بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله ربّ العالمين والصلاة والسلام على محمّد وآله الطيبين الطاهرين واللعن الدائم على أعدائهم أجمعين إلى قيام يوم الدين
هكذا كانت طبيعة الدنيا ولا زالت وستبقى، فكلّما كانت الشجرة مثمرة وثمرها لذيذ وشهي، فإنّها من الناس والصبيان بالحجارات أكثر فأكثر، فلا تحزن من إصابتك بأذى الآخرين، وظلمهم إياك ما دمت شجرةً مثمرة وثمرك حلو ولذيذ.
2 ـ ورد في الحديث الشريف: (حبّ الدنيا رأس كلّ خطيئة) والحب هو الميل ا لقلبي، فوعاء حبّ الدنيا قلبك، فماذا نفعل لنخرج حبّ الدنيا من قلوبنا؟
الطرق وإن كانت عديدة إلّا أنّ من أهمّها: ـ
1 ـ أن تفكّر بزوالها وعدم دوامها وبقائها لأحد.
2 ـ أن تفكّر في حقارتها ومتاعها القليل.
3 ـ أن تنظر إليها بنظرة العبرة والدرس لمن سبقك في الدنيا وما جرى عليه من هبوطها وصعودها.
4 ـ إنّما تغدر ولا تفي بأحد، ولا يأمن مكرها إلّا من جهلها وجهل خيانتها وغدرها ومكرها.
5 ـ لا راحة فيها، فالناس كلّهم في تعب ونصب ما داموا تعلّقوا بها وأحبّوها، ولم يزهدوا فيها.
6 ـ أن تنظر إلى تجارب الآخرين، وما جرى عليهم من محنها وفتنتها وبلاياها.
7 ـ أن تقرء الآيات والروايات وكلمات الحكماء والعلماء في مذّمتها وخسّتها ومتاعها القليل.
8 ـ أين الملوك وأبناء الملوك، وأين القصور وأين الترف والمترفون، كلهم صاروا في خبر كان، فلماذا أحبّ دنياً هذا مآلها وعاقبتها؟
9 ـ زهد فيها الأنبياء والأوصياء والصلحاء الزاهدين والشهداء والعارفين، فكيف أحبّها، فإنّه لو كانت جديرة بالحبّ لأحبّها الأولياء والأنبياء والمرسلين من آدم وإلى الخاتم عليهم السلام، بل ذمّوها وأبغضوها، إذا كانت ضرّة آخرتهم.
10 ـ وأفضل شيء للخلاص من حبّ الدنيا أن تملأ قلبك بحبّ هو أعظم وأتم من كلّ حب وميل قلبي، ألا وهو حبّ الله سبحانه وحبّ رسوله وحبّ عترته وأهل بيته الطاهرين عليهم السلام، فإنّه لا يجتمع في جوف واحد من قلبين: قلب يحبّ الله وقلب يحبّ الدّنيا.
3 ـ إنّ سوء الأخلاق كعجلة سيارة مثقوبة، فما دام السائق لم يبدلها بعجلة سليمة، أو يصلحها، فإنّ السيارة عاطلة ولا تتحرك، وإن تحركّت، فإنّها لا توصلك إلى المقصد والمقصود، فلابدّ من تبديل أو إصلاحها سوء الخلق بالحُسن والإصلاح.
4 ـ قال أحد العارفين لتلامذته: اخدعوا الدنيا.. قالوا: وكيف ذلك؟ قال: كلوا خبزها وتمتعوا بمتاعها واعملوا للآخرة.
5 ـ قال أمير المؤمنين علي عليه السلام: أسعد الناس من ترك لذّة فانية، للذّة باقية.
6 ـ عن الحسين بن مصعب قال: سمعت أبا عبد الله الإمام الصادق عليه السلام يقول: ثلاثة لا عذر لأحد فيها ـ أي من الواجب الذي لا يُعذر في تركه بمعاذير وأعذار:
1 ـ أداء الأمانة إلى البّر والفاجر.
2 ـ والوفاء بالعهد إلى البّر والفاجر.
3 ـ وبرّ الوالدين برّين كانا أو فاجرين.
فطوبى لمن كان باراً بوالديه في حياتهما وبعد مماتهما.
7 ـ إن الأدب وهو حسن الظاهر في الأفعال والأقوال وأنّه من منشأت الأخلاق وهي حسن الباطن بالملكات الفاضلة والصفات الحميدة والفضائل والمكارم، والإجتناب عن الرذائل وسوء الأعمال.
فالأدب: لم يكن بتزكية وشهادة المدارس الأكاديميّة ولا بالإجازات الحوزوية العلميّة، بل الأدب يعني: هبّة الأمن وإهداء الأمان لزوجتك بالوفاء والمودة والرحمة، وهبة المحبّة لأولادك، وهدية الخدمة الخالصة بالتواضع وجناح الذّل لوالديك، والعبودية المخلصة والطاعة الصادقة لربّك.. وأن تكون حامي الدين والوطن وشرف الأمة بدمك، وأن تكون في خدمة الناس ونفع شعبك وتنعّم المجتمع الإيماني والإنساني بأخلاقك الفاضلة وبفضلك وجودك وسخائك.
