رُؤَيَةٌ قَيِّمَةٌ في اختيارِ الإمَام عَليٍّ,عليه السَلامُ,لِلسَيِّدَةِ فَاطِمَة(أُم البَنين) رِضوَانُ اللهِ عَليهَا:
__________________________________________________
إنَّ اختيارَ الإمَام عَلِيٍّ , عَليه السَلامُ, لِلسَيِّدَةِ الجَليلَةِ ,فَاطِمَة بنت حزام الكِلابيّة ,أُم البَنين ,
إنَّمَا جَاءَ مُطَابِقَاً لِلمَعَاييرِ الشَرعيّةِ والأخلاقيّةِ , والاجتمَاعيّةِ القَويمَةِ واستِشرَافِ المُستَقبَلِ,
ومِن حَيث أهَميَّةِ شَرَافَةِ النَسَبِ وطَهَارَةِ المَولِدِ, و الإيمَانِ والمَعرِفَةِ و العِلْمِ ,
وتَوافِرِ المُواصَفَاتِ الصَالِحَةِ فيها,فَضَلاً عَن مُرَاعَاةِ الجَوَانِبِ الأخرى المَطلُوبةِ في آبَائِهَا
,كالشَجَاعَةِ والكَرَمِ والعِزّةِ وغيرها, وبالفِعْلِ كَانَ الاختيَارُ مُوَفَقَاً ومُنتِجَاً ,.
إذ أسفَرَ هَذا الاختيَارُ عَن وَجهٍ مُشرِقٍ وخَالدٍ فِي التَاريخِ ,
تَجَلّى فِي شَخصيّةِ سَيّدَنَا العَبّاسِ, عَليه السَلامُ, وإخوتِه في واقعةِ الطّفِ,وشَهادَتِهم بين يَدي إمَامِهم المَعصوم,
الإمَام الحُسَينِ , عَليه السَلامُ, .
الإمَام الحُسَينِ , عَليه السَلامُ, .
( عَن أبي عبدِ اللهِ الإمَامِ الصَادِقِ ,عَليه السَلامُ, أنّه قَالَ :كَانَ عَمُنَا العَبّاس بن عَلي ,
نَافِذَ البَصيرَةِ ، صُلْبَ الايمَانِ,جَاهَدَ مع أبي عبدِ اللهِ, وأبلَى بَلاءً حَسَنَا ومَضَى شَهيداً )
: مَقتلُ الحُسَين , أبو مُخنِف الأزدي,ص176.
وقَد عُرِفَ آباءُ أُم البَنين ,بنو كِلاب بأنَّهُم فُرسَانُ العَربِ, واشتهروا بالزَعَامَةِ والمَجْدِ ,وهُم الذين قَالَ عنهم عَقيلُ بن أبي طالبٍ :
( لَيسَ فِي العَربِ أشجَع مِن آبائِهَا ولا أفرَسُ,ورُويَ أنَّ أميرَ المُؤمنين عَليّاً,عَليه السَلامُ
, قَالَ لأخيه عَقيل: وكَانَ نَسَابَةً ,عَالِمَاً بأنسابِ العَربِ وأخبَارِهم:
انظرْ ليَّ امرأةً قد وَلَدَتهَا الفُحولةُ مِن العَربِ لأتزوجَهَا, فَتَلِد لِيّ غُلامَاً فَارِسَاً ,
فَقالَ لَه : تَزوجْ أمَّ البنين الكِلابيّةِ , فَإنَّه ليس في العَربِ أشجَع مِن آبائِهَا فَتزَوَجَهَا )
:أعيان الشيعة, السيد محسن الأمين , ج 8, ص 389.
