وفاء المعصوم (عليه السلام) لشيعته وأتباعه
بما أن الوفاء صفة شريفة، فلابد للمعصوم (عليه السلام) أن يكون حائزاً عليها، بل هو يحوز عليها بأكمل ما يمكن لهذه الصفة أن تتجلى في إنسان. وتنقل لنا كتب الحديث قصصاً رائعة ومؤثرة عن وفاء أئمتنا سلام الله عليهم، منها القصة المنقولة في كتاب الكافي عن أبي بصير، حيث تظهر هذه الحادثة كيف أن الإمام عليه السلام لا يفرط بعهد أو وعد وعده لأحد أتباعه رغم ثقل المسؤوليات وكثرة الإنشغالات وبعد المسافات. وتظهر هذه الحادثة أيضاً جنبة أخرى في المعصوم وهي اطلاعه على أحوال شيعته أينما كانوا بقدرة من الله عز وجل، وتدخله اللطفي لتغيير مصائرهم من الشقاء إلى السعادة. هذه القصة مليئة بالعبر، وهي تبرز الجانب العظيم للإسلام الذي يفتح المجال دائماً للتوبة، ولكنه يضع شروطاً حتى تتحقق من الإنسان التوبة الحقيقية. فإلى قصة الرجل الكوفي التائب مع الإمام الصادق عليه السلام:
عن أبي بصير قال: كان لي جار يتبع السلطان فأصاب مالاً، فأعدَّ قياناً[1] وكان يجمع الجميع إليه ويشرب المسكر ويؤذيني، فشكوته إلى نفسه غير مرَّة، فلم ينته فلمّا أن ألححت عليه فقال لي: يا هذا أنا رجلٌ مبتلىً وأنت رجلٌ معافى، فلو عرضتني لصاحبك رجوت أن ينقذني الله بك، فوقع ذلك له في قلبي فلمّا صرت إلى أبي عبد الله (عليه السلام) ذكرت له حاله، فقال لي: «إذا رجعت إلى الكوفة سيأتيك فقل له: يقول لك جعفر بن محمّد دع ما أنت عليه وأضمن لك على الله الجنّة» فلمّا رجعت إلى الكوفة أتاني فيمن أتى، فاحتبسته عندي حتّى خلا منزلي ثمَّ قلت له: يا هذا إنّي ذكرتك لأبي عبد الله جعفر بن محمّد الصادق (عليهما السلام) فقال لي: إذا رجعت إلي الكوفة سيأتيك فقل له: يقول لك جعفر بن محمّد: دع ما أنت عليه وأضمن لك على الله الجنّة، قال: فبكى[2] ثمّ قال لي: اللهِ لقد قال لك أبو عبد الله هذا؟ قال: فحلفت له أنّه قد قال لي ما قلت، فقال لي: حسبك[3] ومضى، فلمّا كان بعد أيّام بعث إليّ فدعاني وإذا هو خلف داره عريان، فقال لي: يا أبا بصير لا والله ما بقي في منزلي شيء إلاّ وقد أخرجته وأنا كما ترى، قال فمضيت إلى إخواننا فجمعت له ما كسوته به ثمَّ لم تأت عليه أيّام يسيرة حتّى بعث إليّ إنّي عليل فأتني فجعلت أختلف إليه واُعالجه حتّى نزل به الموت فكنت عنده جالساً وهو يجود[4] بنفسه، فغشي عليه غشية ثمّ أفاق، فقال لي: يا أبا بصير قد وفى صاحبك لنا، ثمَّ قبض - رحمة الله عليه - فلمّا حججت أتيت أبا عبد الله (عليه السلام) فاستأذنت عليه فلمّا دخلت قال لي ابتداءً من داخل البيت وإحدى رجلي في الصحن والاُخرى في دهليز داره: يا أبا بصير قد وفينا لصاحبك.
