بسم الله الرحمن الرحيم وصلى الله على محمدوآله الطاهرين
كثير هم العلماء الين وقفوا بوجه الانحرافات العقائدية والفكرية ..وكثير هي قصص البطولة والتحدي التي قام بها هولاء المجاهدون الذابون عن الاسلام والمذهب وكثيرة هي التضحيات التي قدموها في سبيل مشروعهم الآلهي ولكن في نفس الوقت كانت التحديات التي تعصف بالمجتمع المسلم كبيرة أيضا ..فقد كان الاسلام يتعرض الى هجمة شرسة أبتداءا من بداية القرن العشرين وسقوط الدولة العثمانية وبداية الاحتلال الغربي للأمة الاسلامية وبداية التبشير للفكر المسيحي وبعدها مجيء قطبين يتصارعان فيما بينهما لقيادة العالم وهما الفكر الرآسمالي من جهة ولنسمه (الجبهة الغربية )لو صح التعبير والفكر الشيوعي من جهة أخرى .ولنسمه(الجبهة الشرقية)وكان كل واحد منهما يحاول بث أفكاره الى جميع المجتمعات ومنها المجتمع المسلم ..فكان الوطن العربي مسرحا للصراع بين هذين القطبين ..وبدأت أفكار كل منهما تتغلغل الى المجتمع المسلم ..وبدأ عاشقوا التغيير واللاهثون وراء المظاهر البراقة الخداعة يتلقفون هذه الافكار ويستقبلونهما دون قيد أوشرط ...فأنتشرت في أوساط أنصاف المتعلمين والباحثين عن الحداثة المزيفة تلك الافكار الغريبة الدخيلة عل المجتمع المسلم سواء كانت شرقية أم غربية ..وأخذت تعصف بالمجتمع المسلم يمينا وشمالا ..وأخذت تلك الافكار تحارب المرتكزات والعادات الاسلامية في المجتمع كالمظاهر الدينية أو الطقوس العبادية أو الحجاب أو الشعائر ..حتى صار البعض ممن تأثر بهذه الافكار يرى المعروف منكرا والمنكر معروفا ..فصار الدين أفيون الشعوب وصار المتدين متخلفا وصار الحجاب قيدا للمرأة أما التحلل والانحراف والسفور فصار عنوان التطور والحضارة ...فأنبرى للوقوف بوجه هذه الافكار الهدامة جمع من العلماء الاعلام ..ولنأخذ مثالا لهم العالم الكبير الشيخ جواد البلاغي قدس سره وهو أستاذ السيد الخوئي قدس سره فقد عاصر هذا الشيخ والعالم الجليل إنهيار الدولة العثمانية وبروز الاستعمار البريطاني والاستعمار الفرنسي وسيطرتهما على المجتمع المسلم والتبشير للفكر المسيحي ..فقام هذا العالم الفذ بدراسة وتعلم ثلاث من اللغات في فترة إستثنائية للإستفادة منها في مشروعه ..وهي اللغة الفارسية واللغة العبرية واللغة الانكليزية..كل هذا من أجل دراسة كتاب الانجيل والتوراة بهذه اللغات (أي من دون ترجمة)ومن ثم الرد على الافكار المسيحية ..فألف كتابين في هذا الخصوص هما (الرحلة المدرسية)و(الهدى الى دين المصطفى)....ثم جاء من بعده العالمان الكبيران السيد محمد باقر الصدر والشهيد المطهري..حيث قام كل منهما بجهود جبارة للرد على الافكار الغربية والشرقية التي غزت المجتمع المسلم فكان نتاج السيد الصدر كتابيه العظيمين(فلسفتنا)و(أقتصادنا)..الذين رد فيهما على كلا المدرستين وهدم فيهما تلك الافكار الفاسدة والدخيلة على المجتمع والتي لاتتماشى ومجتمعنا المسلم وموروثنا الاسلامي والحضاري ..أما الشهيد المطهري قدس سره فكان نتاجه كتابين أيضا هما ...(نقد الماركسية)و(الفكر الاسلامي)..هذا كله بعد أن قاما بدراسة موضوعية وتحليلية شاملة للنظريات الاقتصادية والفلسفية لهاتين المدرستين ...والاحاطة بجميع هذه النظريات وتفنيدها وهو ليس بالامر اليسير إذ لكل من هاتين المدرستين النظريات الخاصة التي درست وقننت من قبل علماء كل من هاتين المدرستين بل مرت هذه النظريات بأطر متعددة حتى صارت الى ماهي عليه من المتانة والقوة ...لكن هذين العالمين..فندا هذه النظريات وأثبتا فشلهما ..فلله درهم من علماء ولله درهم من حماة للدين ولله درهم من رجال صدقوا ماعاهدوا الله عليه..
تعليق