وهُنَا تَنبَلِجُ رُؤيةٌ مُهمّةٌ جِدَاً فِي ضَرورَةِ إتقانِ الاختيارِ للزوجةِ الصَالِحَةِ, ومَا يَنبَغي أنْ تَكونَ عليه مِن صِفَاتٍ نَفسيّةٍ ونَسبيةٍ
واجتماعيّةٍ وأخلاقيّةٍ, لَهَا الأثَرُ الكَبيرُ في تَكوينِ الأسرَةِ الصَالِحَةِ ,وإعدادِ الرِجَالِ الأشدّاءِ في الإيمَانِ والبَصيرَةِ والعَمَلِ الصَالِحِ
والمَوقِفِ ,والسُلُوكِ الحَقِّ.
واجتماعيّةٍ وأخلاقيّةٍ, لَهَا الأثَرُ الكَبيرُ في تَكوينِ الأسرَةِ الصَالِحَةِ ,وإعدادِ الرِجَالِ الأشدّاءِ في الإيمَانِ والبَصيرَةِ والعَمَلِ الصَالِحِ
والمَوقِفِ ,والسُلُوكِ الحَقِّ.
,ولِلمُحَقِقِ السَيّد جَعفر مرتضى العاملي تَعليقٌ قيّمٌ في هَذا البابِ :نَصّه :
(قالوا : إنَّ علياً , عَليه السَلامُ , قَالَ لِعَقيل :انظُرْ إلى امرَأةٍ قد وَلَدَتْهَا الفُحولُ ، لأتزوجها فَتَلِد لِيّ غُلاماً فَارِسَاً .
فَقَال له : تَزَوجْ أمَّ البنين الكلابيّةِ ، فِإنّه ليس في العَربِ أشجَع مِن آبائِهَا ,
ونُلاحِظُ هُنَا : أنَّ عَليّاً , عَليه السَلامُ ,لم يَكن بحاجةٍ إلى عِلْمِ عَقيلٍ , رِحِمَه اللهُ، ولا إلى عِلْمِ غيره بأنسَابِ وأحوالِ العَربِ ،
إلاّ أنْ يَكونَ المَقصودُ هو تَعريفَ النّاسِ بِمَقَامِ تِلكَ الصَفوَةِ التي سَيكونُ لها النَصيبَ الأوفَرَ فِي نصرَةِ
إلاّ أنْ يَكونَ المَقصودُ هو تَعريفَ النّاسِ بِمَقَامِ تِلكَ الصَفوَةِ التي سَيكونُ لها النَصيبَ الأوفَرَ فِي نصرَةِ
الإمَامِ الحُسَين , عَليه السَلامُ , فِي كَربَلاء , وأنَّ ذلك بِمَثَابةِ إخبارٍ غيبي عَن ولادةِ هؤلاءِ الصَفوَةِ ،
وعن المَهمّاتِ الجِسَامِ , التي سَوفَ يَضطّلعونَ بها ، في نصرةِ هَذا الدِّينِ ,
وفيه إشَارَةُ إلَى أنَّ التَهيؤَ لهذه المَواقِفِ والتضحياتِ , قَد بَدَأ قَبل ولادَةِ يَزيد وابن زيادٍ ,)
وفيه إشَارَةُ إلَى أنَّ التَهيؤَ لهذه المَواقِفِ والتضحياتِ , قَد بَدَأ قَبل ولادَةِ يَزيد وابن زيادٍ ,)
:الصَحيحُ مِن سيرةِ الإمَامِ عَلي,عليه السَلامُ,السيد جعفر مرتضى العاملي,ج1,ص267.
وعَلى أسَاسِ مَا تَقَدّمَ يَنبغي مُرَاعَاةُ حُسْنِ اختيَارِ الزَوجَةِ الصَالِحَةِ والمُؤمِنَةِ ,
والتي مِن خِلالِهَا تَتَشَكّلُ البُنَى القَويمَةُ فِي المُجتمعِ, أفرادَاً ومَنهجَاً وفِكْرَاً ومَوقِفَا ,
لِيَتَكَفّل ذلك بِحفِظِ العَقيدَةِ ونِظَامِهَا فِي التَعَايشِ والمَصيرِ.
_______________________________________________
- مُرتَضى عَلي الحِلّي - النَجَفُ الأشرَفُ -
_______________________________________________
تعليق