إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

الوَصَايا السَبْعُ لأميرِ المُؤمنين , عَليه السَلامُ, إلى الحارثِ الهمذاني:

تقليص
X
  •  
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • الوَصَايا السَبْعُ لأميرِ المُؤمنين , عَليه السَلامُ, إلى الحارثِ الهمذاني:

    :: الوَصَايا السَبْعُ لأميرِ المُؤمنين ,عَليِّ بن أبي طَالِبٍ ,عَليه السَلامُ, إلى الحَارثِ الهَمَذاني :- وَمَنْ بَلَغَ - :

    : وَصَايَا أخلاقيّةٌ واجتِمَاعِيّةٌ رَاقِيّةٌ ::

    _________________________________________________

    لقد وَرَدَ عن أميرِ المُؤمنين ,عَليه السَلامُ , أنَّه قَالَ فِي كِتَابٍ لَه :

    : - واكْظِمِ الْغَيْظَ - وتَجَاوَزْ عِنْدَ الْمَقْدَرَةِ - واحْلُمْ عِنْدَ الْغَضَبِ –

    واصْفَحْ مَعَ الدَّوْلَةِ تَكُنْ لَكَ الْعَاقِبَةُ - واسْتَصْلِحْ كُلَّ نِعْمَةٍ أَنْعَمَهَا اللَّه عَلَيْكَ –

    ولَا تُضَيِّعَنَّ نِعْمَةً مِنْ نِعَمِ اللَّه عِنْدَكَ - ولْيُرَ عَلَيْكَ أَثَرُ مَا أَنْعَمَ اللَّه بِه عَلَيْكَ - :

    : نَهجُ البلاغةِ :ت ,د, صبحي الصالح, ص 459.

    : الوصيّةُ الأولى: - واكْظِمِ الْغَيْظَ - :

    : وتُوجِّهُ هَذه الوصيّةُ بضرورَةِ ضَبطِ انفعالِ النفسِ الشديدِ , وتَجنبِ الغَضبِ,

    لِما لذلك من آثارٍ دنيوية و أخرويّةٍ , ولأنَّ الغضبَ يُخرِجُ الإنسانَ مِن حدودِ الشرعِ والعقلِ ,

    وبالتالي يُوقعه في المَعاصي الكبيرةِ , وكما هو مُلاحَظٌ بالوجدانِ والعَيانِ , فالغضبُ وعَدمُ كَظمِ الغيظِ يَجرُّ الإنسانَ إلى السَبِّ

    والشتمِ وهَتكِ الأستارِ والقَتلِ والتعدي على الآخرين, ويُسببُ مَشاكلَ اجتماعيةً
    بين مجموعةٍ وأخرى ,.

    وقد أرادَ الإسلامُ العزيزُ بِحَثّه الشَديدِ على فضيلةِ وصِفةِ كَظمِ الغيظِ ,

    أنْ يدفعَ المَفاسِدَ عن الأسَرِ و المُجتمعِ وما يُهدّدُ سَبيلَ التعايشِ الاجتماعي والأمَنِ :

    ولذلك وردَ المَدحُ الكبيرُ لِمَن يَتصفُ بهذه الصِفةِ , والتي هي مِن صِفاتِ المُتقين , قرآنيّاً وروائّياً ,

    : قالَ اللهُ تعالى:

    ((وَسَارِعُوا إِلَى مَغْفِرَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا السَّمَوَاتُ وَالْأَرْضُ أُعِدَّتْ لِلْمُتَّقِينَ (133) الَّذِينَ يُنْفِقُونَ فِي السَّرَّاءِ وَالضَّرَّاءِ وَالْكَاظِمِينَ الْغَيْظَ وَالْعَافِينَ عَنِ النَّاسِ وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ (134))), آل عمران.

    وعن أبي جَعفرٍ , الإمَامِ الباقرِ ( عليه السَلامُ )أنّه قَالَ :

    ( مَن كَظمَ غيظاً , وهو يَقدرُ على إمضائه حَشَا اللهُ قَلبَه أمناً وإيماناً يومَ القيامةِ )

    : الكافي , الكُليني , ج2 , ص110.

