بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله ربّ العالمين والصلاة والسلام على محمّد وآله الطيبين الطاهرين واللعن الدائم على أعدائهم أجمعين إلى قيام يوم الدين
حدّثني الشيخ العالم الثقة الثبت الشيخ حسن ابن العلاّمة الشيخ محسن ابن العلاّمة الشيخ شريف آل الشيخ المقدّس، صاحب الجواهر (قدس سره)، عن حاج منيشد ابن سلمان آل حاج عبودة، من أهل الفلاحيّة، وكان ثقة في النقل، عارفاً بصيراً، شاهد الكرامة بنفسه، قال:
كان رجل من عشيرة البراجعة يسمّى (مخيلف) مصاباً بمرض في رجليه، وطال ذلك حتّى يبستا وصارتا في رفع الأصبع، وبقي على هذا ثلاث سنين، وشاهده الكثير من أهل المحمّرة، وكان يحضر الأسواق ومجالس عزاء الحسين (عليه السلام)، ويستعين بالناس، وهو يزحف على إليتيه ويديه، وقد عجز عن المباشرة ويئس.
وكان للشيخ خزعل بن جابر الكعبي في المحمّرة (حسينية) يقيم فيها عزاء الحسين (عليه السلام) في العشرة الأولى من المحرم، ويحضر هناك خلق كثير، حتّى النساء يجلسن في الطابق الأعلى من الحسينية، والعادة المطردة في تلك البلاد ونواحيها أنّ (الخطيب النائح) إذا وصل في قراءته إلى الشهادة قام أهل المجلس يلطمون بلهجات مختلفة، وهكذا النساء في اليوم السابع من المحرم كان المتعارف أن تذكر مصيبة أبي الفضل العبّاس، وهذا الرجل أعني (مخيلف) يأتي الحسينية (ويجلس تحت المنبر لأنّ رجليه ممدودتان) ، وحينما وصل الخطيب إلى ذكر المصيبة أخذت الحالة المعتادة من في المجلس رجالاً ونساءً، وبينا هم على هذا الحال إذ يرون ذلك المصاب بالزمانة في رجليه (مخيلف) واقفاً معهم يلطم، ولهجته: " أنا مخيلف قيّمني العبّاس ".
وبعد أن تبيّن الناس هذه الفضيلة من أبي الفضل تهافتوا عليه وخرّقوا ثيابه للتبرّك بها، وازدحموا عليه يقبّلون رأسه ويديه، فأمر الشيخ خزعل غلمانه أن يرفعوه إلى إحدى الغرف ويمنعوا الناس عنه، وصار ذلك اليوم في المحمّرة أعظم من اليوم العاشر من المحرّم، وصار البكاء والعويل والصراخ من الرجال، وأمّا النساء فمنهنّ من تهلهل، وأُخرى تصرخ، وغيرها تلطم.
وذكر لي ملاّ عبد الكريم الخطيب من أهل المحمّرة، وكان حاضراً وقت الحديث، أنّ الشيخ خزعل في كُلِّ يوم يصنع طعاماً لأهل المجلس في الظهر، وفي ذلك اليوم تأخّر الغداء إلى الساعة التاسعة من النهار لبكاء الناس وعويلهم.
وقال العلاّمة الشيخ حسن المذكور: ثُمّ إنّه سُئل مخيلف عمّا رآه وشاهده؟ فقال: بينا الناس يلطمون على العبّاس أخذتني سنة وأنا تحت المنبر، فرأيت رجلاً جميلاً طويل القامة، على فرس أبيض عال في المجلس وهو يقول: يا مخيلف لِمَ لا تلطم على العبّاس مع الناس؟
فقلت له: يا أغاتي لا أقدر وأنا بهذا الحال.
فقال لي: قم والطم على العبّاس!
قلت له: يا مولاي أنا لا أقدر على القيام.
فقال لي: قم والطم!
قلت له: يا مولاي أعطني يدك لأقوم؟
فقال: " أنا ما عندي يدين "!
فقلت له: كيف أقوم؟
قال: الزم ركاب الفرس وقم، فقبضت على ركاب الفرس وأخرجني من تحت المنبر وغاب عنّي، وأنا في حالة الصحة، وعاش سنتين أو أكثر ومات.
وحدّثني المهذّب الكامل ميرزا عباس الكرماني أنّه تعسّرت عليه حاجة، فقصد أبا الفضل واستجار بضريحه، فما أسرع أن فتحت له باب الرحمة وعاد بالمسرّة بعد اليأس مدّة طويلة فأنشأ:
أبا الفضل إنّي جئتكَ اليومَ سائلاً … لتيسير ما أرجو فأنتَ أُخو الشبلِ
فلا غروَ إن أسعفتَ مثْلي بائِساً … لأنّكَ للحاجات تُدعى أبو الفضلِ
هذا ما أردنا إثباته من الكرامات، وهو قطرة من بحر، فإنّ الإتيان عليها كُلِّها يحتاج إلى مجلّد كبير ; لأنّ اللّه سبحانه منح (حامي الشريعة) جزيل الفضل، وأجرى عليه من الفيض الأقدس ما لم يحوه بشر غير الأنبياء المقرّبين والأئمة المعصومين، جزاءً لذلك الموقف الباهر الذي لم يزل يرنّ رجع صداه المؤلم في مسامع القرون والأجيال، مذكّراً بما أبداه أبو الفضل من إباء وشمّم وكر وإقدام، وتضحية دون الشّرع القويم.
