استحباب زيارة الحسين 7 في الأربعين
أقول : رجاله ثقات إلاّ سعدان بن مسلم ومحمّد بن علي بن معمر ، ولقد ذكر البعض تسرّعاً : أنّ سعدان مهمل ؛ ليست له ترجمة في مصادر الرجال الأم ، وهذا لعمر الله في غاية العجب ومنتهى المجازفة ؛ إذ كيف يكون مثله مهملاً وقد ترجم له كلّ من الشيخ الطوسي في الفهرست والنجاشي في رجاله باعتباره من أصحاب الكتب ، علاوة على أنّهما لم يطعنا عليه بأيّ شيء؟!.ناهيك عن إكثار الأجلّة عنه في مصادر الحديث الأربعة . وعدا هذا وذاك فسعدان من رواة علي بن إبراهيم في تفسيره ، وابن قولويه في كامله ؛ فالقول بوثاقته عندنا هو الأظهر الأقوى على ذلك ، ونلفت النظر إلى أنّه ذُكر في بعض المصادر بإسم عبد الرحمن بن مسلم ، كما ننبّه إلى أنّه من تلامذة أبي بصير بل قد كان قائده ملازماً له .أمّا محمّد بن علي بن معمر ، فهو أبو الحسين الكوفي يلقب بصاحب الصبيحي ، ومحمّد هذا من مشايخ الإجازة ، علاوة على أنّه من مشايخ الكليني ، لم يليّن بأيّ شيء ، وقد تقدّم أنّ جماعة من العلماء بنوا على وثاقة مشايخ الإجازة ، فلاحظ .وعليه فالسند لا يخلو من قوّة ، خاصّة مع عدم المعارض ؛ وربما يشهد لذلك أنّ طريق الشيخ الطوسي إلى كتاب سعدان صحيح في الفهرست وإن كان فيه ابن أبي جيّد ؛ لأنّه ثقة على الأظهر ، وكذلك فإنّ طريق الشيخ الطوسي إلى كتاب صفوان بن مهران ، صحيح في الفهرست ، فتأمّل في هذا ؛ فلعلّ في هذا بعض القرينة .ولا ننسى أنّها منجبرة بعمل العلماء ؛ فلقد أفتى الشيخ الطوسي بها قائلاً : وفي اليوم العشرين من صفر كان رجوع حرم سيدنا أبي عبد الله الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام من الشام إلى مدينة الرسول صلى الله عليه وآله ، وهو اليوم الذي ورد فيه جابر بن عبد الله بن حرام الأنصاري ، صاحب رسول الله صلى الله عليه وآله ، ورضي عنه ، من المدينة إلى كربلاء لزيارة قبر أبي عبد الله عليه السلام ، فكان أوّل من زاره من الناس ، ويستحب زيارته عليه السلام فيه وهي زيارة الأربعين([3]). وساق ما تقدّم من رواية سعدان سنداً ومتناً ، وعلى هذا فقهاء الإماميّة ..
([1]) تهذيب الأحكام (الطوسي) 6 : 52 / 122 .
([2]) تهذيب الأحكام (الطوسي) 6 : 113 / 201 .
([3]) مصباح المتهجّد (الطوسي) : 787 .