8 ـ لقد أمر الله نبيه وخليله إبراهيم عليه السلام في مقام الإبتلاء والإختبار على كبر سنه أن يذبح ولده إسماعيل على صغر سنّه ، وقام إبراهيم منفذاً ومطيعاً لأمر ربه، فتلّه للجبين وأمرر السكين على أوداجه، إلّا أنّه لم يعمل ونطق السكيني بلسان فصيح: الخليل يأمرني والجليل ينهاني، وخاطبه الله أن صدقت الرؤيا يا إبراهيم.
فسأل ربّه: ربّاه كيف لم يُذبح ولدي بيدي لأنال بذلك ثواب أعظم الإبتلاءات؟!
فكشف الله له عن أرض كربلاء المقدسة، فتجلّى في قلبه واقعة كربلاء، وكيف يذبح ولده الإمام الحسين عليه السلام على رمضائها مقطّع الاوصال، مرضوض الصدر والرأس فوق القنا محمول فتألم وبكى بأكثر ما يتألم من ذبح ولده إسماعيل عليهما السلام.
وفي الخبر: لو ذبح ولده إسماعيل لما تألم مثل ما تألم لذبح ولده الحسين عليه السلام، فأراد الله سبحانه بهذا البلاء الأعظم وبهذه المصيبة العظمى التي أبكت السماوات والأرضيين وحتى حور العين، أن ينال المقام الأعظم والرحمة العظمى، ألا وهي مقام الإمامة وأنّه مفترض الطاعة (إني جاعلك للناس إماماً) وكان ذلك من طريق مصيبة الحسين والبكاء عليه، وربّما لم يصل إلى هذا المقام الأعظم من الإمامة بذبح ولده إسماعيل عليهما السلام، فطوبى للبكائين والمعزّين على سيد الشهداء، ولا سيما في محرم وصفر، وفي الفترة الأولى من محرم في كلّ عام، فلا يعلم الموالي والمحب المقيم للعزاء والشعائر الحسينية ماله من الثواب العظيم والأجر الجزيل في جنات ونهر في مقعد صدق عند مليك مقتدر، ما لا رأت عين ولا سمعت أذن وما لم يخطر على قلب بشر، ذلك لا ريب فيه هدى للمتقين الذين يؤمنون بالغيب، وبما كتب الله على عرشه بلون المعرفة: (إنّ الحسين مصباح هدىً وسفينة نجاة)...
الحمد لله ربّ العالمين والصلاة والسلام على محمّد وآله الطيبين الطاهرين واللعن الدائم على أعدائهم أجمعين إلى قيام يوم الدين
هكذا كانت طبيعة الدنيا ولا زالت وستبقى، فكلّما كانت الشجرة مثمرة وثمرها لذيذ وشهي، فإنّها من الناس والصبيان بالحجارات أكثر فأكثر، فلا تحزن من إصابتك بأذى الآخرين، وظلمهم إياك ما دمت شجرةً مثمرة وثمرك حلو ولذيذ.
2 ـ ورد في الحديث الشريف: (حبّ الدنيا رأس كلّ خطيئة) والحب هو الميل ا لقلبي، فوعاء حبّ الدنيا قلبك، فماذا نفعل لنخرج حبّ الدنيا من قلوبنا؟
الطرق وإن كانت عديدة إلّا أنّ من أهمّها: ـ
1 ـ أن تفكّر بزوالها وعدم دوامها وبقائها لأحد.
2 ـ أن تفكّر في حقارتها ومتاعها القليل.
3 ـ أن تنظر إليها بنظرة العبرة والدرس لمن سبقك في الدنيا وما جرى عليه من هبوطها وصعودها.
4 ـ إنّما تغدر ولا تفي بأحد، ولا يأمن مكرها إلّا من جهلها وجهل خيانتها وغدرها ومكرها.
5 ـ لا راحة فيها، فالناس كلّهم في تعب ونصب ما داموا تعلّقوا بها وأحبّوها، ولم يزهدوا فيها.
6 ـ أن تنظر إلى تجارب الآخرين، وما جرى عليهم من محنها وفتنتها وبلاياها.
7 ـ أن تقرء الآيات والروايات وكلمات الحكماء والعلماء في مذّمتها وخسّتها ومتاعها القليل.
8 ـ أين الملوك وأبناء الملوك، وأين القصور وأين الترف والمترفون، كلهم صاروا في خبر كان، فلماذا أحبّ دنياً هذا مآلها وعاقبتها؟
9 ـ زهد فيها الأنبياء والأوصياء والصلحاء الزاهدين والشهداء والعارفين، فكيف أحبّها، فإنّه لو كانت جديرة بالحبّ لأحبّها الأولياء والأنبياء والمرسلين من آدم وإلى الخاتم عليهم السلام، بل ذمّوها وأبغضوها، إذا كانت ضرّة آخرتهم.
