شُكرَاً لِشَهادَتِكَ عَلى نَزاهَتي!
صادق مهدي حسن - ناحية الكفللعل هناك الكثير ممن يمقتون من يلتزم جادة الصواب ويعدونه متزمتاً لا رحمة في قلبه، أما من يتساهل في بعض الأمور وإن كان على حساب مخالفة أوامر الله تعالى فهو برأيهم سمِحٌ سخيٌ طيب القلب.. ولعل في هذه القصة لأحد الأصدقاء ما يؤيد ذلك:
بعد أن تم تصحيح دفاتر امتحان الدور الثاني وتدوين الدرجات وفرز النتائج، اتضح احتياج أحد الطلاب (الكسولين) على امتداد العام الدراسي لبضع درجات كي ينجح في الامتحان.. أتصل مدير المدرسة باللجنة الإمتحانية ولجنة المادة لمحاولة تدارك الأمر بأسلوب أو آخر، وبعد نقاش حامي الوطيس، أصرَّ مدرس المادة على موقفه بعدم التلاعب بالدفاتر الإمتحانية والسجلات لحرمة العمل شرعاً وقانوناً وأخلاقاً.. أما عائلة الطالب فثارت ثائرتها، وشنت حملة (وساطات) متعددة الاتجاهات على مدير المدرسة والمدرِّس من أجل إنجاح الطالب بأي أسلوب كان.. أما مدير المدرسة فأبدى لهم عدم ممانعته عن تغيير الدرجة بعد (تعديل) الإجابة في الدفتر الإمتحاني ولكن المدرس أصر على موقفه، وقد أخبر المدير والد الطالب إن أستاذ المادة (صعب المراس) لأبعد الحدود ويرفض الأمر رفضاً مطلقاً وقد عجزت عن إقناعه بالأمر.. علم المدرِّس بكلام المدير عن طريق عائلة الطالب، فعاتب السيدَ المدير قائلاً بنبرة أخوية: لعلك تتفق معي أنَّ ما يجري في المدرسة يجب أن يبقى حبيس أسوارها، فلماذا تخبر الناس بأسرار الدرجات والامتحانات.. أستاذي العزيز؟! فرد المدير بنوع من الحدة: لقد أخبرتهم الحقيقة يا أستاذ.. أنت قاسي القلب ولا تهتم بطلابك، ألست من رفض إضافة الدرجات لابنهم؟!! ابتسم المدرس وقال: نسبة النجاح التي جاوزت 90% خير شاهد على كفاءة الجمع الأكبر من طلابي، والحمد الذي أجرى الحق على لسانك، أنت رائع فعلاً! ولكلامك هذا موضع اعتزاز كبير في قلبي.. لقد مدحتني ورفعت شأني من حيث ذممت نفسك ووضعت من قدرك دون أن تعلم.. أحسنت لاعترافك بعدم مبالاتك بــ ((تزوير)) السجلات والدفاتر الإمتحانية، وشكراً لشهادتك على نزاهتي!
تعليق