(صلاةُ الماءِ والقمح)
أحمد الخيّال
يسمُو كأنّ صلاةَ الغيمِ ترسمُهُ |
|
|
سماؤُها البسملاتُ البيضُ تلثمُهُ |
محمّلاً وطناً تغفُو سنابلُهُ |
|
|
على مباسمِ حقلٍ كان يحلُمُهُ |
يرتّبُ الليلَ آياتٍ يرتّلُها |
|
|
كمنْ يدقُّ ولا بابٌ تكلّمُهُ |
أبو ترابٍ أميرُ الحقِّ نبعُ هدى |
|
|
يمناه مُعطِيةٌ والجودُ مَغرَمُهُ |
لا نايَ دمعٍ يُغيثُ القمحَ شهقتُه |
|
|
ولا ندىً ينسجُ المحرابَ أنجمُهُ |
أعادَ للرملِ لوحَ الماءِ مُقتبِساً |
|
|
نهراً يفيضُ قُرىً والجرفُ مَبسمُهُ |
تناسلَ السعفُ من إيمانِ نخلتِه |
|
|
تهزُّ كوفتَهُ العذراءَ مريمُهُ |
نهارُ طلعتهِ الغرّاءِ صومعةٌ |
|
|
وصمتُ دمعتهِ البيضاءِ تفهمُهُ |
الله قال: عليٌّ ظلُّ خيمتِنا |
|
|
ومن عساهُ تغاضى، كيف يكتمُهُ؟ |
من ألفِ عامٍ مسيرُ الماءِ يقطنُهُ |
|
|
وحياً ومن رئةِ الأمواجِ موسمُهُ |
هو انتظارُ حكاياتٍ مؤجَّلةٍ |
|
|
يقصُّها لو دجى ليلٌ متيّمُهُ |
كان اخضرارَ سُلالاتٍ يُؤرجحُه |
|
|
نحو الشُروقِ ضياءٌ هلَّ برعمُهُ |
ما جفَّ قلبٌ وما تاهتْ مناهِلُه |
|
|
مُذ أن تفجّرَ في الوجدانِ زمزمُهُ |
وَليُّنا قبسٌ إنْ نصْطليهِ هدىً |
|
|
فكيف لا؟ وحبيبُ الربِّ مُلهمُهُ |
فما تجلّى وما أسرى لغيرِ ندىً |
|
|
بِراقُهُ النورُ والإيمانُ مَقدمُهُ |
إذا تخطّى تتيهُ الحربُ فازعةً |
|
|
إنْ تَشْتَجِرْ يَصطخبْ فالعزُّ مُضرِمُهُ |
قلبٌ تسامى بحبِّ اللهِ نبضُ فتىً |
|
|
بين المشارقِ والأنوارِ مَحرمُهُ |
لا تدري أيَّ صفاتِ اللهِ جسّدَها |
|
|
فأيُّما صفةٍ لو تبدو أعظمُهُ |
نهارُ ليلهِ خوفُ اللهِ يسكنُهُ |
|
|
وفي التسابيحِ أنهارٌ تُتَرجِمُهُ |
صباحُ سجدتِهِ السمراءِ ساقيةٌ |
|
|
وقمحُ كفَّيهِ لو يدعو سيُطعِمُهُ |
هذا إمامي مدارُ الحقِّ مصدرُه |
|
|
معناه حيدرُ والقرآنُ معجمُهُ |
عطرُ النبيِّ، شذاهُ من ولايتِهِ، |
|
|
وصيُّهُ المرتضى جبريلُ يخدمُهُ |
صراطُنا والمَدى زلَّتْ شواهدُهُ |
|
|
والصدقُ أنّى سرى ما قائلٌ فمُهُ |
بين المساكينِ مهمومٌ وذو وجعٍ |
|
|
وآهةٌ تلتظي والجوفُ مأْتمُهُ |
والخبزُ يحلُمُ في إيناسِ دعوتِهِ |
|
|
يغضُّ طرفاً وعزُّ الجُوعِ توأَمُهُ |
هذا أميري عليٌّ نبضُ قافيتي |
|
|
وبسملاتُ نُذوري حينَ أَختِمُهُ |
لولاه لا كونَ يسمُو في الرؤى أبداً |
|
|
فهو الحقيقةُ والإيمانُ سلَّمُهُ |
تعليق