بسم الله الرحمن الرحيم
والصلاة والسلام على محمد وآله الطاهرين واللعن الدائم على
أعداهم ،
ومخالفيهم ، ومعانديهم ، وظالميهم ، ومنكري فضائلهم ومناقبهم ،
ومدّعي مقامهم ومراتبهم ،
من الأولين والأخرين أجمعين إلى يوم الدين وبعد :
هذه شروط الإمام الرضا عليه السلام لقبول ولاية العهد
عن أبي الصلت الهروي قال إن المأمون قال للرضا علي بن موسى عليه السلام، يا بن رسول الله قد عرفت فضلك وعلمك وزهدك و ورعك وعبادتك أراك أحق بالخلافة مني.
فقال الرضا عليه السلام بالعبودية لله عز وجل أفتخر وبالزهد في الدنيا أرجو النجاة من شر الدنيا وبالورع عن المحارم أرجو الفوز بالمغانم، وبالتواضع في الدينا أرجو الرفعة عند الله عزوجل
فقال له المأمون إني قد رأيت أن أعزل نفسي عن الخلافة و أجعلها لك وأبايعك.
فقال له الرضا إن كانت هذه الخلافة لك وجعلها الله لك فلا يجوز لك أن تخلع لباسا ألبسكه الله وتجعله لغيرك وإن كانت الخلافة ليست لك فلا يجوز لك أن تجعل لي ما ليس لك
فقال له المأمون يا بن رسول الله لابد لك من قبول هذا الأمر
فقال: لست أفعل ذلك طايعا أبدا
فما زال يجهد به أياما حتى يئس من قبوله
فقال له فإن لم تقبل الخلافة ولم تحب مبايعتي لك فكن ولي عهدي لتكون لك الخلافة بعدي.
فقال الرضا عليه السلام والله لقد حدثني أبي عن آبائه عن أمير المؤمنين عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أني أخرج من الدنيا قبلك مقتولا بالسم مظلوماتبكى علي ملائكة السماء وملائكة الأرض وأدفن في أرض غربة إلى جنب هرون الرشيد فبكى
المأمون ثم قال له يا بن رسول الله ومن الذي يقتلك أو يقدر على الإساءة إليك وأنا حي.
قال الرضا عليه السلام أما إني لو أشاء أن أقول من الذي يقتلني لقلت
فقال المأمون يا بن رسول الله إنما تريد بقولك هذا التخفيف عن نفسك ودفع هذا الأمر عنك ليقول الناس إنك زاهد في الدنيا
فقال الرضا عليه السلام: والله ما كذبت منذ خلقني ربي عز و جل وما زهدت في الدنيا للدنيا وإني لأعلم ما تريد قال المأمون:
وما أريد.
قال الأمان على الصدق
قال لك الأمان
قال تريد بذلك أن يقول الناس إن علي بن موسى الرضا لم يزهد في الدنيا بل زهدت الدنيا فيه ألا ترون كيف قبل ولاية العهد طمعا في الخلافة فغضب
المأمون ثم قال إنك تتلقاني أبدا بما أكرهه وقد أمنت سطوتي فبا الله اقسم لئن قبلت ولاية العهد وإلا أجبرتك على ذلك فإن فعلت
وإلا ضربت عنقك.
فقال الرضا عليه السلام، قد نهاني الله عز وجل أن ألقى بيدي إلى التهلكة فإن كان الأمر على هذا فافعل ما بدالك وأنا أقبل ذلك على أن لا أولي أحدا ولا أعزل أحدا ولا أنقض رسما ولا سنة وأكون في الأمر بعيدا مشيرا
فرضي منه بذلك وجعله ولي عهده على كراهة منه عليه السلام لذلك .
المصادر
مسند الإمام الرضا عليه السلام : ج 1 ص 66 ،
البحار ج 49 ص 129 .
والصلاة والسلام على محمد وآله الطاهرين واللعن الدائم على
أعداهم ،
ومخالفيهم ، ومعانديهم ، وظالميهم ، ومنكري فضائلهم ومناقبهم ،
ومدّعي مقامهم ومراتبهم ،
من الأولين والأخرين أجمعين إلى يوم الدين وبعد :
هذه شروط الإمام الرضا عليه السلام لقبول ولاية العهد
عن أبي الصلت الهروي قال إن المأمون قال للرضا علي بن موسى عليه السلام، يا بن رسول الله قد عرفت فضلك وعلمك وزهدك و ورعك وعبادتك أراك أحق بالخلافة مني.
فقال الرضا عليه السلام بالعبودية لله عز وجل أفتخر وبالزهد في الدنيا أرجو النجاة من شر الدنيا وبالورع عن المحارم أرجو الفوز بالمغانم، وبالتواضع في الدينا أرجو الرفعة عند الله عزوجل
فقال له المأمون إني قد رأيت أن أعزل نفسي عن الخلافة و أجعلها لك وأبايعك.
فقال له الرضا إن كانت هذه الخلافة لك وجعلها الله لك فلا يجوز لك أن تخلع لباسا ألبسكه الله وتجعله لغيرك وإن كانت الخلافة ليست لك فلا يجوز لك أن تجعل لي ما ليس لك
فقال له المأمون يا بن رسول الله لابد لك من قبول هذا الأمر
فقال: لست أفعل ذلك طايعا أبدا
فما زال يجهد به أياما حتى يئس من قبوله
فقال له فإن لم تقبل الخلافة ولم تحب مبايعتي لك فكن ولي عهدي لتكون لك الخلافة بعدي.
فقال الرضا عليه السلام والله لقد حدثني أبي عن آبائه عن أمير المؤمنين عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أني أخرج من الدنيا قبلك مقتولا بالسم مظلوماتبكى علي ملائكة السماء وملائكة الأرض وأدفن في أرض غربة إلى جنب هرون الرشيد فبكى
المأمون ثم قال له يا بن رسول الله ومن الذي يقتلك أو يقدر على الإساءة إليك وأنا حي.
قال الرضا عليه السلام أما إني لو أشاء أن أقول من الذي يقتلني لقلت
فقال المأمون يا بن رسول الله إنما تريد بقولك هذا التخفيف عن نفسك ودفع هذا الأمر عنك ليقول الناس إنك زاهد في الدنيا
فقال الرضا عليه السلام: والله ما كذبت منذ خلقني ربي عز و جل وما زهدت في الدنيا للدنيا وإني لأعلم ما تريد قال المأمون:
وما أريد.
قال الأمان على الصدق
قال لك الأمان
قال تريد بذلك أن يقول الناس إن علي بن موسى الرضا لم يزهد في الدنيا بل زهدت الدنيا فيه ألا ترون كيف قبل ولاية العهد طمعا في الخلافة فغضب
المأمون ثم قال إنك تتلقاني أبدا بما أكرهه وقد أمنت سطوتي فبا الله اقسم لئن قبلت ولاية العهد وإلا أجبرتك على ذلك فإن فعلت
وإلا ضربت عنقك.
فقال الرضا عليه السلام، قد نهاني الله عز وجل أن ألقى بيدي إلى التهلكة فإن كان الأمر على هذا فافعل ما بدالك وأنا أقبل ذلك على أن لا أولي أحدا ولا أعزل أحدا ولا أنقض رسما ولا سنة وأكون في الأمر بعيدا مشيرا
فرضي منه بذلك وجعله ولي عهده على كراهة منه عليه السلام لذلك .
المصادر
مسند الإمام الرضا عليه السلام : ج 1 ص 66 ،
البحار ج 49 ص 129 .
تعليق