اللهم صل على محمد وآل محمد
قال إبن حَیُّون المغربي:
وَ سَأَلَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ (أي الإمام جعفر بن محمد الصَّادق (عليه السَّلام)) صلوات الله عليه الْمُفَضَّلَ عَنْ أَصْحَابِهِ بِالْكُوفَةِ؟
وَ سَأَلَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ (أي الإمام جعفر بن محمد الصَّادق (عليه السَّلام)) صلوات الله عليه الْمُفَضَّلَ عَنْ أَصْحَابِهِ بِالْكُوفَةِ؟
فَقَالَ:
هُمْ قَلِيلٌ.
هُمْ قَلِيلٌ.
فَبَلَغَهُمْ ذَلِكَ، فَلَمَّا قَدِمَ عَلَيْهِمْ نَالُوا مِنْهُ وَ امْتَهَنُوهُ وَ هَمُّوا بِهِ (هموا بضربه) وَ تَوَعَّدُوهُ، فَبَلَغَ ذَلِكَ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ صلوات الله عليه، فَلَمَّا انْصَرَفَ قَالَ لَهُ:
"مَا هَذَا الَّذِي بَلَغَنِي"؟
"مَا هَذَا الَّذِي بَلَغَنِي"؟
قَالَ: وَ مَا عَلَيَّ مِنْ قَوْلِهِمْ جُعِلْتُ فِدَاكَ.
قَالَ:
"أَجَلْ، بَلْ ذَلِكَ عَلَيْهِمْ، وَ اللَّهِ مَا هُمْ لَنَا بِشِيعَةٍ، وَ لَوْ كَانُوا لَنَا شِيعَةً مَا غَضِبُوا مِنْ قَوْلِكَ وَ لَا اشْمَأَزُّوا مِنْهُ، وَ لَقَدْ وَصَفَ اللَّهُ شِيعَتَنَا بِغَيْرِ مَا هُمْ عَلَيْهِ، وَ مَا شِيعَةُ جَعْفَرٍ إِلَّا مَنْ كَفَّ لِسَانَهُ، وَ عَمِلَ لِخَالِقِهِ، وَ رَجَا سَيِّدَهُ، وَ خَافَ اللَّهَ حَقَّ خِيفَتِهِ، حَتَّى يَصِيرَ كَالْحَنِيَّةِ (أي القوس) مِنْ كَثْرَةِ الصَّلَاةِ، وَ كَالنَّاقِه (النَّاقِه: المريض الذي صحى من مرضه بعد ما ألمَّ به زمناً طويلاً و لا زال نحيلاً.) مِنْ شِدَّةِ الْخَوْفِ، وَ كَالضَّرِير ِ(الذي ذهب بصره.) مِنَ الْخُشُوعِ، وَ كَالضَّانِي (الضاني: من نحل جسمه من شدة الضعف.) مِنْ كَثْرَةِ الصِّيَامِ، وَ كَالْأَخْرَسِ مِنْ طُولِ السُّكُوتِ.
"أَجَلْ، بَلْ ذَلِكَ عَلَيْهِمْ، وَ اللَّهِ مَا هُمْ لَنَا بِشِيعَةٍ، وَ لَوْ كَانُوا لَنَا شِيعَةً مَا غَضِبُوا مِنْ قَوْلِكَ وَ لَا اشْمَأَزُّوا مِنْهُ، وَ لَقَدْ وَصَفَ اللَّهُ شِيعَتَنَا بِغَيْرِ مَا هُمْ عَلَيْهِ، وَ مَا شِيعَةُ جَعْفَرٍ إِلَّا مَنْ كَفَّ لِسَانَهُ، وَ عَمِلَ لِخَالِقِهِ، وَ رَجَا سَيِّدَهُ، وَ خَافَ اللَّهَ حَقَّ خِيفَتِهِ، حَتَّى يَصِيرَ كَالْحَنِيَّةِ (أي القوس) مِنْ كَثْرَةِ الصَّلَاةِ، وَ كَالنَّاقِه (النَّاقِه: المريض الذي صحى من مرضه بعد ما ألمَّ به زمناً طويلاً و لا زال نحيلاً.) مِنْ شِدَّةِ الْخَوْفِ، وَ كَالضَّرِير ِ(الذي ذهب بصره.) مِنَ الْخُشُوعِ، وَ كَالضَّانِي (الضاني: من نحل جسمه من شدة الضعف.) مِنْ كَثْرَةِ الصِّيَامِ، وَ كَالْأَخْرَسِ مِنْ طُولِ السُّكُوتِ.
أَمْ هَلْ فِيهِمْ مَنْ قَدْ أَدْأَبَ (أدأب فلان إذا جدَّ و تعب، و الدأب العادة.) لَيْلَهُ مِنْ طُولِ الْقِيَامِ، وَ أَدْأَبَ نَهَارَهُ مِنَ الصِّيَامِ، أَوْ مَنَعَ نَفْسَهُ مِنْ لَذَّاتِ الدُّنْيَا وَ نَعِيمِهَا خَوْفاً مِنَ اللَّهِ وَ شَوْقاً إِلَيْنَا أَهْلَ الْبَيْتِ.
أَنَّى يَكُونُونَ لَنَا شِيعَةً وَ هُمْ يُخَاصِمُونَ عَدُوَّنَا فِينَا حَتَّى يَزِيدُوهُ عَدَاوَةً، وَ يَهِرُّونَ هَرِيرَ الْكِلَابِ (هرير الكلب: صوته دون نباحه من قلة صبره على البرد.)، وَ يَطْمَعُونَ طَمَعَ الْغُرَابِ.
أَمَا وَ اللَّهِ إِنَّهُ لَوْ لَا أَنِّي أَتَخَوَّفُ أَنْ أُغْرِيَهُمْ بِكَ لَأَمَرْتُكَ أَنْ تَدْخُلَ بَيْتَكَ وَ تُغْلِقَ بَابَكَ ثُمَّ لَا تَنْظُرَ لَهُمْ فِي وَجْهٍ مَا بَقِيتَ أَبَداً، وَ لَكِنْ إِذَا جَاءُوكَ تَائِبِينَ فَاقْبَلْ، فَإِنَّ اللَّهَ جَعَلَنَا بَقِيَّةً نَقْبَلُ التَّوْبَةَ عَنْ عِبَادِهِ".
--------------------
دعائم الإسلام (و ذكر الحلال و الحرام و القضايا و الأحكام): 1 / 58 ، لأبي حنيفة النعمان بن أبي عبد الله محمد بن منصور بن احمد بن حَیُّون المغربي، المتوفى سنة: 363 هجرية.
تعليق