بسم الله الرحمن الرحيم
شهادة الزهراء ( عليها السلام )
عن الإمام الرضا ( عليه السلام ) قال : ( إن فاطمة صديقة شهيدة ) .
في هذا اليوم الثلاثاء ( 3 جمادي الثانية ) سنة ( 11 هـ ) شهادة سيدة النساء فاطمة بنت رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) ( بناء على رواية أنها ( عليها السلام ) توفيت بعد أبيها ( صلى الله عليه وآله وسلم ) بخمس وتسعين يوماً ) .
وكان سبب وفاتها ( عليها السلام ) أن قنفذاً مولى عمر لكزها بنعل السيف بأمره ، فأسقطت محسناً ، ومرضت من ذلك مرضا شديداً ، ولم تدع أحداً من آذاها يدخل عليها .
وكان الرجلان من أصحاب النبي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) سألا أمير المؤمنين ( عليه السلام ) أن يشفع لهما إليهما ، فسألها أمير المؤمنين ( عليه السلام ) فأجابت ، فلما دخلا عليها قال لها : كيف أنت يا بنت رسول الله ؟
قالت : بخير بحمد الله .
ثم قال لهما : ما سمعتما النبي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) يقول : ( فاطمة بضعة مني ، فمن آذاها فقد آذاني ، ومن آذاني فقد آذى الله ) ؟ قالا : بلى .
قالت : فو الله ، لقد آذيتماني . . .
وكان أبو بكر تفقد قوماً تخلوا عن بيعته عند عليّ ( عليه السلام ) ، فبعث إليهم عمر فجاء ، فناداهم وهم في دار عليّ ، فأبوا أن يخرجوا ، فدعا بالحطب وقال :
والذي نفس عمر بيده لتخرجنّ أو لأحرقنها على ما فيها ، فقيل له : يا أبا حفص ، أن فيها فاطمة ؟ فقال : وإن ، فخرجوا وبايعوا ألا علياً فإنه قال : حلفت أن لا أخرج ولا أضع ثوبي على عاتقي حتّى أجمع القرآن ، فوقفت فاطمة على بابها ، فقالت : لا عهد لي بقوم أسوأ محضراً منكم ، تركتم رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) جنازة بين أيدينا وقطعتم أمركم بينكم ولم تستأمرونا ولم تردوا لنا حقاً .
فأتى عمر أبي بكر فقال له : ألا تأخذ هذا المتخلف عنك بالبيعة ؟ فقال أبو بكر لقنفذ ـ وهو مولى له : اذهب فادع لي عليّاً . . . فجاء قنفذ فأدى ما أمر به ، فرفع على صوته فقال : سبحان الله ؟ لقد ادعى ما ليس له ، فرجع قنفذ فأبلغ الرسالة ، . . . ثم قام عمر فمشى معه جماعة حتّى أتوا باب فاطمة فدقوا الباب ، فلما سمعت أصواتهم نادت بأعلى صوتها : يا أبت يا رسول الله ما لقينتا بعدك من ابن الخطاب وابن أبي قحافة . . . الخ .
وروي أن فاطمة ( عليها السلام ) لا زالت بعد النبي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) معصبة الرأس ، ناحلة الجسم ، منهدة الركن من المصيبة بموت النبي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) ، وهي مغمومة محزونة مكروبة كثيبة حزينة باكية العين محترقة القلب يغشى عليها ساعة بعد ساعة ، وحين تذكره وتذكر الساعات التي كان يدخل عليها فيعظم حزنها . . . ثم مرضت مرضاً شديداً . . . إلى أن توفيت صلوات الله عليها .
وتولى أمير المؤمنين ( عليه السلام ) غسلها ودفنها ليلاً بالبقيع ، وقيل غير ذلك ، ولم يؤذن بها أبو بكر ، وكانت مهاجرة له منذ طالبته بإثرها من أبيها ( صلى الله عليه وآله وسلم ) من فدك وغيرها ، ومن كان بينها من النزاع في ذلك أن ماتت . . .
ولم يحضر دفها ( عليه السلام ) إلا عدة قليلة من الصحابة ، ففي تاريخ الطبري أن فاطمة دفنت ليلاً ولم يحضرها إلا العباس وعليّ والمقداد والزبير ، في رواياتنا أنه صلى عليها أمير المؤمنين والحسن والحسين وعقيل وسلمان وأبو ذر والمقداد وعمار وبريدة ، وفي رواية : والعباس وأبنه الفضل ، وفي رواية : وحذيفة وابن مسعود .
