قال السجاد (ع) : إذا رأيتم الرجل قد حسن سمته وهديه ، وتماوت في منطقه ، وتخاضع في حركاته ، فرويدا لا يغرّنكم ، فما أكثر من يعجزه تناول الدنيا وركوب الحرام منها لضعف نيته ومهانته وجبن قلبه فنصب الدين فخا لها ، فهو لا يزال يختل الناس بظاهره فإن تمكن من حرام اقتحمه ،
وإذا وجدتموه يعفّ عن المال الحرام فرويدا لا يغرّنكم فإنّ شهوات الخلق مختلفة فما أكثر من ينبو عن المال الحرام وإن كثر ، ويحمل نفسه على شوهاء قبيحة فيأتي منها محرّما ،
فإذا وجدتموه يعفّ عن ذلك فرويدا لا يغرّكم حتى تنظروا ما عقده عقله ، فما أكثر من ترك ذلك أجمع ثم لا يرجع إلى عقل متين ، فيكون ما يفسده بجهله أكثر مما يصلحه بعقله ،
فإذا وجدتم عقله متينا فرويدا لا يغرّكم حتى تنظروا أمع هواه يكون على عقله ، أو يكون مع عقله على هواه ؟.. وكيف محبته للرئاسات الباطلة وزهده فيها ؟.. فإن في الناس من خسر الدنيا والآخرة يترك الدنيا للدنيا ، ويرى لذة الرئاسة الباطلة أفضل من لذة الأموال والنعم المباحة المحلّلة ، فيترك ذلك أجمع طلبا للرئاسة حتى إذا قيل له : اتق الله أخذته العزة بالإثم فحسبه جهنم ولبئس المهاد ، فهو يخبط خبط عشواء يقوده أول باطل إلى أبعد غايات الخسارة ، ويمده ربه بعد طلبه لما لا يقدر عليه في طغيانه ، فهو يحل ما حرّم الله ويحرّم ما أحلّ الله ، لا يبالي بما فات من دينه إذا سلمت له رئاسته التي قد يتّقي من أجلها ، فأولئك الذين غضب الله عليهم ولعنهم وأعدّ لهم عذابا مهينا ،
ولكن الرجل كل الرجل نِعْمَ الرجل هو الذي جعل هواه تبعا لأمر الله ، وقواه مبذولة في رضى الله ، يرى الذلّ مع الحق أقرب إلى عزّ الأبد من العزّ في الباطل ، ويعلم أن قليل ما يحتمله من ضرّائها يؤديه إلى دوام النعيم في دار لا تبيد ولا تنفد ، وإنّ كثير ما يلحقه من سرّائها إن اتبع هواه يرديه إلى عذاب لا انقطاع له ولا يزول ،
فذلكم الرجل نِعْمَ الرجل ، فبه فتمسّكوا ، وبسنّته فاقتدوا ، وإلى ربكم به فتوسّلوا ، فإنه لا تُردّ له دعوة ، ولا تخيب له طلبة
وإذا وجدتموه يعفّ عن المال الحرام فرويدا لا يغرّنكم فإنّ شهوات الخلق مختلفة فما أكثر من ينبو عن المال الحرام وإن كثر ، ويحمل نفسه على شوهاء قبيحة فيأتي منها محرّما ،
فإذا وجدتموه يعفّ عن ذلك فرويدا لا يغرّكم حتى تنظروا ما عقده عقله ، فما أكثر من ترك ذلك أجمع ثم لا يرجع إلى عقل متين ، فيكون ما يفسده بجهله أكثر مما يصلحه بعقله ،
فإذا وجدتم عقله متينا فرويدا لا يغرّكم حتى تنظروا أمع هواه يكون على عقله ، أو يكون مع عقله على هواه ؟.. وكيف محبته للرئاسات الباطلة وزهده فيها ؟.. فإن في الناس من خسر الدنيا والآخرة يترك الدنيا للدنيا ، ويرى لذة الرئاسة الباطلة أفضل من لذة الأموال والنعم المباحة المحلّلة ، فيترك ذلك أجمع طلبا للرئاسة حتى إذا قيل له : اتق الله أخذته العزة بالإثم فحسبه جهنم ولبئس المهاد ، فهو يخبط خبط عشواء يقوده أول باطل إلى أبعد غايات الخسارة ، ويمده ربه بعد طلبه لما لا يقدر عليه في طغيانه ، فهو يحل ما حرّم الله ويحرّم ما أحلّ الله ، لا يبالي بما فات من دينه إذا سلمت له رئاسته التي قد يتّقي من أجلها ، فأولئك الذين غضب الله عليهم ولعنهم وأعدّ لهم عذابا مهينا ،
ولكن الرجل كل الرجل نِعْمَ الرجل هو الذي جعل هواه تبعا لأمر الله ، وقواه مبذولة في رضى الله ، يرى الذلّ مع الحق أقرب إلى عزّ الأبد من العزّ في الباطل ، ويعلم أن قليل ما يحتمله من ضرّائها يؤديه إلى دوام النعيم في دار لا تبيد ولا تنفد ، وإنّ كثير ما يلحقه من سرّائها إن اتبع هواه يرديه إلى عذاب لا انقطاع له ولا يزول ،
فذلكم الرجل نِعْمَ الرجل ، فبه فتمسّكوا ، وبسنّته فاقتدوا ، وإلى ربكم به فتوسّلوا ، فإنه لا تُردّ له دعوة ، ولا تخيب له طلبة