الحمد لله ربّ العالمين والصلاة والسلام على محمّد وآله الطيبين الطاهرين واللعن الدائم على أعدائهم أجمعين إلى قيام يوم الدين
حدّثني الشيخ العالم الثقة الثبت الشيخ حسن ابن العلاّمة الشيخ محسن ابن العلاّمة الشيخ شريف آل الشيخ المقدّس، صاحب الجواهر (قدس سره)، عن حاج منيشد ابن سلمان آل حاج عبودة، من أهل الفلاحيّة، وكان ثقة في النقل، عارفاً بصيراً، شاهد الكرامة بنفسه، قال:
كان رجل من عشيرة البراجعة يسمّى (مخيلف) مصاباً بمرض في رجليه، وطال ذلك حتّى يبستا وصارتا في رفع الأصبع، وبقي على هذا ثلاث سنين، وشاهده الكثير من أهل المحمّرة، وكان يحضر الأسواق ومجالس عزاء الحسين (عليه السلام)، ويستعين بالناس، وهو يزحف على إليتيه ويديه، وقد عجز عن المباشرة ويئس.
وكان للشيخ خزعل بن جابر الكعبي في المحمّرة (حسينية) يقيم فيها عزاء الحسين (عليه السلام) في العشرة الأولى من المحرم، ويحضر هناك خلق كثير، حتّى النساء يجلسن في الطابق الأعلى من الحسينية، والعادة المطردة في تلك البلاد ونواحيها أنّ (الخطيب النائح) إذا وصل في قراءته إلى الشهادة قام أهل المجلس يلطمون بلهجات مختلفة، وهكذا النساء في اليوم السابع من المحرم كان المتعارف أن تذكر مصيبة أبي الفضل العبّاس، وهذا الرجل أعني (مخيلف) يأتي الحسينية (ويجلس تحت المنبر لأنّ رجليه ممدودتان) ، وحينما وصل الخطيب إلى ذكر المصيبة أخذت الحالة المعتادة من في المجلس رجالاً ونساءً، وبينا هم على هذا الحال إذ يرون ذلك المصاب بالزمانة في رجليه (مخيلف) واقفاً معهم يلطم، ولهجته: " أنا مخيلف قيّمني العبّاس ".
وبعد أن تبيّن الناس هذه الفضيلة من أبي الفضل تهافتوا عليه وخرّقوا ثيابه للتبرّك بها، وازدحموا عليه يقبّلون رأسه ويديه، فأمر الشيخ خزعل غلمانه أن يرفعوه إلى إحدى الغرف ويمنعوا الناس عنه، وصار ذلك اليوم في المحمّرة أعظم من اليوم العاشر من المحرّم، وصار البكاء والعويل والصراخ من الرجال، وأمّا النساء فمنهنّ من تهلهل، وأُخرى تصرخ، وغيرها تلطم.
وذكر لي ملاّ عبد الكريم الخطيب من أهل المحمّرة، وكان حاضراً وقت الحديث، أنّ الشيخ خزعل في كُلِّ يوم يصنع طعاماً لأهل المجلس في الظهر، وفي ذلك اليوم تأخّر الغداء إلى الساعة التاسعة من النهار لبكاء الناس وعويلهم.
وقال العلاّمة الشيخ حسن المذكور: ثُمّ إنّه سُئل مخيلف عمّا رآه وشاهده؟ فقال: بينا الناس يلطمون على العبّاس أخذتني سنة وأنا تحت المنبر، فرأيت رجلاً جميلاً طويل القامة، على فرس أبيض عال في المجلس وهو يقول: يا مخيلف لِمَ لا تلطم على العبّاس مع الناس؟
فقلت له: يا أغاتي لا أقدر وأنا بهذا الحال.
فقال لي: قم والطم على العبّاس!
قلت له: يا مولاي أنا لا أقدر على القيام.
فقال لي: قم والطم!
قلت له: يا مولاي أعطني يدك لأقوم؟
فقال: " أنا ما عندي يدين "!
فقلت له: كيف أقوم؟
قال: الزم ركاب الفرس وقم، فقبضت على ركاب الفرس وأخرجني من تحت المنبر وغاب عنّي، وأنا في حالة الصحة، وعاش سنتين أو أكثر ومات.
وحدّثني المهذّب الكامل ميرزا عباس الكرماني أنّه تعسّرت عليه حاجة، فقصد أبا الفضل واستجار بضريحه، فما أسرع أن فتحت له باب الرحمة وعاد بالمسرّة بعد اليأس مدّة طويلة فأنشأ:
أبا الفضل إنّي جئتكَ اليومَ سائلاً … لتيسير ما أرجو فأنتَ أُخو الشبلِ
فلا غروَ إن أسعفتَ مثْلي بائِساً … لأنّكَ للحاجات تُدعى أبو الفضلِ
هذا ما أردنا إثباته من الكرامات، وهو قطرة من بحر، فإنّ الإتيان عليها كُلِّها يحتاج إلى مجلّد كبير ; لأنّ اللّه سبحانه منح (حامي الشريعة) جزيل الفضل، وأجرى عليه من الفيض الأقدس ما لم يحوه بشر غير الأنبياء المقرّبين والأئمة المعصومين، جزاءً لذلك الموقف الباهر الذي لم يزل يرنّ رجع صداه المؤلم في مسامع القرون والأجيال، مذكّراً بما أبداه أبو الفضل من إباء وشمّم وكر وإقدام، وتضحية دون الشّرع القويم.
تعليق