* إعداد قسم الانتاج الثقافي في شبكة المعارف الإسلامية
بما أن الوفاء صفة شريفة، فلابد للمعصوم (عليه السلام) أن يكون حائزاً عليها، بل هو يحوز عليها بأكمل ما يمكن لهذه الصفة أن تتجلى في إنسان. وتنقل لنا كتب الحديث قصصاً رائعة ومؤثرة عن وفاء أئمتنا سلام الله عليهم، منها القصة المنقولة في كتاب الكافي عن أبي بصير، حيث تظهر هذه الحادثة كيف أن الإمام عليه السلام لا يفرط بعهد أو وعد وعده لأحد أتباعه رغم ثقل المسؤوليات وكثرة الإنشغالات وبعد المسافات. وتظهر هذه الحادثة أيضاً جنبة أخرى في المعصوم وهي اطلاعه على أحوال شيعته أينما كانوا بقدرة من الله عز وجل، وتدخله اللطفي لتغيير مصائرهم من الشقاء إلى السعادة. هذه القصة مليئة بالعبر، وهي تبرز الجانب العظيم للإسلام الذي يفتح المجال دائماً للتوبة، ولكنه يضع شروطاً حتى تتحقق من الإنسان التوبة الحقيقية. فإلى قصة الرجل الكوفي التائب مع الإمام الصادق عليه السلام:
عن أبي بصير قال: كان لي جار يتبع السلطان فأصاب مالاً، فأعدَّ قياناً[1] وكان يجمع الجميع إليه ويشرب المسكر ويؤذيني، فشكوته إلى نفسه غير مرَّة، فلم ينته فلمّا أن ألححت عليه فقال لي: يا هذا أنا رجلٌ مبتلىً وأنت رجلٌ معافى، فلو عرضتني لصاحبك رجوت أن ينقذني الله بك، فوقع ذلك له في قلبي فلمّا صرت إلى أبي عبد الله (عليه السلام) ذكرت له حاله، فقال لي: «إذا رجعت إلى الكوفة سيأتيك فقل له: يقول لك جعفر بن محمّد دع ما أنت عليه وأضمن لك على الله الجنّة» فلمّا رجعت إلى الكوفة أتاني فيمن أتى، فاحتبسته عندي حتّى خلا منزلي ثمَّ قلت له: يا هذا إنّي ذكرتك لأبي عبد الله جعفر بن محمّد الصادق (عليهما السلام) فقال لي: إذا رجعت إلي الكوفة سيأتيك فقل له: يقول لك جعفر بن محمّد: دع ما أنت عليه وأضمن لك على الله الجنّة، قال: فبكى[2] ثمّ قال لي: اللهِ لقد قال لك أبو عبد الله هذا؟ قال: فحلفت له أنّه قد قال لي ما قلت، فقال لي: حسبك[3] ومضى، فلمّا كان بعد أيّام بعث إليّ فدعاني وإذا هو خلف داره عريان، فقال لي: يا أبا بصير لا والله ما بقي في منزلي شيء إلاّ وقد أخرجته وأنا كما ترى، قال فمضيت إلى إخواننا فجمعت له ما كسوته به ثمَّ لم تأت عليه أيّام يسيرة حتّى بعث إليّ إنّي عليل فأتني فجعلت أختلف إليه واُعالجه حتّى نزل به الموت فكنت عنده جالساً وهو يجود[4] بنفسه، فغشي عليه غشية ثمّ أفاق، فقال لي: يا أبا بصير قد وفى صاحبك لنا، ثمَّ قبض - رحمة الله عليه - فلمّا حججت أتيت أبا عبد الله (عليه السلام) فاستأذنت عليه فلمّا دخلت قال لي ابتداءً من داخل البيت وإحدى رجلي في الصحن والاُخرى في دهليز داره: يا أبا بصير قد وفينا لصاحبك.
* إعداد قسم الانتاج الثقافي في شبكة المعارف الإسلامية
تعليق