بسم الله الرحمن الرحيم
والصلاة والسلام على محمد واله الطيبين الطاهرين
ليس من الغريب أنْ يعشق أحدهم مولاه صاحب العصر والزمان، إذ هو مظهر للجمال الإلهي بما للكلمة من معنى..
وهذا العشق قد يجعل المؤمن يهيم في حبه، ولا يقرّ له قرار لفراقه.
ولكن، هل يصح أنْ يصل العشق بالمؤمنة إلى أنْ تترك الزواج، بحجة أنّها ترغب بالزواج بالإمام المهدي (عجل الله تعالى فرجه) لتكون له زوجة وديعة وخادمة مطيعة؟
الجواب:
إنّ هذا، وبدون أدنى شك، لا يصح، وذلك للأسباب التالية:
أولاً: إنّ الترغيب بالزواج مطلقٌ في الروايات الشريفة، لم يُستثن منه زمن دون آخر، ولا فرد دون آخر..
وبالتالي فالرغبة عن الزواج بحجة انتظار الزواج بالمهدي (عليه السلام) خلاف سنة النبي الأكرم (صلى الله عليه وآله)، إذ لا سبيل إلى اللقاء به (عجل الله تعالى فرجه) فضلاً عن الزواج منه.
وهذا يعني أنّه لا ضمان لكون هذا التصرف مرضياً للإمام المهدي (عجل الله تعالى فرجه)..
ولا شك أنّ تزوّج الفتاة فيه إحياء لسنة النبي الأكرم (صلى الله عليه وآله)، فيكون مضمون المحبوبية له (عليه السلام).
وأيُّ عاقل يمكن أنْ يترك المضمون لأجل غير المضمون!؟
ثانياً: وماذا لو انتظرت الكثير من النسوة هذا الأمر!
ماذا لو نذرت الكثير من الفتيات أنفسهن للزواج به (عليه السلام)!؟
سوف تتعطل حياة كثير منهن، وحتى لو صحّ أنْ يتزوج المهدي بإحداهن، ولكن ما مصير الأخريات!
إنّ هذا الأمر يؤدي إلى الكثير من السلبيات، ومنها تعطيل إقامة أُسر مهدوية، وبالتالي سوف نخسر العديد من الفرص لتجهير منتظرين ممهدين للإمام المهدي (عليه السلام).
ثالثاً: ولو صحّ هذا الأمر، لكن ما هو الأمر الذي يضمن ظهور المهدي (عليه السلام) في حياة هذه الفتاة أو تلك؟
وقد تقول إحداهن: حتى لو لم أُدرك ظهوره، فسأكون من الراجعات زمن ظهوره!
ولكن ما الذي يضمن تأهلها لتكون من الراجعات؟
وحتى لو رجعت، فما هو الضمان لاختيار المهدي لها لتكون زوجة له؟
وهكذا لو ظهر (عليه السلام) في حياتها، فما هو الأمر الذي يضمن اختيار المهدي لها لتكون زوجة له؟
ثم ما هو الضمان لكون هذه الفتاة مؤهلة لتكون زوجة له (عليه السلام)؟
إنّ كل هذه الاسئلة تعني أنّ امتناع الفتاة عن الزواج بتلك الحجة، هو تفكير غير منطقي، وهو إلى الجنون أقرب منه إلى العقل.
رابعاً: إنّ المطلوب منا في زمن غيبة الإمام المهدي (عجل الله تعالى فرجه) كما هو صريح الروايات الشريفة، هو انتظاره الحركي، أي العمل على تمهيد الأرضية المناسبة للظهور، وكل فرد من موقعه..
ولا شك أنّ تعطيل المرأة نفسها عن الزواج لا يدخل تحت أي مفردة من مفردات الانتظار..
بل إنّ الانتظار منها يقتضي أنْ تتزوج وتكوّن أسرة، وتعمل على تربية أولادها تربية مهدوية، لتجعل منهم أنواراً يضيئون طريق التمهيد للظهور المبارك.
إنّ زواجها وتربيتها لأولادها تربيةً مهدوية، يحصد نتائج مزدوجة، تضمن لها إحراز نصف دينها، ويضمن للمجتمع إنتاج أفرادٍ يعملون على الإصلاح تمهيداً للظهور المبارك.
فيتحقق بذلك منها مفهوم الانتظار بمعناه الصحيح.
خامساً: وقد يكون هذا التصرف محرماً على الفتاة، خصوصاً إذا استلزم معصية الأبوين أو أحدهما وأذيتهما من جهة شفقتهما عليها لعدم زواجها
إذ لا شك أنّ هذا إضرار بنفسها، وهو ما يؤذي أبويها، والذي يدّعي انتظار مولاه وعشقه، لا بد أنْ يمتثل لقول الله تعالى:
(وَقَضَى رَبُّكَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا إِمَّا يَبْلُغَنَّ عِنْدَكَ الْكِبَرَ أَحَدُهُمَا أَوْ كِلَاهُمَا فَلَا تَقُلْ لَهُمَا أُفٍّ وَلَا تَنْهَرْهُمَا وَقُلْ لَهُمَا قَوْلًا كَرِيمًا) [الإسراء23]
والصلاة والسلام على محمد واله الطيبين الطاهرين
ليس من الغريب أنْ يعشق أحدهم مولاه صاحب العصر والزمان، إذ هو مظهر للجمال الإلهي بما للكلمة من معنى..
