بسم الله الرحمن الرحيم
والصلاة والسلام على أشرف الخلق أجمعين محمد وآله الطيبين الطاهرين
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته...
الكذب
معنى الكذب في اللغة:
لسان العرب: الكَذِبُ نقيضُ الصِّدْقِ كَذَبَ يَكْذِبُ كَذِباً
الراغب: الصدق والكذب أصلهما في القول، ماضيا كان أو مستقبلا، وعدا كان أو غيره، ولا يكونان بالقصد الأول إلا في القول، ولا يكونان في القول إلا في الخبر دون غيره من أصناف الكلام
يقال: رجل كاذب وكذوب وكذبذب وكيذبان. كل ذلك للمبالغة، ويقال: لا مكذوبة، أي: لا أكذبك، وكذبتك حديثا، قال تعالى ((الذين كذبوا الله ورسوله)).وبعيداً عن الدين فهذه الخصلة تعد من الرذائل وإنها من الفواحش بل من المعاصي الكبيرة، فقد حكم عليها العقل بقبحها، ومرتكبها بعيداً عن ثقة الناس، بل هو مهزوز الشخصية وضعيفها.
وأما بنظر الدين فقد توعدّت الآيات الكريمة مرتكبها باللعن والعذاب الأليم فقد قال تعالى
((وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ بِمَا كَانُوا يَكْذِبُونَ))/البقرة 10
((وَالْخَامِسَةُ أَنَّ لَعْنَةَ اللَّهِ عَلَيْهِ إِنْ كَانَ مِنَ الْكَاذِبِينَ))/النور 7
((إِنَّمَا يَفْتَرِي الْكَذِبَ الَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ بِآَيَاتِ اللَّهِ وَأُولَئِكَ هُمُ الْكَاذِبُونَ))/النحل 105 فالذي يكون هكذا لعنه وعذابه من قبل الله فكيف يبقى على هذه الخصلة، ألا يسعى ويجاهد ليخلّص نفسه بأن يترك هذه الرذيلة ويتوب الى الله سبحانه وتعالى.
وهناك من الأحاديث الواردة عن أهل البيت بخصوص هذه الرذيلة مايهتز ويرتعد لها البدن من الرهبة فقد ورد عن أبي جعفر عليه السلام قال: ((إنَّ اللهَ عَزَّ وَجَل جَعَلَ لِلشَّرِّ أقفالاً وَجَعَل مَفاتيحَ تِلْكَ الأقْفالِ الشَّرابَ، وَالكِذْبُ أشَرُّ مِنَ الشَّرَابِ))
أنظر أخي المؤمن كيف عدّها إمامنا عليه السلام هذه المعصية بأنها أشر من الشراب، فكم هو قبيح شرب الخمر، ولاينظر الى مرتكبها سبحانه وتعالى ويحاسبه حساباً شديداً، فما بالك بالكذّاب...
وعن أمير المؤمنين عليه السلام قال: ((لايجد عبد طعم الإيمان حتّى يترك الكذب هزله وجدّه))
هاهو يخرجه أمير المؤمنين عليه السلام من دائرة الايمان، فما الذي يبقى للانسان بعد ذلك، فهل يرجو رحمة ربّه وشفاعة الشافعين بعد ذلك...
وبنفس المعنى جاء على لسان إمامنا الصادق عليه السلام حيث قال: ((إنّ الكذب هو خراب الإيمان))
وقال النبي صلى الله عليه وآله: ((أربا الربا الكذب. وقال رجل له: المؤمن يزني؟ قال: قد يكون ذلك. قال: المؤمن يسرق؟ قال: قد يكون ذلك. قال: يارسول الله، المؤمن يكذب؟ قال: لا، قال الله تعالى: (إنّما يفتري الكذب الّذين لايؤمنون)))
والحديث الآتي هو من أخطر الأحاديث بنظري القاصر لأنه يشمل الكثير منّا...
عن مولانا الباقر عليه السلام قال: ((كان عليّ بن الحسين عليه السلام يقول لولده: إتّقوا الكذب، الصغير منه والكبير، في كلّ جدّ وهزل، فإنّ الرجل إذا كذب في الصغير، إجترأ على الكبير. أما علمتم أنّ رسول الله قال: مايزال العبد يصدق حتّى يكتبه الله صدّيقاً. وما يزال العبد يكذب حتّى يكتبه الله كذّاباً)).
فليراجع كل منّا نفسه، فلا توجد كذبة صغيرة وكبيرة ولا في جدّ وهزل ولا بيضاء وأخرى سوداء، فالكذبة كذبة...
وبعيداً عن ذلك فما رأيكم بالكذب على الأطفال، فهل يدخل في مضمون هذا الحديث أم لا؟ وهل هذا الأمر يعتبر من الأمور المساعدة للاطفال على تعليمهم الكذب؟
فلنحذر أن نقع في هذه المزالق التي أعدها لنا الشيطان من غير أن نعلم !!
فليراجع كل منّا نفسه، فلا توجد كذبة صغيرة وكبيرة ولا في جدّ وهزل ولا بيضاء وأخرى سوداء، فالكذبة كذبة...
وبعيداً عن ذلك فما رأيكم بالكذب على الأطفال، فهل يدخل في مضمون هذا الحديث أم لا؟ وهل هذا الأمر يعتبر من الأمور المساعدة للاطفال على تعليمهم الكذب؟
فلنحذر أن نقع في هذه المزالق التي أعدها لنا الشيطان من غير أن نعلم !!
تعليق