بسم الله الرحمن الرحيم
وبه تعالى نستعين والصلاة والسلام على محمد وآله الطاهرين
وبعد :
في هذا الموضوع أحب يبين جانب من جوانب مظلومية امير المؤمنين عليه السلام
وكل هذا الظلامات التي تجرعها امير المؤمنين بسبب الذين ارتدوا على اعقابهم وباعوا الاخرة بدنياهم وذلك بسبب الضغائن التي في صدورهم على الحق واهله
بدليل ماورد عن رسول الله (صلى الله عليه واله ) حينما وقف فوقفنا، فوضع رأسه على رأس عليّ وبكى، فقال عليّ: ما يبكيك يا رسول الله؟
قال: ضغائن في صدور قوم لا يبدونها لك حتّى يفقدوني.
وهذا الحديث صحيح عند القوم
ثم نجيب على السؤال في عنوان الموضوع
لقدَ فعل أمير المؤمنين عليه السلام كما فعل نبي الله هارون عليه السلام
بعد أن تحول بنو اسرائيل الى عبادة عجل السامري، حيثُ قام بالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر في أمةٍ لم تكتفي بترك وصي موسى عليه السلام بل اتخذت العجل رباً
(فَأَخْرَجَ لَهُمْ عِجْلا جَسَدًا لَهُ خُوَارٌ فَقَالُوا هَذَا إِلَهُكُمْ وَإِلَهُ مُوسَى فَنَسِيَ)،
ورغم انحراف الامة الخطير الا أن دور الوصي هو اعادة توجية المسار مع حفظ الجماعة الصالحه مهما قلّ عددها (وَلَقَدْ قَالَ لَهُمْ هَارُونُ مِن قَبْلُ يَا قَوْمِ إِنَّمَا فُتِنتُم بِهِ وَإِنَّ رَبَّكُمُ الرَّحْمَنُ فَاتَّبِعُونِي وَأَطِيعُوا أَمْرِي)، وهذا نفس ما فعلهُ أبوالحسن رغم ان ردة الامة كان ردة كانت ردةً عن وصية رسول الله لا أنهم أشركوا بالله كما فعل بنو اسرائيل. وقد توافق موقف الامام علي عليه السلام مع وصية رسول الله بحفظ الدين مثل نبي الله هارون الذي بقي في أمةٍ منحرفة أشركت بالله تعالى امتثالاً لأمر نبي الله موسى عليه السلام (قَالَ يَا ابْنَ أُمَّ لا تَأْخُذْ بِلِحْيَتِي وَلا بِرَأْسِي إِنِّي خَشِيتُ أَن تَقُولَ فَرَّقْتَ بَيْنَ بَنِي إِسْرَائِيلَ وَلَمْ تَرْقُبْ قَوْلِي) حيثُ كانت الوصية بالحفاظ على وحدةِ بني اسرائيل وعدم تمزيقها،وكذلك فعل على أمير المؤمنين عليه السلام .
تعليق