بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله ربّ العالمين والصلاة والسلام على محمّد وآله الطيبين الطاهرين واللعن الدائم على أعدائهم أجمعين إلى قيام يوم الدين.
عن أبي الحسن موسى عليه السلام في رجلين يتسابان فقال عليه السلام الباريء منهما أظلهم ووزره صاحبه عليه مالم يتعد المظلوم ( الكافي ) .
وقد ذكر العلامة المجلس في شرح هذا الحديث ما ملخصه أن إثم كلا الطرفين المتسابين يجعل على الطرف الباريء وذلك لأنه ارتكب حراماً من ناحية وصار سبباً في ارتكاب الطرف الآخر للحرام من ناحية ثانية ، إذ لو لم يبتدىء الأول بالسب لسكت الطرف الثاني ورغم أن السب من الطرف الثاني ( المظلوم ) حرام أيضاً الا أن الشارع قد جعل وزره على الباريء بشرط أن لا يتعدى المظلوم ، فلو تعدى فهو ذا حكم المبتدىء بالنسبة للزيارة .
مامعنى التعدي : الجواب : قد يكون بالتكرار مثل أن يسبه مرة واحدة بالقول ( يا كلب ) فيقول في الجواب مرتين ( يا كلب يا كلب ) وقد يكون التعدي بالإجابة من هو أشد مثل أن يقول لمن قال له يا حمار : يا كلب ، وما قيل من أن وزر الجواب بالمثل على الباديء لا يبعد أنه في صورة ما إذا لم يكن السب بالأساس قذفاً وكذباً أما إذا قال له الباديء يا زاني ، أو يا سارق فإنه لا يستطيع أن يقول له في الجواب مثل ذلك في حين أنه ليس بسارق .
وبالجملة ففي مقام الجواب يجب الاقتصار على السباب الذي يقال عادة في مقام التأديب كالقول يا أحمق ، جاهل ، ظالم ، غافل ، وأمثال ذلك الجنة على بذيء اللسان .
إن الله حرم الجنة على مخاشن بذيء قليل الحياء لا يبالي ما قال ولا ما قيل له ، فإنك إن فتشته لم تجده إلا لغيه أو شرك شيطان ، فقيل يا رسول الله أفي الناس شرك شيطان فقال رسول الله (ص) تقرأ قول الله تعالى ( وشاركهم في الأموال والأولاد ) الكافي في باب الإيذاء .
ونقل العلامة المجلسي عن الشيخ البهائي قوله لعل المقصود حرمه الجنة عليه لأمد ما ، أو المقصود أن جنة خاصة هي المحرمة عليه ومعدة للمؤمن غير الفحاش وروى سماعه قال :
دخلت على ابي عبدالله عليه السلام فقال لي مبتدأ يا سماعة ما هذا الذي بينك وبين جمالك ؟ اياك أن تكون فحاشاً أو صخاباً أو لعاناً فقلت : والله لقد كان ذلك أنه ظلمني فقال عليه السلام إن كان ظلمك لقد رأبيت عليه ان هذا ليس من فعالي ولا أمر به شيعتي استغفر ربك ولا تعد ( الكافي في باب البذاء ) وقال رسول الله (ص) : ( من طغى في مؤمن شطر كلمة حرم الله عليه ريح الجنة وأن ريحها ليوجد من مسيرة خمسمائة عام ) ( المستدرك باب الحج ) .
وهنا يجب أن نلفت النظر إلى أمرين :
1. أحدهما إذا سب أحد مؤمناً فمضافاً إلى العقاب الأخروي سيكون لذلك المؤمن عليه حق لأنه قد آذاه ويستطيع أن يشتكي إلى الحاكم الشرعي والحاكم الشرعي يعززه بما يراه صلاحاً كما أنه إذا اعتذر سقط عنه التعزيز .
2. والآخر أنه إذا ندم من هذا الذنب وسأل الله أن يغفر عنه سقط عنه العذاب الآخروي .
عن الإمام الصادق عليه السلام أنه قال : البذاء من الجفاء والجفاء في النار وقد ذكر المحقق اطلاق الروايات في حرمه الفحش مع أي أحد مسلم مؤمناً كان أو كافراً فاسقاً صغيراً أو كبيراً بل يمكن القول بذلك حتى لو كان صغيراً وغير مميز بل ورد النهي في بعض الروايات عن سب الحيوانات ولعنها .
