🔶🔹🔶🔹🔶🔹🔶🔹🔶
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ رَوى إِسْحَاقُ بْن عَمَّار عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ [1] ( عليه السَّلام ) أنهُ قَالَ :
" كَانَ مَلِكٌ فِي بَنِي إِسْرَائِيلَ وَ كَانَ لَهُ قَاضٍ وَ لِلْقَاضِي أَخٌ وَ كَانَ رَجُلَ صِدْقٍ وَ لَهُ امْرَأَةٌ قَدْ وَلَدَتْهَا الْأَنْبِيَاءُ ، فَأَرَادَ الْمَلِكُ أَنْ يَبْعَثَ رَجُلًا فِي حَاجَةٍ فَقَالَ لِلْقَاضِي :
ابْغِنِي رَجُلًا ثِقَةً .
فَقَالَ : مَا أَعْلَمُ أَحَداً أَوْثَقَ مِنْ أَخِي .
فَدَعَاهُ لِيَبْعَثَهُ فَكَرِهَ ذَلِكَ الرَّجُلُ ، وَ قَالَ لِأَخِيهِ إِنِّي أَكْرَهُ أَنْ أُضَيِّعَ امْرَأَتِي ، فَعَزَمَ عَلَيْهِ فَلَمْ يَجِدْ بُدّاً مِنَ الْخُرُوجِ .
فَقَالَ لِأَخِيهِ : يَا أَخِي إِنِّي لَسْتُ أُخَلِّفُ شَيْئاً أَهَمَّ عَلَيَّ مِنِ امْرَأَتِي فَاخْلُفْنِي فِيهَا وَ تَوَلَّ قَضَاءَ حَاجَتِهَا .
قَالَ : نَعَمْ .
فَخَرَجَ الرَّجُلُ ، وَ قَدْ كَانَتِ الْمَرْأَةُ كَارِهَةً لِخُرُوجِهِ ، فَكَانَ الْقَاضِي يَأْتِيهَا وَ يَسْأَلُهَا عَنْ حَوَائِجِهَا وَ يَقُومُ لَهَا ، فَأَعْجَبَتْهُ فَدَعَاهَا إِلَى نَفْسِهِ ، فَأَبَتْ عَلَيْهِ ، فَحَلَفَ عَلَيْهَا لَئِنْ لَمْ تَفْعَلِي لَنُخْبِرَنَّ الْمَلِكَ أَنَّكِ قَدْ فَجَرْتِ .
فَقَالَتْ : اصْنَعْ مَا بَدَا لَكَ ، لَسْتُ أُجِيبُكَ إِلَى شَيْءٍ مِمَّا طَلَبْتَ .
فَأَتَى الْمَلِكَ فَقَالَ : إِنَّ امْرَأَةَ أَخِي قَدْ فَجَرَتْ وَ قَدْ حَقَّ ذَلِكَ عِنْدِي .
فَقَالَ لَهُ الْمَلِكُ : طَهِّرْهَا .
فَجَاءَ إِلَيْهَا فَقَالَ : إِنَّ الْمَلِكَ قَدْ أَمَرَنِي بِرَجْمِكِ فَمَا تَقُولِينَ ؟ تُجِيبُنِي وَ إِلَّا رَجَمْتُكِ .
فَقَالَتْ : لَسْتُ أُجِيبُكَ فَاصْنَعْ مَا بَدَا لَكَ .
فَأَخْرَجَهَا فَحَفَرَ لَهَا فَرَجَمَهَا وَ مَعَهُ النَّاسُ .
فَلَمَّا ظَنَّ أَنَّهَا قَدْ مَاتَتْ تَرَكَهَا وَ انْصَرَفَ ، وَ جَنَّ بِهَا اللَّيْلُ وَ كَانَ بِهَا رَمَقٌ فَتَحَرَّكَتْ وَ خَرَجَتْ مِنَ الْحَفِيرَةِ .
ثُمَّ مَشَتْ عَلَى وَجْهِهَا حَتَّى خَرَجَتْ مِنَ الْمَدِينَةِ فَانْتَهَتْ إِلَى دَيْرٍ فِيهِ دَيْرَانِيٌّ فَبَاتَتْ عَلَى بَابِ الدَّيْرِ .
