

من الله سبحانه و تعالى برحمته الواسعة التي شملت جميع الكائنات. فالانسان و غيره من سائر المخلوقات لا يستطيعون المضي لحظة دون العناية الاهية. و من اجلى ابواب رحمة الله عزوجل هم النبي الأكرم محمد صلى الله عليه و آله وسلم كما وصفه الرحمن في كتابه انه رحمة للعالمين. وكيف لا و هم من ينيرون دنيانا الغارقه في وحول الظلام بنور الكلم و ضياء المعارف و سراج المحبة. و من مظاهر تجلي انوارهم سلام الله عليهم هو الدروس الاجتماعية التي تمثل شريان العلاقات بين المؤمنين و غيرهم حتى انها لم تقتصر على المسلمين بل اشرقت كشمس ساطعة في سماء الانسانية للجميع. يقول أمير المؤمنين سلام الله عليه " نعم زاد المعاد الإحسان إلى العباد ". و من منطلق هذا الحديث قد اثرانا امامنا زين العابدين و سيد الساجدين علي بن الحسين عليهما السلام بكثير من المواعظ و الحكم التي من شأنها تنظيم علاقات الناس ببعضها و ترسيخ المحبة و المآخاة بينهم متمثلة في الصحيفة السجادية او كما تسمى " زبور آل محمد " . ففي مناجاة المطيعين ترسم كلماته الغراء اروع لوحات الاحسان و الاحترام بين الناس حينما قال " فَإنَّ الشُّكُوكَ وَالظُّنُونَ لَواقِحُ الْفِتَنِ، وَمُكَدِّرَةٌ لِصَفْوِ الْمَنآئِحِ وَالْمِنَنِ". فمن هذه العبارات العطرة نعرف ان الشك هو عدو الاخوة و سم افعى الكراهية و البغضاء بين العباد. فكم و كم فسدت علاقات بين الاصدقاء و الاخوان بل تعدى الحال لان يصل الشك الى هدم عش الزوجية بين المؤمنون و ازواجهم. ولكنه سلام الله عليه اعطانا الدواء لهذا الداء وقدمه لنا كاملا في رسالته للحقوق سلام الله عليه و المجال لا يسع ان نستعرضها لانها بحر متلاطم من العلوم و الحكم . ختاما, الاقتداء بأئمتنا سلام الله عليهم هو سبيل النجاة في هذه الدنيا المعججة بالمعضلات و الفتن و الهفوات و اختتم موضوعي بحديث لسيد الساجدين عليه اسلام " أبغض الناس إلى الله من يقتدي بسنة إمام ولا يقتدي بأعماله".
تعليق