في انطاق المسوخ الى امير المؤمنين علي (علية الصلاة والسلام ) :_______________________________________
روي لأصبغ بن نباتة قال: جاء نفر إلى أمير المؤمنين عليه السلام فقالوا له: انّ المعتمد يزعم انّك تقول هذا الجري مسخ، فقال: مكانكم حتّى أخرج إليكم، فتناول ثوبه ثمّ خرج إليهم، فمضى حتّى انتهى إلى الفرات بالكوفة، فصاح: يا جري، فأجابه: لبّيك لبّيك.
قال: من أنا؟ قال: أنت إمام المتّقين، وأمير المؤمنين، فقال له أمير المؤمنين عليه السلام: فمن أنت؟ قال: أنا ممّن عرضت عليه ولايتك فجحدتها ولم أقبلها
فَمُسِخْتُ جرياً، وبعض هؤلاء الذين معك يمسخون جرياً، فقال له أمير المؤمنين عليه السلام: فبيّن قصّتك وممّن كنت، ومن مُسِخَ معك.
قال: نعم يا أمير المؤمنين، كنّا أربعاً وعشرين طائفة من بني اسرائيل قد تمرّدنا وطغينا واستكبرنا وتركنا المدن لا نسكنها أبداً، وسكنّا المفاوز رغبة منّا في البُعد عن المياه فأتانا آت ـ أنت والله أعرف به منّا ـ في ضحى النهار، فصرخ صرخة فجعلنا في مجمع واحد، وكنّا منبثّينفي تلك المفاوز والقفار، فقال لنا: ما لكم هربتم من المدن والأنهار والمياه وسكنتم هذه المفاوز؟
فأردنا أن نقول لأنّا فوق العالم ـ تعزّزاً وتكبّراً ـ فقال: قد علمت ما في أنفسكم، فعلى الله تتعزّزون وتتكبّرون؟ فقلنا له: لا، فقال: أليس قد أخذ عليكم العهد أن تؤمنوا بمحمد بن عبد الله المكّي؟ فقلنا: بلى، قال: وأخذ عليكم العهد بولاية وصيّه وخليفته من بعده أمير المؤمنين [عليّ بن أبي طالب]؟
فسكتنا، فلم نجب إلاّ بألسنتنا، وقلوبنا ونيّاتنا لم تقبلها ولا تقرّ بها، فقال: أو تقولون بألسنتكم خاصّة؟ ثمّ صاح بنا صيحة وقال لنا: كونوا باذن الله مسوخاً كلّ طائفة جنساً، ثمّ قال: أيّتها القفار كوني باذن الله أنهاراً تسكنك هذه المسوخ، واتّصلي ببحار الدنيا وبأنهارها حتّى لا يكون ماء إلاّ كانوا فيه.
فمسخنا ونحن أربعة وعشرون طائفة، فمنّا من قال: أيّها المقتدر علينا بقدرة الله تعالى فبحقّه عليك إلاّ ما أغنيتنا عن الماء، واجعلنا على وجه الأرض كيف شئت، قال: قد فعلت، قال أمير المؤمنين عليه السلام: يا جري فبيّن لنا ما كانت أجناس المسوخ البريّة والبحريّة.
فقال: أمّا البحريّة فنحن الجري، والرق ، والسلاحف، والمارماهي، والزمار والسراطين، وكلاب الماء، والضفادع، وبنت هرس، والعرصان ، والكوسج، والتمساح.
قال أمير المؤمنين عليه السلام: وأمّا البريّة؟ قال: نعم يا أمير المؤمنين، الوزغ، والخفاش، والكلب، والدب، والقرد، والخنازير، والضبّ، والحرباء، والأوز، والخنافس، والأرنب، والضبع، قال أمير المؤمنين عليه السلام: صدقت أيّها الجري، فما فيكم من طبع الانسانية وخلقها؟
قال الجري: أفواهنا والبعض لكلّ صورة، وكلّنا تحيض منّا الاناث، قال أمير المؤمنين عليه السلام: صدقت أيّها الجري، فقال الجري: يا أمير المؤمنين فهل من توبة؟ فقال عليه السلام: الأجل هو يوم القيامة وهو اليوم المعلوم، والله خير حافظاً وهو أرحم الراحمين.