لا يجوز سب المخالف أو الكافر إذا كان سبباً في أن يعود على مؤمن آخر باسباب كما لا يجوز سب المقدسات الدينية لأية أمة من العالم ذلك أن السامع من تلك الأمة سيعود ويسب مقدسات الدين الإلهي ، وحينئذ يكون وزره على البادىء كما نهي تعالى على ذلك صريحاً في سورة الأنعام حيث قال تعالى (وَلاَ تَسُبُّواْ الَّذِينَ يَدْعُونَ مِن دُونِ اللَّهِ فَيَسُبُّواْ اللَّهَ عَدْوًا بِغَيْرِ عِلْمٍ) .
كتب في تفسير الميزان : الآية تذكر أدباً دينياً تصان به كرامة مقدسات المجتمع الديني وتتوفا ساحتها أن يتلوث بدون الإهانة بشنيع القول من السب والشتم والسخرية فإن الإنسان مغروز على الدفاع عن كرامة ما يقدسه .
فلو سب المؤمنون ألهة المشكرين حملتهم عصبية الجاهلية أن يعارضوا المؤمنين بسب ما عندهم وهو الله عز اسمه ، ففي سب ألهتهم نوع تسبيب إلى ذكره تعالى بمالا يليق ساحة وكبريائه .
3. إذلال المؤمن واتحقاره : عن الإمام الصادق عليه السلام ( من استذل مؤمناً واستحقره لقلة ذات يده ولفقرة شهده الله يوم القيامة على رؤوس الخلائق ) الكافي ، وقال عليه السلام ( من حقر مؤمناً مسكين أو غير مسكين لم يزل الله حاقراً له ماقتاً حتى يرجع عن محقرته إياه ) الكافي ،وقال عليه السلام ( إن الله تعالى يقول من أهان لي ولياً فقد أرصد لمحاربتي وإن أسرع شيء إلى نصره أوليائي ) الكافي ، وروي أبو هارون عن الإمام الصادق عليه السلام أنه قال لنفر عنده وأنا حاضر : ما لكم تستحقون بنا ؟ فمام إليه رجل من فرسان فقال : معاذ الله لوجه الله أن نستخف بك أو بشيء من أمرك .
فقال عليه السلام : ويحك ألم تسمع فلاناً ونحن بقرب الجحفة والله يقول لك احملني قدر ميل فقد والله عيت ، والله ما زفقت به رأساً ، لقد استخففت به ومن استخف بنحو من منا استخف وضيع حرمه الله عز وجل . ( وطبع على قلوبهم ) وسائل كتاب الحج .
4. تعنيف المؤمن وذمه : عن الإمام الباقر عليه السلام ( أقرب ما يكون العبد إلى الكفر أن يؤاخي الرجل على الدين فيدحي عليه عثراته وزلاته ليعنفه بها يوماً ما (الكافي ) .
وقال رسول الله (ص) : من اذاع فاحشة كان كمبتدئها ومن عبر مؤمناً بشيء ولم يمت حتى يرتكب الكبيرة ان حرمت تعنيف المؤمن لا تتنامى مع النهي عن المنكر إذ في الحقيقة النهي عن المنكر نصيحة وطلب الحيز غير التوبيخ والتعنيف .
وقال رسول الله (ص) من مشى في عيب أخيه وكشف عورته كانت أول خطوة خطاها وضعها في جهنم وكشف الله عورته على رؤوس الخلائق .
قال الإمام الصادق عليه السلام : من اطلع من مؤمن على ذنب أو سيئة فافشى ذلك عليه ولم يكتمها ولم يستغفر الله له كان عند الله كعاملها فعليه وزر ذلك الذي أفش عليه وكان مغفوراً كعاملها ، وكان عقابه ما أفش عليه في الدنيا مستوراً عليه في الآخرة ثم يجد الله أكرم من أن يثنى عليه عقاباً في الآخرة ( المستدرك ) .
