تتيهُ في الفضاءاتِ أرواحُنا وتسافرُ في الملكوتِ..
سابحةً مَعَ أطيافِ مَلَائكةٍ استعدَّتْ للوفودِ..
في شَهرٍ فضيلٍ رَسْمُ ملامحِ الفضائلِ بإتقانٍ مُحكمٍ..
على صَفَحاتِ التُقى والعَفَافِ والرُجوعِ إلى اللهِ عز وجل..
وَقَفَ عزرائيلُ ببابِ المسجدِ ينتظرُ أمرَ الإمامِ..
أخذتْهُ هيبةُ خليفةِ اللهِ في أرضِهِ، وقدْ فاقَ حزنُهُ كلَّ الأحزانِ..
يرتعشُ مِن جراءةِ الموتِ على خليفةِ اللهِ في أرضِهِ..
هيبةُ عليٍ عليه السلام من هيبةِ اللهِ عز وجل ورسولِهِ صلى الله عليه واله..
السماواتُ تَئِنُّ مِن اشتياقِهَا إليهِ..
الجِنانُ أبدَتْ زينتَهَا وتهيأتْ للوفودِ المقدسِ للأميرِ..
حجَّ جبرائيلُ إلى الكوفةِ لِيُعلنَ عن استقبالِ السماءِ لأميرِها..
ويُعلِنَ للأرضِ تهديمَ أركانِ الهُدى وانفصامَ العروةِ الوُثقى..
ويُعلِنَ الدينُ حِدادَهُ على يعسوبِهِ فيبكي دَمَاً مَعَ السماءِ أربعينَ يوماً..
فيا مَن تزاحمتْ ملائكةُ الرحمنِ على بابِهِ..
تستأذنُ الدخولَ للتبرُكِ بالنظرِ إليه.. أعلمُ أنه إلى الآنَ لم يسكنْ أنينُ أيتامِكَ...
مُذْ أن أتوكَ بشربةِ لبنٍ وإلى الآنَ يقفونَ على بابِكَ..وينظرونَ إليه بعينِ يتمِهِم..
ينتظرونَ أن يُطلَّ عليهم نورُ وجهِكَ الوضَّاءِ..
جرحُكَ جرحُهُم مِثلَما عيونُك بَكَتْ رحمةً لهم..
فقدُكَ قَتَلَهُم وبدتْ عبراتُهم التي مَسَحْتَها بكفٍ اعتادَ السخاءَ..
تَتَجَلى ببؤسِهِم إلى يومِ الوقتِ المعلومِ.. الذي سيخرجُ فيه مَن يسيرُ بسيرتِكَ..
يلبسُ لباسَكَ ويأكلُ مِثلَ مأكلِكَ..
ويمسحُ دموعَ اليتامى ويُسكتُ أنينَ الأراملِ..
هُوَ واللهِ آتٍ.. هُوَ واللهِ آتٍ..
تعليق