فَلَمَّا أَصْبَحَ الدَّيْرَانِيُّ فَتَحَ الْبَابَ وَ رَآهَا ، فَسَأَلَهَا عَنْ قِصَّتِهَا فَخَبَّرَتْهُ ، فَرَحِمَهَا وَ أَدْخَلَهَا الدَّيْرَ ، وَ كَانَ لَهُ ابْنٌ صَغِيرٌ لَمْ يَكُنْ لَهُ ابْنٌ غَيْرُهُ ، وَ كَانَ حَسَنَ الْحَالِ ، فَدَاوَاهَا حَتَّى بَرَأَتْ مِنْ عِلَّتِهَا وَ انْدَمَلَتْ .
ثُمَّ دَفَعَ إِلَيْهَا ابْنَهُ فَكَانَتْ تُرَبِّيهِ .
وَ كَانَ لِلدَّيْرَانِيِّ قَهْرَمَانٌ [2] يَقُومُ بِأَمْرِهِ فَأَعْجَبَتْهُ فَدَعَاهَا إِلَى نَفْسِهِ فَأَبَتْ ، فَجَهَدَ بِهَا فَأَبَتْ .
فَقَالَ : لَئِنْ لَمْ تَفْعَلِي لَأَجْهَدَنَّ فِي قَتْلِكِ .
فَقَالَتْ : اصْنَعْ مَا بَدَا لَكَ .
فَعَمَدَ إِلَى الصَّبِيِّ فَدَقَّ عُنُقَهُ [3] وَ أَتَى الدَّيْرَانِيَّ فَقَالَ لَهُ : عَمَدْتَ إِلَى فَاجِرَةٍ قَدْ فَجَرَتْ فَدَفَعْتَ إِلَيْهَا ابْنَكَ فَقَتَلَتْهُ .
فَجَاءَ الدَّيْرَانِيُّ فَلَمَّا رَآهُ ، قَالَ لَهَا : مَا هَذَا ؟ فَقَدْ تَعْلَمِينَ صَنِيعِي بِكِ ، فَأَخْبَرَتْهُ بِالْقِصَّةِ .
فَقَالَ لَهَا : لَيْسَ تَطِيبُ نَفْسِي أَنْ تَكُونِي عِنْدِي فَاخْرُجِي ، فَأَخْرَجَهَا لَيْلًا ، وَ دَفَعَ إِلَيْهَا عِشْرِينَ دِرْهَماً وَ قَالَ لَهَا تَزَوَّدِي هَذِهِ ، اللَّهُ حَسْبُكِ .
فَخَرَجَتْ لَيْلًا ، فَأَصْبَحَتْ فِي قَرْيَةٍ فَإِذَا فِيهَا مَصْلُوبٌ عَلَى خَشَبَةٍ وَ هُوَ حَيٌّ ، فَسَأَلَتْ عَنْ قِصَّتِهِ ، فَقَالُوا عَلَيْهِ دَيْنٌ عِشْرُونَ دِرْهَماً ، وَ مَنْ كَانَ عَلَيْهِ دَيْنٌ عِنْدَنَا لِصَاحِبِهِ صُلِبَ حَتَّى يُؤَدِّيَ إِلَى صَاحِبِهِ .
فَأَخْرَجَتِ الْعِشْرِينَ دِرْهَماً وَ دَفَعَتْهَا إِلَى غَرِيمِهِ ، وَ قَالَتْ لَا تَقْتُلُوهُ ، فَأَنْزَلُوهُ عَنِ الْخَشَبَةِ .
فَقَالَ لَهَا : مَا أَحَدٌ أَعْظَمَ عَلَيَّ مِنَّةً مِنْكِ نَجَّيْتِنِي مِنَ الصَّلْبِ وَ مِنَ الْمَوْتِ ، فَأَنَا مَعَكِ حَيْثُ مَا ذَهَبْتِ ، فَمَضَى مَعَهَا وَ مَضَتْ حَتَّى انْتَهَيَا إِلَى سَاحِلِ الْبَحْرِ ، فَرَأَى جَمَاعَةً وَ سُفُناً ، فَقَالَ لَهَا اجْلِسِي حَتَّى أَذْهَبَ أَنَا أَعْمَلُ لَهُمْ وَ أَسْتَطْعِمُ وَ آتِيكِ بِهِ .
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــ
~~~~~~~~~~~~~~~~
تعليق