وفي رواية محدر بن فقبل عن ابي الحسن موسى عليه السلام قلت له : جعلت فداك هناك رجل من إخواني يبلغني عنه الشيء الذي أكرهه فأسأله عنه فينكر ذلك وقد أخبرني عنه قوم ثقاب فقال لي يا محمد كذب سمعك وبصرك إن شهد عندك خسرت قسامه وقال لك فصدقه وكذبهم (لا تذيعن عليه شيئاً تشينه به وتهدم به مرونة فتكون من الذين قال الله عنهم (ان الذين يحبون أن تشيع الفاحشة في الذين أمنوا لهم عذاب أليم في الدنيا والآخرة).
5. هجاء المؤمن حرام : يقول الشيخ الأنصاري هجاء المؤمن هو همز ولمز وأكل اللمم وتعيير وإذاعة سر وكل ذلك كبير موبقه فهو يحوي جميع ما نقدم في الغيبة بل البهتان هذا هو تفسير الهجاء بخلاف المدح .
ولا فرق في المؤمن بين الفاسق وغيره وأما الخبر محصوا ذنوبكم بذكر الفاسقين فالمراد به الخارجون عن الإيمان أو المتجاهرون بالفسق .واحترز بالمؤمن عن المخالف فأنه يجوز هجوه لعدم احترامه وكذا يجوز هجاء الفاسق المبدع لئلا يؤخذ ببدعته .
6. إيذاء المؤمن : قال تعالى في سورة الأحزاب (وَالَّذِينَ يُؤْذُونَ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ بِغَيْرِ مَا اكْتَسَبُوا فَقَدِ احْتَمَلُوا بُهْتَانًا وَإِثْمًا مُّبِينًا) الآية 58 .
وقال الإمام الصادق عليه السلام ( ليأذن بحرب مني آذى عبدي المؤمن وليأمن من أكرم عبدي المؤمن ) الكافي .
وقال رسول الله (ص) من أذى مؤمناً فقد آذاني ومن آذاني فقد آذى الله ومن آذى الله فهو ملعون في التوراة والإنجيل والفرقان (المستدرك) .
وقال صلى الله عليه وآله : من أحزن مؤمناً ثم أعطاه الدنيا لم يكن ذلك كفارته ولم يؤجر عليه وقال من آذى مؤمناً بغير حق فإنما هدم مكة والبيت المعمور عشر مرات ، وكأنما قتل ألف ملك من المقربين (المسترك) .
الحمد لله ربّ العالمين والصلاة والسلام على محمّد وآله الطيبين الطاهرين واللعن الدائم على أعدائهم أجمعين إلى قيام يوم الدين.
عن أبي الحسن موسى عليه السلام في رجلين يتسابان فقال عليه السلام الباريء منهما أظلهم ووزره صاحبه عليه مالم يتعد المظلوم ( الكافي ) .
وقد ذكر العلامة المجلس في شرح هذا الحديث ما ملخصه أن إثم كلا الطرفين المتسابين يجعل على الطرف الباريء وذلك لأنه ارتكب حراماً من ناحية وصار سبباً في ارتكاب الطرف الآخر للحرام من ناحية ثانية ، إذ لو لم يبتدىء الأول بالسب لسكت الطرف الثاني ورغم أن السب من الطرف الثاني ( المظلوم ) حرام أيضاً الا أن الشارع قد جعل وزره على الباريء بشرط أن لا يتعدى المظلوم ، فلو تعدى فهو ذا حكم المبتدىء بالنسبة للزيارة .
مامعنى التعدي : الجواب : قد يكون بالتكرار مثل أن يسبه مرة واحدة بالقول ( يا كلب ) فيقول في الجواب مرتين ( يا كلب يا كلب ) وقد يكون التعدي بالإجابة من هو أشد مثل أن يقول لمن قال له يا حمار : يا كلب ، وما قيل من أن وزر الجواب بالمثل على الباديء لا يبعد أنه في صورة ما إذا لم يكن السب بالأساس قذفاً وكذباً أما إذا قال له الباديء يا زاني ، أو يا سارق فإنه لا يستطيع أن يقول له في الجواب مثل ذلك في حين أنه ليس بسارق .
وبالجملة ففي مقام الجواب يجب الاقتصار على السباب الذي يقال عادة في مقام التأديب كالقول يا أحمق ، جاهل ، ظالم ، غافل ، وأمثال ذلك الجنة على بذيء اللسان .
