يشكل البعض على التلبية للامام الحسين او الرسول و الأئمة عليهم الصلاة والسلام و أن قول (لبيك يا حسين)او (لبيك يا محمد)أو (لبيك يا علي)...الخ يعتبر من الشرك بالله تعالى، و كان استناد المثير لهذه الشبهة هو قول الحجاج في حج بيت الله الحرام (لبيك اللهم لبيك لبيك لا شريك لك لبيك) و يعتبر المثير لهذه الشبهة ان كلمة (لبيك) لا يجوز استعمالها لغير الله تعالى و من استعملها في غير هذا المورد فهو مشرك.
و الجواب على هذه الشبهة هو:
أولا: يجب ان نتعرف في معاجم اللغة العربية على معنى كلمة (لبيك) فنرى في معجم المعاني الجامع ان معنى كلمة لبيك هي (إِنِّي عَلَى طَاعَتِكَ مُقِيمٌ) _اي انا مستمر في طاعتك.
و ذكر صاحب كتاب المزهر في الصفحة (263) فقال: معنى لَبَّيك من الإلباب، ويقال: لَبّ الرجل بالمكان إذا أقام به، فمعنى لبيك أنا مقيم عند أمرك _اي مجيب لدعوتك في اي وقت_.
و عليه فان كلمة (لبيك) هي اظهار للإجابة من الداني الى العالي مثل الاب و الابن اذ ينادي الاب على ولده فيجيبه الابن لبيك يا ابي اي: (أنا مجيب لأمرك يا ابي).
و عند قول لبيك اللهم لبيك المراد منها (نحن على دوام الاجابة لله تعالى).
والنتيجة فإن كلمة (لبيك) مشتركة الاستعمال للمخلوق و الخالق و تستعمل من الداني الى العالي.
ثانيا: كلمة لبيك هي من الكلمات العربية البحت و كانت تستعمل في الشعر العربي منذ الجاهلية _قبل الاسلام_ و لم يذكر في التاريخ او معاجم اللغة ان هذه الكلمة دخلت في قضايا شركية او اختصت في استعمالها لله عز وجل، بل العكس من ذلك كله لانها كلمة عامة توضع في مورد احتياجها.
و لذلك فإننا حين قول (لبيك يا رسول الله) أو (لبيك يا حسين) مقصودنا هو أننا نجيبك يا رسول الله على دعوتك و نجيب الامام الحسين عليه السلام على دعوته و نصرته، و هذا لا ينافي او يعارض قول (لبيك اللهم لبيك).
فإظهار الطاعة أو الإجابة لله تعالى لا تمنع من إظهارها الى أوليائه الذين امر الله تعالى بطاعتهم في سورة (النساء:59): ( (أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الأَمرِ مِنكُم)).
قيس العامري
تعليق