وهذا العشق قد يجعل المؤمن يهيم في حبه، ولا يقرّ له قرار لفراقه.
ولكن، هل يصح أنْ يصل العشق بالمؤمنة إلى أنْ تترك الزواج، بحجة أنّها ترغب بالزواج بالإمام المهدي (عجل الله تعالى فرجه) لتكون له زوجة وديعة وخادمة مطيعة؟
الجواب:
إنّ هذا، وبدون أدنى شك، لا يصح، وذلك للأسباب التالية:
أولاً: إنّ الترغيب بالزواج مطلقٌ في الروايات الشريفة، لم يُستثن منه زمن دون آخر، ولا فرد دون آخر..
وبالتالي فالرغبة عن الزواج بحجة انتظار الزواج بالمهدي (عليه السلام) خلاف سنة النبي الأكرم (صلى الله عليه وآله)، إذ لا سبيل إلى اللقاء به (عجل الله تعالى فرجه) فضلاً عن الزواج منه.
وهذا يعني أنّه لا ضمان لكون هذا التصرف مرضياً للإمام المهدي (عجل الله تعالى فرجه)..
ولا شك أنّ تزوّج الفتاة فيه إحياء لسنة النبي الأكرم (صلى الله عليه وآله)، فيكون مضمون المحبوبية له (عليه السلام).
وأيُّ عاقل يمكن أنْ يترك المضمون لأجل غير المضمون!؟
ثانياً: وماذا لو انتظرت الكثير من النسوة هذا الأمر!
ماذا لو نذرت الكثير من الفتيات أنفسهن للزواج به (عليه السلام)!؟
سوف تتعطل حياة كثير منهن، وحتى لو صحّ أنْ يتزوج المهدي بإحداهن، ولكن ما مصير الأخريات!
إنّ هذا الأمر يؤدي إلى الكثير من السلبيات، ومنها تعطيل إقامة أُسر مهدوية، وبالتالي سوف نخسر العديد من الفرص لتجهير منتظرين ممهدين للإمام المهدي (عليه السلام).
ثالثاً: ولو صحّ هذا الأمر، لكن ما هو الأمر الذي يضمن ظهور المهدي (عليه السلام) في حياة هذه الفتاة أو تلك؟
وقد تقول إحداهن: حتى لو لم أُدرك ظهوره، فسأكون من الراجعات زمن ظهوره!
ولكن ما الذي يضمن تأهلها لتكون من الراجعات؟
وحتى لو رجعت، فما هو الضمان لاختيار المهدي لها لتكون زوجة له؟
وهكذا لو ظهر (عليه السلام) في حياتها، فما هو الأمر الذي يضمن اختيار المهدي لها لتكون زوجة له؟
ثم ما هو الضمان لكون هذه الفتاة مؤهلة لتكون زوجة له (عليه السلام)؟
إنّ كل هذه الاسئلة تعني أنّ امتناع الفتاة عن الزواج بتلك الحجة، هو تفكير غير منطقي، وهو إلى الجنون أقرب منه إلى العقل.
رابعاً: إنّ المطلوب منا في زمن غيبة الإمام المهدي (عجل الله تعالى فرجه) كما هو صريح الروايات الشريفة، هو انتظاره الحركي، أي العمل على تمهيد الأرضية المناسبة للظهور، وكل فرد من موقعه..
ولا شك أنّ تعطيل المرأة نفسها عن الزواج لا يدخل تحت أي مفردة من مفردات الانتظار..
بل إنّ الانتظار منها يقتضي أنْ تتزوج وتكوّن أسرة، وتعمل على تربية أولادها تربية مهدوية، لتجعل منهم أنواراً يضيئون طريق التمهيد للظهور المبارك.
إنّ زواجها وتربيتها لأولادها تربيةً مهدوية، يحصد نتائج مزدوجة، تضمن لها إحراز نصف دينها، ويضمن للمجتمع إنتاج أفرادٍ يعملون على الإصلاح تمهيداً للظهور المبارك.
فيتحقق بذلك منها مفهوم الانتظار بمعناه الصحيح.
خامساً: وقد يكون هذا التصرف محرماً على الفتاة، خصوصاً إذا استلزم معصية الأبوين أو أحدهما وأذيتهما من جهة شفقتهما عليها لعدم زواجها
إذ لا شك أنّ هذا إضرار بنفسها، وهو ما يؤذي أبويها، والذي يدّعي انتظار مولاه وعشقه، لا بد أنْ يمتثل لقول الله تعالى:
(وَقَضَى رَبُّكَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا إِمَّا يَبْلُغَنَّ عِنْدَكَ الْكِبَرَ أَحَدُهُمَا أَوْ كِلَاهُمَا فَلَا تَقُلْ لَهُمَا أُفٍّ وَلَا تَنْهَرْهُمَا وَقُلْ لَهُمَا قَوْلًا كَرِيمًا) [الإسراء23]
تعليق