إن الله حرم الجنة على مخاشن بذيء قليل الحياء لا يبالي ما قال ولا ما قيل له ، فإنك إن فتشته لم تجده إلا لغيه أو شرك شيطان ، فقيل يا رسول الله أفي الناس شرك شيطان فقال رسول الله (ص) تقرأ قول الله تعالى ( وشاركهم في الأموال والأولاد ) الكافي في باب الإيذاء .
ونقل العلامة المجلسي عن الشيخ البهائي قوله لعل المقصود حرمه الجنة عليه لأمد ما ، أو المقصود أن جنة خاصة هي المحرمة عليه ومعدة للمؤمن غير الفحاش وروى سماعه قال :
دخلت على ابي عبدالله عليه السلام فقال لي مبتدأ يا سماعة ما هذا الذي بينك وبين جمالك ؟ اياك أن تكون فحاشاً أو صخاباً أو لعاناً فقلت : والله لقد كان ذلك أنه ظلمني فقال عليه السلام إن كان ظلمك لقد رأبيت عليه ان هذا ليس من فعالي ولا أمر به شيعتي استغفر ربك ولا تعد ( الكافي في باب البذاء ) وقال رسول الله (ص) : ( من طغى في مؤمن شطر كلمة حرم الله عليه ريح الجنة وأن ريحها ليوجد من مسيرة خمسمائة عام ) ( المستدرك باب الحج ) .
وهنا يجب أن نلفت النظر إلى أمرين :
1. أحدهما إذا سب أحد مؤمناً فمضافاً إلى العقاب الأخروي سيكون لذلك المؤمن عليه حق لأنه قد آذاه ويستطيع أن يشتكي إلى الحاكم الشرعي والحاكم الشرعي يعززه بما يراه صلاحاً كما أنه إذا اعتذر سقط عنه التعزيز .
2. والآخر أنه إذا ندم من هذا الذنب وسأل الله أن يغفر عنه سقط عنه العذاب الآخروي .
عن الإمام الصادق عليه السلام أنه قال : البذاء من الجفاء والجفاء في النار وقد ذكر المحقق اطلاق الروايات في حرمه الفحش مع أي أحد مسلم مؤمناً كان أو كافراً فاسقاً صغيراً أو كبيراً بل يمكن القول بذلك حتى لو كان صغيراً وغير مميز بل ورد النهي في بعض الروايات عن سب الحيوانات ولعنها .
لا يجوز سب المخالف أو الكافر إذا كان سبباً في أن يعود على مؤمن آخر باسباب كما لا يجوز سب المقدسات الدينية لأية أمة من العالم ذلك أن السامع من تلك الأمة سيعود ويسب مقدسات الدين الإلهي ، وحينئذ يكون وزره على البادىء كما نهي تعالى على ذلك صريحاً في سورة الأنعام حيث قال تعالى (وَلاَ تَسُبُّواْ الَّذِينَ يَدْعُونَ مِن دُونِ اللَّهِ فَيَسُبُّواْ اللَّهَ عَدْوًا بِغَيْرِ عِلْمٍ) .
كتب في تفسير الميزان : الآية تذكر أدباً دينياً تصان به كرامة مقدسات المجتمع الديني وتتوفا ساحتها أن يتلوث بدون الإهانة بشنيع القول من السب والشتم والسخرية فإن الإنسان مغروز على الدفاع عن كرامة ما يقدسه .
فلو سب المؤمنون ألهة المشكرين حملتهم عصبية الجاهلية أن يعارضوا المؤمنين بسب ما عندهم وهو الله عز اسمه ، ففي سب ألهتهم نوع تسبيب إلى ذكره تعالى بمالا يليق ساحة وكبريائه .
3. إذلال المؤمن واتحقاره : عن الإمام الصادق عليه السلام ( من استذل مؤمناً واستحقره لقلة ذات يده ولفقرة شهده الله يوم القيامة على رؤوس الخلائق ) الكافي ، وقال عليه السلام ( من حقر مؤمناً مسكين أو غير مسكين لم يزل الله حاقراً له ماقتاً حتى يرجع عن محقرته إياه ) الكافي ،وقال عليه السلام ( إن الله تعالى يقول من أهان لي ولياً فقد أرصد لمحاربتي وإن أسرع شيء إلى نصره أوليائي ) الكافي ، وروي أبو هارون عن الإمام الصادق عليه السلام أنه قال لنفر عنده وأنا حاضر : ما لكم تستحقون بنا ؟ فمام إليه رجل من فرسان فقال : معاذ الله لوجه الله أن نستخف بك أو بشيء من أمرك .
