بسم الله الرحمن الرحيم
والصلاة والسلام على محمد وآله الطاهرين واللعن الدائم على
أعداهم ،
ومخالفيهم ، ومعانديهم ، وظالميهم ، ومنكري فضائلهم ومناقبهم ،
ومدّعي مقامهم ومراتبهم ،
من الأولين والأخرين أجمعين إلى يوم الدين وبعد : جاء تمام نهج البلاغة ج 1 ص 3
أن رجل
قام رجل فقال : يا ابن عمّ خير خلق اللّه ، هل للصلاة تأويل غير التعبّد ؟ .
فقال عليه السلام :
إِعْلَمْ يَا هذَا الرَّجُلُ ، أَنَّ اللَّهَ تَبَارَكَ وَ تَعَالى مَا بَعَثَ نَبِيَّهُ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ بِأَمْرٍ مِنَ الأُمُورِ إِلاَّ وَ لَهُ مُتَشَابِهٌ وَ تَأْويلٌ وَ تَنْزيلٌ ، وَ كُلُّ ذَلِكَ عَلَى التَّعَبُّدِ .
فَمَنْ لَمْ يَعْرِفْ تَأْويلَ صَلاَتِهِ فَصَلاَتُهُ كُلُّهَا خِدَاعٌ ، نَاقِصَةٌ غَيْرُ تَامَّةٍ .
فقال الرجل : يا ابن عمّ خير خلق اللّه ، ما معنى رفع يديك في التكبيرة الأولى ؟ .
فقال عليه السلام :
قَوْلُهُ : اللَّهُ أَكْبَرُ ، يَعْني الْوَاحِدُ الأَحَدُ الَّذي لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْ ءٍ ، لاَ يُقَاسُ بِشَيْ ءٍ ، وَ لاَ يُلْتَبَسُ
بِالأَجْنَاسِ ، وَ لاَ يُدْرَكُ بِالْحَوَاسِّ .
فقال الرجل : يا ابن عمّ خير خلق اللّه ، ما معنى مدّ عنقك في الركوع ؟ .
فقال عليه السلام :
تَأْويلُهُ ، آمَنْتُ بِوَحْدَانِيَّتِكَ وَ لَوْ ضَرَبْتَ عُنُقي .
فقال الرجل : يا ابن عمّ خير خلق اللّه ، ما معنى السجدة الأولى ؟ .
فقال عليه السلام :
تَأْويلُهُ ، اَللَّهُمَّ إِنَّكَ مِنْهَا خَلَقْتَني ، يَعني مِنَ الأَرْضِ .
وَ رَفْعُ رَأْسِكَ : وَ مِنْهَا أَخْرَجْتَنَا .
وَ السُّجْدَةُ الثَّانِيَةُ : وَ إِلَيْهَا تُعيدُنَا .
وَ رَفْعُ رَأْسِكَ مِنَ الثَّانِيَةِ : وَ مِنْهَا تُخْرِجُنَا تَارَةً أُخْرى .
فقال الرجل : يا ابن عمّ خير خلق اللّه ، ما معنى رفع رجلك اليمنى و طرحك اليسرى في التشهد ؟
فقال عليه السلام :
تَأْويلُهُ ، اَللَّهُمَّ أَمِتِ الْبَاطِلَ وَ أَحْي الْحَقِّ .
تعليق