يقع الكثير من الناس في خطأ كبير له عواقب وخيمة. و لكن ماهو هذا الخطأ ؟ البعض من الناس ينسج الاحاديث المختلفه و التي ربما لا تهدف الى شيء تحت مسمى النقاش و الحوار. و لكن للاسف ان الكثير من الاشخاص يقعون في وحل الانانية و التعصب و البذائه فيتحول بذلك الى خوار ! نعم احبتي فالحوار هو مشاركة وجهات مختلفة حول موضوع معين بهدف ترسيخ الفكره او تدعيمها او تضعيفها و انما هي ليست ساحة معركة بين المتحاورين حيث يتبارزون بوجهات النظر و الآراء المتلاطمة بغرض فرض الانتصار على اللآخر. و للحوار اسس و آداب يجب مراعاتها و من اهمها جوهر الحوار. يجب ان يكون الحوار بناءا هادفا بغرض افادة اطرافه المتحاوره, يقول المنعم المتفضل عز وجل " ادْعُ إِلَى° سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُم بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ بِمَن ضَلَّ عَن سَبِيلِهِ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ " {1}. في هذه الاية العظيمة يعلمنا الله سبحانه و تعالى كيف نتناقش مع بعضنا البعض و الدافع للنقاش ان يكون بالامر الحسن ليست بالامور التافهه و التعصبية و غيرها. ولابد ان تكون طريقة الحوار هادئه مطعمة بجواهر الحكمة و بقناديل النصيحة الحسنه التي تصبو الى تنوير العقول و الوصول الى الهدف المنشود . ولا شك بأن الصراخ و كثرة الشد و الجذب الغير هادف لا يصل بالمتحاورين الى نتيجة. فعن أمير المؤمنين عليه السلام " شدة الغضب تغير المنطق، وتقطع مادة الحجة، وتفرق الفهم"{2}. ولهذا لابد ان تكون الاجواء ساكنه لكي يتسنى للمتحاور و المستمع ان يجني ثمرة الحوار و الا فسيكون الامر بالنسبة للجميع سيغدو كساحة فوضى فلذلك يجب الاختيار بين الحوار او الخوار و الا لن نغدو افضل من الانعام حينما قال الله سبحانه " أَمْ تَحْسَبُ أَنَّ أَكْثَرَهُمْ يَسْمَعُونَ أَوْ يَعْقِلُونَ إِنْ هُمْ إِلَّا كَالْأَنْعَامِ بَلْ هُمْ أَضَلُّ سَبِيلًا " {3}.
دمتم في رعاية الله و في أمانة باب الحوائج
موسى بن جعفر الكاظم (ع)
المراجع و المصادر :
1- سورة النحل اية {125}
2- ميزان الحكمة، محمد الريشهري، ج 3، ص2265
3- سورة الفرقان اية {44}
تعليق