وأصبح أهل المدينة يريدون حضور جنازتها وأبو بكر وعمر كذلك ، . . . فقال علي ( عليه السلام ) : قد و الله دفنتها ، قالا : فما حملك على أن دفنتها ولم تعلمنا بموتها ؟ قال : هي أمرتني ، فقال عمر : والله لقد ههمت بنبشها والصلاة عليها ، فقال علي ( عليه السلام ) : أما والله ما دام قلبي بين جوانحي وذو الفقار في يدي لا تصل إلى نبشها ، فأنت أعلم ، فقال أبو بكر : اذهب فإنه أحقّ بها منا ، وانصرف الناس .
وسُئل أمير المؤمنين ( عليه السلام ) عن دفنها ليلاً ، فقال : إنها كانت ساخطة على قوم كرهت حضورهم جنازتها ، وحرام على من يتولاهم من يصل على أحد من ولدها .
ورى أيضاً أن المسلمين جاءوا الى البقيع ، فوجدوا فيه أربعين قبراً ، فأشكل عليهم قبرها من سائر القبور ، فضج الناس ولا بعضهم بعضاً ، وقالوا :
لم يخلف نبيكم فيكم إلا بنتاً واحدة ، تموت وتدفن ولم تحضروا وفاتها ولا دفنها ولا الصلاة عليها ! بل ولم تعرفوا قبرها ! الأقوال في مدة حياتها ( عليها السلام ) بعد أبيها رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) :
1 ـ أربعون يوماً ( 8 ربيع الثاني ) .
2 ـ خمسون وأربعون يوماً ( 13 ربيع الثاني ) .
3 ـ ستون يوماً .
4 ـ أثنان وسبعون يوماً .
5 ـ خمس وسبعون يوماً .
6 ـ تسعون يوماً .
7 ـ خمس وتسعون يوماً ( 3 جمادي الآخر ) .
8 ـ مائة يوم ( 8 جمادي الآخر ) .
9 ـ مائة واثنين عشر يوماً ( 20 جمادي الآخر ) .
10 ـ أربعون شهر .
11 ـ 21 رجب .
12 ـ 25 رجب .
13 ـ 3 رمضان .
14 ـ ثمانية أشهر .
عن الإمام الرضا ( عليه السلام ) قال : ( إن فاطمة صديقة شهيدة ) .
في هذا اليوم الثلاثاء ( 3 جمادي الثانية ) سنة ( 11 هـ ) شهادة سيدة النساء فاطمة بنت رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) ( بناء على رواية أنها ( عليها السلام ) توفيت بعد أبيها ( صلى الله عليه وآله وسلم ) بخمس وتسعين يوماً ) .
وكان سبب وفاتها ( عليها السلام ) أن قنفذاً مولى عمر لكزها بنعل السيف بأمره ، فأسقطت محسناً ، ومرضت من ذلك مرضا شديداً ، ولم تدع أحداً من آذاها يدخل عليها .
وكان الرجلان من أصحاب النبي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) سألا أمير المؤمنين ( عليه السلام ) أن يشفع لهما إليهما ، فسألها أمير المؤمنين ( عليه السلام ) فأجابت ، فلما دخلا عليها قال لها : كيف أنت يا بنت رسول الله ؟
قالت : بخير بحمد الله .
ثم قال لهما : ما سمعتما النبي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) يقول : ( فاطمة بضعة مني ، فمن آذاها فقد آذاني ، ومن آذاني فقد آذى الله ) ؟ قالا : بلى .
قالت : فو الله ، لقد آذيتماني . . .
وكان أبو بكر تفقد قوماً تخلوا عن بيعته عند عليّ ( عليه السلام ) ، فبعث إليهم عمر فجاء ، فناداهم وهم في دار عليّ ، فأبوا أن يخرجوا ، فدعا بالحطب وقال :
والذي نفس عمر بيده لتخرجنّ أو لأحرقنها على ما فيها ، فقيل له : يا أبا حفص ، أن فيها فاطمة ؟ فقال : وإن ، فخرجوا وبايعوا ألا علياً فإنه قال : حلفت أن لا أخرج ولا أضع ثوبي على عاتقي حتّى أجمع القرآن ، فوقفت فاطمة على بابها ، فقالت : لا عهد لي بقوم أسوأ محضراً منكم ، تركتم رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) جنازة بين أيدينا وقطعتم أمركم بينكم ولم تستأمرونا ولم تردوا لنا حقاً .
