فقد جاء في وصايا رسول الله صلّى الله عليه وآله لأبي ذر:
( يَا أبَا ذَرٍّ، وَيْلٌ لِلَّذي يُحَدِّثُ فَيَكْذِبُ لِيُضْحِكَ بِهِ القَوْمَ، وَيْلٌ لَهُ، وَيْلٌ لَهُ )
فالكذب نهى عنه الإسلام الحنيف ولو كان الإنسان مازحا؛ لأن الإنسان إذا كذب مازحا استسهل بعد ذلك الكذب جادا، لهذا يقول كما في صحيح الجامع من حديث أبي أمامة: (أنا زعيم بيت في وسط الجنة لمن ترك الكذب ولو كان مازحا) ، ومعنى (أنا زعيم)) أي: أنا ضامن لهذا البيت، فبيت في وسط الجنة لمن ترك الكذب في كل أحواله حتى في المزاح، وهذا البيت الضامن له رسول الله الذي لا ينطق عن الهوى، فما أعظمه من ضمان، وما أعظمه من ضامن، وما أعظمه من بيت.
وقال (صلى الله عليه وآله) رأيت كأن رجلا جاءني فقال لي: قم، فقمت معه فإذا أنا برجلين أحدهما قائم والآخر جالس، وبيد القائم كلوب من حديد يلقمه في شدق الجالس فيجذبه حتى يبلغ كاهله، فيلقمه الجانب الآخر فيمده، فإذا مده رجع الآخر كما كان، للذي أقامني: ما هذا؟ فقال: هذا رجل كذاب، يعذب في قبره إلى يوم القيامة
قال الشاعر :
لا يكذب المرء إلا من مهانته ... أو فِعْلِهِ السوءَ أو مِن قلةِ الأدبِ
لَبَعْضُ جيفة كلبٍ خير رائحة ... من كِذبة المرء في جِدٍّ وفي لعبِ
فإياك والكذب؛ فإنه مَهْواة .. وعليك بالصدق؛ فإنه منجاة:
عليك بالصدق ولو أنه .. أحرقك الصدق بنار الوعيدْ
وابغ رضا المولى فأغبى الورى ... مَن أسخط المولى وأرضى العبيدْ
وقال أخر :
إذا ما المرء أخطأه ثلاث فبعه ولو بكف من رماد
سلامة صدره والصدق منه وكتمان السرائر في الفؤاد
الكذبُ عارٌ وخيرُ القول أصدقُهُ ... والحَقَّ ما مسَّه من باطلٍ زهقا
وقال آخر:
الكذب مرديك وإن لم تخف ... والصدق منجيك على كل حال
فانطق بما شئت تجد غبه ... لم تبتخس وزنة مثقال
وقال آخر:
إِن الكريمَ إِذا ما كانَ ذا كذبٍ ... شانَ التكرمَ منه ذلكَ الكذبُ
الصدقُ أفضلُ شيءٍ أنت فاعلهُ ... لا شيءَ كالصدقِ لا فخرٌ ولا حسبُ
وقال آخر:
إِذا عرف الكذابُ بالكذبِ لم يزلْ ... لدى الناسِ كذباً وإِن كان صادقاً
ومن آفةِ الكذابِ نسيانُ كذبهِ ... وتلقاهُ ذا حَفِظ إِذا كان صادقاً
كذبتَ ومن يكذبْ فإِن جزاءَه ... إِذا ما أتى بالصدقِ أن لا يُصَدَّقا
وقال آخر:
الكذبُ راقَكَ أنه متجملٌ ... والصدقُ ساءكَ أنه عريانُ
من ساءَ من مرضٍ عضالٍ طبعهُ ... يستقبحُ الأيامَ وهي حسانُ ...
وقال أعرابي لابنه وقد سمعه يكذب: يا بني، عجبت من الكذاب المشيد بكذبه، وإنما يدل على عيبه، ويتعرض للعقاب من ربه؛ فالآثام له عادة، والأخبار عنه متضادة، إن قال حقا لم يصدق، وإن أراد خيرا لم يوفق، فهو الجاني على نفسه بفعاله، والدال على فضيحته بمقاله. فما صح من صدقه نسب إلى غيره، وما صح من كذب غيره نسب إليه، فهو
كما قال الشاعر:
حسب الكذوب من المها ... نة بعض ما يحكى عليه
ما إن سمعت بكذبة ... من غيره نسبت إليه
و قالوا :
في الكذب (الكذب جماع كل شر و أصل كل ذم لسوء عاقبته و خبث نتائجه لأنه ينتج النميمة،
و النميمة تنتج البغضاء و البغضاء تؤول إلى العداوة،
و ليس مع العداوة أمن و لا راحة) .
