بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله ربّ العالمين والصلاة والسلام على محمّد وآله الطيبين الطاهرين واللعن الدائم على أعدائهم أجمعين إلى قيام يوم الدين
بشر الحافي من الزهاد العرفاء المشهورين وقيل انه من أولاد الرؤساء والكتّاب وكان من أهل المعازف والملاهي فتاب.
وقد ادركه اللطف الإلهي ببركة الامام موسى بن جعفر (عليهما السلام).
(( في روضات الجنان – للخونساري: قال العلامة في منهاج الكرامة في سبب توبة بشر انه اجتاز مولانا الامام موسى بن جعفر (عليهما السلام) على داره ببغداد فسمع الملاهي واصوات الغناء تخرج من الدار، فخرجت جارية وبيدها قمامة فرمت بها في الدرب، فقال (عليه السلام) لها: يا جارية صاحب هذه الدار حر أم عبد؟ فقالت: حر! فقال: صدقتِ لو كان عبداً خاف من مولاه، فلما دخلت قال مولاها وهو على مائدة السكر: ما ابطأك؟ فقالت: حدثني رجل بكذا وكذا ... فخرج حافياً حتى لقي مولانا الكاظم عليه السلام فتاب على يده واعتذر وبكى لديه استحياءاً من عمله))
وروي في سبب استحقاق اللطف بالتوبة ((انه أصاب في الطريق قطعة فيها مكتوب ((بسم الله الرحمن الرحيم)) مرمّية على الأرض، فاخذها واشترى بدراهم كانت معه غالية فطيّب بها الورقة وجعلها في شق حائط، فرأى في النوم كأن قائلاً يقول: يا بشر طيّبت اسمي فلأطيّبن اسمك في الدنيا الآخرة، فلما اصبح تاب))[1]
وفي هذه الرواية اكثر من درس:
1- عدم اليأس من التوبة والرجوع الى الله تعالى فإن باب التوبة مفتوح فمثل بشر الحافي الذي كان غارقاً في المعاصي والفجور وفي عيش رغيد يصبح بكلمة واحدة صدرت من قلب مخلص من كبار الزهاد العارفين، قال تعالى: (قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِن رَّحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعاً) (الزمر:53) وضرب الله تعالى مثلاً مادياً لانبعاث الحياة المعنوية في القلب والنفس بكلمة طيبة او فعل حسن بعد موتها بالذنوب والمعاصي، قال تعالى (وَتَرَى الْأَرْضَ هَامِدَةً فَإِذَا أَنزَلْنَا عَلَيْهَا الْمَاء اهْتَزَّتْ وَرَبَتْ وَأَنبَتَتْ مِن كُلِّ زَوْجٍ بَهِيجٍ) (الحج:5) وقال تعالى (أَوَلَمْ يَرَوْا أَنَّا نَسُوقُ الْمَاء إِلَى الْأَرْضِ الْجُرُزِ فَنُخْرِجُ بِهِ زَرْعاً تَأْكُلُ مِنْهُ أَنْعَامُهُمْ وَأَنفُسُهُمْ أَفَلَا يُبْصِرُونَ) (السجدة:27) والجرز الأرض التي لا نبات فيها من الأصل.
2- عدم التقصير في أداء فريضة الامر بالمعروف والنهي عن المنكر واستثمار كل فرصة للقيام بها ولابد من اختيار الوسيلة المناسبة التي تؤثر في الآخر وتجلبه الى الهداية والصلاح من غير استفزاز واحتقار، فلنأخذ الدرس في ذلك من الامام موسى بن جعفر (عليهما السلام).
3- عدم استصغار أي عمل خير او معروف فربما يكون هذا العمل سبباً لنيل رضى الله تبارك وتعالى ولبركات تفيض عليه في الدنيا والآخرة، وفي الحديث (ان الله أخفى رضاه في طاعته) أي ان الطاعات التي توجب الثواب والأجر كثيرة لكن بعضها يوجب أكثر من ذلك وهو رضى الله تعالى (وَرِضْوَانٌ مِّنَ اللّهِ أَكْبَرُ) (التوبة:72) ونحن لا نعلم ذلك البعض فلابد ان لا نقصر في أداء أي طاعة او احسان او خير لاحتمال كونه موجباً لرضوان الله تعالى.