فأتى عمر أبي بكر فقال له : ألا تأخذ هذا المتخلف عنك بالبيعة ؟ فقال أبو بكر لقنفذ ـ وهو مولى له : اذهب فادع لي عليّاً . . . فجاء قنفذ فأدى ما أمر به ، فرفع على صوته فقال : سبحان الله ؟ لقد ادعى ما ليس له ، فرجع قنفذ فأبلغ الرسالة ، . . . ثم قام عمر فمشى معه جماعة حتّى أتوا باب فاطمة فدقوا الباب ، فلما سمعت أصواتهم نادت بأعلى صوتها : يا أبت يا رسول الله ما لقينتا بعدك من ابن الخطاب وابن أبي قحافة . . . الخ .
وروي أن فاطمة ( عليها السلام ) لا زالت بعد النبي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) معصبة الرأس ، ناحلة الجسم ، منهدة الركن من المصيبة بموت النبي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) ، وهي مغمومة محزونة مكروبة كثيبة حزينة باكية العين محترقة القلب يغشى عليها ساعة بعد ساعة ، وحين تذكره وتذكر الساعات التي كان يدخل عليها فيعظم حزنها . . . ثم مرضت مرضاً شديداً . . . إلى أن توفيت صلوات الله عليها .
وتولى أمير المؤمنين ( عليه السلام ) غسلها ودفنها ليلاً بالبقيع ، وقيل غير ذلك ، ولم يؤذن بها أبو بكر ، وكانت مهاجرة له منذ طالبته بإثرها من أبيها ( صلى الله عليه وآله وسلم ) من فدك وغيرها ، ومن كان بينها من النزاع في ذلك أن ماتت . . .
ولم يحضر دفها ( عليه السلام ) إلا عدة قليلة من الصحابة ، ففي تاريخ الطبري أن فاطمة دفنت ليلاً ولم يحضرها إلا العباس وعليّ والمقداد والزبير ، في رواياتنا أنه صلى عليها أمير المؤمنين والحسن والحسين وعقيل وسلمان وأبو ذر والمقداد وعمار وبريدة ، وفي رواية : والعباس وأبنه الفضل ، وفي رواية : وحذيفة وابن مسعود .
وأصبح أهل المدينة يريدون حضور جنازتها وأبو بكر وعمر كذلك ، . . . فقال علي ( عليه السلام ) : قد و الله دفنتها ، قالا : فما حملك على أن دفنتها ولم تعلمنا بموتها ؟ قال : هي أمرتني ، فقال عمر : والله لقد ههمت بنبشها والصلاة عليها ، فقال علي ( عليه السلام ) : أما والله ما دام قلبي بين جوانحي وذو الفقار في يدي لا تصل إلى نبشها ، فأنت أعلم ، فقال أبو بكر : اذهب فإنه أحقّ بها منا ، وانصرف الناس .
وسُئل أمير المؤمنين ( عليه السلام ) عن دفنها ليلاً ، فقال : إنها كانت ساخطة على قوم كرهت حضورهم جنازتها ، وحرام على من يتولاهم من يصل على أحد من ولدها .
ورى أيضاً أن المسلمين جاءوا الى البقيع ، فوجدوا فيه أربعين قبراً ، فأشكل عليهم قبرها من سائر القبور ، فضج الناس ولا بعضهم بعضاً ، وقالوا :
لم يخلف نبيكم فيكم إلا بنتاً واحدة ، تموت وتدفن ولم تحضروا وفاتها ولا دفنها ولا الصلاة عليها ! بل ولم تعرفوا قبرها ! الأقوال في مدة حياتها ( عليها السلام ) بعد أبيها رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) :
1 ـ أربعون يوماً ( 8 ربيع الثاني ) .
2 ـ خمسون وأربعون يوماً ( 13 ربيع الثاني ) .
3 ـ ستون يوماً .
4 ـ أثنان وسبعون يوماً .
5 ـ خمس وسبعون يوماً .
6 ـ تسعون يوماً .
7 ـ خمس وتسعون يوماً ( 3 جمادي الآخر ) .
8 ـ مائة يوم ( 8 جمادي الآخر ) .
9 ـ مائة واثنين عشر يوماً ( 20 جمادي الآخر ) .
10 ـ أربعون شهر .
11 ـ 21 رجب .
12 ـ 25 رجب .
13 ـ 3 رمضان .
14 ـ ثمانية أشهر .
