الكلام هو وسيلة الاتصال الاكثر شيوعا في عالمنا. حيث ان الافكار, المعلومات, الاخبار, و الاحداث قد وصلو الينا عن طريق الكلام على شكل حوارات و كتابات و رسومات. ولكن لأهل البيت ضوابط و نظريات بخصوص هذا الامر, حيث يقول أمير المؤمنين و يعسوب الدين "قِلة الكَلَامِ تَستُرُ العُيُوبَ، وَتُقَلّلُ الذُّنُوبَ"[1]. وايضا ورد عنه سلام الله عليه قال: "من كثر كلامه كثر خطأه"[2]. ومن هنا نستقي من يعسوب الدين و سيد البلاغة بأن الكلام الكثير لا يفيد بل يضير. و لذلك قدم أئمتنا اعظم الدروس الاخلاقية العظيمة من خلال عبارات قصيرة منها :
- عن ابي جعفر محمد الجواد عليه السلام : " لو سكت الجاهل ما اختلف الناس"{3}
صدق باب المراد و شمس العباد سلام الله عليه حيث ان الجاهل يتكلم فيما لا يعلم و يكثر الجدال الغي الهادف و هذه احد انواع البلاء الذي كانو يعاصرونه سلام الله عليهم و ما زلنا نعاني منه.
- عن الامام الحسن بن علي العسكري " ليس من الأدب إظهار الفرح عند المحزون " { 4}
وهنا ايضا نرى ان ابا الحجة عليهما السلام قد قدم لنا اروع صور الاحترام و المراعاة لمشاعر الاخرين و الاحساس بأحوالهم. فكم من شخص معسر او مريض او لم يرزق بالذرية و بهذه الاخلاق النبيلة التي يرسخها امامنا بنا أهتماما بقلوب هؤلاء خوفا عليها من الكسر و العصره.
- عن سيدة نساء العالمين فاطï»؟مة الزهراء عليها السلام " (الجار ثم الدار) { 5 }
ومن قد جسد الاحسان للجوار و اداء حقوقهم على اكمل وجهه كما جسدته ام الحسن سلام الله عليها. هذا درس واضح علينا استيعابه و تطبيقه لما فيه من فضيلة و شياع للمحبه و الاحترام و صيانة للحرمة و الاعراض. فكانت ام ابيها كوالدها تتورم قدماها في كثرة الدعاء و للجيران و لشيعتها. فسلام الله على بضعة المختار و حبيبة الكرار.
لمصادر :
1- غرر الحكم ودرر الكلم، عبد الواحد الآمدي التميمي، ح6090، ص223.
2- النور الساطع في الفقه النافع، الشيخ علي كاشف الغطاء، ج 2، ص5823- المصدر : كشف الغمة ج2 ص349
4- بحار الانوار ج75 ص374 ح28
5- أربعون حديث وأربعون رواية عن المعصومين وقبس من حياتهم (لكمال السيد)
تعليق