    وإنَّ كَظمَ الغيظِ يُزيدُ في أجرِ صاحِبِه ,:

    عن رسولِ اللهِ ( صلّى اللهُ عليه وآله وسلّم) : أنّه قالَ:

    (ما جَرعَ عبدٌ جُرعَةً أعظمُ أجراً مِن جُرعةِ غيظٍ كظمها ابتغاءَ وجه اللهِ عَزّ وجَلّ)

    : جَامعُ السعاداتِ , محمد مهدي النراقي , ج 1 , ص 264.

    وهو لا يُمثّلُ حَالةً مِن الضَعفِ والهَوانِ في مواردِه المَخصوصَةِ , بل هو يُمثّلُ عِزّاً في الدُنيا والآخرةِ .

    :عن أبي عبد اللهِ الإمامِ جَعفرٍ الصَادِقِ (عليه السَلامُ) أنّه قَالَ :

    ( مَا مِن عبدٍ كَظمَ غيظاً إلا زادَه اللهُ عَزّ وجَلّ عِزّاً في الدنيا والآخرة,

    وقد قاَل اللهُ تعالى: ( وَالْكاظِمِينَ الْغَيْظَ والْعافِينَ عَنِ النَّاسِ واللهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ ), وأثابه اللهُ مَكانَ غيظه ذلك ).

    :روضةُ المُتقين في شَرحِ مَن لا يَحضره الفقيهُ , المَجلسي الأول ,ج9,ص385.

    : الوصيّة الثانيةُ : - وتَجَاوَزْ عِنْدَ الْمَقْدَرَةِ - :

    : التجاوزُ هو الصفحُ والتنازلُ في بعضِ المَواردِ المَخصوصَةِ عن مَظلَمَةٍ يبتغي به وجَه اللهِ تعالى:

    والعفو والتجاوزُ مَمدوحٌ في مَواردَ مُعيّنةٍ , وفي مَواردَ أخرى ليس هو ممدوحاً ومنها :

    :1: إذا كان مُوجباً لتضييعِ حقوقِ الناسِ , كما في مواردِ القِصَاصِ والدّياتِ .

    :2: إذا كانَ مُوجباً لتعطيلِ حُكمٍ أو حقٍَّ من حقوقِ اللهِ تعالى .

    :3: إذا كانَ موجباً للإخلالِ بالنظام العامِ والمَصلحةِ الاجتماعيةِ العامةِ.

    :4: إذا كانَ موجباً لمَزيدٍ مِن تجري المُتَجَاوَزِ عنه في التجاوزِ على الآخرين.

    وعلى أساسِ ذلك ينبغي بنا أنْ نُحسِنَ تطبيقَ هذه الفضيلةِ في مَواردِها المَمدوحًةِ شرعاً وعقلا .

    : الوَصيّةُ الثالثةُ : - واحْلُمْ عِنْدَ الْغَضَبِ – :

    إنَّ الحِلُمَ عندَ الغضَبِ هو مَلَكَةٌ راقيّةٌ تُوجِبُ السَكينةَ والطمأنينةَ في النفسِ ,وبها يتحكمُ الإنسانُ بانفعالاته .

    و(سُئِلَ - أميرُ المُؤمنين, عَليه السَلامُ,- عَنِ الْخَيْرِ مَا هُوَ - فَقَالَ :

    لَيْسَ الْخَيْرُ أَنْ يَكْثُرَ مَالُكَ ووَلَدُكَ - ولَكِنَّ الْخَيْرَ أَنْ يَكْثُرَ عِلْمُكَ – وأَنْ يَعْظُمَ حِلْمُكَ )

    : نَهجُ البلاغةِ , تَحقيقُ ,د, صُبحي الصَالح ,ص 484.

    : الوصيّةُ الرابعةُ: – واصْفَحْ مَعَ الدَّوْلَةِ تَكُنْ لَكَ الْعَاقِبَةُ - :

    : بمعنى أنَّ مَن بيده مَقاليدُ القُدرَةِ والسلطةِ في الدولةِ فعليه أنْ يصفحَ قولاً وفعلاً وحالاً عَمّن دونِه وسِواه .

    وهذا ما يَضمِنُ له إنْ فَعلَ ذلك العاقبةَ الحسنةَ في الدنيا والآخرةِ.