المصادر التي روت الشهادة الصديقة الطاهرة ( عليها السلام ) وكيفيتها والحوادث المتعلقة :
1 ـ حول حرق باب الدار يراجع المصار التالية :
كتاب سليم بن قيس : 150 ، 387 ، 483 ، بحار الأنوار : 28 / 269 ، 299 ، و 43 / 197 ، مؤتمر علماء بغداد : 135 ـ 137 ، بيت الأحزان : 109 ، إثبات الوصية : 134 ، حلية الأبرار : 2 / 652 أمالي الصدوق : 176 ، إثباة الهداة : 1 / 280 و 281 ، بحار الأنوار : 28 / 269 ، 297 و 79 / 200 ، عوالم : 11 / 400 ـ 404 ، فرائد السمطين : 2 / 34 ، البلد الأمين : 551 ، بيت الأحزان : 155 ، كتاب سليم بن قيس : 150 ، 387 ، 483 ، تفسير البرهان : 2 / 434 ، حلية الأبرار : 2 / 652 ، إرشاد القلوب : 295 ، المحتضر : 109 .
3 ـ حول شهادة المحسن بن علي ( عليه السلام ) يراجع المصادر التالية :
الصراط المستقيم : 3 / 12 ، المحتضر : 40 بحار الأنوار : 28 / 308 ، و 30 / 349 ، و 34 / 170 ، إثبات الوصية : 143 ، فرائد السمطين : 2 / 34 ، الاختصاص : 185 ، بيت الأحزان 195 .
4 ـ في أنها ( عليها السلام ) ماتت شهيدة ولم يكن موتها موتاً طبيعياً .
في حديث الإمام الرضا ( عليه السلام ) : ( أن فاطمة صديقة شهيدة ) دلالة واضحة على شهادتها ( عليها السلام ) ، وإنها لم تمت وموتاً طبيعياً .
راجع أيضاً :
المقنعة : 459 ، المزار للمفيد : 179 ، مصباح المتهجد : 711 ، مزار المشهدي : 80 ، من لا يحضره الفقيه : 2 / 573 ، تهذيب الأحكام : 6 / 10 ، مناقب آل أبي طالب : 3 / 133 ، إقبال الأعمال : 3 / 164 ، بحار الأنوار : ج 25 / 373 ، ج 28 / 261 ، 268 ، 270 ج 29 / 192 ، ج 43 / 170 ، 197 ، 200 ، ج 53 / 23 ، ج 97 / 197 ، جامع أحاديث الشيعة : 12 / 264 .
1 ـ حول حرق باب الدار يراجع المصار التالية :
كتاب سليم بن قيس : 150 ، 387 ، 483 ، بحار الأنوار : 28 / 269 ، 299 ، و 43 / 197 ، مؤتمر علماء بغداد : 135 ـ 137 ، بيت الأحزان : 109 ، إثبات الوصية : 134 ، حلية الأبرار : 2 / 652 أمالي الصدوق : 176 ، إثباة الهداة : 1 / 280 و 281 ، بحار الأنوار : 28 / 269 ، 297 و 79 / 200 ، عوالم : 11 / 400 ـ 404 ، فرائد السمطين : 2 / 34 ، البلد الأمين : 551 ، بيت الأحزان : 155 ، كتاب سليم بن قيس : 150 ، 387 ، 483 ، تفسير البرهان : 2 / 434 ، حلية الأبرار : 2 / 652 ، إرشاد القلوب : 295 ، المحتضر : 109 .
3 ـ حول شهادة المحسن بن علي ( عليه السلام ) يراجع المصادر التالية :
الصراط المستقيم : 3 / 12 ، المحتضر : 40 بحار الأنوار : 28 / 308 ، و 30 / 349 ، و 34 / 170 ، إثبات الوصية : 143 ، فرائد السمطين : 2 / 34 ، الاختصاص : 185 ، بيت الأحزان 195 .
4 ـ في أنها ( عليها السلام ) ماتت شهيدة ولم يكن موتها موتاً طبيعياً .
في حديث الإمام الرضا ( عليه السلام ) : ( أن فاطمة صديقة شهيدة ) دلالة واضحة على شهادتها ( عليها السلام ) ، وإنها لم تمت وموتاً طبيعياً .
راجع أيضاً :
المقنعة : 459 ، المزار للمفيد : 179 ، مصباح المتهجد : 711 ، مزار المشهدي : 80 ، من لا يحضره الفقيه : 2 / 573 ، تهذيب الأحكام : 6 / 10 ، مناقب آل أبي طالب : 3 / 133 ، إقبال الأعمال : 3 / 164 ، بحار الأنوار : ج 25 / 373 ، ج 28 / 261 ، 268 ، 270 ج 29 / 192 ، ج 43 / 170 ، 197 ، 200 ، ج 53 / 23 ، ج 97 / 197 ، جامع أحاديث الشيعة : 12 / 264 .
تعليق