وهذه قصة بسيطة عن الكذب فيها العظة والعبرة
يقال كان مدير أحدى المؤسسات أراد أن يختبر
العمال في المؤسسة التي يديرها
وقف ذات يوم في الاجتماع السنوي لموظفي المؤسسة وقال لهم:
(أمام كل منكم علبة فيها بذرة. أريد منكم أن يأخذ كل واحد منكم البذرة الخاصة به ويزرعها بطريقته الخاصة على أن يعتني بها ويعرضها أمامنا في الاجتماع القادم من السنة القادمة. ومن ستكون نبتته الأفضل سيربح مكافأة كبيرة من الشركة).
مرت السنة بسرعة واجتمع الموظفون ومع كل منهم الوعاء الذي زرع فيه البذرة التي رباها طوال عام. إلا أن واحداً من بين الموظفين كان يقف بجوار وعائه المليء بالتربة والذي لا يحتوي على أي نبتة بينما تعلو وجهه علامات الخجل والإحساس بالفشل.
طلب المدير من هذا الموظف التقدم بوعائه وسأله:
(لماذا لم تزرع البذرة التي أعطيتك إياها العام الماضي؟)، فقال الموظف:
( لقد حاولت أن أزرع البذرة التي تسلمتها العام الماضي، ورغم أني أمارس هواية الزراعة وأزعم أنني على دراية بطرق الزراعة المختلفة إلا أن البذرة لم تنبت، وحتى الآن لا أدري ما هي المشكلة).
عندها قال المدير مخاطباً الموظفين:
(الآن أعلن لكم الفائز.. إنه هذا الموظف الذي لم يزرع شيئاً).
اندهش الحاضرون من هذا القرار قبل أن يستكمل المدير حديثه قائلاً:
(إن البذرة التي أعطيتكم إياها العام الماضي كانت مطبوخة، بمعنى أنها لن تنبت مرة أخرى. وكان حرصكم على نيل الجائزة الموعودة قد دفعكم للكذب علي وعلى أنفسكم واستبدال البذرة بأخرى. أما هذا الموظف فالآن أعلن أنه أصبح نائباً للمدير لأنه كان صادق ولم يكذب من أجل الجائزة ).
( يَا أبَا ذَرٍّ، وَيْلٌ لِلَّذي يُحَدِّثُ فَيَكْذِبُ لِيُضْحِكَ بِهِ القَوْمَ، وَيْلٌ لَهُ، وَيْلٌ لَهُ )
فالكذب نهى عنه الإسلام الحنيف ولو كان الإنسان مازحا؛ لأن الإنسان إذا كذب مازحا استسهل بعد ذلك الكذب جادا، لهذا يقول كما في صحيح الجامع من حديث أبي أمامة: (أنا زعيم بيت في وسط الجنة لمن ترك الكذب ولو كان مازحا) ، ومعنى (أنا زعيم)) أي: أنا ضامن لهذا البيت، فبيت في وسط الجنة لمن ترك الكذب في كل أحواله حتى في المزاح، وهذا البيت الضامن له رسول الله الذي لا ينطق عن الهوى، فما أعظمه من ضمان، وما أعظمه من ضامن، وما أعظمه من بيت.