------------
[1] - الكنى والالقاب للشيخ عباس القمي: 2/166
الحمد لله ربّ العالمين والصلاة والسلام على محمّد وآله الطيبين الطاهرين واللعن الدائم على أعدائهم أجمعين إلى قيام يوم الدين
بشر الحافي من الزهاد العرفاء المشهورين وقيل انه من أولاد الرؤساء والكتّاب وكان من أهل المعازف والملاهي فتاب.
وقد ادركه اللطف الإلهي ببركة الامام موسى بن جعفر (عليهما السلام).
(( في روضات الجنان – للخونساري: قال العلامة في منهاج الكرامة في سبب توبة بشر انه اجتاز مولانا الامام موسى بن جعفر (عليهما السلام) على داره ببغداد فسمع الملاهي واصوات الغناء تخرج من الدار، فخرجت جارية وبيدها قمامة فرمت بها في الدرب، فقال (عليه السلام) لها: يا جارية صاحب هذه الدار حر أم عبد؟ فقالت: حر! فقال: صدقتِ لو كان عبداً خاف من مولاه، فلما دخلت قال مولاها وهو على مائدة السكر: ما ابطأك؟ فقالت: حدثني رجل بكذا وكذا ... فخرج حافياً حتى لقي مولانا الكاظم عليه السلام فتاب على يده واعتذر وبكى لديه استحياءاً من عمله))
وروي في سبب استحقاق اللطف بالتوبة ((انه أصاب في الطريق قطعة فيها مكتوب ((بسم الله الرحمن الرحيم)) مرمّية على الأرض، فاخذها واشترى بدراهم كانت معه غالية فطيّب بها الورقة وجعلها في شق حائط، فرأى في النوم كأن قائلاً يقول: يا بشر طيّبت اسمي فلأطيّبن اسمك في الدنيا الآخرة، فلما اصبح تاب))[1]
وفي هذه الرواية اكثر من درس:
1- عدم اليأس من التوبة والرجوع الى الله تعالى فإن باب التوبة مفتوح فمثل بشر الحافي الذي كان غارقاً في المعاصي والفجور وفي عيش رغيد يصبح بكلمة واحدة صدرت من قلب مخلص من كبار الزهاد العارفين، قال تعالى: (قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِن رَّحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعاً) (الزمر:53) وضرب الله تعالى مثلاً مادياً لانبعاث الحياة المعنوية في القلب والنفس بكلمة طيبة او فعل حسن بعد موتها بالذنوب والمعاصي، قال تعالى (وَتَرَى الْأَرْضَ هَامِدَةً فَإِذَا أَنزَلْنَا عَلَيْهَا الْمَاء اهْتَزَّتْ وَرَبَتْ وَأَنبَتَتْ مِن كُلِّ زَوْجٍ بَهِيجٍ) (الحج:5) وقال تعالى (أَوَلَمْ يَرَوْا أَنَّا نَسُوقُ الْمَاء إِلَى الْأَرْضِ الْجُرُزِ فَنُخْرِجُ بِهِ زَرْعاً تَأْكُلُ مِنْهُ أَنْعَامُهُمْ وَأَنفُسُهُمْ أَفَلَا يُبْصِرُونَ) (السجدة:27) والجرز الأرض التي لا نبات فيها من الأصل.
2- عدم التقصير في أداء فريضة الامر بالمعروف والنهي عن المنكر واستثمار كل فرصة للقيام بها ولابد من اختيار الوسيلة المناسبة التي تؤثر في الآخر وتجلبه الى الهداية والصلاح من غير استفزاز واحتقار، فلنأخذ الدرس في ذلك من الامام موسى بن جعفر (عليهما السلام).
3- عدم استصغار أي عمل خير او معروف فربما يكون هذا العمل سبباً لنيل رضى الله تبارك وتعالى ولبركات تفيض عليه في الدنيا والآخرة، وفي الحديث (ان الله أخفى رضاه في طاعته) أي ان الطاعات التي توجب الثواب والأجر كثيرة لكن بعضها يوجب أكثر من ذلك وهو رضى الله تعالى (وَرِضْوَانٌ مِّنَ اللّهِ أَكْبَرُ) (التوبة:72) ونحن لا نعلم ذلك البعض فلابد ان لا نقصر في أداء أي طاعة او احسان او خير لاحتمال كونه موجباً لرضوان الله تعالى.
------------
[1] - الكنى والالقاب للشيخ عباس القمي: 2/166
تعليق