قال الأصبغ: فسمعنا والله ما قال ذلك الجري ووعيناه، وكتبناه وعرضناه على أمير المؤمنين عليه السلام
مدينة المعاجز 3: 183 ح821
روي لأصبغ بن نباتة قال: جاء نفر إلى أمير المؤمنين عليه السلام فقالوا له: انّ المعتمد يزعم انّك تقول هذا الجري مسخ، فقال: مكانكم حتّى أخرج إليكم، فتناول ثوبه ثمّ خرج إليهم، فمضى حتّى انتهى إلى الفرات بالكوفة، فصاح: يا جري، فأجابه: لبّيك لبّيك.
قال: من أنا؟ قال: أنت إمام المتّقين، وأمير المؤمنين، فقال له أمير المؤمنين عليه السلام: فمن أنت؟ قال: أنا ممّن عرضت عليه ولايتك فجحدتها ولم أقبلها
فَمُسِخْتُ جرياً، وبعض هؤلاء الذين معك يمسخون جرياً، فقال له أمير المؤمنين عليه السلام: فبيّن قصّتك وممّن كنت، ومن مُسِخَ معك.
قال: نعم يا أمير المؤمنين، كنّا أربعاً وعشرين طائفة من بني اسرائيل قد تمرّدنا وطغينا واستكبرنا وتركنا المدن لا نسكنها أبداً، وسكنّا المفاوز رغبة منّا في البُعد عن المياه فأتانا آت ـ أنت والله أعرف به منّا ـ في ضحى النهار، فصرخ صرخة فجعلنا في مجمع واحد، وكنّا منبثّينفي تلك المفاوز والقفار، فقال لنا: ما لكم هربتم من المدن والأنهار والمياه وسكنتم هذه المفاوز؟
فأردنا أن نقول لأنّا فوق العالم ـ تعزّزاً وتكبّراً ـ فقال: قد علمت ما في أنفسكم، فعلى الله تتعزّزون وتتكبّرون؟ فقلنا له: لا، فقال: أليس قد أخذ عليكم العهد أن تؤمنوا بمحمد بن عبد الله المكّي؟ فقلنا: بلى، قال: وأخذ عليكم العهد بولاية وصيّه وخليفته من بعده أمير المؤمنين [عليّ بن أبي طالب]؟
فسكتنا، فلم نجب إلاّ بألسنتنا، وقلوبنا ونيّاتنا لم تقبلها ولا تقرّ بها، فقال: أو تقولون بألسنتكم خاصّة؟ ثمّ صاح بنا صيحة وقال لنا: كونوا باذن الله مسوخاً كلّ طائفة جنساً، ثمّ قال: أيّتها القفار كوني باذن الله أنهاراً تسكنك هذه المسوخ، واتّصلي ببحار الدنيا وبأنهارها حتّى لا يكون ماء إلاّ كانوا فيه.
فمسخنا ونحن أربعة وعشرون طائفة، فمنّا من قال: أيّها المقتدر علينا بقدرة الله تعالى فبحقّه عليك إلاّ ما أغنيتنا عن الماء، واجعلنا على وجه الأرض كيف شئت، قال: قد فعلت، قال أمير المؤمنين عليه السلام: يا جري فبيّن لنا ما كانت أجناس المسوخ البريّة والبحريّة.
فقال: أمّا البحريّة فنحن الجري، والرق ، والسلاحف، والمارماهي، والزمار والسراطين، وكلاب الماء، والضفادع، وبنت هرس، والعرصان ، والكوسج، والتمساح.
قال أمير المؤمنين عليه السلام: وأمّا البريّة؟ قال: نعم يا أمير المؤمنين، الوزغ، والخفاش، والكلب، والدب، والقرد، والخنازير، والضبّ، والحرباء، والأوز، والخنافس، والأرنب، والضبع، قال أمير المؤمنين عليه السلام: صدقت أيّها الجري، فما فيكم من طبع الانسانية وخلقها؟
قال الجري: أفواهنا والبعض لكلّ صورة، وكلّنا تحيض منّا الاناث، قال أمير المؤمنين عليه السلام: صدقت أيّها الجري، فقال الجري: يا أمير المؤمنين فهل من توبة؟ فقال عليه السلام: الأجل هو يوم القيامة وهو اليوم المعلوم، والله خير حافظاً وهو أرحم الراحمين.
قال الأصبغ: فسمعنا والله ما قال ذلك الجري ووعيناه، وكتبناه وعرضناه على أمير المؤمنين عليه السلام
مدينة المعاجز 3: 183 ح821
البحار 27: 271 ح24.
تعليق