسعة والتي بلا نهاية ويعدّ كالصفر واللّا شيئيّة ، ثمّ ما يذكر من الثواب في هذا الباب ، إنّما يدلّ على عظمة الإمام الحسين 7 عند ربّه جلّ جلاله ، فانّه قدّم كل شيء لربّه ، فكيف لا يقدم الله كل شيء عنده لوليه ؟!
ولتقريب هذا المعنى السامي نروي هذه القصة من كتاب (الكنز الخفي) للعلّامة الشيخ عبدالنبي العراقي (ص 112) قال : ذكر في كتاب تاريخي انّ أنو شيروان خرج ذات يوم برفقة بعض خواصّه للصيد، فابتعد عنهم كثيرآ، حتّى عطش وجاع ، بينما هو كذل? إذ لاح له بيت من الشّعر، فقصده ، فوجد فيه امراة ، فاستطعمها، فذبحت له ما عزآ كانت عندها، فلمّا طعم وشبع سألها عن حالها، فقالت له : إنّها مع ابنها تعيش في هذه البادية ، فسألها عن معيشتها؟ فقالت : اني اتقوّت من الماعز الّتي ذبحتها ل? ، فتعجب منها، وبعد ذل? قدِم عليه أصحابه ، فحكى لهم ماجرى ، وسألهم : ما جزاء من صنع معى ذل? ؟ قال بعضهم : اعطها عشرآ من الماعز: وقال آخر: بل أعطها مأه . وقال ثالث : بل أعطها مائة من الماغز ومنزلا، أو هكذا.. فلم
يقبل المل? شيئآ ممّا اقترحوه عليه ، فسألوه : وبماذا يجب أن تكافئها؟
فقال : تعد أعطتني كلّ ما تمل? ، فلو اعطيتها أنا كلّ ما أمل? لم أزد على ان كافأتها بالمثل ، ولها فخر السبق !
قال المصنف 1: ومن هنا يتجلّى حال سيّد الشهداء لكلّ عاقل ، فانه 7 قد قدّم في نهضته وخروجه والّذي كان بأمر إلهى وتكليف شرعي ، وعن اختيار وعلم لكلّ ما وقع وحدث ، بأخبار جدّه وأبيه واُمّه وجوده كلّه ، وضحّى بالأنفس والأموال وما يمل? من الدنيا، وبكلّ الحيثيات في سبيل الله، فلو ان الله تعالى أعطاه الدنيا والآخرة جميعآ ـوخزائن السموات والأرض وماورائهماـ لم يكن ذل? سوى مجازات له بالمثل ليس غير، أرجو ان لا يكون هذا سوء أدب معه تعالى ـ لأنّه يجب ان يقال ذل? في وليه الإمام الحسين 7، فهذه الفضيلة وهذه المثوبة كلّها، لا قيمة لها بازاء هذا الفعل . ولقد أقسم الإمام الصادق 7 أكثر من مرة ، بأنّه لو لا ما سيكون لذكر عظيم شأن زيارته وفضلها، بل في بعض الأخبار الحث الأكيد على زيارته ، حتّى لو لحق بالزائر ضرر كبير يصلّ إلى القتل ، وذكر أيضآ ثواب ذل? الضرر والقتل للزائر.
ثم قال : فيا أيّها العزيز، كلّ شيء في الوجود من أجلهم ، والوليّ والعد وجلوس على مائدة نعمتهم ، فلا يليق إظهار التعجّب من عظيم هذا الثواب . انتهى كلامه رفع الله مقامه .
10 ـ استقبال الملائكة عند قربه من كربلاء: فلعله عند دنوّ من كربلاء المعلّى مصارع عشّاق الله ـ تستقبله أصناف من الملائكة ، منهم الأربعة الآف الذين جاؤوا
لنصرته يوم عاشوراء، ثمّ أمروا بمجاورة قبره ، ومنهم سبعون ألفاً، ومنهم أعداد اُخر كما ورد وفي الأخبار.
تعليق