بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله ربّ العالمين والصلاة والسلام على محمّد وآله الطيبين الطاهرين واللعن الدائم على أعدائهم أجمعين إلى قيام يوم الدين
في كتاب (كشف الغمة)، قال : نقل انه (عليه السلام) اغتسل وخرج من داره في حلة فاخرة، وبزة طاهرة، ومحاسن سافرة، ونمسات ظاهرة، ونفحات ناشرة، ووجه يشرق حسنا، وشكله قد كمل صورة ومعنى، والاقبال يلوح من أعطافه، ونضرة النعيم تعرف في اطرافه، وقاضي القدر قد حكم ان السعادة من اوصافه، ثم ركب بغلة فارهة غير قطوف ، وسار مكتنفا من حاشيته وغاشيته بصفوف، فلو شاهده عبد مناف لأرغم بمفاخرته معاطس انوف، وعده واباه وجده احراز خصل الفخار يوم التفاخر بألوف، فعرض له في طريقه من محاويج اليهود هم في هدم قد انهكته العلة، وارتكبته الذلة، واهلكته القلة، وجلده يستر عظامه، وضعفه يقيد اقدامه، وضره قد ملك زمامه، وسوء حاله قد حبب اليه حمامه، وشمس الظهيرة تشوي شواه ، واخمصه تصافح ثرى ممشاه، وعذاب عزيريته قد عراه وطوا طواه، قد أضعف بطنه وطواه، وهو حامل جر مملوة ماء على مطاه، وحاله يعطف عليه القلوب القاسية عند مرآه فاستوقف الحسن (عليه السلام) وقال : يا بن رسول الله، انصفني؟
فقال الحسن بن علي (عليه السلام) : في أي شيء؟، فقال : جدك يقول : الدنيا سجن المؤمن، وجنة الكافر، وانت مؤمن وانا كافر، فما ارى الدنيا الى جنة تتنعم بها وتستلذ بها، وما اراها الا سجنا قد هلكني ضرها واتلفني فقرها.
فلما سمع الحسن (عليه السلام) كلامه اشرق عليه نور التأييد، واستخرج الجواب فهمه من خزانة علمه، وأوضح لليهودي خطأ ظنه، وخطل زعمه، وقال : يا شيخ، لو نظرت الى ما أعد الله لي وللمؤمنين في الدار الاخرة مما لا عين رأت ولا أذن سمعت لعلمت اني قبل انتقالي اليه في هذه الدنيا في سجن وضنك، ولو نظرت الى ما اعد الله لك ولكل كافر في الدار الاخرة من سعير نار الجحيم، ونكال العذاب المقيم، لرأيت انك قبل مصيرك اليه الآن في جنة واسعة، ونعمة جامعة.
الحمد لله ربّ العالمين والصلاة والسلام على محمّد وآله الطيبين الطاهرين واللعن الدائم على أعدائهم أجمعين إلى قيام يوم الدين
في كتاب (كشف الغمة)، قال : نقل انه (عليه السلام) اغتسل وخرج من داره في حلة فاخرة، وبزة طاهرة، ومحاسن سافرة، ونمسات ظاهرة، ونفحات ناشرة، ووجه يشرق حسنا، وشكله قد كمل صورة ومعنى، والاقبال يلوح من أعطافه، ونضرة النعيم تعرف في اطرافه، وقاضي القدر قد حكم ان السعادة من اوصافه، ثم ركب بغلة فارهة غير قطوف ، وسار مكتنفا من حاشيته وغاشيته بصفوف، فلو شاهده عبد مناف لأرغم بمفاخرته معاطس انوف، وعده واباه وجده احراز خصل الفخار يوم التفاخر بألوف، فعرض له في طريقه من محاويج اليهود هم في هدم قد انهكته العلة، وارتكبته الذلة، واهلكته القلة، وجلده يستر عظامه، وضعفه يقيد اقدامه، وضره قد ملك زمامه، وسوء حاله قد حبب اليه حمامه، وشمس الظهيرة تشوي شواه ، واخمصه تصافح ثرى ممشاه، وعذاب عزيريته قد عراه وطوا طواه، قد أضعف بطنه وطواه، وهو حامل جر مملوة ماء على مطاه، وحاله يعطف عليه القلوب القاسية عند مرآه فاستوقف الحسن (عليه السلام) وقال : يا بن رسول الله، انصفني؟
فقال الحسن بن علي (عليه السلام) : في أي شيء؟، فقال : جدك يقول : الدنيا سجن المؤمن، وجنة الكافر، وانت مؤمن وانا كافر، فما ارى الدنيا الى جنة تتنعم بها وتستلذ بها، وما اراها الا سجنا قد هلكني ضرها واتلفني فقرها.
فلما سمع الحسن (عليه السلام) كلامه اشرق عليه نور التأييد، واستخرج الجواب فهمه من خزانة علمه، وأوضح لليهودي خطأ ظنه، وخطل زعمه، وقال : يا شيخ، لو نظرت الى ما أعد الله لي وللمؤمنين في الدار الاخرة مما لا عين رأت ولا أذن سمعت لعلمت اني قبل انتقالي اليه في هذه الدنيا في سجن وضنك، ولو نظرت الى ما اعد الله لك ولكل كافر في الدار الاخرة من سعير نار الجحيم، ونكال العذاب المقيم، لرأيت انك قبل مصيرك اليه الآن في جنة واسعة، ونعمة جامعة.
تعليق