فقال عليه السلام : ويحك ألم تسمع فلاناً ونحن بقرب الجحفة والله يقول لك احملني قدر ميل فقد والله عيت ، والله ما زفقت به رأساً ، لقد استخففت به ومن استخف بنحو من منا استخف وضيع حرمه الله عز وجل . ( وطبع على قلوبهم ) وسائل كتاب الحج .
4. تعنيف المؤمن وذمه : عن الإمام الباقر عليه السلام ( أقرب ما يكون العبد إلى الكفر أن يؤاخي الرجل على الدين فيدحي عليه عثراته وزلاته ليعنفه بها يوماً ما (الكافي ) .
وقال رسول الله (ص) : من اذاع فاحشة كان كمبتدئها ومن عبر مؤمناً بشيء ولم يمت حتى يرتكب الكبيرة ان حرمت تعنيف المؤمن لا تتنامى مع النهي عن المنكر إذ في الحقيقة النهي عن المنكر نصيحة وطلب الحيز غير التوبيخ والتعنيف .
وقال رسول الله (ص) من مشى في عيب أخيه وكشف عورته كانت أول خطوة خطاها وضعها في جهنم وكشف الله عورته على رؤوس الخلائق .
قال الإمام الصادق عليه السلام : من اطلع من مؤمن على ذنب أو سيئة فافشى ذلك عليه ولم يكتمها ولم يستغفر الله له كان عند الله كعاملها فعليه وزر ذلك الذي أفش عليه وكان مغفوراً كعاملها ، وكان عقابه ما أفش عليه في الدنيا مستوراً عليه في الآخرة ثم يجد الله أكرم من أن يثنى عليه عقاباً في الآخرة ( المستدرك ) .
وفي رواية محدر بن فقبل عن ابي الحسن موسى عليه السلام قلت له : جعلت فداك هناك رجل من إخواني يبلغني عنه الشيء الذي أكرهه فأسأله عنه فينكر ذلك وقد أخبرني عنه قوم ثقاب فقال لي يا محمد كذب سمعك وبصرك إن شهد عندك خسرت قسامه وقال لك فصدقه وكذبهم (لا تذيعن عليه شيئاً تشينه به وتهدم به مرونة فتكون من الذين قال الله عنهم (ان الذين يحبون أن تشيع الفاحشة في الذين أمنوا لهم عذاب أليم في الدنيا والآخرة).
5. هجاء المؤمن حرام : يقول الشيخ الأنصاري هجاء المؤمن هو همز ولمز وأكل اللمم وتعيير وإذاعة سر وكل ذلك كبير موبقه فهو يحوي جميع ما نقدم في الغيبة بل البهتان هذا هو تفسير الهجاء بخلاف المدح .
ولا فرق في المؤمن بين الفاسق وغيره وأما الخبر محصوا ذنوبكم بذكر الفاسقين فالمراد به الخارجون عن الإيمان أو المتجاهرون بالفسق .واحترز بالمؤمن عن المخالف فأنه يجوز هجوه لعدم احترامه وكذا يجوز هجاء الفاسق المبدع لئلا يؤخذ ببدعته .
6. إيذاء المؤمن : قال تعالى في سورة الأحزاب (وَالَّذِينَ يُؤْذُونَ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ بِغَيْرِ مَا اكْتَسَبُوا فَقَدِ احْتَمَلُوا بُهْتَانًا وَإِثْمًا مُّبِينًا) الآية 58 .
وقال الإمام الصادق عليه السلام ( ليأذن بحرب مني آذى عبدي المؤمن وليأمن من أكرم عبدي المؤمن ) الكافي .
وقال رسول الله (ص) من أذى مؤمناً فقد آذاني ومن آذاني فقد آذى الله ومن آذى الله فهو ملعون في التوراة والإنجيل والفرقان (المستدرك) .
وقال صلى الله عليه وآله : من أحزن مؤمناً ثم أعطاه الدنيا لم يكن ذلك كفارته ولم يؤجر عليه وقال من آذى مؤمناً بغير حق فإنما هدم مكة والبيت المعمور عشر مرات ، وكأنما قتل ألف ملك من المقربين (المسترك) .
تعليق