كانت ترى فيه كل شيء ..
لانها حُرمت من كل شيء ..
( امُّ عباس )
تلك المرأة التي قلّت نظائرها من النساء ..
مات عنها زوجها في اول سنة من زوجها ..
فابت ان تتزوج بعد أن أحسّت بوحيدها قد حرك مشاعر الامومة في عالمها ..
وجاء وليدها الى الدنيا بعد طول انتظار ..
وقد سمّته ( عباس ) ..
كانت ترى في (عباس) كل شيء ..
كانت تنظر اليه وهو يكبر امام عينيها ..
افنت زهرة شبابها من أجل ان لا يأتي أحد لينغص على ( عباس ) حياته ..
وكبر ( عباس ) ..
وبلغ مبلغ الرجال ، وكان بشمائل اهل الغيرة والحمية ، مؤمن ، وشجاع ..
فجاءت الفتوى المباركة ، وكان ( عباس ) اول المتطوعين ..
مانعت أمّه في بداية الامر الاّ انه اقنعها بذهابه ..
وفعلاً ذهب ملبياً نداء المرجعية ومتسلحاً بإيمانه وعقيدته ودعوات امه وأحبته ..
أرادت امّه ان تزوجه ، فخطبت له ابنة عمته ..
وحصلت الموافقة وعقد قرانه ، وكانت فرحة امه لا توصف ..
فقد آن قطاف ثمار صبرها ..
واكمل استعدادات الزواج وحدد يوم الخميس موعداً للزفاف ..
ولم يبقَ غير انه يذهب ليجلب اجازة من التشكيل الذي ينتسب اليه ..
وكان التشكيل في الموصل ..
وصل ( عباس ) الى الموصل عصر يوم الاثنين ..
وفجر الثلاثاء تعرضوا لهجوم من قبل الدواعش ..
أخبروه انه مجاز وليس عليه المشاركة في صد الهجوم ..
فابى الاّ ان يشارك اخوانه المجاهدين في تصديهم لجرذان داعش ..
واستمر القتال الى الساعة الثالثة عصراً ..
صوت من احد المجاهدين :
( اخوان عباس انجرح )
نعم اصيب ( عباس ) برصاص قناص في منطقة الصدر ..
حملوه الى الطبابة ومن ثم الى المستشفى ..
وهناك التحق ( عباس ) بركب الشهداء ..
وعانقت روحه ارواح السعداء ..
جاءوا بجثمانه الطاهر الى أمّه واحبته ..
وقفت عند رأسه وقالت :
( عباس عدمن ودعتني )
تعليق