وقال (صلى الله عليه وآله) رأيت كأن رجلا جاءني فقال لي: قم، فقمت معه فإذا أنا برجلين أحدهما قائم والآخر جالس، وبيد القائم كلوب من حديد يلقمه في شدق الجالس فيجذبه حتى يبلغ كاهله، فيلقمه الجانب الآخر فيمده، فإذا مده رجع الآخر كما كان، للذي أقامني: ما هذا؟ فقال: هذا رجل كذاب، يعذب في قبره إلى يوم القيامة
قال الشاعر :
لا يكذب المرء إلا من مهانته ... أو فِعْلِهِ السوءَ أو مِن قلةِ الأدبِ
لَبَعْضُ جيفة كلبٍ خير رائحة ... من كِذبة المرء في جِدٍّ وفي لعبِ
فإياك والكذب؛ فإنه مَهْواة .. وعليك بالصدق؛ فإنه منجاة:
عليك بالصدق ولو أنه .. أحرقك الصدق بنار الوعيدْ
وابغ رضا المولى فأغبى الورى ... مَن أسخط المولى وأرضى العبيدْ
وقال أخر :
إذا ما المرء أخطأه ثلاث فبعه ولو بكف من رماد
سلامة صدره والصدق منه وكتمان السرائر في الفؤاد
الكذبُ عارٌ وخيرُ القول أصدقُهُ ... والحَقَّ ما مسَّه من باطلٍ زهقا
وقال آخر:
الكذب مرديك وإن لم تخف ... والصدق منجيك على كل حال
فانطق بما شئت تجد غبه ... لم تبتخس وزنة مثقال
وقال آخر:
إِن الكريمَ إِذا ما كانَ ذا كذبٍ ... شانَ التكرمَ منه ذلكَ الكذبُ
الصدقُ أفضلُ شيءٍ أنت فاعلهُ ... لا شيءَ كالصدقِ لا فخرٌ ولا حسبُ
وقال آخر:
إِذا عرف الكذابُ بالكذبِ لم يزلْ ... لدى الناسِ كذباً وإِن كان صادقاً
ومن آفةِ الكذابِ نسيانُ كذبهِ ... وتلقاهُ ذا حَفِظ إِذا كان صادقاً
كذبتَ ومن يكذبْ فإِن جزاءَه ... إِذا ما أتى بالصدقِ أن لا يُصَدَّقا
وقال آخر:
الكذبُ راقَكَ أنه متجملٌ ... والصدقُ ساءكَ أنه عريانُ
من ساءَ من مرضٍ عضالٍ طبعهُ ... يستقبحُ الأيامَ وهي حسانُ ...
وقال أعرابي لابنه وقد سمعه يكذب: يا بني، عجبت من الكذاب المشيد بكذبه، وإنما يدل على عيبه، ويتعرض للعقاب من ربه؛ فالآثام له عادة، والأخبار عنه متضادة، إن قال حقا لم يصدق، وإن أراد خيرا لم يوفق، فهو الجاني على نفسه بفعاله، والدال على فضيحته بمقاله. فما صح من صدقه نسب إلى غيره، وما صح من كذب غيره نسب إليه، فهو
كما قال الشاعر:
حسب الكذوب من المها ... نة بعض ما يحكى عليه
ما إن سمعت بكذبة ... من غيره نسبت إليه
و قالوا :
في الكذب (الكذب جماع كل شر و أصل كل ذم لسوء عاقبته و خبث نتائجه لأنه ينتج النميمة،
و النميمة تنتج البغضاء و البغضاء تؤول إلى العداوة،
و ليس مع العداوة أمن و لا راحة) .
وهذه قصة بسيطة عن الكذب فيها العظة والعبرة
يقال كان مدير أحدى المؤسسات أراد أن يختبر
العمال في المؤسسة التي يديرها
وقف ذات يوم في الاجتماع السنوي لموظفي المؤسسة وقال لهم:
(أمام كل منكم علبة فيها بذرة. أريد منكم أن يأخذ كل واحد منكم البذرة الخاصة به ويزرعها بطريقته الخاصة على أن يعتني بها ويعرضها أمامنا في الاجتماع القادم من السنة القادمة. ومن ستكون نبتته الأفضل سيربح مكافأة كبيرة من الشركة).
مرت السنة بسرعة واجتمع الموظفون ومع كل منهم الوعاء الذي زرع فيه البذرة التي رباها طوال عام. إلا أن واحداً من بين الموظفين كان يقف بجوار وعائه المليء بالتربة والذي لا يحتوي على أي نبتة بينما تعلو وجهه علامات الخجل والإحساس بالفشل.
طلب المدير من هذا الموظف التقدم بوعائه وسأله:
(لماذا لم تزرع البذرة التي أعطيتك إياها العام الماضي؟)، فقال الموظف:
( لقد حاولت أن أزرع البذرة التي تسلمتها العام الماضي، ورغم أني أمارس هواية الزراعة وأزعم أنني على دراية بطرق الزراعة المختلفة إلا أن البذرة لم تنبت، وحتى الآن لا أدري ما هي المشكلة).
عندها قال المدير مخاطباً الموظفين:
(الآن أعلن لكم الفائز.. إنه هذا الموظف الذي لم يزرع شيئاً).
اندهش الحاضرون من هذا القرار قبل أن يستكمل المدير حديثه قائلاً:
(إن البذرة التي أعطيتكم إياها العام الماضي كانت مطبوخة، بمعنى أنها لن تنبت مرة أخرى. وكان حرصكم على نيل الجائزة الموعودة قد دفعكم للكذب علي وعلى أنفسكم واستبدال البذرة بأخرى. أما هذا الموظف فالآن أعلن أنه أصبح نائباً للمدير لأنه كان صادق ولم يكذب من أجل الجائزة ).
تعليق