اشتمل القرآن الكريم على الكثير من القصص و المخاطبات التي احتوت و تضمنت في طياتها على الكثير من العبر و المواعظ .ولدينا اية من كتاب الله الحكيم لها صدع كبير في ساحة الاعجاز مشرعة لنا أبواب التفكر في قدرة الله و حكمته في تدبير الأمور. يقول الله تبارك و تعالى في سورة مريم آية رقم (12)" وَآتَيْنَاهُ الْحُكْمَ صَبِيًّا " و تجسيدا لهذه الآية المباركة نروي رواية عن روح الله المسيح عيسى بن مريم على نبينا و آله و عليه السلام تعمق فينا التدبر في عظمة الله و قدرته في تسيير مجريات هذا الكون الزاخر بالعجائب و الغرائب التي على الرغم من تطور الانسان في شتى مجالات الحياة و مختلف روافد المعرفة لم يصل الانسان الى جوهر وجودها وكنه مقدرتها.
عن أبي الجارود ، عن أبي جعفر عليه السلام قال : لما ولد عيسى بن مريم عليه السلام كان ابن يوم كأنه ابن شهرين ، فلما كان ابن سبعة أشهر أخذت والدته بيده وجاءت به إلى الكتاب وأقعدته بين يدي المؤدب ، فقال له المؤدب : قل : بسم الله الرحمن الرحيم ، فقال عيسى عليه السلام : بسم الله الرحمن الرحيم ، فقال له المؤدب : قل : أبجد ، فرفع عيسى رأسه فقال : وهل تدري ما أبجد ؟ فعلاه بالدرة ليضربه ، فقال يا مؤدب لاتضربني إن كنت تدري وإلا فاسألني حتى أفسر لك ، فقال : فسر لي ، فقال عيسى : أما الالف آلاء الله ، والباء بهجة الله ، والجيم جمال الله ، والدال دين الله " هوز " الهاء هول جهنم ، والواو ويل لاهل النار ، والزاء زفير جهنم " حطي " حطت الخطايا عن المستغفرين " كلمن " كلام الله لا مبدل لكلماته " سعفص " صاع بصاع والجزاء بالجزاء " قرشت " قرشهم ، فحشرهم ، فقال المؤدب : أيتها المرأة خذي بيد ابنك فقد علم ، ولا حاجة له في المؤدب . (1)
المصادر:
البحار ج13 ص286
تعليق