    : الوصيّةُ الخامسَةُ: - واسْتَصْلِحْ كُلَّ نِعْمَةٍ أَنْعَمَهَا اللَّه عَلَيْكَ - :

    إنَّ صلاحَ النعمَةِ يتحققُ بالانتفاعِ الصحيحِ بها والاستعمالِ السليمِ لها .

    فالمَالُ نعمةٌ واستصلاحها يتمثلُ في توظيفها في المواردِ المُقررَةِ شرعاً وعقلاً ,

    بحيث يظهرُ أثرها على صاحبها وعائلته ومجتمعه ,

    لا أنْ تُستعملَ في مواردَ تضرُّ بالآخرين , أو تُصرَفَ في مَواردِ الفَسادِ والتبذيرِ .

    وكذلك نِعمَةُ المَقامِ والجَاهِ والسلطةِ فإنَّ استصلاحها ينبغي أنْ يكونَ في الدفاعِ عن المظلومين وتَحصيلِ حقوقِهم ,.

    وهكذا بقيةُ الِنعَمِ من نعمةِ العينِ والصحةِ وغيرها :

    قال تعالى:

    ((وَإِذْ تَأَذَّنَ رَبُّكُمْ لَئِنْ شَكَرْتُمْ لَأَزِيدَنَّكُمْ وَلَئِنْ كَفَرْتُمْ إِنَّ عَذَابِي لَشَدِيدٌ )),(7), إبراهيم.


    : الوصيّةُ السادسَةُ : – ولَا تُضَيِّعَنَّ نِعْمَةً مِنْ نِعَمِ اللَّه عِنْدَكَ – :

    : إنَّ تضييعَ النِعَمِ الإلهيّةِ إنما يكونُ بالإسرافِ والتبذيرِ والبُخلِ وعَدم ِشكرها ,مِمّا يَتسببُ في ذهابها وضياعها .

    : الوَصيّةُ السابعَةُ : - ولْيُرَ عَلَيْكَ أَثَرُ مَا أَنْعَمَ اللَّه بِه عَلَيْكَ - :

    : من صورِ شُكرِ النِعَمِ الإلهيّة هو التحديثُ بها وظهورها على حَالِ صاحبها , وعَدمُ التنكرِ لها , خوفاً من الحَسَدِ أو زوالها

    ,واستعمالها في مَواردِهَا الصَحيحةِ والمَشروعةِ .


    _________________________________________________

    :: قَبسٌ مِن خطبةِ الجُمعَةِ الأولى , والتي ألقاهَا سَماحةُ الشَيخ عَبد المَهدي الكَربَلائي

    , دَامَ عِزّه, الوكيل الشرعي للمَرجعيّةِ الدّينيّةِ الشَريفةِ في الحَرَمِ الحُسَيني المُقدّس ,

    اليومَ , التاسع عشر من شوال ,1438 هجري, الرابع عشَر من تموز,2017م.:::

    ________________________________________________

    - تَقريرُ – مُرْتَضَى عَلِي الحِلّي – النَجَفُ الأشْرَفُ – بتَصَرفٍ مني :

    _______________________________________________

  • #2
    الأخ الكريم
    ( مرتضى علي الحلي 12)
    بارك الله تعالى فيكم على هذا
    الموضوع القيم الاختيار الموفق
    جعله الله في ميزان حسناتكم
    تحياتي

    ولولا أبو طالب وأبنه * لما مثل الدين شخصا وقاما
    فذاك بمكة آوى وحامى * وهذا بيثرب جس الحماما

    فلله ذا فاتحا للهدى * ولله ذا للمعالي ختاما
    وما ضر مجد أبي طالب * جهول لغا أو بصير تعامى
    كما لا يضر إياب الصبا * ح من ظن ضوء النهار الظلاما

    [/CENTER]

    تعليق


    • #3
      حيّاكُم اللهُ أخي الكريم وتقديري لكم

      تعليق

      المحتوى السابق تم حفظه تلقائيا. استعادة أو إلغاء.
      حفظ-تلقائي
      Smile :) Embarrassment :o Big Grin :D Wink ;) Stick Out Tongue :p Mad :mad: Confused :confused: Frown :( Roll Eyes (Sarcastic) :rolleyes: Cool :cool: EEK! :eek:
      x
      يعمل...
      X