10 ـ وأفضل شيء للخلاص من حبّ الدنيا أن تملأ قلبك بحبّ هو أعظم وأتم من كلّ حب وميل قلبي، ألا وهو حبّ الله سبحانه وحبّ رسوله وحبّ عترته وأهل بيته الطاهرين عليهم السلام، فإنّه لا يجتمع في جوف واحد من قلبين: قلب يحبّ الله وقلب يحبّ الدّنيا.
3 ـ إنّ سوء الأخلاق كعجلة سيارة مثقوبة، فما دام السائق لم يبدلها بعجلة سليمة، أو يصلحها، فإنّ السيارة عاطلة ولا تتحرك، وإن تحركّت، فإنّها لا توصلك إلى المقصد والمقصود، فلابدّ من تبديل أو إصلاحها سوء الخلق بالحُسن والإصلاح.
4 ـ قال أحد العارفين لتلامذته: اخدعوا الدنيا.. قالوا: وكيف ذلك؟ قال: كلوا خبزها وتمتعوا بمتاعها واعملوا للآخرة.
5 ـ قال أمير المؤمنين علي عليه السلام: أسعد الناس من ترك لذّة فانية، للذّة باقية.
6 ـ عن الحسين بن مصعب قال: سمعت أبا عبد الله الإمام الصادق عليه السلام يقول: ثلاثة لا عذر لأحد فيها ـ أي من الواجب الذي لا يُعذر في تركه بمعاذير وأعذار:
1 ـ أداء الأمانة إلى البّر والفاجر.
2 ـ والوفاء بالعهد إلى البّر والفاجر.
3 ـ وبرّ الوالدين برّين كانا أو فاجرين.
فطوبى لمن كان باراً بوالديه في حياتهما وبعد مماتهما.
7 ـ إن الأدب وهو حسن الظاهر في الأفعال والأقوال وأنّه من منشأت الأخلاق وهي حسن الباطن بالملكات الفاضلة والصفات الحميدة والفضائل والمكارم، والإجتناب عن الرذائل وسوء الأعمال.
فالأدب: لم يكن بتزكية وشهادة المدارس الأكاديميّة ولا بالإجازات الحوزوية العلميّة، بل الأدب يعني: هبّة الأمن وإهداء الأمان لزوجتك بالوفاء والمودة والرحمة، وهبة المحبّة لأولادك، وهدية الخدمة الخالصة بالتواضع وجناح الذّل لوالديك، والعبودية المخلصة والطاعة الصادقة لربّك.. وأن تكون حامي الدين والوطن وشرف الأمة بدمك، وأن تكون في خدمة الناس ونفع شعبك وتنعّم المجتمع الإيماني والإنساني بأخلاقك الفاضلة وبفضلك وجودك وسخائك.
8 ـ لقد أمر الله نبيه وخليله إبراهيم عليه السلام في مقام الإبتلاء والإختبار على كبر سنه أن يذبح ولده إسماعيل على صغر سنّه ، وقام إبراهيم منفذاً ومطيعاً لأمر ربه، فتلّه للجبين وأمرر السكين على أوداجه، إلّا أنّه لم يعمل ونطق السكيني بلسان فصيح: الخليل يأمرني والجليل ينهاني، وخاطبه الله أن صدقت الرؤيا يا إبراهيم.
فسأل ربّه: ربّاه كيف لم يُذبح ولدي بيدي لأنال بذلك ثواب أعظم الإبتلاءات؟!
فكشف الله له عن أرض كربلاء المقدسة، فتجلّى في قلبه واقعة كربلاء، وكيف يذبح ولده الإمام الحسين عليه السلام على رمضائها مقطّع الاوصال، مرضوض الصدر والرأس فوق القنا محمول فتألم وبكى بأكثر ما يتألم من ذبح ولده إسماعيل عليهما السلام.
وفي الخبر: لو ذبح ولده إسماعيل لما تألم مثل ما تألم لذبح ولده الحسين عليه السلام، فأراد الله سبحانه بهذا البلاء الأعظم وبهذه المصيبة العظمى التي أبكت السماوات والأرضيين وحتى حور العين، أن ينال المقام الأعظم والرحمة العظمى، ألا وهي مقام الإمامة وأنّه مفترض الطاعة (إني جاعلك للناس إماماً) وكان ذلك من طريق مصيبة الحسين والبكاء عليه، وربّما لم يصل إلى هذا المقام الأعظم من الإمامة بذبح ولده إسماعيل عليهما السلام، فطوبى للبكائين والمعزّين على سيد الشهداء، ولا سيما في محرم وصفر، وفي الفترة الأولى من محرم في كلّ عام، فلا يعلم الموالي والمحب المقيم للعزاء والشعائر الحسينية ماله من الثواب العظيم والأجر الجزيل في جنات ونهر في مقعد صدق عند مليك مقتدر، ما لا رأت عين ولا سمعت أذن وما لم يخطر على قلب بشر، ذلك لا ريب فيه هدى للمتقين الذين يؤمنون بالغيب، وبما كتب الله على عرشه بلون المعرفة: (إنّ الحسين مصباح هدىً وسفينة نجاة)...
تعليق